سرطان البروستاتا يتصدر قائمة أمراض السرطان في بريطانيا

أكثر من 50 ألف رجل في إنجلترا أُصيبوا بسرطان البروستاتا عام 2023، وخبراء يؤكدون أهمية الكشف المبكر

اندبندنت عربية / رايتشل كلون

أظهر تحليل جديد أن سرطان البروستاتا أصبح الأكثر شيوعاً في المملكة المتحدة، بينما جددت مؤسسة خيرية بارزة دعوتها إلى إطلاق برنامج فحص وطني.

ووفقاً لبيانات هيئة خدمات الصحة الوطنية البريطانية شُخص 55 ألف رجل بسرطان البروستاتا في إنجلترا عام 2023، مقارنة بـ47 ألف حالة لسرطان الثدي في العام نفسه.

كما ذكر مركز “سرطان البروستاتا في المملكة المتحدة” Prostate Cancer UK أن حالات التشخيص تخطت سرطان الثدي عامي 2022 و2023، مع تسجيل زيادة بنسبة 25 في المئة في الحالات بين 2019 و2023.

ويأتي ذلك بعد زيادة الوعي بالمرض بفضل مشاركة عدد من الشخصيات البارزة، مثل ستيفن فراي ونيك أوين وكريس هوي، لتجاربهم الشخصية مع المرض.

وتقول مديرة خدمات الصحة والمساواة في مركز سرطان البروستاتا، كيارا دي بيازي، “تظهر هذه الأرقام الجديدة أن الوعي بالمرض في تزايد عبر المملكة المتحدة، ونحن فخورون بمساهمتنا في ذلك بالتعاون مع داعمينا وخدمات الصحة الوطنية”، مضيفة “أصبح مزيد من الرجال يدركون أخطار المرض، ويستشيرون أطباءهم في شأن اختبار المستضد النوعي للبروستاتا (PSA)، ثم يتخذون الخطوات اللازمة بناءً على ذلك”.

دفعت هذه البيانات المؤسسة إلى تجديد دعوتها إلى إطلاق برنامج فحص وطني شامل.

ولا تقدم هيئة خدمات الصحة الوطنية البريطانية اختبار المستضد النوعي للبروستاتا بصورة روتينية للكشف عن سرطان البروستاتا، لكنها تقول إنه قد يعرض على الأشخاص إجراء الاختبار إذا اعتقد الطبيب أنهم يعانون أعراض المرض، كما يمكن لأي شخص فوق سن الـ50 طلب إجراء الاختبار.

وتراجع اللجنة الوطنية للفحص في خدمات الصحة الوطنية الأدلة المتعلقة ببرامج الكشف عن سرطان البروستاتا.

وأوضحت السيدة دي بيازي “في الوقت الحالي لا يوجد برنامج فحص لسرطان البروستاتا، ولا يتمكن جميع الرجال من الحصول على فرصة عادلة للتشخيص المبكر.”

واستطردت “نواجه تبايناً كبيراً بين الشمال والجنوب في المملكة المتحدة، إذ من المحتمل أن يتلقى بعض المرضى تشخيصاً لمرض عضال في بعض المناطق أكثر من غيرها، كذلك فإن الرجال في المناطق الأكثر فقراً أقل قدرة على الحصول على العلاجات اللازمة.”

لكن المدير الوطني للسرطان في خدمات الصحة الوطنية، البروفيسور بيتر جونسون، قال “بفضل جهود موظفي خدمات الصحة الوطنية وحملات التوعية الفعالة أصبحنا نكتشف سرطان البروستاتا لدى مزيد من الرجال في مراحل مبكرة، مما يمنحهم أفضل فرصة ممكنة للحصول على العلاج اللازم”.

وذكر “نحن نعلم أن التوجه لإجراء فحوص البروستاتا قد يكون مقلقاً لبعضهم، لكنه قد ينقذ حياتك، لذلك نشجع الرجال على الاطلاع على نصائح أعراض سرطان البروستاتا على موقع الهيئة NHS.uk، ومراجعة طبيبهم إذا كانت لديهم مخاوف”.

وقال إيان فيليبسون، البالغ من العمر 66 سنة من برغهيل في هيريفوردشير، إنه قرر استشارة طبيبه في شأن فحص سرطان البروستاتا بعدما شاهد المقدم التلفزيوني نيك أوين يتحدث عن تجربته مع المرض.

وأضاف “قد أبدو مبالغاً عندما أقول إن نيك أوين أنقذ حياتي، لكن من يدري متى أو إذا كنت سأكتشف إصابتي بسرطان البروستاتا لو لم أشاهده على التلفزيون في تلك الليلة.”

وأكمل “أجريت اختبارات عدة لقياس المستضد النوعي للبروستاتا في الدم، وكان الاختبار الثاني الذي أجريته في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 يظهر قراءة مرتفعة، وبعد إجراء إشعاعات بالرنين المغناطيسي والخزعات، شُخصت بسرطان البروستاتا في يناير (كانون الثاني) 2024، لم أصدق ذلك – لم أشعر بأي مرض أو كان لدي أي سبب للاشتباه في إصابتي بالسرطان، لو لم أكن أشاهد التلفزيون في ذلك اليوم، ربما لما أجريت الفحص أبداً”.

وقال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية “هذه لحظة مقلقة، وعلى رغم زيادة عدد الرجال الذين يخضعون للفحص، فإنهم يواجهون تأخيرات طويلة في التشخيص والعلاج”.

وأضاف “من خلال خطتنا للتغيير، نسعى إلى الكشف المبكر عن السرطان وتقديم العلاج بسرعة أكبر – من خلال تمديد ساعات عمل مراكز التشخيص المجتمعية، وإطلاق 17 مركزاً جراحياً جديداً في مختلف أنحاء البلاد، إضافة إلى الاستثمار في الأبحاث العلمية.”

© The Independent

المزيد عن: سرطان البروستاتاهيئة خدمات الصحة البريطانيةالكشف المبكرأمراض السرطانأخبار بريطانيا