مقر الكرملين وأبراجه في وسط مدينة موسكو (أ ف ب) بأقلامهم سامي عمارة يكتب عن: الإعلام الروسي منحاز إلى إيران فما علاقة “الكرملين”؟ by admin 16 أبريل، 2024 written by admin 16 أبريل، 2024 130 حذرت موسكو من اتساع نطاق المواجهة العسكرية في الشرق الأوسط اندبندنت عربية / سامي عمارة كاتب وصحافي الهجوم الإيراني على إسرائيل ليلة الـ14 من أبريل (نيسان) الجاري سابقة في التاريخ المعاصر، وقد حار كثير من المراقبين أمام احتمالات تطور الأحداث في المستقبل القريب، وباتت الاحتمالات مفتوحة على كل السيناريوهات، على رغم أن إسرائيل كانت البادئة بالعدوان، والرد الإيراني جاء انتقاماً على قصف إسرائيل لمبنى القنصلية الإيرانية لدى دمشق في الأول من أبريل الجاري. جاء الرد الإيراني في إطلاق أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ، منها 170 طائرة مسيرة و36 صاروخاً من طراز “كروز”، فضلاً عن عدد من الصواريخ الباليستية استهدفت بها الداخل الإسرائيلي، وقالت المصادر الإسرائيلية إنه لم يصل منها سوى بضعة صواريخ فحسب لم تتسبب إلا في “أضرار طفيفة”. “الكرملين” يدعو لضبط النفس سارع “الكرملين” إلى محاولة تهدئة الأطراف المعنية، ودعا إلى ضبط النفس وعدم الانسياق إلى محاولات تصعيد الصراع الإيراني – الإسرائيلي. وقال الناطق الرسمي باسم “الكرملين” دميتري بيسكوف إن بلاده “تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد التوترات بالمنطقة، وتدعو جميع الدول إلى ضبط النفس”. وكالة أنباء “ريا نوفوستي” نقلت عن بيسكوف قوله “إن مزيداً من التصعيد ليس في مصلحة أحد. ولذا فإن روسيا تدعو إلى حل جميع الخلافات عبر الوسائل السياسية والأساليب الدبلوماسية”. وفيما قال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري إن طهران أنجزت عملية “الوعد الحق” ولا تخطط لمواصلتها، لكن إذا اتخذت إسرائيل أي إجراءات، فإن العملية الإيرانية المقبلة ستكون أكبر من السابقة، قالت مصادر الحكومة الإسرائيلية “إن تل أبيب ستقرر اتخاذ مزيد من الإجراءات في المستقبل القريب”. وفي وقت كان مجلس الأمن يستعد لبدء اجتماعه المكرس لهذه القضية أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً جاء فيه “أنها تعرب عن قلقها البالغ إزاء تصعيد خطر آخر في المنطقة، وأنها حذرت مراراً وتكراراً من أن الفشل في حل الأزمات العديدة بالشرق الأوسط، بخاصة في منطقة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، التي كثيراً ما تغذيها الأعمال الاستفزازية غير المسؤولة، سيؤدي إلى زيادة التوتر”. وخلصت الخارجية الروسية إلى أنها تأمل في أن تحل دول المنطقة المشكلات القائمة بالوسائل السياسية والدبلوماسية، وأنها “تعد أنه من المهم أن يسهم اللاعبون الدوليون ذوو التفكير البناء في ذلك”، غير أن الأهم في بيان الخارجية الروسية يظل فيما أشارت إليه طهران حول أن الهجوم الإيراني على الأراضي الإسرائيلية تم في إطار حق الدفاع عن النفس، وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، رداً على الهجمات على أهداف إيرانية في المنطقة، بما في ذلك الهجوم على مبنى القنصلية الإيرانية لدى دمشق، والذي “دانته موسكو بشدة”. تمكنت إسرائيل من اعتراض الصواريخ الإيرانية على تل أبيب (رويترز) موسكو تؤيد حق إيران في الدفاع وكان مجلس الأمن قبل اجتماعه الأخير شهد توزيع رسالتين إحداهما إسرائيلية تقول “بانتهاك إيران لميثاق الأمم المتحدة”، دون الإشارة إلى هجوم السفارة الإيرانية لدى دمشق، بينما تتضمن الثانية، وهي إيرانية “معلومات عن ضربة انتقامية تم تنفيذها في إطار حق الدفاع عن النفس، وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة”، فضلاً عن “تحذير طهران من أنه إذا ردت إسرائيل، فإن إيران سترد بطريقة أكثر قوة وحسماً، كما أنه من المحتمل أن نشهد الآن أزمة حادة جديدة في الشرق الأوسط. ويتوقف كل هذا على الخطوات التالية للأطراف المعنية أو غيابها”. وكان المندوب الروسي الدائم في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا قال في مجلس الأمن “إن ما حدث ليلة الـ14 من أبريل كان رداً على التقاعس المخزي لمجلس الأمن، وعلى الهجوم الإسرائيلي الصارخ على دمشق، ولم يكن ذلك للمرة الأولى”. كما وصف نيبينزيا الاجتماع العاجل لمجلس الأمن بـ”استعراض للنفاق والمعايير المزدوجة”. وأشار إلى أن الهجوم على بعثة دبلوماسية في القانون الدولي هو سبب للحرب. وأعرب عن رأي مفاده أنه إذا تعرض ممثلو الدول الغربية لهجوم فسيردون على الهجوم ويثبتون أنهم على حق. وأضاف “بالنسبة لكم، فإن كل ما يتعلق بالبعثات الغربية والمواطنين الغربيين مقدس ويجب حمايته”. ولعل فاسيلي نيبينزيا كان يقصد بذلك وزير الخارجية البريطانية ديفيد كاميرون الذي رد في حديث تلفزيوني على سؤال حول ما يمكن أن تفعله بريطانيا إذا تعرض أي من مقارها الدبلوماسية في الخارج، إلى ما تعرض له القسم القنصلي لإيران لدى دمشق. وأجاب أن بريطانيا ستسارع بتدمير الفاعل على الفور. وكان كاميرون استغرق في الحديث عن “حماس” التي حملها وزر كل ما حل بالمنطقة وبالشعب الفلسطيني من محن وآلام. جنرال “الموساد” والإعلام الروسي أما الإعلام الروسي فقد كرست كل قنواته التلفزيونية ووكالاته الإعلامية ما تذيعه من برامج حوارية ونشرات إخبارية خلال الأيام القليلة الماضية لتناول ما فعلته إيران في ليلة الـ14 من أبريل. وكان الحديث في كل هذه القنوات يحمل طابعاً مغايراً لما كانت عليه الوكالات الغربية. كما كان من المثير والغريب أن يغيب عن هذه البرامج المنشق السوفياتي الذي هاجر إلى إسرائيل بعد عدوانها في يونيو (حزيران) 1967 ياكوف كيدمي (كازاكوف) جنرال “الموساد” ورئيس وكالة “ناتيف” التي كانت تشرف على تهجير اليهود وغير اليهود من الاتحاد السوفياتي وبلدان شرق أوروبا إلى إسرائيل، وهو الذي كان ضيفاً دائماً على القنوات الإخبارية الرسمية، يبث وجهة نظره وميوله الأحادية الجانب الموالية إلى إسرائيل وسياستها، وذلك حتى اللحظة التي كشف فيها عن ميوله المعادية لسياسات موسكو، وما اتخذه رئيسها فلاديمير بوتين من قرارات ضد النظام القائم في أوكرانيا. كما حرصت موسكو في هذه البرامج الحوارية على أمرين، تمثل أولهما في تمسك مؤسساتها الرسمية، ومنها “الكرملين”، ووزارة الخارجية الروسية بالموقف الرسمي للدولة الذي يؤكد حق إيران في الدفاع عن نفسها والتحذير من مغبة اتساع نطاق المواجهة العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، بينما تمثل الأخير في تكريس برامجه الإعلامية، بما فيها الرسمية وشبه الرسمية، لتناول كل تفاصيل الموقف مع تأكيد ميولها نحو تبني وجهة النظر التي تقول إن إيران كسبت المعركة مع إسرائيل، لكن ضيوفه ومنهم قسطنطين زاتولين “نجم” البرلمان الروسي (مجلس الدوما)، وآخرون قالوا ما معناه ان إيران كسبت عملياً الحرب، لأسباب منها أنها أكدت قدرتها على الوصول إلى الداخل الإسرائيلي، بما تملكه من أدوات لازمة لذلك. وأضاف مراقبون أن طهران لم تستخدم ما لديها من صواريخ مجنحة حديثة قادرة على حمل عبوات نووية، وكان يمكنها ذلك. ولعل ما قيل حول أن طهران كشفت قبل موعد الهجوم بـ72 ساعة عن أنها تستهدف فقط المواقع العسكرية وأهم مؤسسات البنية التحتية ولن تهاجم مواقع مدنية، وذلك حرصاً من جانبها على عدم توسيع رقعة المواجهة بما يوفر للخصم فرصة الاستعداد، وبما قد يكفل عدم الرد. كما أنها حاولت بذلك استعراض قدراتها المسلحة لجيرانها، وما تستطيع أن تفعله، في محاولة من جانبها لتهيئة الظروف لعلاقات أفضل معهم. وثمة مصادر أشارت إلى أن كلفة ما قامت به طهران لا يتعدى بضع مئات من ملايين الدولارات، في ظل ما أعلنته المصادر الأميركية حول أن كلفة الجانب الأنغلو أميركي بلغت ما يقارب المليار ونصف مليار دولار. “أمسية مع سولوفيوف” برنامج “أمسية مع سولوفيوف” الأوسع انتشاراً والأكثر جماهيرية، كرس أيضاً معظم وقت برنامجه الحواري اليومي للقضية نفسها، في ذات الإطار الذي أدار فيه سايمز حوار برنامج “اللعبة الكبرى”، ومن منظور إدانة مواقف إسرائيل وسياساتها العدوانية. وقد اتخذ النهج نفسه برنامج “60 دقيقة” بنسختيه الصباحية والمسائية على شاشة القناة “روسيا-1” الرسمية الإخبارية. ومن اللافت أن كل هذه البرامج جنحت نحو اتخاذ موقف موحد من سياسات إسرائيل التي تحولت عن موسكو، في اتجاه تأييد أوكرانيا، وهي التي حرص الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي على اللجوء إليها تأكيداً لانتمائه الطائفي المشترك، وهي أي أوكرانيا، الموطن الأصلي لكثير من القيادات التاريخية لإسرائيل مثل غولدا مائير رئيسة الحكومة الإسرائيلية إبان سبعينيات القرن الماضي، وغيرها كثر ومنهم ناتان شارانسكي من روسيا وأفيغدور ليبرمان المولدوفي الأصل، فضلاً عما يزيد على 30 في المئة من سكان إسرائيل، وهم الأكثر عدوانية وعداءً لروسيا، وللعرب على حد سواء، هاجروا من روسيا وبلدان الاتحاد السوفياتي السابق، ويستوطنون اليوم الأراضي الفلسطينية التي تعترف روسيا رسمياً بأنها أرض محتلة، وذلك في وقت يشهد الواقع الراهن وجود كثر من المرتزقة ممن يقاتلون في صفوف القوات المسلحة الأوكرانية إلى جانب عديد من الخبراء والمستشارين من الموجودين حتى اليوم في أوكرانيا. المزيد عن: حرب القطاعروسياإيرانإسرائيلغزةالهجوم الإيراني 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post هل تدفع غزة ثمن الهجوم الإيراني على إسرائيل؟ next post “آلة الإشاعات” أكثر نجاحاً من صواريخ إيران على إسرائيل You may also like رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024 سايمون هندرسون يكتب عن.. زعماء الخليج: “مرحبًا بعودتك... 15 نوفمبر، 2024 الانتخابات الأمريكية 2024: وجهات نظر من الشرق الأوسط 15 نوفمبر، 2024 نادية شادلو تكتب عن: كيف يمكن لأميركا استعادة... 14 نوفمبر، 2024 جهاد الزين يكتب من بيروت عن: تأملات ثقافية... 12 نوفمبر، 2024 نبيل فهمي يكتب عن: وماذا بعد؟ 12 نوفمبر، 2024 ماري ديجيفسكي تكتب عن: لماذا تفادى الناخبون الأميركيون... 12 نوفمبر، 2024