الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » ساطع نورالدين يكتب عن: في الحاجة للخروج من مجرى “الطوفان”

ساطع نورالدين يكتب عن: في الحاجة للخروج من مجرى “الطوفان”

by admin

 

هي مناسبة للتأمل، لا للتباهي فقط. الوقوف أمام مجرى “الطوفان”، لم يعد مجدياً، ولم يكن توجيه أقذع الشتائم الى”الآخر”، الذي يقف عند الضفة المقابلة، لائقاً، لأنه ينم عن جهل لا عن عجز فقط.

ساطع نورالدين 

السردية التي رافقت حصول “طوفان الأقصى”، استنفدت، او تكاد، وأدرجت تفاصيلها في خانة السرديات العربية الموروثة، التي دونت رواية ذلك البريق اللامع الذي خطفَ الابصار ، لكنه سرعان ما تلاشى.. من دون ان يترك الأثر المرتجى، إلا في الذاكرة، التي يستثمرها ويستفيد منها العدو الآن، أكثر من سواه.

كان الطوفان عملاً مذهلاً، لكنه كان عملاً يائساً، نوى إحياء الامل، او صونه، لينقل الى الأجيال الفلسطينية المقبلة. لكن السيل لم يكن جارفاً، ومنسوب المياه لم يتعدَ حدود القطاع، وبعض الضفة، وبضع جبهات في الخارج فُتحت على عجل، وسرعان ما تحولت الى شواهد، لا أكثر، في مقابل موجات عاتية من التفاعل والتعاون والتعاطف مع العدو، أغرقته بالسلاح والمال والمتطوعين، في استعادة حرفية لمرحلة التأسيس الأولى للدولة اليهودية.

جرف الطوفان مصدره، أكثر مما فاض على الضفة الأخرى. وتحول قطاع غزة الى بحر من الدماء، والضفة الغربية الى بُرك دمٍ متفرقة، ودخل الشتات الفلسطيني في حقبة أخرى من التيه، إن لم يكن من الزوال. وتوزع العرب والمسلمون في العالم بين إقلية “مشاغِلين” الى أغلبية ساحقة من المتفرجين والمشجعين للعدو، على المضي قدماً حتى محو فلسطين من الذاكرة.

الذكرى السنوية الأولى، ليست فرصة للمراجعة التي فات أوانها، منذ أن رفض أهل الطوفان نداءات ورجاءات متكررة، لتغيير أساليبهم وأدواتهم، التي تهدر دماء مليوني انسان وتجعل القطاع أسيراً عند الاسرى الإسرائيليين. لان غزة لا تملك “ترف” اللجوء الى “خيار هانيبال” الإسرائيلي، الذي يضحي بالأسرى لكي يحمي الجماعة، الدولة..

فكرة الإبادة الجماعية للفلسطينيين لم تكن طوال الأيام ال365 الماضية، خيالاً او وهماً. هي حقيقة لا جدال فيها. يعتمدها الإسرائيليون فعلاً، ويستبعدها الفلسطينيون وما تبقى من حلفاء وشركاء لهم، ويشجع عليها عرب ومسلمون وأجانب كثيرون، يرون ان فرصة إسرائيل الراهنة لن تضيع ولن تتكرر، ولن تخفق في تغيير وجه المشرق العربي، مرة والى الابد.

لم يعد من سلاح فلسطيني سوى الصبر. الانتظار هو هدر للدم والوقت والعقل. لعل الأوان لم يفت على السعي لوقف الإبادة، والحد من الخسائر والاضرار، من خلال الاعتراف بان الصبر ليس مفتاح الفرج المستبعد، او حتى المستحيل، واستكشاف خيار التراجع والانسحاب من معركة غير متكافئة أبداً ، لا في السياسة ولا في الأمن ولا في الوجود.. لان المضي في القتال على هذا النحو البائس، لاشهر او لسنة أخرى لن يضيف شيئاً الى رصيد التفاوض، ولن يؤدي إلا الى تقريب نهاية الفلسطينيين، كشعب ذي صلة بأرض مرسومة ومعروفة حتى الآن.

يقال، جدلاً ، أن العدو لم يترك امام المقاتل الفلسطيني، فرصة للاستسلام المشرف. وهذا صحيح الى حد بعيد. لكن المغامرة في خوض هذه التجربة أقل كلفة ومرارة بكثير من التهديد الوجودي للشعب الفلسطيني، المقيم في الداخل.. وهو تهديد سبق ان واجهته شعوب كثيرة قاومت، لكنها خرجت منه، من دون أن تفنى او تسقط، ومن دون أن تقدم أكثر من قرابين سبق للفلسطينيين انفسهم ان قدموا مثلها في مراحل سابقة من الصراع، أقل وطأة من آثار الطوفان الجارف، الذي يستحق ان يكتب بأحرف من ذهب، وأن يحفظ في كتب التاريخ الفلسطيني، لا أن يتحول الى حجة يقيمها العدو الإسرائيلي على ذلك التاريخ.

صفحة الكاتب facebook

بيروت في 7/10/2024

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00