الإثنين, نوفمبر 25, 2024
الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Home » ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز ال500 متر

ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز ال500 متر

by admin

 

ظاهرة العداء اللبناني (الشيعي خاصة) لإسرائيل، تتهاوى أكثر فأكثر أمام تزايد أعداد “المعتوهين” الذين ينضبطون خلف حاجز ال500 متر، المحدد من قبل العدو، لكي “يستمتعوا” بمشاهدة الصواريخ الإسرائيلية التي تهدم الأبنية السكنية في الضاحية وفي بقية الانحاء الشيعية،

ساطع نورالدين/ كاتب وصحفي لبناني/ صفحة الكاتب facebook

حتى عبارة “العدو الإسرائيلي” المتداولة في الاعلام اللبناني على اختلاف وسائله، تبدو في الغالب مفتعلة، وغير مقنعة الى حد بعيد. أما عندما تُطلق على العدو صفات مكتشفة حديثاً مثل “المجرم او القاتل للمدنيين او المتوحش او أحيانا الخارج عن القوانين الدولية الإنسانية او الأخلاقية”، فإن السردية اللبنانية للحرب تفقد الكثير من صدقيتها ورصانتها، وتتحول الى زجل رديء الصنعة والالقاء، لا سيما عندما يثبت ان سندها على أرض الواقع ليس قوياً.

هو كلام من خارج السياسة، حين يبدو ان مهمة القوى السياسية على اختلافها، باتت تقتصرعلى ضبط “بيئاتها وشوارعها” غير المعادية للعدو الإسرائيلي، ومنعها من الانزلاق المبكر نحو الجهر بحبها ل”الحياة” مع العدو بسلام ووئام تامين، بناء على الامل المصطنع بإمكان التفاهم والتعايش والاحترام المتبادل.. وليس بناء على الانتحار الجماعي الذي تبشر به وتستدعيه المقاومة، هذه الأيام.

لعل من أكبر مخاطر الحرب على المدى البعيد، وأشد مبررات وقفها فوراً بأي ثمن، هو ذلك الاختراق الإسرائيلي للمجتمع اللبناني بأسره، وليس فقط ل”بيئة حزب الله” الشيعية التي يحصدها العدو الآن برموزها وأناسها، وكأنه صياد محترف يطارد أسراب الطيور المهاجرة، أينما حلقت او حطت..ويسقطها واحداً تلو الآخر، وسط مشاعر التسليم وحتى الرضا، حتى داخل “البيئة” نفسها، و”البيئات المضيفة” لتلك الأسراب من المهاجرين، والتي تنتظر خلاصاً لن يأتي قريباً..

على النقيض من هذا المنطق، يتم اعتماد رواية “إحتضان الأهل” الذين يفترض ان ينفكوا عن “الحزب”، من دون ان يكون لديهم مكان آخر يذهبون اليه، حتى ضمن الدولة نفسها التي هي الآن في طور التشكيل الصعب والمتعثر، او المجتمع العربي الذي يغيب عن السمع والنظر، او المجتمع الدولي الذي لا تعرفه تلك “البيئة” ولا تثق بآليات عمله، وحدود وظائفه وأدواره.

من داخل هذا الاضطراب اللبناني، تطل مظاهر مرعبة فعلا، أبسطها ذلك الترحيب الحار ب”الوسيط” الأميركي أموس هوكستين من قبل رواد “شيعة” في أحد مقاهي بيروت، قبل أيام، كتعبير (مخجل في توقيته) عن كرم الضيافة اللبنانية (الشيعية خاصة) التي لم يعد لها حيز جغرافي تركن إليه، مثلما لم يعد لها هامش سياسي تخدمه.. ما منح ذلك “الوسيط” حيادية لم يستحقها بعد، وأضعف، بالحد الأدنى، موقف المفاوض اللبناني المقيم على بعد أمتار من ذلك المقهى، والذي يفترض أنه متوجس من الموقف الأميركي!!

ظاهرة العداء اللبناني (الشيعي خاصة) لإسرائيل، تتهاوى أكثر فأكثر أمام تزايد أعداد “المعتوهين” الذين ينضبطون خلف حاجز ال500 متر، المحدد من قبل العدو، لكي “يستمتعوا” بمشاهدة الصواريخ الإسرائيلية التي تهدم الأبنية السكنية في الضاحية وفي بقية الانحاء الشيعية، وحفظ صورها في سجلات الذاكرة المريضة..الواثقة بدقة سلاح الجو الإسرائيلي، والمؤمنة بحرصه على تجنب إيذاء المدنيين!!

والحق أن مثل هذه الظاهرة المنتشرة في كل مكان، تطعن العدو في الصميم، وتتحدى جوهر خطته للحرب، هنا في لبنان كما في غزة، وعنوانها الضغط على المفاوض اللبناني والفلسطيني بسفك دم أهله وأقاربه وجمهوره الذي ينعدم يوماً بعد يوم احساسه بثقل ذلك الدم المهدور، ويتبلد شعوره بوطأة أرقام الضحايا، (التي لا يحفظها أحد من ذلك الجمهور أصلا).. ما يضع العدو “الغاشم” أمام خيار وحيد، هو المضي قدماً في المذبحة الكبرى حتى النهاية، على أمل أن يصرخ أحد، هنا في لبنان أو في غزة بالقول: كفى، لم نعد نحتمل هذه المشاهدة!

لم يكن المتوقع ولا المرغوب يوماً ان يكون لبنان “مجتمعاً مقاوماً”، على نحو ما تراءى للامين الحالي لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في أحد كتبه. المرتجى فقط أن يتوقف الاختراق الإسرائيلي للوجود والوعي اللبناني، وان يجري الحد من ذلك التسلل المتزايد من داخل البيئة الشيعية، وبقية البيئات اللبنانية، نحو خطوط العدو، لتحريره من عقد ماضيه، التي عبّر عنها مراراً بقوله أنه “لن يغفر أبداً للعرب أنهم يضعون أنفسهم في مرمى نيران الجيش الإسرائيلي، ويجبرونه على قتل أطفالهم…”

بيروت في 24 / 11 /2024

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00