بأقلامهم ساطع نور الدين يكتب عن : لبنان يهزم صندوق النقد مجدداً by admin 15 يونيو، 2023 written by admin 15 يونيو، 2023 47 لم يكن جهاد أزعور المرشح المثالي، النموذجي، لكنه مجرد فرصة، أرجئت، أو ربما ضاعت، للانقاذ المالي والاقتصادي المأمول. وهو لن يبقى مرشحاً إلا بقوة العصبية المسيحية (المارونية) في مواجهة العصبية الشيعية، التي كانت وستظل عصية على فهم صندوق النقد الدولي وبقية بيوت المال العالمية، ساطع نور الدين – رئيس تحرير جريدة المدن الالكترونية يعزّ على أي يساري (سابق)، أن يضطر بين الحين والآخر للدفاع عن صندوق النقد الدولي، ذلك المعبد المالي المرهوب الذي تسبب، ولا يزال، بانهيار دول وإفقار شعوب، وتحويل الليبرالية، بصيغتها الاكثر توحشاً، الى مثالٍ إنساني عالمي، بالمقارنة مع نماذج بربرية تعتمدها بلدان مثل لبنان، خاضعة لحكم عصابات تفرض على مواطنيها العيش على حافة الجوع. لم يكن جهاد أزعور مرشحاً رسمياً للرئاسة بإسم صندوق النقد الدولي، لكنه بالتأكيد كان خياره الأنسب، بعدما أعيته الحيلة مع المسؤولين اللبنانيين، ولم تنفع تحذيراته المتلاحقة لهم من احتمال زوال دولة لبنان، أو على الاقل بلوغ أزمته الاستثنائية التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ العالم الحديث، الليبرالي او الاشتراكي او الفوضوي، مرحلة يستحيل عندها العثور على أي حلول، ويصبح الفشل الاقتصادي والمالي، وتالياً السياسي والأمني، قدراً محتوماً لا يُرد. ليس لفشل البرلمان اللبناني في انتخاب أزعور رئيساً ، سوى هذا المعنى: لبنان يقاوم ورقة الاصلاحات التي قدمها الصندوق، ويمزقها مجدداً ، ويرفض التوصية الضمنية الاخيرة بان يتولى أحد كبار مسؤولي الصندوق شخصيا مهمة تنفيذ بنود هذه الورقة المكونة من ثمانية اقتراحات ضرورية، إلزامية، لإخراج لبنان من الهاوية والحفاظ على دولته ومجتمعه..وتفكيك الهياكل الخارجة عن القانون في قطاعه المصرفي الخاص، والعام، وهو ما لم يطلبه الصندوق يوماً، من أي بلد مأزوم في العالم. كانت تلك هي الحكمة الوحيدة ربما من تقديم أزعور بالتحديد، مرشحاً رسمياً، ومفوضاً سامياً عن صندوق النقد الذي يقف على حافة اليأس التام حتى من جدوى مواصلة الحوار مع المسؤولين اللبنانيين، الذين أفرغوا ورقة الاصلاحات من مضمونها، وأخلّوا بجميع الوعود، والمواعيد وجعلوا من بيت المال والخبرة الأهم في النظام الدولي، مادة للتندر، وفرصة للتباهي بالخبرات اللبنانية في الخداع، الى حد القول أخيراً ان لبنان يمكن ان يعيش من دون الصندوق وتوصياته، والمجتمع اللبناني أثبت أنه قادر على التكيف مع الازمة الاقتصادية، التي يجمع العالم كله على وصفها بأنها الاخطر في الاعوام ال150 الماضية.. القول ان عدم انتخاب أزعور هو هزيمة جديدة للصندوق أمام الطبقة السياسية اللبنانية، أمام المجلس النيابي تحديداً، ليس مجافياً للحقيقة أبداً.. كما هي هزيمة للصندوق بلا شك أمام القطاع المصرفي اللبناني، الذي تحرر، مؤقتاً على الاقل، من السلطة المعنوية الوحيدة في العالم، التي كان يمكن ان تفرض عليه الخضوع للقوانين والمعايير الدولية في تعامله مع المودع اللبناني الذي صارت وديعته حلم يقظة. أعجب ما يقال الآن في عدم انتخاب أزعور ، هو أنه انتصار لليسار اللبناني المنقرض الذي يشعر اليوم على الارجح أنه تفادى ببراعة وصاية الصندوق إياه الذي سبق ان حطّم آمال شعوب العالم الثالث قاطبة، وإختار اللجوء الى كفاءات الطبقة السياسية اللبنانية. أما الأدهى من ذلك، فهو زعمُ الذين رشحوا سليمان فرنجية، أنهم مصلحون إقتصاديون وماليون وسياسيون، ودعاة حوار ووفاق، وهم ما زالوا خوارج السياسة اللبنانية، ومناهضي أبسط قواعد العمل السياسي اللبناني، بحساسياته الطائفية المعروفة وحساباته الخارجية المعتبرة. لم يكن جهاد أزعور المرشح المثالي، النموذجي، لكنه مجرد فرصة، أرجئت، أو ربما ضاعت، للانقاذ المالي والاقتصادي المأمول. وهو لن يبقى مرشحاً إلا بقوة العصبية المسيحية (المارونية) في مواجهة العصبية الشيعية، التي كانت وستظل عصية على فهم صندوق النقد الدولي وبقية بيوت المال العالمية، الحائرة من ذلك التخبط اللبناني المتمادي، الذي يضع نحو مليونين ونصف مليون انسان تحت خط الفقر، واليأس. وحتى موعد الجلسة النيابية المقبلة لانتخاب الرئيس، التي بات يصعب، أكثر من ذي قبل تحديد موعدها، فإن الاصوات ال51، ومعها الاصوات الستة البائسة، ستبقي البلد على باب الجحيم وستخترع أساليب جديدة للتكيف مع ناره. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post زراعة النباتات المخدرة تتلمس طريقها نحو ليبيا next post كيان في غزة بعد هدنة طويلة… حديث إسرائيلي قديم يتجدد You may also like مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024 سايمون هندرسون يكتب عن.. زعماء الخليج: “مرحبًا بعودتك... 15 نوفمبر، 2024 الانتخابات الأمريكية 2024: وجهات نظر من الشرق الأوسط 15 نوفمبر، 2024