رهائن أجانب يسقطون في قبضة السلطات الإيرانية

طهران تنتهي من التحقيق مع فرنسيين اثنين محتجزين لديها وتؤكد اعتقال مواطن سويدي و5 أميركيين قيد المقايضة مع واشنطن

اندبندنت عربية ووكالات

أعلن القضاء الإيراني اليوم الثلاثاء انتهاء التحقيق في قضية فرنسيين اثنين هما المعلمة والنقابية سيسيل كولر ورفيقها جاك باري الموقوفان في إيران منذ مايو (أيار) 2022، مما يمهد لاحتمال محاكمتهما بتهمة “التجسس“.

وقال المتحدث باسم القضاء مسعود سيتايشي خلال مؤتمر صحافي في طهران، “تم توقيف رجل وامرأة وكلاهما مواطنان فرنسيان بتهمة التجسس ضد إيران”، مضيفاً أن “قضيتهما أحيلت إلى المحكمة المتخصصة بعد إجراء تحقيق مستفيض وصدرت لائحة اتهام بحقهما”، من دون أن يذكر أي تفاصيل.

وأشار إلى أن “محامييهما راجعا قضيتهما مرتين، وعندما تتوافر معلومات جديدة سنعلن عنها”.

وأوقفت مدرسة اللغة الفرنسية والنقابية سيسيل كولر والمتقاعد جاك باري في السابع من مايو 2022 أثناء قيامهما بجولة سياحية في إيران ونظم أقاربهما مرات عدة تجمعات في فرنسا للمطالبة بالإفراج عنهما والتنديد بظروف اعتقالهما “الصعبة للغاية” في سجن إيوين بطهران.

ولا يزال فرنسيان آخران محتجزين في إيران، هما لوي أرنو الموقوف منذ سبتمبر (أيلول) 2022 في طهران وشخص آخر لم يكشف عن هويته.

وفي الـ28 من أغسطس (آب) الماضي قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال خطابه السنوي أمام السفراء الفرنسيين إن “لا شيء يبرر احتجاز” المواطنين الفرنسيين “في ظروف غير مقبولة” داخل السجون الإيرانية.

وترى دولهم وعائلاتهم أنهم “رهائن” لدى طهران التي تحتجزهم للحصول على تنازلات من دول غربية أو لمبادلتهم مع عدد من رعاياها الموقوفين في الخارج.

وأفرجت طهران في مايو عن الفرنسي بنجامان بريير ومواطنه الذي يحمل أيضاً الجنسية الإيرلندية برنارد فيلان لأسباب “إنسانية”.

احتجاز سويدي في طهران

وأكد النظام القضائي في إيران اليوم احتجاز مواطن سويدي يعمل لدى الاتحاد الأوروبي، وتلك هي أحدث حالة معروفة لاحتجاز مواطن أجنبي في إيران في ظل التوتر السياسي بين طهران والغرب.

وأعلنت السويد ومفوضية الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي أن مواطناً سويدياً أوقفته السلطات في إيران.

وقالت السويد إن السلطات الإيرانية احتجزت يوهان فلوديروس في أبريل (نيسان) 2022، فيما أوضحت عائلته أن السبب هو اتهامات بالتجسس.

وصرح المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران مسعود ستايشي بأن “المواطن السويدي احتجز بشكل قانوني في أعقاب تحقيق مبدئي، وستعلن نتائج التحقيق الكامل في قضيته خلال الأيام المقبلة”.

ولم يحدد ستايشي تفاصيل الاتهامات المحددة الموجهة إلى فلوديروس.

وتوترت العلاقات بين السويد وإيران منذ 2019 حين اعتقلت ستوكهولم مسؤولاً إيرانياً سابقاً لضلوعه في إعدام جماعي وتعذيب لسجناء سياسيين في الثمانينيات، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة العام الماضي، مما دفع إيران إلى استدعاء سفيرها لدى السويد احتجاجاً.

وفي مايو الماضي أعدمت إيران معارضاً سويدياً- إيرانياً دين بقيادة جماعة انفصالية عربية تحملها طهران مسؤولية هجمات استهدفت إحداها عرضاً عسكرياً عام 2018 وأودت بحياة 25 شخصاً.

5 أميركيين قيد المقايضة

في السياق، أعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في مقابلة تلفزيونية اليوم الثلاثاء، إن خمسة أميركيين محتجزين في إيران من المتوقع أن يتم مقايضتهم بخمسة إيرانيين معتقلين في الولايات المتحدة مطلع الأسبوع المقبل، “في أتم صحة”.

ونقلت شبكة التلفزيون الأميركية “إن بي سي” عن رئيسي قوله في برنامج نايتلي نيوز مع ليستر هولت، في مقابلة مسجلة في طهران الثلاثاء، إن المحتجزين الأميركيين “بصحة جيدة”.

وقالت الإدارة الأميركية إن من بين المواطنين الأميركيين الخمسة المتوقع إطلاق سراحهم سياماك نمازي (51 عاماً) وعماد شرقي (59 عاماً) بالإضافة إلى الناشط البيئي مراد طهباز (67 عاماً) الذي يحمل الجنسية البريطانية أيضاً.

ولم يتم الكشف عن هوية الأميركيين الرابع والخامس.

وكجزء من صفقة تبادل السجناء التي تم الإعلان عنها للمرة الأولى في 10 أغسطس (آب)، وافقت الولايات المتحدة على تحويل ستة مليارات دولار من الأموال الإيرانية من حسابات في كوريا الجنوبية إلى حسابات في قطر، حيث لا يمكن إنفاقها إلا على الاحتياجات الإنسانية.

ومن شأن السماح للخمسة بمغادرة إيران أن يخفف التوتر بين واشنطن وطهران اللتين ما زال الخلاف قائما بينهما حول قضايا مثل البرنامج النووي الإيراني ودعم طهران لفصائل شيعية في المنطقة.

وقال ثمانية مصادر إيرانية ومصادر أخرى مطلعة على الصفقة إن تبادل السجناء قد يتم الأسبوع المقبل على أقرب تقدير. والصفقة هي ثمار محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بوساطة قطر. وكان مصدر مطلع على المحادثات قال في وقت سابق إن السفارة السويسرية التي تمثل المصالح الأميركية في إيران زارت الأميركيين الخمسة وقالت إنهم في صحة جيدة.

وقال رئيسي لشبكة “إن بي سي” في المقتطفات التي أذاعتها الشبكة إن “الترتيبات تمت وسيجري الانتهاء من الإجراء النهائي لتبادل السجناء في الوقت المناسب”، لكنه لم يذكر موعداً محدداً.

ويدرك رئيسي فيما يبدو أن الستة مليارات دولار لا يمكن أن تستخدم إلا لأغراض إنسانية، لكنه قال إن إيران ستقرر كيفية إنفاق الأموال.

وذكر رئيسي في المقابلة، متحدثاً من خلال مترجم تابع للحكومة الإيرانية “هذه الأموال مملوكة للشعب الإيراني، والحكومة الإيرانية، ومن ثم ستقرر جمهورية إيران الإسلامية ما تفعله بهذه الأموال”.

وردا على سؤال عما إذا كانت الأموال ستستخدم لأغراض أخرى غير الاحتياجات الإنسانية، قال رئيسي إن الاحتياجات “الإنسانية تعني كل ما يحتاجه الشعب الإيراني، ومن ثم ستوضع هذه الأموال في ميزانية لهذه الاحتياجات واحتياجات الشعب الإيراني ستقررها وتحددها الحكومة الإيرانية”.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن هذه الأموال ستنتقل من حسابات مقيدة في كوريا الجنوبية إلى حسابات مقيدة في قطر وإن الولايات المتحدة ستراقب طريقة وموعد استخدام هذه الأموال.

المزيد عن: إيراناعتقال الأجانبالسويد   الاتحاد الأوروبيفرنساالولايات المتحدةالرهائن الأميركية