الأمير هاري يصل إلى وستمنستر آبي قبيل جنازة الملكة إليزابيث في سبتمبر 2022 (غيتي) عرب وعالم رسالة غير منشورة تكشف صعوبة هروب هاري من “حياة تعيسة” by admin 12 سبتمبر، 2024 written by admin 12 سبتمبر، 2024 62 بموازاة انتشار الإشاعات عن “حملة العودة” التي يقوم بها يخبرنا تاريخ العائلة الملكية البريطانية كما تقاليدها أن أمامه فقط طريقاً واحداً وربما شخصاً وحيداً للمساهمة في رأب الصدع بينه وبين شقيقه اندبندنت عربية / آنا باسترناك هل يريد العودة أم لا يريد؟ حفلت الأجواء طوال الأسبوع الماضي بفرضيات عن أن الأمير هاري يريد العودة إلى بريطانيا كي يستعيد موقعه في كنف الأسرة الملكية. وزعمت مصادر أنه منذ فترة يراسل، عبر “الواتساب”، أصدقاء قدامى ومستشارين في المملكة المتحدة، ساعياً “لإعادة إصلاح” صورته. وقد قيل حتى إن صديقاً اقترح عليه أن لا يمارس سوى “واجبات ملكية أولية” كي يعيد بناء ثقة الجمهور به، وأن يساعد في حل المشكلات العائلية القائمة. إلا أن إشاعات “حملة العودة” هذه سرعان ما دحضت من قبل مصادر مقربة من دوق ساسيكس أصرت على نفي “أي مصلحة” للأمير هاري في العودة إلى الوطن واستئناف الواجبات الملكية. لكن المصادر بطرفيها المختلفين تبدي توافقاً على أن هاري، الذي سيبلغ عمر الأربعين الأسبوع المقبل، بات عند مفترق طرق، ولديه رغبة صادقة في التصالح مع والده الملك تشارلز الذي يتعافي من السرطان. كذلك ترى المصادر بمختلف أطرافها أن الخلاف مع الأمير ويليام ما زال بحاجة إلى مسار طويل كي يتم تجاوزه. وذاك ظهر جلياً خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي أثناء جنازة اللورد روبرت فيلو. فقد تسلل هاري إلى البلاد كي يبقى إلى جانب شقيق الأميرة ديانا، لورد سبنسر، في منزله بـ “آلثورب”. إذ فيما تظل عائلة الأميرة ديانا وفية لهاري وفاتحة ذراعيها له، ما زال شقيقه يظهر تجاهه الجفاء. ولم يتبادل ويليام وهاري أي كلام خلال الجنازة، ولا حتى في لقاء العزاء بعدها. إن المنظور التاريخي لعائلة وندسور المنفية – سواء كان رحيلهما استجابة لعوامل خارجية أو اختيار متعمد اتخذاه، كما حصل مع انتقال دوق ساسيكس وميغان إلى مونتيسيتو – يظهر مفارقة مأساوية: ففي سعيهم إلى السعادة بعيداً من جذورهم الملكية، غالباً ما ينتهي بهم الأمر إلى مواجهة شعور دائم بالحزن. عند التفكير في عم جد هاري، دوق وندسور، الذي تنازل عن عرش ملك إنجلترا عام 6193 كي يتزوج من المطلقة الأميركية، واليس سيمبسون، نلاحظ كيف أن هوس إدوارد الثامن إلى أن يثبت للعالم أنه قام بتضحية مناسبة، أدت إلى إثقال كاهله وكاهل زوجته واليس حتى النهاية. إذ كما قال الكاتب جايمس بوب-هانيسي بعد قضائه وقتاً مع عائلة وندسور الصغيرة تلك في باريس عقب التنازل عن العرش: “إنهما مثل شخصين بعد جائحة أو ثورة، يبذلان قصارى جهدهما لتحقيق أقصى ما يمكن من الرفاهية اللامتناهية”. إلا أن دوق وندسور لم يتعاف أبداً من صدمة المنفى وقيام العائلة بإغلاق الجسور بينها وبينه. فظل على الدوام يعتقد أن بعد فترة مناسبة تهدأ خلالها الأمور سيكون بوسعه العودة إلى بريطانيا واستئناف الواجبات الملكية، داعماً شقيقه الملك جورج الخامس. هذا الموقف يبدو مألوفاً، أليس كذلك؟ يمر هاري بدرس تاريخي مماثل: عندما تتخلى عن مكانتك الملكية وبلدك من أجل السعادة الشخصية، تُترك مع الحاجة المستمرة لإثبات أن تضحيتك كانت تستحق العناء. كايت، ويليام، وهاري في صورة بقصر كينزينغتون عام 2017 (غيتي) “لقد قام الدوق بتحويل واليس إلى أكثر امرأة مكروهة في العالم، من ثم لم يستطع تحقيق ما وعدها به: لقب أميرة، وقبول عائلته بها”، قال لي مؤرخ الحياة الملكية (البريطانية) هوغو فيكيرز ويضيف، “لذا لا بد أن يكون قضى حياته كلها وهو يشعر بالذنب. رأيته مرة خلال جنازة الأميرة مارينا، وصدقاً لم أر في حياتي كلها رجلاً بعينين حزينتين كعينيه”. أحياناً في صور الأمير هاري نرى نفس تلك العينين الحزينتين. في أحيان أخرى، خصوصاً حين يكون بصحبة ميغان بأوساط عامة، نراه مفعماً بالنشاط والحيوية. وخلال رحلتهما الحميمة الأحدث في كولومبيا، بدا الزوجان مبتهجين وراضيين. وعلى رغم أن التاريخ يخبرنا بأن دوق ودوقة وندسور أرادا العودة إلى بريطانيا، إلا أن الدوق بقي متردداً ومشتتاً. فهو أصيب بجرح عميق في نفسه بفعل الطريقة التي أظهرتها عائلته في رفض قبول زوجته والإحجام عن منحها لقب أميرة. وعلى هذا المنوال، يسهم الآن وفاء هاري لزوجته التي يحبها، في وضعه بمواجهة العائلة المولود في كنفها. من الواضح أن ويليام وكايت يكنان مشاعر سلبية قوية تجاه ميغان، بخاصة بعد موجة “قنابل الحقائق” التي أطلقها دوق ودوقة ساسيكس عن الأسرة الملكية. إذاً ماذا تعلمنا دروس الماضي بصدد ما يمكن أن يكون مخبأً في الفصل التالي للعلاقة بين الشقيقين (ويليام وهاري)؟ تلقيت في الآونة الأخيرة رسالة مذهلة تعود إلى مجموعة خاصة لم تعرض أمام الجمهور ولم تنشر من قبل. الرسالة كتبت بالنيابة عن دوق وندسور ووجهت لامرأة كانت بالتأكيد بعثت لإدوارد رسالة ثناء بعد حفل زواجه من واليس في يونيو (حزيران) 1937. رسالة الدوق الجوابية كتبت في السابع من سبتمبر (أيلول) 1937، من سكلوس فاسيرلونبورغ، القلعة النمساوية التي استأجرها إدوارد من يوم 5 يونيو (حزيران) إلى 7 سبتمبر (أيلول) كي يقضي فيها وعروسته شهر عسلهما. وقد أملى الدوق تلك الرسالة قبل مغادرة القلعة للعودة إلى فرنسا. تقول الرسالة: “عزيزتي السيدة بوراستن، رغب مني دوق وندسور أن أرد على رسالتك المؤرخة في 30 أغسطس (آب). يشكرك صاحب السمو الملكي على القصيدة والتمنيات الكريمة، لكنه في الوقت نفسه يطلب مني أن أؤكد لك بأن المعلومات التي زعمت أن صاحب السمو الملكي يعاني الحنين إلى الوطن هي معلومات لا أساس لها أبداً. كما يود مني صاحب السمو الملكي أن أضيف، وبعيداً تماماً من الإشاعات الصحافية، بأن احتمال افتقاده البلاد التي حاولت بشتى الطرق الممكنة إذلال وتشويه صورته وصورة دوقة وندسور، هو احتمال ضئيل جداً”. رسالة لاذعة كتبها دوق وندسور عام 1937 (آنا باستيرناك) على أن الزمن عاد وأخبرنا قصة مختلفة في هذا الإطار. في البداية، بدا التنازل عن العرش وكأنه خطوة جريئة، لكن الشعور الدائم بالاستبعاد أثبت أنه صراع مؤلم ومستمر. إذاً السؤال الذي يطرح نفسه الآن: كيف يتعامل هاري مع هذا الأمر منذ انسحابه المدوي وميغان من الحياة الملكية في بريطانيا، وإن افترضنا أن هاري يشعر بشيء من الحنين للوطن، كون عدم شعوره بذلك بين الحين والآخر يكاد يكون مستحيلاً. من المرجح بطبيعة الحال أنه يتوق إلى التصالح مع عائلته، خصوصاً مع تشارلز، إلا أن أصدقاءه وأصدقاء ويليام الذين كانوا في الماضي بوسعهم المساعدة في هذا الإطار، اضطروا إلى الانحياز لطرف من الطرفين. في الملكية المكيافيلية (من مكيافيلي وبحسب فكره) يعد القرب أو التقرب من البلاط أمراً مهماً للاستمرار. وتماماً كما قالت واليس لكاتب سيرتها تشارلز ميرفي، عام 1954: “الأصدقاء البريطانيون يخشون دعوتنا واستقبالنا مخافة عدم دعوتهم إلى القصر (البلاط الملكي). بعض أصدقائنا السابقين في الولايات المتحدة يشعرون بتردد مماثل. ونتيجة ذلك غدت حياتنا مقيدة ومحدودة. كنت سأعمل بسرور للجمعيات الخيرية البريطانية. لكن أين يمكنني أن أجد الأسماء البريطانية المناسبة كي تساعدني؟”. دوق ودوقة وندسور في يوم زفافهما عام 1937 (غيتي) لأولئك المقربين من الدائرة الضيقة، يعد هاري الآن خارجاً ومعزولاً. وبوجود أعداء أقوياء كالأمير ويليام والملكة كاميلا، من يمكنه السعي لإحلال السلام؟ هذا الأمر راهناً يبدو مستحيلاً، لكن هناك شخصاً واحداً يحمل بارقة أمل لهذه العائلة المحطمة التي تكمن أعطابها في مواضع عميقة ومظلمة. المرشحة الأكثر ترجيحاً ودماثة للعب هذا الدور التصالحي هي الأميرة أوجيني، التي بقي هاري وعلى نحو علني قريباً منها. فالأميرة أوجيني، كأبنة للأمير أندرو وسارة فيرغارسون، تدرك تماماً ألم الإقصاء الأبوي الملكي. كما أنها أظهرت ولاءً جديراً بالثناء تجاه والديها، وحافظت بالمقابل على علاقتها المتينة بابني عمها، ويليام وهاري. وهي استطاعت القيام بذلك كله من دون ارتكاب أي خيانة تجاه المؤسسة (أي الأسرة الملكية) التي ولدت في كنفها. هل بوسعها أن تكون الشخص الذي سيقنع عمها، الملك تشارلز، بأن الفعل الأكرم والأكثر تعبيراً عن الحب اليوم سيتمثل بمد يد الصفح للأمير هاري؟ في عالم منقسم كعالمنا الراهن سيكون الالتفات إلى هاري بالنسبة لتشارلز، الذي يعد أب البلاد، مناسباً تماماً. ويليام أيضاً، كملك في المستقبل، يجب أن ينتبه إلى ضرورة اعتماد المهارات الدبلوماسية أحياناً في الأوقات الأكثر صعوبة. وإزاء الوقت الذي نمر به راهناً يمكن لمشاعر الثقة والحب واعتماد الصبر “للترقي الشخصي” أن تكون مفيدة لويليام كي يتدرب على الدور الذي ولد من أجله. يستمر الأمير ويليام في التعامل بجفاء مع شقيقه (غيتي) ما قيل أخيراً عن أن هاري لن يقوم بتنقيح وتحديث الطبعة الجديدة من كتاب سيرته الذاتية، “البديل” (Spare)، ولن يجري أي مقابلات للترويج لها، هي أمور تعد خطوات أولية من رجل يحاول أصلاح علاقة متصدعة. لكن هذه الأمور حتى الآن لم تكن كافية لتبديد مشاعر انعدام الثقة السائدة داخل الأسرة. إذ كما قالت واليس: “في عائلات أخرى، حتى لو قام رجل أو امرأة بالزواج من شخص قد لا توافق عليه عائلتهما، تعود المصالحة في العادة وتتم بعد بضع سنوات. فالناس الحريصون واللطفاء يقومون بتسوية. لكن هذا لم يحصل في حالتي. و[الستار الحديدي] لم يرفع أبداً. وذاك عنى لزوجي منفى دائماً”. لذا لا يمكننا إلا أن نتمنى لهاري أن لا يعيد التاريخ نفسه. آنا باستيرناك مؤلفة سيرة “دوقة وندسور: واليس سيمبسون الحقيقية” The Duchess of Windsor: The real Wallis Simpson ستشارك باستيرناك أيضاً الأسبوع المقبل مع مجموعة من الخبراء بمناقشة الأزمة القائمة بين أفراد الأسرة الملكية البريطانية. المناقشة التي تنظمها “اندبندنت” ستتم عبر الإنترنت منطلقة من سؤال محوري: “هل تشرف الأسرة الملكية المتقلصة على الانهيار؟ © The Independent المزيد عن: الأمير هاريالملك تشارلز الثالثالأمير ويليامالأميرة كايتآل وندسورالأسرة الملكية البريطانيةميغان ماركلبريطانيا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post هل بإمكان السودانيين تجنب انقسام يلوح في الأفق؟ next post نقاط الاتفاق والاختلاف بين “11 سبتمبر” و”7 أكتوبر” You may also like “الأوضاع المزرية” تجبر لبنانيين فروا إلى سوريا على... 23 نوفمبر، 2024 ماذا ينتظر غزة… حكم عسكري إسرائيلي أم لجنة... 23 نوفمبر، 2024 طهران ترد على قرار “الطاقة الذرية” باستخدام “أجهزة... 23 نوفمبر، 2024 كارين هاوس: مساعدو صدام حسين خافوا من أن... 23 نوفمبر، 2024 مصادر:الغارة الإسرائيلية استهدفت رئيس قسم العمليات بحزب الله 23 نوفمبر، 2024 غارات عنيفة تهز بيروت وتوسع العمليات البرية وأنباء... 23 نوفمبر، 2024 شاهد : من هو “حزب الله”؟ متى وكيف... 22 نوفمبر، 2024 إيطاليا تحمل “حزب الله” مسؤولية إصابة 4 جنود... 22 نوفمبر، 2024 إسرائيل تنهي الاعتقال الإداري لمستوطني الضفة 22 نوفمبر، 2024 لماذا أصدرت “الجنائية الدولية” مذكرة توقيف ضد نتنياهو... 22 نوفمبر، 2024