في الـ21 من فبراير الجاري احتفى اليمنيون بيوم خط المسند اليمني باعتباره إرثاً حضارياً يعبر عن روح الهوية اليمنية التاريخية (منصة إكس) ثقافة و فنون رد الاعتبار إلى “خط المسند” في موطنه الأول by admin 28 فبراير، 2024 written by admin 28 فبراير، 2024 169 وزارة الثقافة اليمنية أعلنت 21 فبراير من كل عام يوماً للخط العريق في أجزاء واسعة من الجزيرة العربية اندبندنت عربية / محمد الخطيب صحافي يمني @alkhateeb113 شهد اليمن قيام إحدى أشهر الحضارات القديمة وأعرقها، إذ قامت عليها عبر العصور كيانات سياسية واجتماعية تركت ارثاً لم يكتشف الكثير منها، إلا أن ذلك التاريخ لا يجد عادة في العهود المتعاقبة في البلاد الاهتمام المتوقع من الباحثين. وكتب أسلاف اليمنيين خلال مسيرة الممالك القديمة، ومنها سبأ وحمير أبجدياتهم الهجائية بخط المسند ونقشها على الصخر وأحجار المرمر والبلق والبرونز. الحروف الصامتة تلك التي اختطها اليمني دونت عدداً من القوانين والتشريعات والعلاقات العامة وما يتصل بمنظومة الحياة العامة. وما زال بعض تلك النقوش المسندية إلى يومنا هذا يقاوم الإهمال منتصبة على أطلال المعابد السبئية والحميرية في مدن البلاد التاريخية. هوية يمنية الخط اليمني القديم الخط المعروف باسم المسند يعد واحداً من الشواهد الأثرية الثقافية اليمنية القديمة المهمة، وهو يعكس مدى ما توصل إليه اليمنيون من معرفة وفهم وتطور في عصور ما قبل الإسلام. يعد خط المسند من الشواهد الأثرية للثقافة اليمنية القديمة (اندبندنت عربية) المتخصص في مجال الآثار والنقوش اليمنية القديمة محمد بن علي الحاج أوضح أن “المسند ركيزة أساسية من ركائز هوية اليمن الثقافية قديماً وحديثاً، ومدعاة للفخر والاعتزاز بالماضي، وأن الأمم لا تستطيع أن تنهض نهضة صحيحة إلا إذا فهمت ماضيها أحسن الفهم، واتخذت منه قنطرة إلى المستقبل”. وخط المسند هو خط الممالك اليمنية القديمة من سبأ وحمير وقتبان ومعين وأوسان وحضرموت، ويحوي 29 حرفاً صامتاً، تكتب غالباً من اليمين إلى اليسار، وتفصل مفردات نصوصه عن بعضها بخط عمودي، وقد سماه اليمنيون قديماً (م س ن د ن) أي (نص مكتوب، لوح عليه نقش)، لإسناد أشكال حروفه إلى بعضها، أو بسبب إسناد نصوصه المكتوبة على ألواح حجرية أو معدنية في المباني والمعابد اليمنية القديمة. يوم وطني في الـ21 من فبراير (شباط) الجاري احتفى اليمنيون وبجهود بسيطة متواضعة بيوم “خط المسند اليمني” باعتباره إرثاً حضارياً يعبر عن روح الهوية اليمنية التاريخية وجزءاً لا يتجزأ من تراث البلد الثقافي والحضاري، لكن اللافت أن اليمنيين وهم مدفوعون بالشوق لزمن الأجداد استحضروا واحتفوا بـ”خط المسند” من خلال الكتابة على المنازل أو السوشيال ميديا أو اللوحات الإعلانية في محاولة منهم لمواجهة مظاهر الإهمال التي طاولت هذا الخط والإرث الثقافي اليمني القديم. وأصدر وزير الاعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني، الثلاثاء الماضي، قراراً بإعلان الـ21 من فبراير من كل عام يوماً وطنياً لخط المسند اليمني “نظراً إلى ما يمثله من إرث تاريخي وحضاري، على أن يعد مبكراً لإقامة الفعاليات والأنشطة التي تليق بهذه المناسبة ابتداءً من العام المقبل”. انتماء للأرض واعتبر المتخصص في مجال الآثار والنقوش اليمنية القديمة الحاج أن خطوة الحفاظ على خط المسند والاعتزاز به، “خطوة مهمة من الناحية الثقافية لما تحمله من دعوة نحو استحضار الماضي والاستشعار بأهمية التراث الثقافي الأثري اليمني، ووعي وإدراك للإنسان اليمني وتشكيل لثقافته الوطنية وإثرائها، وممثل لعظمته وعراقته ونسب وهوية له، وتعزيز للانتماء إلى الأرض”. بين الجغرافيا والتاريخ خط المسند استخدم بدرجة أساس في حواضر ومدن الممالك اليمنية القديمة، وصل استخدامه حتى وسط الجزيرة العربية وشمالها وشرقها في الأحساء وقريه الفاو ونجران والعلا في شمال غربي السعودية، كما وجدت له أمثلة في مصر واليونان، وهو الخط نفسه الذي نقله اليمنيون القدماء معهم نحو بلاد الحبشة، وعثر منه أخيراً على مئات النقوش المسندية في يحا وتيغري، وغيرهما. موغل في القدم تاريخ هذا الخط موغل في القدم، إذ يعود في أقل تقدير إلى نهاية الألف الثاني قبل الميلاد، وهو أبجدية قائمة بحد ذاتها، واستمر استخدامه حتى القرن السادس الميلادي، بل هناك من ظل يستخدم هذا الخط حتى القرون الهجرية الأولى بحسب الشواهد الأثرية التي عثر عليها في نجران، وبعض مناطق اليمن. خطان في حضارات اليمن القديمة وأوضح المتخصص في مجال الآثار والنقوش اليمنية القديمة أن خط المسند ليس الخط الوحيد الذي كتب به اليمنيون قديماً، إذ اشتق منه خط آخر عرف بخط الزبور، كتب غالب نصوصه على عيدان خشبية يتميز عن خط المسند الرسمي بسهولة تحرير حروفه واتصالها مع بعضها. وقد أطلق الدارسون على هذا الخط مسمى الزبور استناداً إلى ورود الفعل زَبَرَ بمعنى كتب في بعض نصوصه، إضافة إلى ما جاء في الموروث العربي من اقتران خط يدعى الزبور بحمير، وقد تم تاريخ بعض نصوصه إلى نهاية الألف الثاني قبل الميلاد. وأشار الباحث في حديثه إلى “اندبندنت عربية” إلى أن “ما يميز خط المسند هو جمال حروفه ودقة تنفيذه على الأحجار أو صبه على البرونز، ومضمونه المهم الذي يحمل تفاصيل لغوية وتاريخية وتشريعية ومعمارية ونذرية قل أن يجد مثيله في الحضارات المجاورة، بل إن بعض نقوش المسند يصل طول بعض سطورها إلى قرابة سبعة أمتار كما في نقش المكرب السبئي (يثع أمر بن يكرب ملك) الذي حكم اليمن في القرن الثامن قبل الميلاد، وترك لنا من عهده نقوش مسندية عدة تحكي جزء من وقائعه الحربية وجهود في توحيد اليمن القديم”. جهود مبذولة يعد مؤرخ اليمن وعلامته الهمداني أول من قدم رسماً لحروف المسند، أما الراحل مطهر الإرياني فيعد من أوائل من أسهموا في فك رموز “خط المسند” اليمني في العصر الحديث، وتوالت بعد ذلك الاهتمامات، وبذل عدد من المستشرقين والعرب واليمنيين جهوداً كبيرة في توثيق نقوش المسند وشرحها والتعليق عليها، وحالياً عملت المدونات الإلكترونية على إحياء النقوش اليمنية المسندية. خطوط مسندية في طريق العدم ويتعرض التراث الثقافي اليمني العائد لعصور ما قبل الإسلام، بما فيه النقوش المسندية، للالتهام والطمس والتدمير وفي مراكزه الحضارية القديمة في مأرب والجوف وبيحان وحريب وشبوة. وفقدت عشرات النقوش المسندية الحجرية والبرونزية ذات القيمة التاريخية المهمة في “معبد أوام” بمحافظة مأرب (شرق)، الذي يحوي كماً هائلاً من النقوش السبئية يصل عددها في الوقت إلى قرابة ألف نقش مسندي، وتعد بمنزلة أرشيف قيم يوثق الحياة الدينية والسياسية والاجتماعية والأدبية في اليمن القديم. إلى ذلك، ناشد المتخصص في مجال الآثار والنقوش اليمنية القديمة الحكومة اليمنية والهيئات والمؤسسات العربية والأجنبية المعنية بالآثار والثقافة والفنون والأمن، “التحرك السريع نحو حماية الإرث الثقافي اليمني واتخاذ الحلول والتدابير الناجعة لصونه، واستعادة ما نهب منه، وإعادة النظر في صمتها الطويل عن واقع التراث الأثري اليمني، وما يتعرض له، وأومأ إلى أن “المعالم تلك ليست مجرد كتابة قديمة أو حجارة أو شيء من الماضي أو سلع تجارية تقضى بها مآرب فحسب، كما يراها البعض، وإنما هي وعي وإدراك للإنسان اليمني وتشكيل لثقافته الوطنية وإثرائها، وممثل لعظمته وعراقته ونسب وهوية له، وتعزيز للانتماء إلى الأرض”. المزيد عن: الخط المسماريخط المسنداليمنمعمر الإريانيالتراث اليمنيالتراث الثقافي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post تاريخ 29 فبراير وما حمله من تقويمات فلكية وتقاليد قديمة next post بيوت الغزيين تغري الجنود الإسرائيليين والجيش “يخجل” You may also like سامر أبوهواش يكتب عن: “المادة” لكورالي فارغيت… صرخة... 25 نوفمبر، 2024 محامي الكاتب صنصال يؤكد الحرص على “احترام حقه... 25 نوفمبر، 2024 مرسيدس تريد أن تكون روائية بيدين ملطختين بدم... 25 نوفمبر، 2024 تشرشل ونزاعه بين ثلاثة أنشطة خلال مساره 25 نوفمبر، 2024 فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم... 24 نوفمبر، 2024 قصة الباحثين عن الحرية على طريق جون ميلتون 24 نوفمبر، 2024 عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024 الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024