بأقلامهمعربي دولة من غير شعب. شعب من غير دولة by admin 30 يناير، 2020 written by admin 30 يناير، 2020 159 على الشعب العراقي أن يدفع ثمن الغباء البيروقراطي الأميركي. ميدل ايست اونلاين / فاروق يوسف ليست الأزمة العراقية في طريقها إلى الحل. إنها في حالة انسداد كلي. فهي ليست قضية محلية طرفاها شعب غاضب واحزاب مغتصبة للسلطة، حسب بل هي أيضا قضية تتشابك وتتقاطع فيها مصالح دولتين، الواحدة أسوأ من الأخرى بالنسبة للعراقيين، هما الولايات المتحدة وإيران. ما من أحد يحاور أحدا في العراق. فالسلطة التي تقيم في المنطقة الخضراء تديرها أحزاب مغلقة على نفسها وهي غير مستعدة لتفهم مطالب المحتجين في جانب الرصافة أو التعامل معها ايجابيا. لدى تلك الاحزاب حكومتها ومجلس نوابها وجيشها وأجهزتها الأمنية وسفاراتها وهو ما يضفي على وجودها شرعية ليست قابلة للنقض من وجهة نظرها. المحتجون لا ينتظرون من الأحزاب أن تتخلى عن السلطة. بل أنهم ينظرون بيأس إلى ما يمكن أن تتقدم به تلك الأحزاب من حلول لأزمة قد تؤدي إلى سقوط سلطتها وانقضاء امتيازاتها في أية لحظة يتبدل فيها المزاج العالمي. الطرفان يتصارعان غير انهما يدركان أن أحدا منهما لن يهزم الآخر. الأحزاب الموالية لإيران تتهم المحتجين بالتبعية للسفارات. السفارة الأميركية بالتحديد هي المقصودة. قد لا يصدق الكثيرون أن المحتجين يتمنون لو أن السفارة الأميركية التفتت فعلا إليهم. فهم في حاجة إلى مَن يتعاطف معهم عالميا. وهم في حاجة إلى أي نوع من الحماية، بغض النظر عن مصدرها. عبر أكثر من ثلاثة أشهر من القتل كان المحتجون يواجهون الرصاص بصدور عارية من غير أن يسمعوا أن هناك جهة دولية تتعاطف معهم وتدافع عنهم وتسعى إلى توفير الحماية لهم. في موازاة حراكهم السلمي كان هناك صراع بين إيران والولايات المتحدة يعبر عن رغبة الطرفين في أن تكون له اليد العليا في البلد. مظهريا يبدو ذلك الصراع كما لو أنه لا علاقة له بالصراع الداخلي. غير أن ذلك ليس صحيحا. فلو أن الولايات المتحدة تخلت فعليا عن وجودها العسكري في العراق فإن ذلك معناه أنها سلمت البلد نهائيا لإيران. وهو ما كان يمكن يحدث لو أن سياسة الرئيس أوباما الكارثية إزاء العراق استمرت بعد مغادرته البيت الأبيض. غير أن عيب السياسة الأميركية إزاء العراق يمكن تلخيصه بضبابية الموقف. فالولايات المتحدة التي تدرك جيدا أن مصالحها في العراق وفي المنطقة هي عرضة للتهديد بسبب اتساع الدائرة التي تتحرك فيها إيران من خلال ذيولها في المنطقة لم تظهر حتى هذه اللحظة موقفا مشجعا وداعما للحراك الشعبي المناوئ للهيمنة الإيرانية والداعي إلى انهاء نظام الميليشيات الإيرانية. ولأن العراق هو المركز في الصراع الإيراني ــ الأميركي فقد دأب الطرفان على القيام باستعراضات، نوحي بأنها قد تكون تمهيدا لحرب ضروس سيكون العراق ساحتها. وليس من المستبعد أن الطرفين انما يقومان بتلك الاستعراضات رغبة منهما في ممارسة الضغط، نوعا غير مباشر من الحوار وهما لا يضمران نية الحرب في كل الأحوال. وهو ما قد يؤدي إلى ابقاء الوضع في العراق على ما هو عليه إلى زمن غير معلوم. فالطرفان يملكان من الوقت ما لا يملكه الشعب العراقي. وهنا بالضبط تقع العقدة العراقية المستعصية على الحل. فما لم تحسم الولايات المتحدة موقفها فإن المشهد العراقي سيظل منقسما. دولة من غير شعب وشعب من غير دولة. وهو ما يعني أن الأحزاب ستظل تتمتع بهيمنتها على ثروة العراق التي سيبقى الشعب محروما منها. وهو ما يمكن أن يقود إلى مزيد من الانهيارات الأمنية التي هي ليست جزءا أصيلا من ظاهرة الاحتجاجات السلمية. فالتصعيد غير المسبوق الذي قام به المحتجون قبل أيام حين أغلقوا الطرق الرئيسة في المدن العراقية وبالأخص في العاصمة بغداد يمكن أن يتكرر في أية لحظة. وهو رد فعل طبيعي في مواجهة الاستبعاد المتعمد لإمكانية الاتفاق على حل يقيم نوعا من الاعتبار والاحترام للشعب العراقي. وإذا ما كانت سفارات عدد من الدول في بغداد ومنها سفارة الولايات المتحدة قد أصدرت بيانا نددت فيه بالاستعمال المفرط للقوة في قمع المحتجين فإن ذلك الموقف لا يرقى إلى مستوى التضامن. هو نوع من رفع العتب ليس إلا. واقعيا فإن الولايات المتحدة التي صارت تغض النظر عن الصواريخ التي تضرب سفارتها لا تزال تنظر بشيء من الريبة إلى الحراك الشعبي العراقي الذي لم تسع إلى اختراقه خشية افشاله. علاقة غامضة إن تمكنت الولايات المتحدة من التعرف على أسرارها فإنها ستكون قادرة على هزيمة إيران في العراق. في انتظار ذلك سيكون على الشعب العراقي أن يدفع ثمن الغباء البيروقراطي الأميركي. 7 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الأمم المتحدة: خسارة أرواح الشباب بالعراق “أمر لا يحتمل” next post «فوضوي.. شرير.. لا يتحمل المسؤولية».. ما أوجه الشبه بين الجوكر ومحمد بن سلمان؟ You may also like ابراهيم شمس الدين يكتب عن: هوية الشيعة الحقيقية... 10 يناير، 2025 منير الربيع يكتب عن: “الوصاية” الدولية-العربية تفرض عون... 10 يناير، 2025 لماذا يسخر ترمب من كندا بفكرة دمجها كولاية... 9 يناير، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: هل مسلحو سوريا... 9 يناير، 2025 حازم صاغية يكتب عن: لا يطمئن السوريّين إلّا…... 9 يناير، 2025 ديفيد شينكر يكتب عن: لبنان يسير نحو السيادة... 9 يناير، 2025 غسان شربل يكتب عن: إيران بين «طوفان» السنوار... 7 يناير، 2025 ساطع نورالدين يكتب عن: بيروت- دمشق: متى تُقرع... 5 يناير، 2025 حازم الأمين يكتب عن: حزب الله يتظاهر ضد... 5 يناير، 2025 حازم صاغية يكتب عن: على هامش سؤال «النظام»... 5 يناير، 2025 7 comments Maryjo 11 أغسطس، 2020 - 10:12 م WOW just what I was looking for. Came here by searching for adreamoftrains web hosting sites webhosting adreamoftrains web hosting providers Reply Lizzie 24 أغسطس، 2020 - 8:47 م Do you have a spam issue on this blog; I also am a blogger, and I was wondering your situation; many of us have developed some nice practices and we are looking to trade strategies with other folks, why not shoot me an email if interested. yynxznuh cheap flights Reply Kandace 25 أغسطس، 2020 - 5:42 م Article writing is also a fun, if you be familiar with then you can write if not it is difficult to write. 32hvAj4 cheap flights Reply Brianna 26 أغسطس، 2020 - 11:27 ص Hurrah! At last I got a website from where I know how to in fact get useful facts regarding my study and knowledge. Here is my web page cheap flights Reply Ruben 5 سبتمبر، 2020 - 12:18 م I was suggested this website hosting companies by my cousin. I’m now not sure whether this submit is written by way of him as no one else understand such targeted about my difficulty. You’re incredible! Thanks! Reply cialis buy online 29 نوفمبر، 2021 - 6:32 م Today, I went to the beach with my kids. I found a sea shell and gave it to my 4 year old daughter and said “You can hear the ocean if you put this to your ear.” She put the shell to her ear and screamed. There was a hermit crab inside and it pinched her ear. She never wants to go back! LoL I know this is entirely off topic but I had to tell someone! Reply sheriff badge 13 أغسطس، 2024 - 9:37 م This was a really insightful post, thank you for sharing! Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.