بأقلامهمعربي دلال البزري من تورنتو : حزب الله وقد صارَ مدافعاً عن حقوق الإنسان by admin 20 يناير، 2022 written by admin 20 يناير، 2022 31 أصبح حزب الله يشبه النظام الإيراني، كما يشبه الخادم مخدومه؛ بالقدر الأقصى المتوفر عنده، أي الموت من أجله العربي الجديد \ دلال البزري – كاتبة وباحثة لبنانية. من يتذكّر “جبهة الصمود والتصدّي” والتي تعود إلى ما يقارب نصف القرن؟ ذاك “الكيان” الذي بادر معمر القذافي إلى إنشائه بعد إعلان أنور السادات نيته زيارة إسرائيل عام 1977؟ وقد مات السادات بعد ثلاث سنوات، بضربات تنافس النرجسيات السلطوية بين القذافي نفسه وصدّام حسين وحافظ الأسد وهواري بومدين، وبدرجة أقل ياسر عرفات وعلي عبد الله صالح.. وكلٌ يقاتل من أجل أن يكون هو وحده زعيماً للجبهة. ولا ننْسى الضربة الثانية بحق “الجبهة”: ثورة إيران الإسلامية، والحرب التي تلتها بينها وبين العراق. المهم في موضوعنا هنا أنّ انفراط عقد “جبهة الصمود والتصدّي” سمحَ بولادة نوعٍ خاص جداً من المثقفين المدافعين عن الحريات، من هجّائي الأنظمة العربية التسلطية، ومن المطورِّين لنظريات كبار المفكرين الثائرين، أمثال الإيطالي أنطونيو غرامشي؛ وقد سطع نجم الفيلسوف الشيوعي الإيطالي في السماء العربية وقتها، امتلأت قاعات المؤتمرات العربية الثقافية بتمحيص أدواته الفكرية و”تطوير تطبيقاته العربية”. وهذا ليس عيباً بحد ذاته، إنّما نشاط يُشكرون عليه. لكن كانت لديهم مشكلة حقيقية: كانوا في البداية مع الرفض ومع “الجبهة” ومع أبطالها “الثوار”. وعندما انقسم هؤلاء، وصاروا يجهرون بالعداء الشديد لسياسة بعضهم بعضاً، ويشنّون حملات، عسكرية أحياناً، على الجماعة المضادّة، أو يموّلون جماعات أخرى لضرب هذا أو ذاك من المواقع التي أصبحت “معادية”… انقسم معهم المثقفون، وصارَ كلّ واحدٍ يغنّي على ليل البطل الذي رآه جديراً بزعامة “جبهة الصمود والتصدّي” المنحلّة، فصرتَ تقابل فلاناً من بينهم، بعثيا عراقيا مثلاً، مع صدّام ضد الأسد. أو العكس. أو، مثل آخر، علاّنا يحمل “الكتاب الأخضر” للقذافي بين ناظريه، يشْرحه، يفتّش في ثناياه عمّا “يتطابق” مع وجهته، الثورية على طول الخط. أو يواجه بها البعثَين، العراقي والسوري، بالحجج الدامغة، وبالمفاهيم والنظريات. أو معاديا للحكم الغاشم في بلاده، بدعم من هذا أو ذاك من الغاشمين الآخرين. كان المستبدون يركلون بجزماتهم مواطنيهم، يدكّونهم في السجون. ومع ذلك تجد أسماء كبيرة موالية لواحد منهم… مثقفون أحرار لكنهم مؤيدون لنظام استبدادي! باختصار، كانت الساحة الثقافية تضجّ بهؤلاء المثقفين “العضويين” الباحثين عن الحرية والتحرّر، الناقمين، النقديين، اللامعين، المشهورين .. وقد اعتلوا منابر الفكر والسياسة والإعلام، يشيدون بالزعيم الذي يوالونه، ويشنِّعون بمعارضيه. هذا النموذج من المثقفين كنتَ تجده أينما حللْت في العالم العربي. ربما في مشرقه أكثر من مغربه. كانوا يتمتعون بروحٍ معنويةٍ عالية، بالبهجة والثقة. كلماتهم من الذهب الخالص. و”ثوريتهم” على درجةٍ عالية من “الجذرية”… يريدون أن ينسفوا كلّ شيء، أن يقيموا الجديد العادل، الحرّ، المستقل. لكن، كان ثمّة حيّز لا يمكن الاقتراب منه: هو أنّهم موزّعون بين هذا المحور أو ذاك من دول “جبهة الصمود والتصدّي” المنحلّة. يكيلون ما تحبّ أذنك أن تسمعه من تشنيعٍ بالإستبداد العربي، بالقمع، وبما تبقى، لكنّهم يصمتون، يفرضون الصمت إذا كان الأمر يتعلق بواحدٍ من هؤلاء “القادة الأبطال” أو بإنجازاتهم. وكلّ واحدٍ من أولئك القادة يتمتّع بحصانة ثقافية ما. تكبر أكثر إذا كانت أرضه ثرية، مادياً بالبترول، أو معنوياً بشهادات حسن السلوك الأنتي – صهيوني. كان صدّام حسين وحافظ الأسد ومعمر القذافي أصحاب الألقاب الأكثر ذيوعاً. أو ربما الجغرافيا المشرقية فرضتهم على هذا النحو .. كانوا يركلون بجزماتهم مواطنيهم، يدكّونهم في السجون، يعذّبونهم، يقتلونهم. وكنتَ تجد، في المقابل، أسماء كبيرة موالية لواحد منهم، صوتها يرتفع ضد الظلم والاستبداد. أحرار مؤيدون لنظام استبدادي. حزب الله يعتبر نفسه من “أسياد هذا البلد”، لكنّه، عند اللزوم، هو مظلوم، مطارَد من قوى الشر، مستهانٌ به وبأبناء الطائفة التي “يمثلها” هذه المعادلة “الذكية” أصبحت الآن بين أيادي حزب الله. بل هو يستطيع أن “يثبّتها”، بعد تطويرها، مستنداً إلى علاقته الحميمة بأحد الأنظمة الأكثر فتكاً بالحريات في العالم. والفرق بينه وبين الرهط السابق من المثقفين الموالين – المعارضين أنّ علاقته بالنظام المُختار أكثر انسجاماً معه، وعلى الصعد كافة. يبدو الرهط السابق من المثقفين هؤلاء، بالمقارنة به، مثل جمعٍ من الأطفال يحْبون .. إذ كان يمكن أن تلتقط من بينهم مثقفين صادقين، أو مثقفين يتحمّلون مسؤولية تأييد الطاغية مقابل تحرّر لسانه، أو يحتاجون من موارد، وهذه الأخيرة متواضعة إذا قيست بتلك التي يتنعّم بها حزب الله، فالعلاقة بين هذا الحزب و”محوره” الأوحد علاقة حياة أو موت، علاقة تمويل وتغذية عقيدية، وخدمة مليشياوية، واستراتيجيات تتجاوز الحدود الوطنية، ليصبح الحزب يشبه النظام الإيراني، كما يشبه الخادم مخدومه؛ بالقدر الأقصى المتوفر عنده، أي الموت من أجله. يتماهى معه بسطوته المسلحة على المنطقة، ويمارس مثله الإعدام، الجماعي في سورية، والفردي في لبنان. ويفرض الصمت، بالقوة، على مناهضيه من بيئته، يفبرك فيديوهات الولاء، يقسّم هيئات أهلية متأصّلة تخالف توجّهاته، يضع زعيمه صواريخه على أيّ طاولة مفاوضات ومحاصصات تجمعه بخصومه الداخليين، يشنّ حروباً عبثية، مدمرة، يخرّب مؤسسات الدولة، يتعالى على القوانين والدستور .. وبعد ذلك، ماذا تتخيّله فاعلاً؟ ببساطة، يبدأ مسيرة موازية مع الحرية و”حقوق الإنسان”. وزير الخارجية اللبنانية، شربل وهبة، الذي قال كلاماً عنصرياً بحق أهل البادية، تلاه وزير الإعلام الذي تفلسف وأعطى رأياً ممانعاً جاهزاً عن حرب اليمن، محمِّلاً السعودية كامل وزْرها. فكان الحزب وإعلامه وجيشه الإلكتروني يشنّون حملة تضامن معهما، عنوانها “حرية التعبير عن الرأي”، دفاعاً عن “المسؤولَيْن”. ثم خطت المسيرة خطوة “نوعية” أخرى منذ شهر، نظّم الحزب مؤتمراً في معقله، في الضاحية الجنوبية لبيروت، دعماً للحوثيين، لـ”الحرية والعدالة”. وقبضات مرفوعة تصرخ “الموت لآل سعود!” الذين “اغتالوا الحريات!”. أما شعار “حقوق الإنسان” فقد ظهر جلياً في المؤتمر المنعقد منذ أيام دعماً للمعارضة السعودية، وإحياء للذكرى السادسة لإعدام الشيخ نمر باقر النمر، في المعقل نفسه. تكلم فيه الخطباء عن “الحقوق المدنية المهدورة” و”تفاقم الانتهاكات لحقوق الإنسان” على يد السلطات السعودية، عن “المساواة والحرية” عن “الحكم الرشيد” الذي يسعون إليه. لكن لم يتكلم أحد من أصحاب الكلمات عن حكم الإعدام نفسه، تفادياً ربما للإحراج الذي يتساوى فيه كلٌّ من الحكمَين في إيران والسعودية، فالدولتان هما، بعد الصين، الأكثر تنفيذاً للإعدام السياسي. حسناً .. الآن، كيف لا يتورَّع حزب الله عن المطالبة بـ”حقوق الإنسان” فيما هو، يضربها، ويضرب الإنسان يميناً وشمالاً؟ فيما هي طارئة عليه، ليست من بنات ثقافته؟ ربما أراد الحزب أن يضفي على نفسه طابع “الإنسانوية” رداً على حملة عالمية تدينه بالإرهاب. ربما لأنّه يستطيع أن يضرب على الحافّة، ومن بعدها يضرب على المسمار. لديه من الحصانة ما يكفي ليفعل شيئاً ويشق طريقاً، مساراً، يناقضه. ربما مواريث عدّة متداخلة: أنّ الحزب يعتبر نفسه من “أسياد هذا البلد” (رئيس كتلة حزب الله البرلمانية محمد رعد). لكنّه، عند اللزوم، هو مظلوم، مطارَد من قوى الشر، مستهانٌ به وبأبناء الطائفة التي “يمثلها”. مظلومية تاريخية، يغرف منها الحزب متى يشاء. يقيم المداورة بين اسْتكباره واسْتضعافه. وربما من عدوى لبنانية صرفة: أنّ الكلام لم يعُد يعني شيئاً. أنّ الحزب، مثل بقية العصابة الحاكمة، يقول ما يشاء، ويغوص في دَجَله “الوجودي” كما يشاء .. بما يعمِّر أرشيفاً ناصعاً من “الأخبار الكاذبة” (فيك نيوز). كما فعل أخيراً عندما أعلن، إثر عودته إلى الحكومة التي شكّلها بنفسه بعدما عطّلها ثلاثة أشهر، أنّه عاد: حتى “لا يحمّلنا أحد المسؤولية عن تعطيل البلد” و”من أجل البلد ومصالح الناس” و”الأولوية عندنا للقضايا الملحّة للناس في الجوانب المالية والاقتصادية” .. ومن دون أيّ رفّة عين. لكن أيضاً، قد يكون للحزب أسلاف آخرون، ميراث مستور. خلّفه أولئك الكتاب والمثقفون الذين رقصوا على الوتَر نفسه. وما زال بعضهم يرقص لكن بنغمة خافتة. هم ديناصورات الحقبة، أو من تبقّى منها. لم يطلْ زمانهم. ولم يبقَ لهم غير الفُتات، بعدما فضحهم سقوط طغاتهم المحبوبين، فيما الذي أبقى حافظ الأسد حياَ، ابنه بشار، فتحوّل إلى لاعب كشاتْبين مع الحُماة والمموّلين، والمستثْمِرين. المزيد عن : أنور السادات\ياسر عرفات\شربل وهبة\أنطونيو غرامشي 58 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الجغرافيا السياسية الدائمة لروسيا next post رئيسي يتجه إلى موسكو آملا بـ”نقطة تحول” في العلاقات مع روسيا You may also like غسان شربل يكتب عن: لبنان… و«اليوم التالي» 26 نوفمبر، 2024 ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 58 comments JUKI SMT Production Line 20 يناير، 2022 - 2:22 ص Great article. Reply CBD Oil 20 يناير، 2022 - 2:49 ص It is appropriate time to make some plans for the future and it is time to be happy. I have read this post and if I could I wish to suggest you some interesting things or tips. Maybe you could write next articles referring to this article. I wish to read more things about it! Reply ladbrokes 20 يناير، 2022 - 2:54 ص Do you have a spam problem on this site; I also am a blogger, and I was wondering your situation; many of us have developed some nice procedures and we are looking to swap solutions with other folks, why not shoot me an email if interested. Reply เกมส์แคนดี้ 20 يناير، 2022 - 3:20 ص I am not sure where you are getting your info, but good topic. I needs to spend some time learning much more or understanding more. Thanks for great info I was looking for this information for my mission. Reply Going Here 20 يناير، 2022 - 3:33 ص If you are preparing to create or renovate your own personal house, then you really need to consider choosing a specialist architect to do dozens of monotonous jobs for you. Why? Effectively, there’s a great bit of benefits once you do this. To start with, you’re unskilled and if you don’t have a graduate degree on structure your first design could possibly be flawed. Also with the aid of an expert architect you can resolve all design issues and find the right solutions. Especially if you are intending to build your initial house on which you are likely to are now living in for years to come. Once you know the information shown in this informative article, you will know whether finding an architect to solve your design problems is anything that you ought to search into.First, before we discuss some of the unique advantages of choosing an expert architect, let’s talk about why several folks are reluctant to hire them. Often a lot of people choose to guard their confidence and pride rather than to accept incapability. They think they could do better themselves just by examining a couple of short articles about building a home when actually they’re not.Those skilled architects are people who had properly spent for at the very least 4 years in the school to be competent as one. It’s incomparable when we are attempting to obtain the exact same effects as they had performed just by adhering to a pre-planned style that we can buy in an over-all store. Though their companies don’t come cheap, it will probably help you save a bundle in the extended run.Now let’s discuss some specific benefits that you can get by choosing qualified architects. One, they’ve an ability to fix many complex style problems and they are able to find a very good solutions to match your needs. Two, they’re really trusted for handling the complete design task from begin to finish. And three, they could also become a manager for the current style project and can have no problem coordinating a group of workers to deal with the work in line with the plan. Knowing the particular great things about selecting an expert architect, you will want to encourage them to allow you to along with your house style plans.Sometimes you can even hire them to just give you their expert thoughts about your own home options so you won’t produce any evident mistakes that may jeopardize the entire design. Usually, all of the pre-drawn plans that you may get in a local store are easy to follow along with if you recognize every one of the instructions. But, since most of us had hardly any experience on creating a style strategy from damage, this is actually a problem. It’s correct that inside modify on any given program is a very easy adjustment and won’t influence significantly to the remaining portion of the design plan. But, if you are planning to accomplish a architectural modify you’n possibly require a expert advice before performing so. Fundamentally, having an expert architect to manage you recognizing your own personal approach is much better rather than endangering yourself to go with test and problem which eventually cost you more money. Reply Buy 4D PMT 20 يناير، 2022 - 3:39 ص My relatives all the time say that I am wasting my time here at web, but I know I am getting familiarity daily by rading such fastidiou articles. Reply joinqq 20 يناير، 2022 - 3:49 ص Everything is very open with a very clear explanation of the challenges. It was truly informative. Your website is very useful. Thanks for sharing! Reply 토토사이트 20 يناير، 2022 - 3:54 ص What a data of un-ambiguity and preserveness of valuable knowledge concerning unpredicted feelings. Reply leaked onlyfans nudes 20 يناير، 2022 - 4:16 ص Thank you, I’ve just been looking for info about this subject for a long time and yours is the best I’ve discovered till now. However, what about the conclusion? Are you certain about the supply? Reply 카지노사이트 20 يناير، 2022 - 4:40 ص My coder is trying to convince me to move to .net from PHP. I have always disliked the idea because of the expenses. But he’s tryiong none the less. I’ve been using Movable-type on a variety of websites for about a year and am concerned about switching to another platform. I have heard very good things about blogengine.net. Is there a way I can import all my wordpress content into it? Any help would be greatly appreciated! Reply anwar-alawlaki.com 20 يناير، 2022 - 4:47 ص Awesome blog! Do you have any helpful hints for aspiring writers? I’m hoping to start my own website soon but I’m a little lost on everything. Would you advise starting with a free platform like Wordpress or go for a paid option? There are so many choices out there that I’m totally confused .. Any suggestions? Many thanks! Reply Kedi tıslaması 20 يناير، 2022 - 5:00 ص Thank you for the auspicious writeup. It in fact was a amusement account it. Look advanced to far added agreeable from you! By the way, how could we communicate? Reply site 20 يناير، 2022 - 5:07 ص Very nice post. I just stumbled upon your blog and wished to say that I’ve really loved surfing around your weblog posts. After all I will be subscribing to your feed and I am hoping you write again soon! Reply www.lavidasecretadelaspalabras.com 20 يناير، 2022 - 5:21 ص A word of caution regarding the play money tables. However, the standard is very poor. It is possible to win your first attempt. However, don’t think you can immediately transfer your success to real money tables. There are steep learning curves! Also visit my blog – bet, http://www.lavidasecretadelaspalabras.com, Reply jatislot 20 يناير، 2022 - 5:35 ص Do you have a spam problem on this blog; I also am a blogger, and I was wondering your situation; many of us have developed some nice methods and we are looking to exchange methods with others, please shoot me an e-mail if interested. Reply jatislot 20 يناير، 2022 - 5:35 ص I’m not sure where you are getting your information, but great topic. I needs to spend some time learning much more or understanding more. Thanks for great info I was looking for this info for my mission. Reply Www.chapter509tu.org 20 يناير، 2022 - 5:39 ص What is fast, action-packed, and considered toys for the big boys. NASCAR, of course, one of the most popular sports people watch and bet online. This is quite a simple sport to master in terms of betting. my webpage; gambler (http://Www.chapter509tu.org) Reply เว็บตรงไม่ผ่านเอเย่นต์ 2022 20 يناير، 2022 - 5:40 ص An interesting discussion is definitely worth comment. I do think that you need to publish more about this issue, it might not be a taboo matter but typically people do not discuss these topics. To the next! Best wishes!! Reply jatislot 20 يناير، 2022 - 5:49 ص I do not even understand how I finished up here, however I thought this put up was once great. I do not understand who you are however definitely you are going to a well-known blogger in the event you are not already. Cheers! Reply judi slot online 20 يناير، 2022 - 5:50 ص Hi terrific blog! Does running a blog like this take a massive amount work? I’ve virtually no knowledge of coding however I was hoping to start my own blog soon. Anyhow, should you have any ideas or techniques for new blog owners please share. I know this is off subject nevertheless I just had to ask. Cheers! Reply ข่าวบอล 20 يناير، 2022 - 5:53 ص Hi friends, its fantastic post concerning educationand entirely defined, keep it up all the time. Reply pharmacies shipping to usa 20 يناير، 2022 - 6:02 ص It is in point of fact a great and useful piece of info. I’m glad that you shared this helpful information with us. Please stay us informed like this. Thanks for sharing. Reply JUKI SMT Assembly Line 20 يناير، 2022 - 6:03 ص Hello! Do you know if they make any plugins to help with SEO? I’m trying to get my blog to rank for some targeted keywords but I’m not seeing very good results. If you know of any please share. Cheers! Reply osg777.net 20 يناير، 2022 - 6:17 ص Hello my loved one! I want to say that this article is awesome, great written and include approximately all significant infos. I would like to see more posts like this . Reply rollo-vn 20 يناير، 2022 - 6:20 ص With havin so much written content do you ever run into any problems of plagorism or copyright infringement? My site has a lot of exclusive content I’ve either authored myself or outsourced but it appears a lot of it is popping it up all over the web without my agreement. Do you know any ways to help prevent content from being stolen? I’d certainly appreciate it. Reply Deloras 20 يناير، 2022 - 6:23 ص Most gambling games have both a negative EV (5.49% for you) and a positive one (5.49% for the casino). Have a look at my blog: poker (Deloras) Reply Hot water heater installation 20 يناير، 2022 - 6:48 ص Hi there would you mind letting me know which webhost you’re working with? I’ve loaded your blog in 3 different internet browsers and I must say this blog loads a lot quicker then most. Can you recommend a good web hosting provider at a honest price? Thanks a lot, I appreciate it! Reply คาสิโน ออนไลน์ได้เงินจริง ios 20 يناير، 2022 - 7:04 ص you are really a good webmaster. The site loading velocity is amazing. It sort of feels that you’re doing any unique trick. Moreover, The contents are masterwork. you’ve done a magnificent job in this topic! Reply เว็บคาสิโน เชื่อถือได้ 20 يناير، 2022 - 7:18 ص What’s up it’s me, I am also visiting this web site daily, this web page is truly nice and the people are in fact sharing good thoughts. Reply slot online terbaik 20 يناير، 2022 - 7:38 ص Wonderful site. A lot of useful information here. I’m sending it to some pals ans additionally sharing in delicious. And obviously, thank you to your sweat! Reply คาสิโนออนไลน์เว็บตรง 20 يناير، 2022 - 7:51 ص I was suggested this web site by way of my cousin. I am not certain whether this publish is written via him as nobody else recognise such distinctive approximately my difficulty. You are incredible! Thanks! Reply Essen zum Mitnehmen 20 يناير، 2022 - 8:10 ص Hello! This is my first visit to your blog! We are a group of volunteers and starting a new project in a community in the same niche. Your blog provided us useful information to work on. You have done a outstanding job! Reply bittex 20 يناير، 2022 - 8:25 ص This is a topic which is close to my heart… Take care! Where are your contact details though? Reply เว็บตรงไม่ผ่านเอเย่นต์แตกง่าย 20 يناير، 2022 - 8:45 ص Thank you for every other wonderful post. The place else may just anybody get that kind of info in such an ideal method of writing? I have a presentation subsequent week, and I’m at the look for such info. Reply cheap Brazil jerseys 20 يناير، 2022 - 8:52 ص Hi there this is kind of of off topic but I was wondering if blogs use WYSIWYG editors or if you have to manually code with HTML. I’m starting a blog soon but have no coding skills so I wanted to get advice from someone with experience. Any help would be enormously appreciated! Reply 바카라사이트 20 يناير، 2022 - 9:34 ص I truly prize your work, Great post. Reply slot zenwin 20 يناير، 2022 - 9:51 ص This is a good tip particularly to those new to the blogosphere. Simple but very precise info… Appreciate your sharing this one. A must read post! Reply sitemap xml 20 يناير، 2022 - 10:26 ص Politechnika Częstochowska ul. J.H. Dąbrowskiego 69 42-201 Częstochowa NIP: 573-011-14-01 Informacje bip.svgBiuletyn Informacji Publicznej Zamówienia Publiczne Informacje o cookies Deklaracja dostępności Inspektor Ochrony Danych SARS-CoV-2 Wydziały Wydział Budownictwa Wydział Elektryczny Wydział Inżynierii Mechanicznej i Informatyki Wydział Inżynierii Produkcji i Technologii Materiałów Wydział Infrastruktury i Środowiska Wydział Zarządzania logo ePUAP Adres skrytki podawczej Politechniki Częstochowskiej w systemie ePUAP: /PolitechnikaCzestochowska/SkrytkaESP Reply marriage numerologist in Delhi 20 يناير، 2022 - 10:33 ص Good way of telling, and fastidious article to take data regarding my presentation subject, which i am going to deliver in school. Reply sofa repair dubai qusais 20 يناير، 2022 - 10:53 ص Hi there, its good article concerning media print, we all understand media is a great source of facts. Reply Check Backlinks 20 يناير، 2022 - 11:03 ص Hi, I do believe this is a great blog. I stumbledupon it 😉 I may return yet again since I book-marked it. Money and freedom is the best way to change, may you be rich and continue to guide other people. Reply lintasmpo 20 يناير، 2022 - 11:14 ص This is a topic which is near to my heart… Best wishes! Where are your contact details though? Reply dunia antariksa terkini 20 يناير، 2022 - 11:39 ص We absolutely love your blog and find many of your post’s to be precisely what I’m looking for. Would you offer guest writers to write content to suit your needs? I wouldn’t mind creating a post or elaborating on a lot of the subjects you write about here. Again, awesome web log! Reply คาสิโนออนไลน์เว็บตรง เครดิตฟรี 20 يناير، 2022 - 11:41 ص naturally like your website however you have to check the spelling on quite a few of your posts. Many of them are rife with spelling problems and I in finding it very bothersome to inform the reality nevertheless I will definitely come back again. Reply igg games youtubers life free download 20 يناير، 2022 - 11:58 ص Hi there friends, its great piece of writing regarding tutoringand completely explained, keep it up all the time. Reply Bokep sange Enak Download bokep jepang perkosa murid 20 يناير، 2022 - 12:32 م Hey I know this is off topic but I was wondering if you knew of any widgets I could add to my blog that automatically tweet my newest twitter updates. I’ve been looking for a plug-in like this for quite some time and was hoping maybe you would have some experience with something like this. Please let me know if you run into anything. I truly enjoy reading your blog and I look forward to your new updates. Reply ebay motors auto parts accessories 20 يناير، 2022 - 12:46 م naturally like your web-site but you have to take a look at the spelling on several of your posts. Many of them are rife with spelling issues and I to find it very troublesome to tell the truth then again I’ll surely come back again. Reply bet exchange 20 يناير، 2022 - 1:12 م What’s up, just wanted to mention, I enjoyed this post. It was practical. Keep on posting! Reply กัลยา แพงแก้ว 20 يناير، 2022 - 1:17 م Hi, i think that i saw you visited my site so i got here to go back the favor?.I am trying to in finding issues to improve my website!I guess its good enough to make use of some of your ideas!! Reply 바이 낸스 상장 폐지 20 يناير، 2022 - 1:31 م You should be a part of a contest for one of the highest quality blogs on the internet. I am going to highly recommend this site! Reply terbaik sumatera 20 يناير، 2022 - 1:35 م Great goods from you, man. I have understand your stuff previous to and you are just extremely excellent. I actually like what you’ve acquired here, certainly like what you are stating and the way in which you say it. You make it enjoyable and you still take care of to keep it sensible. I can’t wait to read far more from you. This is actually a tremendous web site. Reply youtube video sexyback 20 يناير، 2022 - 1:46 م If some one desires to be updated with hottest technologies then he must be pay a quick visit this site and be up to date daily. Reply adidas worth vs nike 20 يناير، 2022 - 1:51 م I really like your blog.. very nice colors & theme. Did you create this website yourself or did you hire someone to do it for you? Plz answer back as I’m looking to construct my own blog and would like to know where u got this from. kudos Reply Marta 20 يناير، 2022 - 1:53 م Hello, Neat post. There’s an issue together with your site in internet explorer, might check this? IE still is the marketplace leader and a large portion of people will leave out your excellent writing due to this problem. Reply freebet slot 24 jam 2021 20 يناير، 2022 - 2:00 م wonderful points altogether, you simply received a emblem new reader. What would you recommend in regards to your put up that you simply made a few days in the past? Any sure? Reply คาสิโนออนไลน์ zaabet 20 يناير، 2022 - 2:09 م Hi! I could have sworn I’ve visited this blog before but after looking at many of the articles I realized it’s new to me. Nonetheless, I’m certainly happy I discovered it and I’ll be bookmarking it and checking back often! Reply buying cheap cialis online 30 يناير، 2022 - 6:59 ص Hurrah! Finally I got a website from where I know how to really obtain valuable data regarding my study and knowledge. Reply police badges 5 أغسطس، 2024 - 2:35 م Great advice! I’ll definitely be implementing some of these tips. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.