عرب وعالمعربي خلافات الجيران تستبق “لم الشمل” العربي في الجزائر by admin 31 أكتوبر، 2022 written by admin 31 أكتوبر، 2022 97 تلاسن ومشادات المغرب والجزائر تخيم على أعمال القمة والجامعة تتدخل لحسم بنود جدول الأعمال والبيان الختامي اندبندنت عربية \ أحمد عبد الحكيم – زياد الفيفي فيما تستعد العاصمة الجزائرية لاستقبال القادة والرؤساء العرب لعقد قمتهم الـ31، تحت شعار “لم الشمل” بعد تأجيل طالها لـ3 سنوات، خيمت الخلافات والتباينات على الأعمال التمهيدية لوزراء الخارجية العرب على مدار اليومين الماضيين، ما دلّ على اتساع الهوة، في مشهد كان بطله “تأزم المواقف المغربية الجزائرية”، والذي انعكس في احتجاج المغرب على جدول الأعمال، واستقبال وفده الرسمي، وكذلك إحدى الخرائط الجغرافية التي أذاعتها قناة جزائرية لشكل الحدود العربية. وبحسب ما كشفته مصادر دبلوماسية مطلعة لـ”اندبندنت عربية”، “كادت الخلافات العربية تعصف بتوافق وزراء الخارجية على جدول الأعمال (اعتمد يوم الأحد)”، مضيفة أن بعض الدول أبدت “احتجاجاً على أكثر من بند على جدول أعمال قمة الرؤساء والقادة المقررة يومي الأول والثاني من نوفمبر (تشرين الثاني)، حتى تدخلت الجامعة العربية، وأيدت إدراج كافة البنود التي طالبت بها الدول الأعضاء”. ووفق المصادر نفسها، “فإنه ولأول مرة لم يستمر الاجتماع المغلق لوزراء الخارجية العرب يوم السبت 29 أكتوبر (تشرين الثاني) سوى 15 دقيقة احتجت خلاله المغرب 4 مرات، فضلاً عن احتجاجات من أطراف عربية أخرى قبل أن يستكمل الوزراء اجتماعهم يوم الأحد”. ومنذ الخميس الماضي، بدأت التحضيرات لقمة الجزائر التي تقام في المركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال” باجتماع المندوبين ثم وزراء الخارجية، قبل أن تلتئم القمة العربية للمرة الأولى للقادة العرب منذ قمة تونس 2019، وهدفت هذه الاجتماعات إلى ترتيب جدول أعمال قمة القادة، الذي وصفه مسؤولون جزائريون وعرب بأنه “مثقل وواعد” في الشؤون السياسية والاقتصادية. كواليس الخلاف المغربي – الجزائري ما إن تطأ قدماك مركز المؤتمرات المقرر استضافته للقمة العربية بالجزائر، تدور الأحداث الجانبية بين روداه من الإعلاميين والدبلوماسيين، بشأن ذلك الخلاف “المغربي الجزائري” الذي كاد أن يفجر قمة “لم الشمل” العربية قبل أن تبدأ. فيوم السبت 29 أكتوبر احتج الوفد المغربي، برئاسة وزير الخارجية، ناصر بوريطة، على نشر وسيلة إعلام جزائرية خريطة المملكة من دون منطقة الصحراء الغربية، قبل أن تتراجع عن ذلك بعد “استياء” الوفد نفسه من تجاهل استقباله الرسمي من قبل السلطات الجزائرية. وكانت قناة الجزائر الدولية AL24 News قد نشرت خريطة للعالم العربي على موقعها الإلكتروني تفصل المغرب عن الصحراء الغربية، مشيرة إلى شراكتها الإعلامية مع جامعة الدول العربية، مما أثار تحفظ الوفد المغربي، ونفي الجامعة لتلك الشراكة “المزعومة”. ورغم اعتذار القناة الجزائرية عن الخريطة التي أرجعتها لـ”خطأ تقني”، سارعت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في بيان رسمي إلى نفي أن يكون لها شركاء إعلاميين في تغطية القمة العربية. وأهابت بوسائل الإعلام توخي الحرص الشديد في نسبة المعلومات المنشورة على مواقعها إلى الجامعة العربية أو مؤسساتها. هذه الواقعة، وقبلها ما وصفته الرباط بـ”سوء تعامل البلد المضيف مع القواعد التي تحكم القمم سواء من الناحية البروتوكولية أو الأعراف”، قادت إلى احتمالات “انسحاب الوفد المغربي” من القمة بحسب ما أوضحه مصدر دبلوماسي عربي لـ”اندبندنت عربية” قبل أن تتدخل الجامعة لحلحلته. وكان موقع “هسبريس” المغربي قد نقل عن وزير الخارجية بوريطة، قوله إن “نجاح القمة العربية مرتبط بتجاوز الخلافات الجانبية”، مضيفاً: “ومرتبط بتجاوزنا الاستفزازات التي لا حاجة لها، وإذا البلد المضيف تعامل وفق القواعد التي تحكم القمم، سواء من الناحية البروتوكولية أو الأعراف”، كذلك أوردت وكالة الأنباء المغربية، نفياً عن احتمالات انسحاب الوفد المغربي برئاسة بوريطة بعد خلاف ومشادات مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة حول القرارات ومشروع البيان الختامي، ونقلت عن مصدر رسمي قوله “إنه ليس من قواعد وأعراف العمل الدبلوماسي المغربي وفق تعليمات العاهل المغربي الملك محمد السادس أن يغادر قاعة الاجتماعات بل أن يدافع من داخلها عن حقوق المغرب المشروعة ومصالحه الحيوية”. وعن أجواء احتدام تلك الخلافات داخل الاجتماع الوزاري العربي المغلق، ذكر لنا مصدر مطلع بعضاً مما دار فيها، قائلاً: “عصفت المشادات الجزائرية – المغربية عبر وزيرا خارجية البلدين بأجواء الاجتماع الوزاري العربي، إذ شهدت الدقائق المعدودة له السبت مشادات وسجالات بين المسؤولين”، موضحاً: “بعد الاحتجاج على الخريطة التي نشرتها وسيلة إعلام جزائرية، طالب الوزير المغربي بوريطة، بتعديل جدول أعمال القمة، والبيان الختامي المرتقب أن يصادق عليه القادة، وذلك بمطالبته إدراج إدانة التدخل الإيراني في الشؤون العربية، وإدانة تسليح طهران لبعض التنظيمات التي تصفها الرباط إرهابية، كجبهة البوليساريو”، وتابع: “رفض وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الطلب، ما دفع الوزير المغربي للحديث مجدداً للاحتجاج على رفضه”، معتبراً أنه ليس من حقه الرفض بل عرض الأمر على التصويت. لم ينته التشاحن عند هذا الحد، بحسب المصدر نفسه، “إذ دفع إصرار الوزير الجزائري على رفض الطلب المغربي وتجاهله، إلى إصرار نظيره المغربي على الأمر، قبل أن يترك القاعة ويخرج منها”. ووفق ما تناقله إعلاميون وبعض المسؤولين في مركز انعقاد المؤتمر، فإن الوفد المغربي غضب كذلك، من “الخروقات البروتوكولية والتنظيمية، في استقباله لدى وصوله المطار”، معتبرين أن تلك “التجاوزات” من شأنها أن تؤثر على أعمال القمة. ولم يكن الاجتماع التكميلي الأحد 30 أكتوبر أقل سخونة، إذ أكد مصدر دبلوماسي خليجي لنا، أن الطرفين عاودا الشجار على ملفات إضافية ذات علاقة بما تعتبره المغرب “تدخلاً جزائرياً في سيادتها”، ما دفع عدد من وزراء الخارجية العرب إلى اقتراح إدراج الخلاف المغربي – الجزائري ككل في أجندة القمة لحله ضمن قنواته. هذا الاقتراح لاقى رفضاً قاطعاً من قبل الدولة المستضيفة، مشددة على عدم الارتباط بين ملفات القمة والخلاف الإقليمي التاريخي بينهما، ولا حاجة للتمسك بالقضايا الخلافية بعد أن أكدت الحكومة الجزائرية أن الخريطة التي تم بثها وهي تخلو من دولة المغرب كانت خطأ اعتذرت عنه. اقرأ المزيد خريطة للوطن العربي تكاد تفجر اجتماع وزراء الخارجية الوضع العربي (3)… قمة الخطوة الأولى لاستعادة الطريق بسبب القمة العربية… جامعات في الجزائر تعود للدراسة من بعد القمة العربية في عالم متوتر وبحسب المصدر نفسه، فإن هذه الأزمة التي اشتعلت في الساعات الأخيرة قد انتهت بعد أن توافق كل المجتمعين على البيان الختامي بشكل كامل، وهو ما اعتبروه تجاوزاً للخلاف بعد الاتفاق على الأولويات. وتعد زيارة بوريطة إلى الجزائر الأولى من نوعها لمسؤول مغربي رفيع المستوي عقب قطع العلاقات بين البلدين بقرار من الجزائر العام الماضي. فيما كانت آخر زيارة لمسؤول جزائري عقب قطع العلاقات، أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، وذلك بعد أن أوفد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وزير عدله، عبد الرشيد طبي، إلى الرباط، لتسليم دعوته للعاهل المغربي لحضور القمة. وتدهورت العلاقات الثنائية بين البلدين عندما أعلنت الجزائر في أغسطس (آب) من العام الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط، متهمة المملكة بارتكاب “أعمال عدائية” ضدها. وردت الرباط معربة عن أسفها لهذا القرار، ورفضت ما وصفته بـ “المبررات الزائفة”. خلافات جدول الأعمال لم يكن الخلاف الجزائري – المغربي، وحده من هيمن على اجتماعات وزراء الخارجية العرب التمهيدية للقمة، بل شهد التوافق على جدول الأعمال خلافات بين الدول الأعضاء، لم تهدأ حدتها إلى أن تدخلت الجامعة العربية، ودفعت باتجاه إدراج كل الملفات التي تم طرحها بين الأعضاء على جدول أعمال القمة، بحسب ما أوضحه وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، خلال مؤتمر صحافي عقب انتهاء الاجتماعات التحضيرية الأحد. وفيما ذكر مصدر دبلوماسي جزائري لنا، أن “الاجتماعات التمهيدية التي انتهت بإقرار جدول الأعمال سمحت بالتوصل إلى نتائج توافقية بعد مشاورات ثرية ومعمقة”، أوضح مصدر دبلوماسي عربي، أنه إلى جانب إصرار المغرب على الدفع باتجاه إدراج التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، ودعمها العسكري لتنظيمات مسلحة، طالبت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش بإدراج “أزمة بلادها ضمن جدول الأعمال من خلال الدعوة إلى التعجيل بالانتخابات وإنهاء المراحل الانتقالية”، وهو ما كان يرفض صيغته بعض الأعضاء، كذلك دفعت الدولة المستضيفة بملف “إصلاح الجامعة العربية”. من جانبها، طالبت القاهرة، وفق المصدر الدبلوماسي الجزائري، بإدراج ملف أزمة سد النهضة، بين القاهرة والخرطوم من جهة وأديس أبابا من جهة أخرى، ليكون على جدول الأعمال وفي البيان الختامي. وعقب انتهاء الاجتماعات الوزارية، قالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان لها، إن الاجتماعات “استهلت بمناقشة مشروع مجلس أعمال الاجتماع على مستوى القمة، كما ناقشت مشروع قرار حول الأمن الغذائي القومي العربي، ومشروع قرار حول الأعمال المنبثقة عن أعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي”. وفي تصريحه لدى اختتام الاجتماعات، قال السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أنه قد تم الاتفاق بالإجماع على كل بنود الاجتماع التي سترفع إلى اجتماع القمة. وكان وزير الخارجية الجزائري، قد أعلن في مستهل تلك الاجتماعات، أن بلاده تأمل “بأن يكون في مقدورنا العمل جميعاً لبناء توافق أوسع يسمح بلم شمل جميع الدول العربية وتوحيد صفوها وجهودها لحل الأزمات الحادة التي تمر بها منطقتنا العربية والتي جعلت منها ساحة صراعات بين عديد القوى الأجنبية”، مشدداً على أن “الجزائر تعول كثيراً على مساهمة الجميع في القمة العربية لتحقيق انطلاقات جديدة للعمل العربي المشترك، وفق نهج يتجاوز المقاربات التقليدية ليستجيب لمتطلبات الحاضر”. من جانبه، شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في مستهل كلمته بالاجتماعات الوزارية العربية، على أن “الظروف الدولية الراهنة تستوجب من الدول العربية صياغة مواقف قوية”، داعياً إلى “ضرورة العمل الجماعي من أجل إنهاء الأزمات في سوريا وليبيا واليمن”، معتبراً أن “الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة على شفا الانفجار”. وذكر أبو الغيط، أن “واقع الأزمات التي تواجه البلدان العربية لابد أن يحتل مكانة هامة على أجندة أعمال القمة، كما أن أزمة الغذاء تمثل أولوية مهمة ونأمل تدشين استراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي”. إلي أين تذهب القمة؟ وعلى الرغم من أن الأجندة الأساسية للقمة قد تم الاتفاق عليها سلفاً بالتنسيق بين أمانة الجامعة والدول الأعضاء، إلا أن الاجتماعات الوزارية خلال الساعات الماضية، وبروز الخلاف الجزائري – المغربي، بدت كما لو أنها تصوغ أجندة من الصفر، ما يثير التخوفات بشأن النتائج المرتقبة من قمة الجزائر، وفقاً لمراقبين. ويقول عبدالله جداد، رئيس تحرير صحيفة أخبار العيون المغربية، إن وزير خارجية الرباط “لعب دوراً في إحباط مناقشة قضايا مثل عودة سوريا إلى الجامعة، بالإضافة إلى إصراره على إثارة دور الجزائر في خلاف الصحراء المغربية مستنداً في ذلك إلى دعم أطراف عربية عديدة تتوافق معه في الموقف”. وأضاف جداد “رفض الجزائر لتلبية نداء الملك محمد السادس ببدء صفحة جديدة واستعادة العلاقات الدبلوماسية وفتح الأجواء التي أغلقتها الجزائر أمام جارتها، إلا أن إصرارها على رفض كل ما يمكن أن يحسن علاقتها بجارتها التي تتمسك بسيادتها على الصحراء يجعل من فرص تصديق شعار (لم الشمل) غير ممكن”. ومن جانبه قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة البليدة الجزائرية، عبدالقادر السوفي، إن الخلاف يكمن في عدم فهم دور بلاده المزدوج في هذه القمة. وأضاف “الجزائر عضو في الجامعة وتطرح آراءها وفق منظورها بهذه الصفة، وهي في نفس الوقت رئيس للدورة وهذه صفة معنوية تلزمها التمسك بجدول الأعمال وضمان عدم الخروج عنه، حتى لو حاولت الرباط الزج ببعض القضايا في الجدول، تتمسك الجزائر بالأجندة بصفتها الرئاسية كمنظم”. ويصف الأستاذ الجامعي الجزائري التنظيم بالناجح رغم ما سبق، قائلاً “الجزائر لا تملك الجامعة بل ترأس الدورة الحالية، ولا يمكنها إملاء المواقف على الدول الأعضاء، ورفضهم وتحفظهم لكثير من الأشياء لا يعني نجاح القمة بأي شيء”. المزيد عن: القمة العربية\جامعة الدول العربية\الجزائر\المغرب\العلاقات الجزائرية المغربية\الصحراء الغربية\ناصر بوريط\ةرمطان لعمامرة\إيران\التدخلات الإيرانية\مصر\السودا\نإثيوبيا\سد النهضة\وزراء الخارجية العرب 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post قائد الحرس الثوري الإيراني للمحتجين: “اليوم هو آخر أيام الشغب” next post سلطنة عمان تخطب ود المقيمين في جاراتها بإلغاء التأشيرة You may also like 26 قتيلا بضربات إسرائيلية على أنحاء قطاع غزة 29 نوفمبر، 2024 إسرائيل تقصف منشأة لـ”حزب الله” وتحظر التجول ليلا... 29 نوفمبر، 2024 إسرائيل منقسمة حول “اتفاق لبنان” ونتنياهو يبدأ جني... 29 نوفمبر، 2024 كواليس البنود السرية في اتفاق “حزب الله” وإسرائيل 29 نوفمبر، 2024 بعد نهاية الحرب… هل يعود الخليج لدعم الجيش... 29 نوفمبر، 2024 من أشعل خطوط التماس بين المعارضة السورية وجيش... 29 نوفمبر، 2024 المجلة تنشر النص الحرفي لإعلان “وقف الأعمال العدائية”... 28 نوفمبر، 2024 أسئلة وقف النار في لبنان… أي انتصار؟ أي... 28 نوفمبر، 2024 خمسة تساؤلات حول وقف إطلاق النار بين إسرائيل... 28 نوفمبر، 2024 كيف غيّر “حزب الله” شروطه بين بدء الحرب... 28 نوفمبر، 2024