بأقلامهمعربي خالد عيسى من ستوكهولم : لستُ وطنيا … ولكنها عقدة نقص ! by admin 5 سبتمبر، 2019 written by admin 5 سبتمبر، 2019 191 لا يروق لي عادة هذا ” الطنيّن ” الوطني الذي يتغزّل بالأوطان و ” يحلف بسماها وترابها ” ، ولكني كفلسطيني ولد منزوع الوطن ، وعشت حياتي لاجئا في أوطان الآخرين ، صار الوطن عقدة شخصية فتحت عيوني على ” عقيدتها ” في مخيم تسقط فيه رؤوسنا بعيدا عن وطن سقط من بين أيدينا ، حين تآمر التاريخ على الجغرافيا ولطش بلادنا ، ووزعنا على المخيمات .. عشت حياتي وما أزال بوطن ” شفوي ” يرويه الآباء للأبناء ويرسمون تضاريسه في المخيلة التي تصهل خيولها حنينا وطنينا في أوطان غيرنا ! ومنذ ان اصطدم المخيم بالمدينة في بلاد الشتات صار اسمي الفلسطيني في مدرسة ثانوية سورية في حمص ، لتلاميذها أسماء علم تناديهم بها ، الا انا كنت بلا اسم .. فقط اسمي ” الفلسطيني “.. وتنقّل هذا ” الفلسطيني ” من منفى الى منفى وهو يحمل في حقائبه عقدة الوطن مثل معاق من ذوي الاحتياجات الخاصة ، يحدّق في نقصه في اكتمال الآخر الذي لا يكف عن التغني بوطنه أمام فلسطيني منزوع الوطن .. في بيروت لازمتني عقدة ” الضيعة ” حين كان زملائي اللبنانيين الذين كنت أعمل معهم يمضون نهاية الأسبوع في ” الضيعة ” في جنوب لبنان او جبل كسروان وانا مشحر لي ” ضيعة ضائعة ” في فلسطين لا تبعد كثيرا عن ضيعة صديقة لبنانية في بنت جبيل تستطيع ان تراها بالعين المجردة خلف اسلاك الجليل .. صرت أكرة نهاية الأسبوع وهي تنط في وجهي مساء كل خميس وتذكرني بضيعتي الضائعة ، وأنا اتسكع وحيدا في شارع الحمرا ببيروت .. ومن بيروت .. قبرص .. الى السويد تتنقل عقدة “النقص الوطنية ” معي من مطار الى مطار الى ان اخترعت وطنا مفتعلا لي هنا في السويد منحني جنسيته الشقراء بسخاء ، هذه الجنسية التي بفضلها زرت وطني لأول مرة في حياتي ، وكان يحدّق بي تمثال رأس بن غوريون المقطوع على مدخل مطار اللد ، وبلادي تحمل لي بكفها اللوز الأخضر وشتلة زعتر بري لعلها تداوي بالأعشاب الطبيعة عقدتي التي ولدت معي تحت صفيح مخيم على أطراف حمص السورية ، وتنقلت معي من عاصمة الى عاصمة .. ورجعت ولو مؤقتا الى ” ضيعتي الضائعة ” في الشجرة ، ووقفت على أسلاك رأس الناقورة الوح لصديقتي اللبنانية في بنت جبيل التي ” جننتني ” بضيعتها في نهاية كل أسبوع بيروت .. قال لي مرة صديق سويدي دلوع : الوطن لا يعني لي شيئا انا صدفة ولدت سويديا الوطن شوفينية مريضة تقلل من إنسانية الانسان التي ترى العالم وطنا طبيعيا لكل البشر وحقا لكل الناس ان يعيشوا في أي مكان يختارونه ، كان سيقنعني كلامة لو لم أر على وجهه علم السويد الذي رسمه بالألوان وهو يشجع فريق السويد في المونديال الماضي .. لستُ وطنيا .. لكني أعاني كفلسطيني عقدة نقص تلك هي القضية يا صديقي السويدي الدلوع …..! ! 1 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الرواية وهوية الفرد next post سرطان الكبد.. علامات واضحة تستدعي سؤال الطبيب “فورا” You may also like غسان شربل يكتب عن: ليلة القيصر 3 مارس، 2025 حازم صاغية يكتب عن:السؤال الذي يتحاشى الكثيرون طرحه! 3 مارس، 2025 وليد الحسيني يكتب عن: أمة التغيير..”ما فيش فايدة” 3 مارس، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: هل يسير ترمب... 2 مارس، 2025 سكوت أتران – أنخيل غوميز: ما تطلعات أهل... 28 فبراير، 2025 رضوان السيد يكتب عن: «مقاومة»… لكنها لا تقاوم 28 فبراير، 2025 جو معكرون يكتب عن: إضطراب المكوّن الشيعي في... 27 فبراير، 2025 كاميليا انتخابي فرد تكتب عن: التقارب الروسي –... 27 فبراير، 2025 دلال البزري تكتب عن: حزب الله… نصر الله 27 فبراير، 2025 سونر چاغاپتاي يكتب من داخل المحادثات الأخيرة لحزب... 26 فبراير، 2025 1 comment online chat 18 فبراير، 2025 - 9:03 ص 783432 723362After I initially commented I clicked the -Notify me when new feedback are added- checkbox and now each time a remark is added I get four emails with exactly the same comment. Is there any method youll be able to take away me from that service? Thanks! 145161 Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.