ثقافة و فنونعربي حين بدت “الثورة” لمارك شاغال كارثة الكوارث by admin 28 أبريل، 2020 written by admin 28 أبريل، 2020 149 هل كانت لوحة الروسي المنشقّ بصمت ردا على تحفة الإسباني الصاخب؟ اندبندنت عربية / إبراهيم العريس باحث وكاتب في العام نفسه الذي كان فيه بابلو بيكاسو ينجز لوحته، “غورنيكا”، التي ستصبح أشهر أعماله مصوّراً فيها المذبحة التي ارتكبها فرانكو وحلفاؤه النازيون والفاشيون في بلدة إسبانية صغيرة، كان مارك شاغال، الذي بدوره صار فرنسياً في ذلك الحين، هو الآتي من الخارج كما حال بيكاسو ليصبح جزءاً من الحياة الفرنسية (بيكاسو من إسبانيا، وشاغال من روسيا). كان شاغال ينجز لوحة “الثورة” التي لن تحظى ولو بجزء يسير من المكانة التي حظيت بها لوحة زميله. ولم يكونوا قلة أولئك الذين سيرون في لوحة شاغال رداً موارباً على لوحة بيكاسو. فلئن كان هذا الأخير قد اعتاد التعبير عن مواقف سياسية تقدمية لا يخفيها، وجعل من لوحته تلك رمزاً مناهضاً لليمين المتطرف، فإن شاغال كان غامضاً في مواقفه السياسية، لا سيما منذ عاد من روسيا رافضاً استمرار المشاركة في بناء “حياة فنية ثورية”. سيقول دائماً إنها قد فُرضت عليه ما اضطره إلى الهرب. من حلاوة الحياة إلى كآبة الثورة مهما يكن من أمر، لم يكن تدخّل فن شاغال في السياسة واضحاً، فهو عُرف بالأحرى بكونه فنان الحياة الحلوة وذكريات الطفولة والاحتفال بالحب والعيش وتحويل كل مشهد إلى أسطورة، إضافة إلى نهله من الكتاب المقدس ومن حياة السيد المسيح – رغم يهوديته البيّنة والتي وجدت تعبيرات كثيرة في فنه عنها- ناهيك بألوانه التي لا تحمل لا حزناً ولا عتباً على الدنيا، بل ربيعاً دائماً. ومن هنا كان السؤال القاسي أمام لوحة “الثورة” (التي تميزت بحجمها المتوسط 50×100 سم، وتوجد اليوم معلقة في مركز بومبيدو الباريسي). فهذه اللوحة التي تبدو أقرب ما تكون إلى بيان سياسي تتوجّه بدلاً عن إدانة محاكمات موسكو الستالينية التي كانت تعيش ذروتها حينها، إلى إدانة الثورة نفسها وما صاحبها من جوع وأوبئة وإبادة للبشر، ووقوف للينين على رأسه بدلاً عن وقوفه على قدميه! ناهيك بالبؤس الذي يسم الجماهير فيها والأسلحة الموجهة نحو الناس البسطاء من قبل البولشفيين. كل هذا عبّرت عنه اللوحة مثيرة ألف سؤال وسؤال دافعة كثراً إلى التفتيش في ماضي شاغال بحثاً عن أجوبة! ولقد أتى ذلك التفتيش ليذكّر بأن مارك شاغال كان في البداية ابناً لعائلة فقيرة يهودية ومتدينة، من سكان مدينة فيتبسك الروسية. وُلد عام 1887، يوم كانت تلك المدينة نصف الريفية ما تزال تبدو وكأنها منبعثة من القرون الوسطى، وعاش في المدينة طفولة هادئة تختلط فيها الحكايات بالأحلام بالأساطير بالبؤس بالحياة الاجتماعية الصاخبة الضاجة. وفي العام 1907، وكان قد أضحى في العشرين من عمره وتبدّت لديه ميول فنية وأدبية ميزته عن أقرانه، التحق مارك شاغال كمتدرب في محترف لفنان محلي، ثم في العام نفسه قُيَّض له أن يسافر إلى سان بطرسبرغ التي كانت ممر روسيا كلها إلى الغرب، حيث درس أولاً في المدرسة الإمبراطورية، ثم التحق بمحترف الفنان الشهير ليون باكست. لكن شاغال سرعان ما اكتشف أن لديه من الطموحات والتطلعات ما يجعله غير مكتف بأي حال من الأحوال بما يتعلمه في تلك المدينة، فما كان منه إلا أن سافر إلى باريس في العام 1910. وكان ذلك السفر البداية الحقيقية لشاغال الفنان. نشاط “خلية النحل” في باريس، أقام شاغال في مبنى كبير يدعى “خلية النحل”، يعيش فيه عدد كبير من أدباء وفناني ذلك العهد، فتعرّف إليهم واختلط معهم في حياة اجتماعية وفنية غنية، كما كسب عدة صداقات أخرى. ولقد كانت الفترة بين 1910 و1914 واحدة من الفترات الأكثر أهمية بالنسبة إلى حياته كفنان، كما كانت الأكثر أهمية بالنسبة إلى تطوره الفني، لا سيما جرّاء ما كان يتفاعل في باريس آنذاك من تيارات ومدارس، وما يختلط فيها من فنانين يأتونها من مختلف بلدان العالم فيحمل كل واحد تاريخه الخاص وتراثه ورؤياه، يخلطها جميعاً بما لدى الآخرين. غير أن الملاحظ في أعمال شاغال التي تعود إلى تلك الفترة، ذلك الحنين الكبير الذي كانت تعكسه لمسقط رأسه الروسيّ، حنين لم يبارح لوحاته ورسوماته حتى لحظات عمره الأخيرة. ولعل ذلك الحنين، وذلك التعلق بالحياة الهادئة والغنية في مسقط الرأس هما اللذان جعلا شاغال يعود كَرّة أخرى إلى روسيا في العام 1914، لكنه وهو في طريقه إليها توقف ردحاً من الزمن في برلين حيث عرض لوحاته في غاليري “در شتورم”، وفي العام التالي تزوج. اقرأ المزيد رولان بارت من بريخت إلى موت المؤلف: حياة عادية لفكر استثنائي مدهش “إغاثة الأمة” للمقريزي والخلفيات السياسية للأوبئة خلال الفترة التالية ظل شاغال مقيماً في روسيا يرسم ويكتب ويمارس حياته كمثقف يرتبط بأصالته القومية وينفتح في الوقت نفسه على الغرب الذي عبر تجربته فأغنته. ثم حين قامت الثورة الروسية في العام 1917، عُيّن شاغال وزيراً للفنون الجميلة في إقليم فيتبسك، كما عُيّن في الوقت نفسه مديراً لأكاديمية المدينة. لكنه بعد عامين فقط استقال من المنصبين معاً، وتوجه إلى موسكو حيث طُلب إليه أن يرسم عدداً من الجداريات للمسرح اليهودي التابع للدولة. وفي العام 1922، وبعد أن أنجز ذلك العمل، بدأ شاغال يشعر بأن المناخ السياسي في العاصمة لم يعد يلائمه، فقرر أن يترك روسيا بصورة نهائية، وفعل مرتحلاً أول الأمر إلى برلين ومنها إلى باريس. ومنذ ذلك الحين ظل مارك شاغال مقيماً في باريس لا يبارحها إلا لفترات قصيرة، وكانت أطول فترة قضاها خارج فرنسا، هي سنوات الحرب العالمية الثانية التي أقام خلالها في أميركا. الزواج وذكريات مسقط الرأس لو دققنا النظر ملياً في أعمال شاغال لأدركنا أن أكبر تأثير مورس عليه كفنان كان تأثير الفولكلور الروسي، ذلك الفولكلور الذي ظل يطبعه طوال حياته والذي كان قد ظهر في أعماله باكراً، أي منذ عام 1908 في لوحته “الرجل الميت”. وهنا لا بد أن نذكر أنه بعد عودة شاغال إلى روسيا في عام 1914، تجلت في لوحاته تلك الألوان التي عادت تبرد من جديد. غير أن تعامله مع الأشكال المرسومة كان قد اكتسب غنى لم يعد ثمة عنه رجوع. ونذكر أيضاً أن عدداً كبيراً من لوحات تلك الفترة، انصرف إلى تمجيد حادثة زواج الرسام، الذي كان واضحاً أنه أثر عليه كثيراً وزاد أعماله غنى فولكلورياً إضافياً، وأكثر من هذا سنلاحظ في ما بعد أن موضوع الحياة الزوجية والعاشقين ستصبح منذ ذلك الحين وصاعداً، واحدة من الموضوعات الرئيسة في أعماله. بل إن نزعة السعادة والعرس والفرح تبدت واضحة حتى في تلك الجداريات الضخمة التي حققها في مسرح الدولة في موسكو. ففي تلك الجدارية ارتسم عالم شاغالي كامل يحفل بعازفي البيانو بحيوانات المزارع الداجنة وبرجال السيرك ونسائه. وحتى عام 1930، وخلال أعوام عديدة تالية سيكرّس شاغال جل وقته لإنجاز أعمال فنية حفرية، أي لوحات محفورة تصنع في الأصل لتطبع في كتب أو على شكل ملصقات. ومعظم هذه الأعمال يصنع في الأصل بناء على طلب جهة ما، أو ناشر ما. ولقد واصلت لوحاته ومجمل أعماله، وربما حتى نهاية عمره، اتسامها بتلك الملونة البديعة وبالمواضيع التي يهيمن عليها الفرح والإيمان بدفق الحياة. ومن هنا تساءل كثر: كيف ولماذا رسم شاغال تينك اللوحتين الكئيبتين المتفردتين في عمله، “الحرب” و”الثورة”؟ وإذا كانت “الحرب” مبررة باعتبارها رُسمت في مرحلة متأخرة من حياته (1964-1966)، فإن لوحة “الثورة” تبدو أكثر غموضاً وأقل تبريراً، إذ رُسمت في العام 1937 في فرنسا التي كانت تحكمها الجبهة الشعبية وأعطته جنسيتها، ليبدو وكأن الحياة كلها تبتسم له. فهل كانت لوحة “الثورة” إشارة إلى خوفه من أن تتكرر في فرنسا، التي باتت تقدمية الاتجاه يومها، تلك التجربة التي هرب منها في وطنه روسيا التي من الواضح أن الثورة المصوّرة في اللوحة على ذلك الشكل المرعب هي ثورة عام 1917 فيها؟ وبالتحديد الثورة التي أرادت أن تمجد شاغال، فبدا الأمر بالنسبة إليه وكأنها تدجنه؟ المزيد عن: بيكاسو/مارك شاغال/لوحات شاغال/لوحة الثورة لشاغال/الفن الروسي/روسيا/الثورة الروسية/الفولكلور الروسي/فرنسا/ألمانيا 39 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post بير أولوف إنكويست جدد الرواية السويدية ورحل عن 85 عاما next post أسرار الطبيعة والقداسة في دير “حجلة” الفلسطيني You may also like مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 39 comments зарубежные сериалы смотреть онлайн 24 مارس، 2024 - 9:43 ص Hey! I’m at work browsing your blog from my new iphone! Just wanted to say I love reading your blog and look forward to all your posts! Keep up the excellent work! Reply глаз бога тг 12 أبريل، 2024 - 4:36 ص Hi there, I enjoy reading all of your post. I like to write a little comment to support you. Reply глаз бога 12 أبريل، 2024 - 11:57 م Undeniably believe that which you stated. Your favorite justification appeared to be on the internet the simplest thing to be aware of. I say to you, I definitely get irked while people consider worries that they plainly do not know about. You managed to hit the nail upon the top and also defined out the whole thing without having side effect , people can take a signal. Will likely be back to get more. Thanks Reply бот глаз бога телеграмм 13 أبريل، 2024 - 10:10 ص You really make it seem so easy together with your presentation however I in finding this topic to be really something which I feel I might never understand. It sort of feels too complicated and very vast for me. I am looking forward in your next submit, I will try to get the cling of it! Reply глаз бога тг 13 أبريل، 2024 - 8:36 م Howdy! I could have sworn I’ve been to this blog before but after going through a few of the posts I realized it’s new to me. Nonetheless, I’m definitely happy I came across it and I’ll be bookmarking it and checking back frequently! Reply бот глаз бога телеграмм 14 أبريل، 2024 - 7:00 ص Great post. Reply глаз бога телеграмм бесплатно 14 أبريل، 2024 - 4:50 م I’ve been exploring for a little bit for any high-quality articles or blog posts in this kind of area . Exploring in Yahoo I finally stumbled upon this site. Reading this info So i’m satisfied to exhibit that I have a very just right uncanny feeling I found out exactly what I needed. I such a lot indisputably will make certain to don?t disregard this web site and give it a look on a constant basis. Reply глаз бога бот 15 أبريل، 2024 - 2:18 ص Heya i’m for the first time here. I came across this board and I find It truly useful & it helped me out a lot. I hope to give something back and help others like you helped me. Reply бот глаз бога телеграмм 15 أبريل، 2024 - 12:15 م Asking questions are actually nice thing if you are not understanding anything entirely, except this post offers pleasant understanding even. Reply глаз бога 15 أبريل، 2024 - 10:42 م Aw, this was an incredibly nice post. Taking the time and actual effort to create a great article but what can I say I procrastinate a lot and never seem to get anything done. Reply глаз бога 16 أبريل، 2024 - 8:58 ص Hi! Quick question that’s completely off topic. Do you know how to make your site mobile friendly? My site looks weird when viewing from my iphone 4. I’m trying to find a theme or plugin that might be able to fix this problem. If you have any suggestions, please share. Appreciate it! Reply cs 2 live betting sites 8 مايو، 2024 - 7:48 م Hi there! I just want to give you a huge thumbs up for the great info you’ve got here on this post. I will be coming back to your blog for more soon. Reply F. Skorina Gomel State University 16 مايو، 2024 - 4:43 ص Крупный учебный и научно-исследовательский центр Республики Беларусь. Высшее образование в сфере гуманитарных и естественных наук на 12 факультетах по 35 специальностям первой ступени образования и 22 специальностям второй, 69 специализациям. Reply Гостиничные Чеки СПБ 25 مايو، 2024 - 11:59 ص Im not that much of a online reader to be honest but your blogs really nice, keep it up! I’ll go ahead and bookmark your site to come back later. All the best Reply купить удостоверение тракториста машиниста 30 مايو، 2024 - 11:10 م I’m impressed, I must say. Rarely do I encounter a blog that’s both educative and entertaining, and let me tell you, you have hit the nail on the head. The issue is something that not enough folks are speaking intelligently about. I am very happy that I found this in my search for something concerning this. Reply 国产线播放免费人成视频播放 3 يونيو، 2024 - 9:43 م I’m really enjoying the design and layout of your blog. It’s a very easy on the eyes which makes it much more enjoyable for me to come here and visit more often. Did you hire out a designer to create your theme? Excellent work! Reply russa24-diploms-srednee.com 12 يونيو، 2024 - 8:34 ص My brother suggested I might like this blog. He was totally right. This post actually made my day. You cann’t imagine just how much time I had spent for this information! Thanks! Reply хот фиеста casino 13 يونيو، 2024 - 8:17 م Thank you, I have recently been searching for information approximately this topic for a while and yours is the best I have found out so far. However, what concerning the conclusion? Are you positive about the source? Reply хот фиеста game 14 يونيو، 2024 - 6:26 ص Its like you read my mind! You seem to know so much about this, like you wrote the book in it or something. I think that you could do with some pics to drive the message home a bit, but other than that, this is wonderful blog. An excellent read. I’ll definitely be back. Reply хот фиеста играть 14 يونيو، 2024 - 6:07 م Hey! Quick question that’s completely off topic. Do you know how to make your site mobile friendly? My blog looks weird when viewing from my iphone4. I’m trying to find a theme or plugin that might be able to fix this problem. If you have any suggestions, please share. With thanks! Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 9:22 م Excellent article. I certainly love this website. Stick with it! Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 10:44 ص It’s in point of fact a nice and helpful piece of information. I’m glad that you shared this helpful info with us. Please stay us informed like this. Thanks for sharing. Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 11:57 م It’s wonderful that you are getting ideas from this post as well as from our discussion made here. Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 12:44 م I love reading a post that will make people think. Also, thanks for allowing for me to comment! Reply Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 1:37 ص You made some good points there. I looked on the web to learn more about the issue and found most individuals will go along with your views on this site. Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 1:26 ص What’s up, after reading this awesome piece of writing i am also happy to share my experience here with friends. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 7:52 ص Article writing is also a fun, if you be acquainted with after that you can write or else it is difficult to write. Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 10:58 م Does your site have a contact page? I’m having problems locating it but, I’d like to send you an e-mail. I’ve got some recommendations for your blog you might be interested in hearing. Either way, great site and I look forward to seeing it expand over time. Reply строительство автомоек под ключ 6 يوليو، 2024 - 9:31 م 1Хотите собственное дело с низкими инвестициями? Попробуйте автомойку самообслуживания под ключ – новый формат быстрой очистки автомобилей. Reply мойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 10:47 ص 1Строительство автомойки – это инвестиция в стабильный бизнес. Мы сотрудничаем только с проверенными поставщиками и используем самые современные технологии. Reply мойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 11:07 م Заказывая автомойку под ключ, вы экономите время и деньги. Наши специалисты возьмут на себя все этапы работ, от разработки до ввода объекта в эксплуатацию. Reply Rent Lamborghini Urus 8 يوليو، 2024 - 8:41 م This was a really insightful post, thank you for sharing! Reply строительство автомойки под ключ 8 يوليو، 2024 - 10:22 م Мойка самообслуживания под ключ — это удобно и выгодно. Оборудование европейского качества обеспечит стабильную прибыль. Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 2:38 م I read this piece of writing fully regarding the comparison of latest and previous technologies, it’s remarkable article. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 4:14 ص Incredible points. Solid arguments. Keep up the amazing work. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 5:15 م Hola! I’ve been following your website for a long time now and finally got the bravery to go ahead and give you a shout out from Porter Tx! Just wanted to tell you keep up the fantastic job! Reply автомойка под ключ 15 يوليو، 2024 - 4:15 ص Франшиза автомойки позволяет быстро начать свое дело с проверенной моделью бизнеса и полным пакетом услуг от партнера. Reply Джак 19 أغسطس، 2024 - 8:05 ص Hello! I’ve been following your weblog for a while now and finally got the bravery to go ahead and give you a shout out from Porter Tx! Just wanted to tell you keep up the great job! Reply theguardian.com 24 أغسطس، 2024 - 4:50 م I simply could not depart your web site prior to suggesting that I extremely enjoyed the standard information a person supply for your visitors? Is going to be back regularly in order to inspect new posts Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.