السبت, أكتوبر 5, 2024
السبت, أكتوبر 5, 2024
Home » حكايات باهرة عن إسبان قاتلوا في القوات الجوية الخاصة البريطانية

حكايات باهرة عن إسبان قاتلوا في القوات الجوية الخاصة البريطانية

by admin

 

تحدثت “اندبندنت” مع الضابط في الجيش البريطاني شون سكاليون عن كتابه الجديد الذي يروي فيه بالتفصيل شجاعة الجنود الإسبان الذين قاتلوا مع البريطانيين ضد ألمانيا النازية

اندبندنت عربية / غراهام كيلي كاتب وصحفي @grahamkeeley

في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، نفذ مظليون من “القوات الجوية الخاصة” البريطانية مهمة إنزال خلف خطوط العدو لمهاجمة إحدى وحدات فيلق الجبال الألماني في عملية تبدو أشبه بفصل من رواية.

وتمكن رافايل راموس ماسينس من قتل ستة جنود نازيين وحمل قائد كتيبته الجريح إلى الأمان. أفعاله تلك أكسبته وساماً عسكرياً “للشجاعة الاستثنائية خلال الهجوم وبعده” خلف خطوط العدو. وكان راموس قبل وصوله إلى موقع الهجوم في إيطاليا، مشى قرابة 125 ميلاً (200 كيلومتر) وقاتل ضمن معركتين أخريين وقعتا في وقت سابق.

وهذه فقط واحدة من قصص استثنائية عدة عن مئات الإسبان الذين قاتلوا في أنحاء أوروبا وخارجها في صفوف الجيش البريطاني، بغية إلحاق الهزيمة بالفاشية.

وقاتل الجنود الإسبان في كل مسرح من مسارح الحرب، مثل طبرق وكريت وساليرنو والنورماندي وآرنهيم والأردين. لكن حين تحقق النصر أخيراً على ألمانيا، فإن أولئك الإسبان الذين ضحوا بحياتهم أصيبوا بخيبة أمل لأن الحلفاء لم يحاولوا إسقاط الديكتاتور الإسباني الجنرال فرانسيسكو فرانكو.

قصتهم تلك تروى اليوم بأسلوب دراماتيكي في كتاب “إسبان تشرتشل” Churchill’s Spaniards الذي صدر في سبتمبر (أيلول) الماضي والذي يتناول بطولة أولئك الرجال فقط عندما التحقوا بالجيش البريطاني، علماً أنهم قاتلوا قبل ذلك في الحرب الأهلية الإسبانية.

شون سكاليون، العقيد في الجيش البريطاني، الموجود في هولندا ضمن قواعد “الناتو”، قضى ثمانية أعوام باحثاً في قصص 1200 إسبانياً قاتلوا بقيادة ونستون تشرتشل. وقد جندت “القوات الجوية البريطانية الخاصة” في أقل تقدير، تسع فرق إسبانية.

اثنان من رفاق راموس، هما خوستو باليردي وفرانسيسكو جيرونيمو، شاركا في عملية أخرى بصفوف الوحدة العسكرية السرية. وقتل باليردي نتيجة إصابة تلقاها في رأسه، ودفن تحت اسمه الحركي، “أر بروس” R Bruce، تيمناً بروبرت ذا بروس [ملك اسكتلندا بين عامي 1306 و1329 حررهم من حكم الإنجليز]. وهو اختار ذاك الاسم تجنباً لتسليمه إلى إسبانيا إن وقع في الأسر أو لتلافي إجراءات الإعدام السريعة التي أمر بها هتلر في إطار “أمر الكوماندوس” عام 1942 الذي قضى بإعدام كل جندي من وحدات الكوماندوس التابعة للحلفاء يقع في الأسر.

أما جيرونيمو الذي عرف باسم فرانك ويليامز، فأراد أن يسمي نفسه “فرانسيس درايك”، لكن الجيش البريطاني لم يسمح له باستخدام اسم هذا البطل القومي الإنجليزي.

الشخصية المتميزة الأخرى في هذه القصة هو آنخيل كامارينا. قبل الحرب الأهلية الإسبانية كان ذلك الشاب ذو الشخصية المتحررة وكاتب الأشعار، عمل سائقاً للجنرال فرانكو وأقام علاقة عابثة مع ابنة الديكتاتور العتيد. لكن وعلى أثر اندلاع الحرب الأهلية، حكم عليه بالإعدام لانتمائه إلى الجمهوريين. وفيما كان كامارينا يساق لتنفيذ الحكم رمياً برصاص فرقة إعدام، قفز من سفينة السجن التي كانت تقله مع سجناء آخرين، وجرى انتشاله من قبل سفينة بريطانية صودف عبورها في قطاع بحري قريب من حيث رمى نفسه، واشترط تسليمه إلى السلطات الإسبانية بعدم إعدامه.

وبعد خمسة أعوام قضاها في السجن بالمغرب، أفرج عنه والتحق بالحلفاء وجند في “القوات الجوية الخاصة” (البريطانية). على أن “كامارينا غدا صديقاً مقرباً لجيرونيمو، وبعد الحرب اختارا العيش في الشارع نفسه بـسوانسي، كما يقول سكاليون.

ويكمل “شارك كامارينا في العملية الأشهر والأخطر التي قامت بها القوات الجوية الخاصة البريطانية، أي عملية لويتون. كان عدد كبير من فرق القوات الجوية الخاصة البريطانية تعرض للخيانة من قبل جواسيس اخترقوا صفوفهم فيما كانت تلك الفرق قريبة من الحدود الألمانية. أعتقد بأن هناك أكثر من 30 عضواً في تلك القوات قتلوا على يد الألمان. (كامارينا) نجا من ذلك. فهو كان من أولئك الشبان الصلبين كالمعدن”.

آنخيل كامارينا، إلى اليسار، وفرانسيسكو جيرونيمو في صورة بعد فترة قصيرة من انضمامهما إلى “القوات الجوية الخاصة” ووصولهما إلى بريطانيا (مجموعة فرانسيسكو جيرونيمو)

أما راموس الذي ولد في برشلونة، فقاتل في صفوف “الجمهوريين” خلال الحرب الأهلية، تحديداً في معركة نهر إبرو عام 1938. وبعد أسره، هرب إلى فرنسا. قصته تشبه تماماً قصص آخرين من أبناء بلده أجبروا على ترك إسبانيا بعد انتصار قوات فرانكو في الحرب الأهلية عام 1939. وبعض أولئك الفارين من بلدهم انتهوا في مخيمات لاجئين بجنوب فرنسا، ثم جندوا في ما بعد في صفوف “الفيلق الأجنبي الفرنسي” لقتال الألمان بعد الاجتياح النازي عام 1940. لكن عندما سقطت فرنسا، أظهر كثر منهم حرصاً على تبديل تطوعهم والانتقال إلى جيش آخر والقتال لمصلحة بريطانيا لأنهم كانوا يقدرون الانضباط البريطاني.

لذا فإن موجة ثانية من الجنود الإسبان انضمت إلى الجيش البريطاني عام 1942 إثر تحرير شمال أفريقيا على يد جنود الحلفاء. وبعض أولئك المتطوعين انضموا إلى “القوات الجوية الخاصة” وشاركوا في الغارات الصحراوية بعيدة المدى ضمن صفوف وحدات النخبة تلك.

والفرقة الإسبانية الأولى في “فيلق الرواد العسكريين الرديف” Auxiliary Military Pioneer Corps مثلت الفرقة الوحيدة المكونة حصراً من أفراد ينحدرون من إيبيريا. وعدّ البريطانييون بعض أولئك الأفراد “متهورين” يزدرون عدم الانضباط عند قلة من الجنود الإسبان. لكن، وفق ما يذكر سكاليون، فإن نقص الانضباط عند بعض الإسبان عُوِّض بالشجاعة التي أظهروها وتحلوا بها. فهم “لم يكونوا عموماً رماة عظيمين”، يكتب سكاليون، “إلا أنهم عشقوا صقيع المعدن في أيديهم: السكاكين والحراب”.

بعد الحرب شكل عدد من أولئك الجنود مجموعات منفى تعيش في برلين. “بعضهم استقر هناك، وتزوج فتيات ألمانيات أو إسبانيات أو استقدم عائلته من إسبانيا. وهم شكلوا أيضاً جمعيات وروابط تضم جنوداً سابقين وتابعوا (من برلين) القتال ضد فرانكو”، يقول سكاليون الذي يتحدث الإسبانية بطلاقة لأنه قضى جزءاً من شبابه في مدريد.

البحث الدقيق والغني الذي أنجزه سكاليون تضمن مقابلات أجراها مع عائلات 70 جندياً – وهم جنود ماتوا جميعاً للأسف قبل أن يتمكن من الوصول إليهم. لذا كان عليه أن يفصل ويميز بين الوقائع الحقيقية في هذه القصة والأساطير العائلية. بالنسبة إلى سكاليون فإنها ببساطة حكاية ينبغي أن تُروى: “وهي حكاية باهرة”.

“إسبان تشرتشل” صدر عن دار “هيليون أند كومباني”

© The Independent

المزيد عن: القوات الجوية البريطانيةالحرب الأهلية الإسبانيةألمانيا النازيةأحدث إصدارات الكتب

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00