مشهد من الفيلم اللبناني "ورشة" للمخرجة دانيا بدر (ملف الفيلم) ثقافة و فنون “حراس” السينما اللبنانية يستضيفهم مهرجان فرنسي عالمي by admin 1 فبراير، 2025 written by admin 1 فبراير، 2025 21 أفلام قصيرة لمخرجين شباب ترسم صورا صادقة عن أحوال بلد الأرز اندبندنت عربية / هوفيك حبشيان المدينة الفرنسية التي تعرف عادة بهدوئها تستعد للتحول إلى وجهة سينمائية نابضة. مع توافد الآلاف إليها من خارج فرنسا، تصبح منبراً لأحدث الإنتاجات التي تتجسد على يد صناع شباب من مختلف أصقاع الأرض. طوال تسعة أيام، يضبط سكان مدينة كليرمون العمالية التي كثيراً ما اهتمت بقصص الآخرين، إيقاع حياتهم اليومية على وقع العروض والندوات والنشاطات المرتبطة بهذا الحدث المهم. مفاجأة هذه الدورة هي التكريم الذي تناله السينما اللبنانية من خلال عرض مجموعة من الأفلام القصيرة، أنتجت في العقدين الأخيرين. هذا الاحتفاء بسينما تأتي من بلد عانى كثيراً من الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية طوال الأعوام الخمسة الأخيرة، سابقة، خصوصاً أنه يحدث ضمن تظاهرة ثقافية كبرى أصبحت مرجعاً وعلامة جودة على مستوى العالم. بوستر الاستضافة السينمائية اللبنانية في المهرجان (خدمة المهرجان) إنها مبادرة تمنح الأمل وتعكس اعترافاً بالسينما اللبنانية الشابة وبجهود صناعها الذين كثيراً ما يعتمدون على مبادرات فردية، في غياب أي دعم رسمي. هذا التكريم يأتي أيضاً من تقدير واضح لـ”فن الصمود” على الطريقة اللبنانية، لكونه يحدث في ظروف في غاية الخطورة عبرتها البلاد في الفترة الماضية، وهي ظروف قد تكون مصدراً للإلهام وسيفاً مصلتاً على رقاب السينمائيين في آن واحد. في هذا الجانب، تقول إدارة مهرجان كليرمون، “رغم هذه الأوضاع، يظل الفنانون اللبنانيون صامدين ويعيدون اختراع أنفسهم في تحد للعقبات. بالنسبة إلى دولة مساحتها 10452 كيلومتراً مربعاً، أي أقل قليلاً من مساحتي منطقتين فرنسيتين متوسطتي الحجم، أخذ الفن السابع اللبناني في الأعوام الأخيرة أبعاداً غير متوقعة، وعدد المخرجين والمخرجات في تزايد دائم. والنتيجة: مزيج من الأنماط والأنواع السينمائية القادمة من بلد كوزموبوليتي تتداخل فيه الثقافات والمدارس الفكرية”. من فيلم “موج 98” للمخرج إيلي داغر (ملف الفيلم) ولا ينسى المنظمون الإشارة إلى البعد الجدلي لهذا الاحتفاء، كأن تتشابك الجماليات مع المأزق الذي يعيشه لبنان، وهو بلد محدود القدرات ولكنه مملوء بالتناقضات والتحديات. يعبر المهرجان عن دهشته بقدرة هذا البلد على تجاوز المحن وتحويل الأزمات إلى لحظات سينمائية ملهمة. ولعل أكثر ما يثير الإعجاب، خارج حدود العالم العربي، هو صمود السينمائيين اللبنانيين ووضع لبنانهم على خريطة السينما ومواصلة العمل، متحدين كل العراقيل. يشير المهرجان كذلك إلى الازدهار الملحوظ في أعداد المخرجين والمخرجات خلال الأعوام الأخيرة، إذ يأتي كل منهم محملاً برؤية خاصة وتجارب شخصية غنية. أفلام ما بعد الحرب نشاهد في المهرجان مجموعة مختارة من الأفلام اللبنانية التي تعبر عن ديناميكية السينما في هذا البلد، لا سيما تلك التي انطلقت مع انتهاء الحرب الأهلية وتأسيس معاهد متخصصة في السمعي البصري، كان لها دور محوري في صقل مهارات جيل جديد من المخرجين الذين استطاعوا، رغم الأزمات المتلاحقة، أن ينجزوا أعمالاً تعكس واقعهم المعقد وتطرح أسئلة عميقة حول الهوية والذاكرة وغيرها من المسائل التي اختلطت بعيشهم. لذلك، فهذه الاستعادة لا تقتصر على عرض الأفلام فحسب، بل تمثل منصة حوارية بين الثقافة اللبنانية والمشهد السينمائي العالمي، مع التشديد على قدرة السينما على تجاوز الحدود والبحث عن الجمال حتى وسط الفوضى واستحالة بناء استقرار والصراعات المزمنة التي يعيشها هذا اللبنان الذي تسميه إدارة كليرمون بـ”بلد العسل والبخور”، مستعينة بعنوان أحد أفلام مارون بغدادي. من فيلم “يرقة” لميشيل ونويل كسرواني (ملف الفيلم) تعرض الأفلام ضمن فقرات عدة، أبرزها فقرة “إضاءة جغرافية” التي تنطوي على 20 فيلماً قصيراً. ورغم أن المهرجان لم يبخل في عرض الأفلام اللبنانية طوال الأعوام الماضية، سواء في المسابقة أو خارجها، فهناك 10 أفلام تشارك فيه للمرة الأولى، إضافة إلى مجموعة مختارة تشارك في أقسام موازية، أبرزها قسم “ديسيبل” المخصص للأعمال الموسيقية. عروض “إضاءة جغرافية” تحضر في أربع حصص، تتخلل ثلاثاً منها سلسلة بودكاست بعنوان “معبر” من إخراج أنتوني طويل وسدريك كايم، يتناولان فيها سيرة لبنان من وجهة نظر من عاصرها. تتيح هذه الاستعادة فرصة لتكوين فكرة شاملة عما يحدث في لبنان، لا من خلال نشرات الأخبار بل عبر ما تكشفه نظرة مجموعة من السينمائيين من أمثال لوسيان بو رجيلي وأحمد غصين وإيزابيل مكتف ومانون نمور ووائل نور الدين ودانيا بدير وإيلي داغر وسمير سرياني ورامي قديح وفادي باقي وفيروز سرحال وميشيل ونويل كسرواني ورمزي باشور. في حين ينال المخرج وسام شرف، حصة الأسد مع استعادة أربعة من أفلامه ضمن عرض خاص، علماً أنه كان نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة العام الماضي مع “إذا الشمس غرقت في بحر الغمام”. وفي رد اعتبار لتجربته، يقدم شرف درساً سينمائياً للحديث عن خبرته في مجال الفيلم القصير. وعلى هامش العروض السينمائية، يعقد عدد من الندوات الثقافية التي تضيء واقع السينما اللبنانية وقضاياها. الأولى تحمل عنوان “حرس السينما اللبنانية الشاب بين الخلق الفني والالتزام”، تتناول تجارب الجيل الجديد من المخرجين الذين يسعون إلى إيجاد توازن بين التعبير الفني الحر والاهتمام بالقضايا الاجتماعية والسياسية. أما الندوة الثانية فهي عن “التوثيق والأرشفة السينمائية في زمن الحرب”، وتستعرض أعمال جوسلين صعب كنماذج عن كيفية نقل تجربة الحرب إلى الشاشة، علماً أن هناك فقرة مخصصة للسينمائية الراحلة يعرض داخلها عدد من أفلامها. ومن أجواء الماضي إلى الحاضر، يتواصل سرد الحرب ضمن مشروع “رسائل” لجوزف خلوف المعروض في المهرجان. هذا العمل السينمائي التشاركي يضم 18 مخرجاً ومخرجة من لبنان، يتبادلون عبره رسائل سينمائية تعبر عن الصمود والأمل في مواجهة الأزمات. المشروع يبرز كمنصة للتعبير الذي يتحدى الظروف القاسية ويبقي جذوة الفن مشتعلة وسط كل الفوضى المحيطة. المزيد عن: مهرجان سينمائيأفلام قصيرةمخرجون شبابالحربتوثيقالجماعةالفردالصراع السياسي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كيبيك: رفع الحدّ الأدنى للأجور إلى 16,10 دولاراً في الساعة في مايو next post قراءة ثقافية في ظاهرة الأوسكار: الفن السابع وهواجسه You may also like قراءة ثقافية في ظاهرة الأوسكار: الفن السابع وهواجسه 1 فبراير، 2025 بلزاك يبتكر مبدأ عودة الشخصيات في روايته “الأب... 1 فبراير، 2025 في قسم «البداية» ببينالي الفنون الإسلامية… من السماء... 31 يناير، 2025 مرصد كتب “المجلة”… جولة على أحدث إصدارات دور... 31 يناير، 2025 المجلة في ملف خاص : خمسون عاما على... 31 يناير، 2025 محمد أبي سمرا يكتب عن: أم كلثوم التي... 31 يناير، 2025 البدايات الأولى… مذكرات أم كلثوم كما روتها على... 31 يناير، 2025 سامر أبوهواش يكتب عن: أم كلثوم التي في... 31 يناير، 2025 ما الذي أغاظ اليساريين والإسلاميين في مسيرة أم... 31 يناير، 2025 ليلى أربيل توثق تاريخاً من الصراع في تركيا... 31 يناير، 2025