ثقافة و فنونعربي جوردان بيترسون… هل هو نبيّ اليمين المنتظَر؟ by admin 25 مارس، 2020 written by admin 25 مارس، 2020 127 عرب 48 – فسحة / أشرف الزغل دلائل كثيرة تشي بأنّه نبيّ اليمين المنتظَر، منها أنّه يكره كارل ماركس ويحبّ الكتاب المقدّس، منها أيضًا أنّه بعد كتابين جدليّين وعشرات المقابلات ومئات التسجيلات الصوتيّة والمرئيّة، يُعَدّ من أهمّ المنظّرين للمركزيّة الغربيّة، ومن أكثر الناس عداوة لليسار. على وجهه كدر دائم، ويتكلّم بشغف هائل كأنّ الحقيقة أمر شخصيّ جدًّا. المحافظ الكاره لما بعد الحداثة وصفت “نيويورك تايمز” المفكّر الكنديّ جوردان بيترسون أنّ لديه “ميولًا محافِظة”. “واشنطن بوست” كانت أكثر صراحة ومباشرة ووصفته بـ “المحافظ”. وفي مقابلة مع “الغارديان”، قال إنّه “ليبراليّ بالنمط البريطانيّ الكلاسيكيّ”، وإنّه “تقليديّ”. من أهمّ ما يميّز بيترسون عن غيره من المحافظين أو الميّالين إلى اليمين، أنّه أكثرهم عمقًا وأقلّهم سعيًا وراء رضا الأحزاب السياسيّة؛ فهو يتجنّب الثرثرة في أمور الإسلام السياسيّ، ودعم قيادة سياسيّة معيّنة أو مهاجمتها، وعندما يهاجم اليسار فإنّه يهاجمه باستخدام حجج واستقراءات، وهو ما لا يفعله ناشطون يمينيّون، مثل سام هاريس وبين شابيرو. هو أكاديميّ مختصّ بعلم النفس السريريّ، لكنّه وعلى نمط مفكّرين كثر، ليس منظّمًا أو منهجيًّا كما هو مألوف في العمل الأكاديميّ المحض. يعتبر بيترسون أنّ اليسار الأكاديميّ أفسد الجامعات، وشتّت أفكار الطلبة وقدرتهم على الحصول على المعنى. خلال مناظرته الشهيرة مع سلافوي جيجيك عام 2019، قال إنّ التراث اليهوديّ – المسيحيّ والميثولوجيا الدينيّة حقائق إنسانيّة أصيلة، وهاجم المانيفستو الشيوعيّ والماركسيّة الثقافيّة. يكره بيترسون ما بعد الحداثة لأنّها “تهدّد الحقيقة”، ويعتقد أنّ سياسات الهويّة والجندر أبعدت الفرد عن جوهر الحقيقة. في محاضراته يقتبس نيتشه ودوستويفسكي، جملة نيتشه المفضّلة لديه هي من كتاب “أفول الأصنام”: “مَنْ يملك سببًا للحياة يستطيع تحمّل العيش بأيّ طريقة”. إذن، ما الأصنام الّتي يريد بيترسون أفولها؟ وما تلك الّتي يريد إشهارها؟ الكتاب الّذي لم يفهم أحدٌ ما يقوله يتّفق بيترسون، في بحثه عن المعنى ومهاجمته الليبراليّة، مع ألان بلوم صاحب “انغلاق العقل الأمريكيّ”، لكن كتاب بيترسون “خرائط المعنى: معمار الإيمان” أكثر طموحًا وجرأة من كتاب بلوم. في “خرائط المعنى: معمار الإيمان”، يبحث بيترسون عن صور وتمثيلات للمعنى في تاريخ الميثولوجيا الدينيّة، ويحاول ربط رموز ودلالات قديمة بمفهومين أساسيّين، هما: النظام والفوضى. الكتاب الّذي لم يحظَ بذات القبول الّذي حظي به كتابه الثاني “اثنتا عشرة قاعدة للحياة”، فيه خليط من كلّ شيء: أنثروبولوجيا، وعلم نفس، وفلسفة، وسياسة، وسيرة ذاتيّة. من المآخذ الّتي أخذها أكاديميّون مرموقون على بيترسون، أنّه اقترح خليطًا فكريًّا يداعب الخيال ورسومات بيانيّة تحفّز العقل. لم يحمل ذلك ثقلًا إمبريقيًّا أو منهجيّات أكاديميّة تقليديّة راسخة، لكنّ أمرًا في غاية الأهمّيّة غاب عن مخيّلة أولئك النقّاد، وهو أنّ بيترسون لم يقم بذلك البحث للتعريف بمحطّات فلسفيّة، أو أنثروبولوجيّة، أو تاريخيّة، في رحلة المعرفة البشريّة؛ فثمّة كتب عديدة فعلت ذلك من قبل ونجحت. بيترسون يُدرك ذلك تمام الإدراك؛ فقد قال في حوار أُجري معه عام 2018، أي بعد تسعة عشر عامًا من صدوره: “لم يفهم أحد ما يقوله الكتاب”. الأخرويّ والأرضيّ فاتحة كتاب “خرائط المعنى” تعطي انطباعًا أوّليًّا بأنّنا أمام نقطة أو وحدة مركزيّة، هي تكوين الكاتب وأقنعته أو تحوّلاته؛ الكاتب فردًا، عقلًا فاعلًا ووارثًا؛ فهو يبدأ بآية من إنجيل متّى: “سَأَفْتَحُ بِأَمْثالٍ فَمي وَأَنْطِقُ بِمَكْتُوماتٍ مُنْذُ تَأْسيسِ الْعالَمِ.” (متّى 13: 35). الآية، بعمقها النبوئيّ، تعطي مسحة خطابيّة لأسلوبيّة الكتاب، وثقلًا رمزيًّا للكتاب المقدّس. أمّا عن اختيار هذه الجملة بالذات، فإنجيل متّى الأوّل في ترتيب الأناجيل الأربعة، وحلقة صلة فريدة بين العهد القديم والعهد الجديد. في مقدّمة كتابه، وبوعي حادّ بأهمّيّة النثر الإلهيّ، يمهّد بديباجة رمزيّة تضع الملكوت الأخرويّ في مواجهة الملكوت الأرضيّ. ثمّة مَنْ عاب على بيترسون أنّه لم يبحث جيّدًا في “اللوغوس” المسيحيّ و”فوضى” مفهوم الأب الابن، عندما قارَبَ الميثولوجيّات الدينيّة. وثمّة أيضًا مَنْ حاكمه على عدم الإشارة إلى الإسلام، وكيف أنّه وحّد قبائل الجزيرة العربيّة تحت راية واحدة ثمّ تأتي سيرة بيترسون الشخصيّة تحت عنوان “نزول المسيح إلى الجحيم”. في السرد، تتشكّل حلقة أخرى بين العهد الجديد وسيرة المسيح مخلّصًا للعالم من جهة، و”خرائط المعنى” وسيرة الكاتب من جهة أخرى. مقتبسًا من كارل يونغ، عالم النفس الشهير، يتحدّث بيترسون عن قدرة الإنسان على قول الحقيقة، بناءً على خبرته مع الألم. الحقيقة هنا حجر زاوية الحكاية الشخصيّة؛ فثمّة رواية ما، قصّة. أحدهم يريد أن يفتح فمه وينطق بمكتومات. بين جملة العهد الجديد، وجملة يونغ المتمثّلة بقول الحقيقة بصفتها نتيجة بدهيّة للخبرة مع الألم: “لأنّه سيرى معضلته ويكشف عن الحقيقة”. إذن، نحن أمام نقطتين يتحرّك بينهما مجمل دلالات الكتاب: الأولى دراميّة ميثولوجيّة، والأخرى سببيّة براغماتيّة. هربًا من الكنيسة والشيوعيّة يسرد بيترسون أيّامه الأولى في الكنيسة، ثمّ أيّام الجامعة بعد تخلّيه عنها لصالح الفكر الاشتراكيّ. يقول إنّه ترك الكنيسة؛ لأنّ الكتاب المقدّس لم يقدّم إلّا قصصًا وخرافات. على الجانب المقابل، لم يجد بيترسون لدى الاشتراكيّين غير الشكوى من كلّ شيء؛ فهو يصفهم بأنّهم: “بلا مهن محترمة، بلا عائلات، بلا تعليم، ويعيشون فقط على الأيديولوجيا”. إنّ كراهيّة بيترسون للأيديولوجيا دفعته إلى البحث في الماضي، في الحلم، في علم النفس، في العودة إلى الدين المسيحيّ والتصوّرات الميثولوجيّة العالميّة، بصفتها مرجعيّات رمزيّة لا مناهج. من المعلوم أنّه بعد سيطرة العلم والتجريبيّة على الفكر الإنسانيّ تراجعت الميثولوجيا، وتراجع المعنى الباطن والمعنى الظاهر في الحكايات القديمة. هنا يستنتج بيترسون أنّ “الأخلاق المبنيّة على تلك الأساطير اختفت أيضًا، كما اختفى الإيمان بالوهم المريح”. يعرّج بيترسون على نيتشه الّذي “أثار بإعلانه موت الإله هذه النقطة بوضوح، منذ أكثر من مئة عام”. سرد باذخ في ظلّ غياب الميثولوجيا وغياب الإله؛ كيف بإمكاننا فهم الخير والشرّ؟ وكيف بالإمكان الوصول إلى مرجعيّة أخلاقيّة سويّة يتّكئ عليها العالم؟ عمومًا، هنا يكمن سؤال الكتاب المركزيّ. لكنّ إشكاليّة الكتاب الجوهريّة تكمن في أنّ بيترسون أجاب عن السؤال في الصفحات الأولى، عندما قال: “على الرغم من التقدّم العلميّ، وعزوف الناس عن الدين، تظلّ أخلاق الإنسان الغربيّ مؤسَّسة على الدين ومفاهيمه الميثولوجيّة المرتبطة بالفرد”. في أحد الحوارات، قال بيترسون: “الدول الوحيدة الّتي توفّر العيش الأفضل لمواطنيها، تلك القائمة على التقاليد اليهوديّة المسيحيّة”. إذن، يبدو أنّ الإشارة إلى الحضارات الأخرى، كانت في سياق مقارنة أشباح وظلال ونماذج ثانويّة لكن ثمّة مَنْ عاب على بيترسون أنّه لم يبحث جيّدًا في “اللوغوس” المسيحيّ و”فوضى” مفهوم الأب الابن، عندما قارَبَ الميثولوجيّات الدينيّة. وثمّة أيضًا مَنْ حاكمه على عدم الإشارة إلى الإسلام، وكيف أنّه وحّد قبائل الجزيرة العربيّة تحت راية واحدة. بذلك تبدو رحلة الكتاب في الأساطير والأيقونات الدينيّة عبر العالم، تبدو مجرّد سرد باذخ لحضارات ونماذج بشريّة حاولت الإجابة عن جدليّة الفوضى/ النظام، ومعنى كلّ حكاية في الوعي واللاوعي، لكنّها لم تصل قطّ، وفقًا لمرجعيّة التراث اليهوديّ – المسيحيّ الّتي يفخر بها بيترسون، إلى العتبة العليا الّتي وصلتها الأخلاقيّة المسيحيّة. تفوّق التراث المسيحيّ – اليهوديّ تتوالى صفحات “خرائط المعنى” في سرد حكايات ميثولوجيّة قديمة، فكأنّنا أمام كتاب جيمس فريزر “الغصن الذهبيّ دراسة في السحر والدين”، لكن بمرجعيّة أخرى تفسّر تأسيس نظم وخرائط للمعنى فوق أرض الخرافة، عبر قدرة الفرد على الاكتشاف وتحويل الفوضى إلى نظام. النصّ الضمنيّ الّذي يحضر تقريبًا في كلّ فصل، الإشارات الواضحة إلى القدرة النسبيّة الفائقة للتراث المسيحيّ – اليهوديّ، على تعريف النظام والفوضى. في أحد الحوارات، قال بيترسون: “الدول الوحيدة الّتي توفّر العيش الأفضل لمواطنيها، تلك القائمة على التقاليد اليهوديّة المسيحيّة”. إذن، يبدو أنّ الإشارة إلى الحضارات الأخرى، كانت في سياق مقارنة أشباح وظلال ونماذج ثانويّة، بنموذج مثاليّ أكبر تمثّله الآن الحضارة الغربيّة، صاحبة الأسبقيّة في الوضوح الرؤيويّ والمنهجيّ المتصالح مع العلمانيّة ومقوّمات الحداثة. د. أشرف الزغل شاعر وباحث من فلسطين. له أربع مجموعات شعريّة؛ ‘دواليب الرماد’ (بالاشتراك مع عبد الرحيم الشيخ)، و’نوم كما أرى’، و’صحراء في المترو’، و’صورة العائلة البشعة’. حصل على جائزة الكاتب الشابّ – حقل الشعر، من مؤسّسة عبد المحسن القطان عام 2001. المزيد عن : جوردان بيترسون /مفكر كندي /اليمين /المحافظون /التراث المسيحي اليهودي /كندا /ميثولوجيا /ما بعد الحداثة /الكنيسة /شيوعية /أشرف الزغل 37 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post لنفرض على الكاتب مصائر أبطاله… مانغويل يعاقب ستيفنسن بمأساة جيكل وهايد next post عن عزلة الفلسطينيّ في زمن الكورونا You may also like أول ترشيحات “القلم الذهبي” تحتفي بالرعب والفانتازيا 17 نوفمبر، 2024 شعراء فلسطينيون في الشتات… تفكيك المنفى والغضب والألم 17 نوفمبر، 2024 “بيدرو بارامو” رواية خوان رولفو السحرية تتجلى سينمائيا 16 نوفمبر، 2024 دانيال كريغ لا يكترث من يخلفه في دور... 16 نوفمبر، 2024 جاكسون بولوك جسد التعبيرية التجريدية قبل أن يطلق... 16 نوفمبر، 2024 المخرج والتر ساليس ينبش الماضي البرازيلي الديكتاتوري 16 نوفمبر، 2024 الحقيقة المزعجة حول العمل الفائز بجائزة “بوكر” لهذا... 16 نوفمبر، 2024 فرويد الذي لم يحب السينما كان لافتا في... 16 نوفمبر، 2024 يونس البستي لـ”المجلة”: شكري فتح السرد العربي على... 15 نوفمبر، 2024 مرصد كتب “المجلة”… جولة على أحدث إصدارات دور... 15 نوفمبر، 2024 37 comments зарубежные сериалы смотреть онлайн 23 مارس، 2024 - 10:22 م I am extremely impressed with your writing skills and also with the layout on your blog. Is this a paid theme or did you customize it yourself? Either way keep up the nice quality writing, it’s rare to see a nice blog like this one these days. Reply глаз бога телеграмм 9 أبريل، 2024 - 10:22 م Hi there, I found your web site by means of Google even as searching for a comparable matter, your web site got here up, it looks good. I have bookmarked it in my google bookmarks. Reply глаз бога телеграмм бесплатно 10 أبريل، 2024 - 11:36 ص hi!,I really like your writing so much! percentage we keep in touch more approximately your post on AOL? I need an expert in this area to solve my problem. May be that is you! Taking a look forward to see you. Reply Пайетки на нитях купить 16 أبريل، 2024 - 9:52 م I was able to find good info from your blog articles. Reply Репсовая лента купить 16 أبريل، 2024 - 10:01 م Hello there! Do you know if they make any plugins to protect against hackers? I’m kinda paranoid about losing everything I’ve worked hard on. Any recommendations? Reply Тесьма декоративная елочка купить 16 أبريل، 2024 - 10:10 م Howdy just wanted to give you a quick heads up. The text in your content seem to be running off the screen in Firefox. I’m not sure if this is a format issue or something to do with web browser compatibility but I thought I’d post to let you know. The style and design look great though! Hope you get the problem solved soon. Cheers Reply steam cs2 skin casino sites 7 مايو، 2024 - 2:30 م Hey! I’m at work browsing your blog from my new iphone! Just wanted to say I love reading your blog and look forward to all your posts! Keep up the great work! Reply University 15 مايو، 2024 - 3:27 م Francisk Skorina Gomel State University Reply Гостиничные Чеки СПБ купить 24 مايو، 2024 - 7:08 ص Nice post. I learn something new and challenging on sites I stumbleupon everyday. It will always be exciting to read content from other writers and practice a little something from their sites. Reply купить удостоверение тракториста машиниста 30 مايو، 2024 - 9:33 ص Hi, I do believe this is an excellent web site. I stumbledupon it 😉 I am going to come back once again since I book marked it. Money and freedom is the best way to change, may you be rich and continue to help other people. Reply Гостиничные Чеки СПБ 10 يونيو، 2024 - 11:12 ص Excellent blog you have here.. It’s hard to find quality writing like yours these days. I seriously appreciate people like you! Take care!! Reply hot fiesta slot 12 يونيو، 2024 - 2:38 م Hi there, everything is going perfectly here and ofcourse every one is sharing data, that’s really fine, keep up writing. Reply hot fiesta казино 13 يونيو، 2024 - 11:34 ص If you are going for most excellent contents like I do, simply pay a visit this web site daily because it provides quality contents, thanks Reply хот фиеста casino 13 يونيو، 2024 - 11:30 م Hello there, You have done a fantastic job. I will definitely digg it and personally recommend to my friends. I am sure they will be benefited from this web site. Reply hot fiesta slot 14 يونيو، 2024 - 10:17 م If you want to get a great deal from this article then you have to apply such strategies to your won website. Reply Теннис онлайн 27 يونيو، 2024 - 3:12 م Hi there! Would you mind if I share your blog with my zynga group? There’s a lot of people that I think would really enjoy your content. Please let me know. Thank you Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 12:16 م Thanks for sharing your thoughts on %meta_keyword%. Regards Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 3:33 م Saved as a favorite, I really like your site! Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 5:22 م Im not that much of a online reader to be honest but your blogs really nice, keep it up! I’ll go ahead and bookmark your site to come back in the future. Cheers Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 11:20 م I think this is one of the such a lot important information for me. And i’m glad reading your article. However want to statement on few basic things, The website taste is great, the articles is in reality nice : D. Good activity, cheers Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 12:53 م Hmm it appears like your website ate my first comment (it was extremely long) so I guess I’ll just sum it up what I had written and say, I’m thoroughly enjoying your blog. I as well am an aspiring blog blogger but I’m still new to the whole thing. Do you have any suggestions for beginner blog writers? I’d certainly appreciate it. Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 2:02 ص I delight in, lead to I found exactly what I used to be taking a look for. You have ended my 4 day long hunt! God Bless you man. Have a nice day. Bye Reply автомойка под ключ 7 يوليو، 2024 - 2:40 ص Преимущество строительства автомойки под ключ заключается в оперативности запуска проекта и минимизации забот для заказчика, так как исполнитель берет на себя все этапы работ. Reply строительство автомойки под ключ 7 يوليو، 2024 - 3:25 م Автомойка под ключ – простой путь к своему бизнесу. Получите современное, энергоэффективное и привлекательное для клиентов предприятие. Reply Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 9:17 ص hi!,I love your writing so so much! percentage we keep in touch more approximately your post on AOL? I need an expert in this space to solve my problem. May be that is you! Looking forward to peer you. Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 8:08 م Greate pieces. Keep writing such kind of information on your blog. Im really impressed by your blog. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 9:57 م Excellent post. I used to be checking continuously this blog and I am inspired! Very useful information specially the final part 🙂 I care for such info a lot. I used to be seeking this particular info for a long timelong time. Thank you and good luck. Reply строительство автомойки 14 يوليو، 2024 - 10:51 م Автомойка самообслуживания под ключ предоставляет клиентам возможность мыть свой транспорт самостоятельно, используя профессиональное оборудование. Это экономит время и деньги. Reply автомойка под ключ 15 يوليو، 2024 - 7:20 ص Строительство автомойки под ключ – это удобный способ получить готовый бизнес без хлопот. Мы предоставляем полный пакет услуг, от проектирования до запуска. Reply автомойка под ключ 15 يوليو، 2024 - 3:51 م Строительство автомойки под ключ – ваш шаг к автономному и прибыльному бизнесу. Наши специалисты помогут на каждом этапе. Reply строительство автомойки под ключ 16 يوليو، 2024 - 12:25 ص Выбирая франшизу автомойки, вы получаете готовый бизнес-план, маркетинговую поддержку и постоянное обновление технологий. Reply строительство автомоек под ключ 16 يوليو، 2024 - 8:52 ص Строительство автомойки под ключ – это удобный способ получить готовый бизнес без хлопот. Мы предоставляем полный пакет услуг, от проектирования до запуска. Reply автомойка самообслуживания под ключ 16 يوليو، 2024 - 5:39 م 1Франшиза автомойки от нашей команды – это успешный бизнес с минимальными инвестициями. Давайте станем партнерами! Reply автомойка самообслуживания под ключ 17 يوليو، 2024 - 2:37 ص Предлагаем строительство автомоек под ключ для вашего бизнеса. Всё будет выполнено быстро, качественно и по конкурентоспособным ценам. Reply строительство автомоек под ключ 17 يوليو، 2024 - 11:28 ص При строительстве автомоек под ключ особое внимание уделяется экологичности и экономии ресурсов. Все работы выполняются в соответствии с последними трендами в области моечного бизнеса. Reply Jac Благовещенск 15 أغسطس، 2024 - 9:40 ص Very quickly this site will be famous among all blogging viewers, due to it’s pleasant posts Reply theguardian 22 أغسطس، 2024 - 4:48 م Wow that was odd. I just wrote an really long comment but after I clicked submit my comment didn’t show up. Grrrr… well I’m not writing all that over again. Regardless, just wanted to say superb blog! Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.