السبت, نوفمبر 30, 2024
السبت, نوفمبر 30, 2024
Home » جهاد الزين يكتب من بيروت: بعيداً عن التجليط الإعلامي حول معاهدة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل

جهاد الزين يكتب من بيروت: بعيداً عن التجليط الإعلامي حول معاهدة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل

by admin

سينشط التجليط الإعلامي طويلا حول معاهدة ترسيم الحدود البحرية لا لأن الذي فعله لبنان بدعم أميركي إيراني هو فعل خاطئ، على العكس فهو يخدم المصالح العليا اللبنانية ولو كانت مهددة من تنين الفساد المحلي،

النهار – جهاد الزين

التجليط الإعلامي ناشط في موضوع تبرير أو تظهير حصول المعاهدة اللبنانية الإسرائيلية على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. لا معاهدة بلا بطولات إعلامية يقول “المطبخ” السياسي لما بعد الترسيم. لكن العنصر الناقص في كل هذا التظهير هو الموقف الإيراني الذي من دونه ما كان يمكن لهذه المعاهدة أن تتم.
لننسَ في هذا “التفنيص” الأسماء المحلية، رغم كل الجهود المشكورة التي بذلوها، ولنقرأ على الشاشة: الرئيس جوزف بايدن، الرئيس إيمانويل ماكرون، شركة توتال، العراق، القيادة الإيرانية، القيادة الإسرائيلية في الحكومة السابقة، بنيامين نتنياهو في الحكومة الحالية. كانت الصفقة التي أخرجها بذكاء فريق أميركي رأس جبل النار فيه المبعوث آموس هوكشتاين تدور رحاها من واشنطن إلى باريس فطهران وبغداد فبيروت.

كان الهدف يستحق المجهود:

1- الاتفاق الذي سيصبح بل أصبح معاهدة هو أول معاهدة بين دولتي لبنان وإسرائيل، وهذا بحد ذاته نقطة تحوّل غاية في الأهمية الإقليمية بعد “اتفاقات أبراهام” وتكملة سياسية لها بموافقة إيرانية.

2- الاتفاق يعني التحاق لبنان بالشبكة الإقليمية لإنتاج الغاز المتشكّلة بفعالية في المنطقة، شرق المتوسط، وتضم إسرائيل مصر قبرص اليونان تركيا وربما فلسطين غزة لاحقا. الشبكة الغازية التي تنتظرها أوروبا بإلحاح بعد الحرب في أوكرانيا.

3- في ظل تعثر الاتفاق النووي الثاني بين واشنطن وطهران، فإن اتفاق ترسيم الحدود بين إسرائيل ولبنان كان أكبر إشارة إيرانية إلى استعداد النظام الإيراني للتكيف مع مرحلة سلمية جديدة في كل المنطقة. وفعلا لم تُكذِّب الأحداثُ اللاحقةُ الخبَرَ الجيِّدَ فظهرت القابلية الإيرانية التسووية في الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية. وكانت طهران قد نالت دفعة أميركية سياسية على الحساب في السماح لها بالإتيان بحكومة محمد السوداني العراقية الموالية لها بعد طول توتر مع رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي. ولربما تأتي دفعات أخرى أمام تسويات لاحقة إذا ناسبت الجانب الأميركي بعد الاتفاق السعودي الإيراني.

4 – كان الدخول القطري على تحالف توتال الفرنسية وإني الإيطالية علامة أساسية على ما يختزنه الاتفاق من جو جديد في المنطقة.

5- يحظى الاتفاق بتأييد لاشك فيه من الأغلبية الساحقة للشعب اللبناني المختنق بالانهيار الاقتصادي، والذي ينظر إلى الثروة الغازية على أنها هبة من الطبيعة لبدء الخروج من الانهيار حتى مع مافيا الفساد المتحكمة به. وهذا، ما قد يريح مستقبلا المؤسسات الدولية المانحة للقروض من حيث أنه يخفِّف عنها عبء الالتزامات المالية الآتية.

6- انتبهوا كيف خرج الحديث عن اتفاق الترسيم من البازار الإسرائيلي الداخلي والتزم بنيامين نتنياهو كرجل دولة بتنفيذه البادئ أصلا دون إضاعة الوقت من حقل كاريش الإسرائيلي

7- لم يبدأ الحديث بعد في البازار اللبناني الداخلي عن حصص الطائفيّات السياسية وفروعها المافياوية في عائدات الغاز. الاستعدادات لا شك في الغرف السوداء جارية للتحضير للمرحلة الآتية.

8- من يجرؤ على الاستهانة بالغنيمة العراقية على المائدة الأميركية الإيرانية. والعراق هو البلد الذي صار يتجاوز إنتاجه من النفط الأربعة ملايين برميل يوميا. إذن أنعِمْ وأكرِم على أرباح الشركات الأميركية وحليفاتها من مليارات الدولارات منذ عام 2003 فصاعدا وتصاعدياً. وأنعِمْ وأكرِم على قنوات استفادة الاقتصاد الإيراني المأزوم والمحاصر الهائلة من السَنَد العراقي داخل مزاريب الدولة العراقية التي تصبح أمامها مداخيل الفساد اللبناني مجرد مزاح صغير.

لا زال لبنان محتاجا في منظومته السياسية إلى المزيد من قشر الجِلْد الأيديولوجي. هذا أحد مداخل الإصلاح العميقة التي لا يتحدث أحد عنها في بيروت أو يقاربونها بلغات سياسية بالية. يمكننا على الأرجح أن ندخل إلى الحقبة النفطية مثل العراق وفنزيللا ونيجيريا وغيرها من دول الاختلال الوظيفي.
وهذا ما هو مرجّح. دول نفط وفساد. أما لبنان كدولة محترمة فلا أرى أفقاً لذلك مع هذا الجيل من المنظومة السياسية المعلنة والمستترة .

سينشط التجليط الإعلامي طويلا حول معاهدة ترسيم الحدود البحرية لا لأن الذي فعله لبنان بدعم أميركي إيراني هو فعل خاطئ، على العكس فهو يخدم المصالح العليا اللبنانية ولو كانت مهددة من تنين الفساد المحلي، ولكنه سينشط طويلا لأن بعض القوى التي صنعته مصابة بعقدة خطاب أخطر ما فيه خوفها من البعد المستقبلي لسياسة بلا ادعاءات أيديولوجية حتى وهي تصنع هذا المستقبل بخطاب ماضوي منهَك.

‏jihad.elzein@annahar.com.lb‏
‏Twitter: @ j_elzein

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00