بأقلامهمعربي جهاد الزين : “مش معقول” هذا الصمت الغربي by admin 14 مارس، 2022 written by admin 14 مارس، 2022 28 العالم يراقب. ولا أظن أنه سيقبل كل ما يُقال له. فروسيا أمة عظيمة لا فقط في القوة والمساحة بل أيضا في التاريخ والثقافة والحضارة. النهار اللبنانية – جهاد الزين “إن دولة صغيرة على الحد الطرفي لقارة آسيا ملأت شاشات عقولنا ولكنها لم تملأ الخارطة” الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون عن فييتنام من المذهل أنه وبعد مرور أكثر من أسبوعين على بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا لم يصدر، في حدود رصدي، حرف واحد من الإدارةالأميركية، رئيساً ومسؤولين، حول الموضوع الأساسي في كل هذه المشكلة: مصير المشروع الغربي بجعل أوكرانيا عضوا في حلف شمال الأطلسي (حلف الناتو). كلمة واحدة تفيد صرف النظر عن هذا المشروع تكفي لانتهاء كل شيء دفعة واحدة من الجهة الروسية كما أعلن الرئيس فلاديمير بوتين. لم تصدر هذه الكلمة بل لم يصدر ما يفيد وضعها على طاولة التفاوض. “مش معقول” هذا الصمت الأميركي والغربي عن الموضوع الأساسي حول أوكرانيا. وهو العامل الذي استجر كل مشاعر المهانة الوطنية الروسية ودفع بها إلى هذه الدرجة الخطرة جدا على السلام الأوروبي والعالمي. أن نكون ضد الاجتياح الروسي لأوكرانيا لا يعني أن نغضّ الطرف عن الاستفزاز المزمن للأمن القومي الروسي بطرح عضوية كييف ل “الناتو”. لا شك أن الوصول إلى وضع عسكري حيادي لأوكرانيا بين الشرق الروسي والغرب الأميركي هو أمر ممكن بمعزل عن مسار النظام السياسي الداخلي في أوكرانيا، لأن الحياد العسكري سيتحوّل في حال الوصول إليه إلى بند أساسي في العقد الوطني الأوكراني أيا يكن الحزب الحاكم ديموقراطياً في كييف. يجب أن يعرف الأميركيون أن الملايين من مثقفي العالم ونخبه حتى وهم يرفضون بشكل تلقائي فكرة اجتياح دولة لدولة بسبب خلافات سياسية سلمية باتت لديهم الأسئلة المعاصرة التي ولّدتها تجارب انكشاف خبث البروباغاندا الغربية بل كذبها أحيانا وعلى رأسها كذبة امتلاك العراق لأسلحة بيولوجية. نسأل هنا: هل يشك أحد في أن حاكما كريها كصدام حسين، والذي يصبح فلاديمير بوتين مقارنةً به حاكما متنوراً وديموقراطيا ومتسامحاً، تعرّض لكذبة أميركية باتت مكشوفة، وهي اتهامه باقتناء أسلحة دمار شامل لتبرير شن الهجوم على العراق مع أن هجوما كهذا من وجهة نظر ضحايا صدام حسين في العراق والكويت لم يكن يحتاج إلى هذه الكذبة لتبريره؟ لا يمكن في عمق عمق ضمائرنا أن نتجاهل تلك التجربة البروباغاندية الأميركية حتى ونحن نستنكر الاجتياح الروسي لأوكرانيا. العالم يراقب. ولا أظن أنه سيقبل كل ما يُقال له. فروسيا أمة عظيمة لا فقط في القوة والمساحة بل أيضا في التاريخ والثقافة والحضارة. ومساهماتها في الحضارة المعاصرة دائمة وأساسية. لذلك فإن الطريقة البروباغاندية التي يدير بها الغرب وسيدير صراعه المستجد معها ستكون موضع تدقيق في أكثر من مجال وبينها بل في مقدمها الخلاف حول مشروع عضوية أوكرانيا ل”الناتو” ومدى ما تمثله وجهة النظر الروسية الأساسية على هذا الصعيد من طرح منطقي قائم على أن هذه العضوية ستعني لو حصلت وجود القوة النووية الأطلسية على “حدود” موسكو وفي جوارها المباشر. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post محمد أبي سمرا: السفير الأوكراني لـ”المدن”: أوكرانيا تحرّر العالم من البوتينية next post Avoid stigmatizing mask-wearing as COVID-19 mandates lift: expert You may also like شيرين عبادي تكتب عن: السعودية وإيران من وجهة... 26 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: لبنان… و«اليوم التالي» 26 نوفمبر، 2024 ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024