بأقلامهمعربي جهاد الزين : مراجعة للعَشْرية المنصرمة2010- 2020.. المجتمعات العربية تنهار لعجزها عن تَحمّلِ المشاريع الديموقراطية2020 by admin 13 ديسمبر، 2020 written by admin 13 ديسمبر، 2020 13 ليست مسألة قوة عسكرية فقط أن يتمكّن الجيش المصري من منع انهيار الدولة وتفكك المجتمع عكس ما حصل في سوريا والعراق وليبيا واليمن. هناك قوة تماسك في تقاليد الدولة والمجتمع في مصر تكمن في خلفية أي تفسير لهذا الاستثناء المصري وثقافة سلمية في المجتمع تجعل دينامية التماسك هي الأقوى. النهار اللبنانية/ جهاد الزين هذا العام ليس رأس سنة بل رأس عشر سنوات هي العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. إنه العقد الذي شهد بداية ونهاية ثورات ما سُمّي ” الربيع العربي” وتبيّن أنه شتاء عربي عاصف من الحروب الأهلية وانهيارات الدول. السؤال الأعمق الذي تطرحه هذه العشرية أو أحد الأسئلة الصعبة هو هل ظهر أن من أبرز أسباب سقوط الثورات العربية إنما هو عدم جاهزية أو قابلية المجتمعات العربية على تحمّل عبء وكلفة ووزن ثورة سياسية ديموقراطية، فراحت هذه المجتمعات رغم وجود نخب ناضجة للتغيير تنفجر أو تتصدّع تحت ثقل ما ظهر أنه لا طاقة لها على تحمّله. فصار البديل حربا أهلية هنا بين عنف النظام وعنف المجتمع الذي جرى استغلال انهياره من قوى إقليمية ودولية لا بد أن بعضها نادم على ما آل إليه على سبيل المثال الوضع السوري من خطر أصولي وتفكيكي على المنطقة وحتى على أوروبا. عنف هنا أو هناك أوهنالك أو انشقاقات مناطقية ما دون وطنية. الرصد الصعب يتطلب الاعتراف أن جواب المجتمع السوري على نداء التغيير الذي أطلقته بعض النخب الشبابية كان فرز عناصر ظلامية ومتخلفة وعنفية وهجوماً للريف على المدن بقبائله وعلاقاته أعطى للنظام السياسي فرصة نفاذ وتقديم آلته الأمنية كآلة توحيدية في وجه التفككات العديدة ما قبل الدولة. أتكلّم هنا عن الاعتبارات الداخلية وحدها. فهل صدفة أن تتشظّى ليبيا بهذا الشكل المريع المتواصل بعد انطلاق احتجاجات ضد النظام ما كان لها أن تُسقِط نظام القذافي المتوحش لولا التدخل الخارجي المباشر. المجتمع العراقي دخل آتون التفكك فور الإسقاط الأميركي القسري لنظام متوحش آخر هو نظام صدام حسين. علينا في هذه المراجعة، وهذا جزء من أي مراجعة شجاعة، أن نقف عند الاستثناء المصري. ليست مسألة قوة عسكرية فقط أن يتمكّن الجيش المصري من منع انهيار الدولة وتفكك المجتمع عكس ما حصل في سوريا والعراق وليبيا واليمن. هناك قوة تماسك في تقاليد الدولة والمجتمع في مصر تكمن في خلفية أي تفسير لهذا الاستثناء المصري وثقافة سلمية في المجتمع تجعل دينامية التماسك هي الأقوى. في الحقيقة هناك استثناء تونسي لكن بالمعنى الذي يبدو معاكسا لوجهة هذا المقال وهي وجهة اعتبار المجتمعات العربية كما كشفت ثورات “الربيع العربي” غير جاهزة لتلبية نداء نخبها للتغيير الديموقراطي.ففي تونس أظهرت الحركة الديموقراطية نضجا واضحا لاسيما الشريحة النسائية في المجتمع والتيار العلماني اللذين تمكّنا ليس فقط في وضع حد لتقدم الحركة الأصولية ومنع هيمنتها السلفية بل أيضا في تحقيق إنجازات تكريس تقاليد ديموقراطية وإنتاج قوانين طليعية في المساواة بين المرأة والرجل. يقف لبنان من هذه التحولات في نقطة معقّدة. من جهة انطلقت ثورته اللاطائفية الشبابية في النصف الثاني من العشرية المنصرمة وتبلورت بنجاح بارز في تعرية أخلاقية للطبقة السياسية التي استنفدت الدولة ولكنها فشلت رغم ذلك في إحداث تغيير في النظام السياسي المفلس سياسياوماليا. عنصر التعقيد في الحالة اللبنانية إضافةً إلى عدم جهوزية القطاع الأوسع من المجتمع لحمل ديموقراطية سياسية شفافة هو التكوين الطائفي الذي يفرض أولويات غيرممكنة التجاوز مثل مخاوف المسيحيين من الابتلاع والحساسية السنية الشيعية ذات المدى الإقليمي ومخاوف الأقليات بشكل عام التي ترى في الصيغة اللبنانية عنصر طمأنة رغم كثافة الحروب الباردة والساخنة التي تسبّبها هذه الصيغة بشكل شبه دائم. سبق لي في كتابي: “المهنة الآثمة- نقد تجربتي في الكتابة السياسية” أن أشرت إلى التاريخ اللاديموقراطي للطبقات الوسطى العربية التي مثّلتها وحملتْ تطلعاتِها الجيوشُ العربية التي وصلت إلى الحكم في العديد من الدول العربية بينما الأحزاب العقائدية التي انتمت إليها شرائح هذه الطبقة الوسطى كانت أحزابا ذات مشاريع غير ديموقراطية. لقد بدت الأنظمة التي شهدتها دول مثل لبنان وسوريا والعراق ومصر والسودان بين 1920و 1950 حتى 1958 وبعضها عاش أطول أو أقل وكأنها “ديموقراطية أعيان” فوقية. غير أن هذا التوصيف قد لا يكون دقيقا إذا قيست عمليات المشاركة الشعبية كما الطبقة الوسطى في التجارب البرلمانية لكل من سوريا والعراق ومصر والسودان في تلك الحقبة. اليوم تغيّرت ثقافة الطبقات الوسطى أو ما بقي منها من حيث ولادة جيل مديني عموما هو الذي حمل أحلام التغيير السلمية في العشرية المنصرمة. لكن هذا الجيل وصل متأخرا إذا جاز التعبير. فمائة عام من ولادة معظم دول المنطقة وسبعون عاما من ولادة الصراع العربي الإسرائيلي مترافقة مع عقود من فشل خطط التنمية الاقتصادية أوصلت هذه الدول إلى حالة إنهاك ذاتي وعاجز. أود أن أختم هذه العجالة باقتباس من المؤرخ الراحل كمال الصليبيي. في مقالة نشرتها “دار نلسن” باللغتين الإنكليزية والعربية (ترجمة محمود شريح) يقول صليبي: “إن الجماعة في العالم العربي حقيقة واقعة تماما كما هو الوعي بالوحدة القومية فيما بين الشعوب العربية المنضوية تحت رايات دول منفصلة. إن الجماعة والدولة والأمة وقائع اجتماعية وسياسية يمكن أن تتصالح مع بعضها البعض متى توفّر لكلٍ منها الاعتراف اللازم لها في إطار عمل النظام الديموقراطي. ليس وجود الجماعة والدولة والأمة على أنها وقائع منفصلة ما يؤدي إلى نزاع فيما بينها، لكن يؤدي إلى ذلك عدم الإقرار بهذه الوقائع على أنها وقائع منفصلة. والدولة بين هذه المكونات هي الأكثر واقعية لأنها كيان قانوني. إن واقع الجماعة أقلّ واقعية من وجود الدولة، فيما أن حقيقة الأمة هي الأكثر تجريداً. إلا أنه من الطبيعي أن تكون من مصلحة الواقعي أن يفصح عن أهمية المجرّد وأخذه بالحسبان. لو عاش هذا المؤرخ المفكّر إلى نهاية هذه العشرية هل كان سيقول ذلك بالثقة نفسها على الأقل في منطقة المشرق العربي؟ لقد كانت السنوات السبعون كما تبيّن هي سنوات تحوّل إسرائيل من دولة صغيرة إلى دولة عظمى بمعايير التقدم التكنولوجي والعسكري والعلمي لكن على حساب بؤس متمادٍ للشعب الفلسطيني. عرب القرن الحادي والعشرين الذين قدموا في بداية العشرية الأولى مشروع سلام مدعوم بخيار الجسم الوازن من الحركة الوطنية الفلسطينية، يحاولون الآن البحث عن وسائل أخرى مع يمين إسرائيلي مصر على رفضه أي نوع من سلام عادل. لكن الجديد النوعي أن الموقف من الموضوع الفلسطيني ولأسباب تتعلق بالخطر الوجودي على دول المنطقة لم يعد قائما على المعايير القديمة. لذلك فإن بدء التطبيع بين دول عربية أساسية وبين إسرائيل هو الحدث الأبرز ليس في السنة 2020 بل في كل العشرية. j.elzein@hotmail.com Twitter: @ j_elzein 9 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post هل ينجح ترمب في قلب نتيجة الانتخابات في الكونغرس؟ next post Bassam Saba, Prominent Figure in Arabic Music, Dies From COVID-19 Complications You may also like ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 9 comments Willy 13 ديسمبر، 2020 - 8:39 م My brother recommended I may like this web site. He was totally right. This publish actually made my day. You cann’t consider simply how a lot time I had spent for this info! Thank you! My web site … fifa 16 ultimate team hack download, Aubrey, Reply zortilonrel 22 ديسمبر، 2020 - 12:07 م I was suggested this website by my cousin. I’m not positive whether this post is written by him as nobody else understand such special about my problem. You are amazing! Thanks! http://www.zortilonrel.com/ Reply Números de telefone do Banco Bradesco 27 فبراير، 2021 - 2:20 م I see something really special in this site. https://sac0800fone.com Reply storno brzinol 15 مايو، 2021 - 3:05 ص Great post, I think people should learn a lot from this weblog its very user pleasant. http://www.stornobrzinol.com/ Reply best equine fly repellent for equines 13 يونيو، 2021 - 11:42 م Hello my friend! I want to say that this post is amazing, nice written and include almost all important infos. I would like to see more posts like this. https://soxforhorses.com Reply of web hosting 28 أغسطس، 2021 - 9:38 ص These are really fantastic ideas in on the topic of blogging. You have touched some fastidious points here. Any way keep up wrinting. Reply an quest bars 30 أغسطس، 2021 - 6:29 ص I have been exploring for a bit for any high quality articles or weblog posts on this sort of area . Exploring in Yahoo I eventually stumbled upon this web site. Reading this information So i am happy to convey that I have an incredibly just right uncanny feeling I discovered just what I needed. I such a lot without a doubt will make sure to do not fail to remember this site and provides it a glance on a constant basis. Reply create website using wordpress 5 نوفمبر، 2021 - 10:07 ص Great write-up, I am regular visitor of one’s website, maintain up the excellent operate, and It is going to be a regular visitor for a long time. https://ciwwebmaster.com Reply western leather jacket 3 أبريل، 2022 - 3:42 ص Thank you, I have just been searching for info approximately this subject for a long time and yours is the best I’ve found out till now. But, what in regards to the bottom line? Are you sure concerning the source? https://www.kamboz.com/product/western-jacket-d16v1-multi-color/ Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.