ثقافة و فنونعربي “تيريز راكان” لإميل زولا الجريمة تطارد مرتكبيها by admin 25 أبريل، 2020 written by admin 25 أبريل، 2020 144 رواية إجرامية تفنن كاتبها في دراسة البشر وعلاقتهم بمهنهم والأمكنة اندبندنت عربية / إبراهيم العريس باحث وكاتب يعرفُ كثر من متابعي السينما العربية، لا سيما منها أفلام الستينيات البديعة، الفيلم الذي تلعب فيه فاتن حمامة واحداً من أقوى أدوارها: “لك يوم يا ظالم”. هذا الفيلم طبع جيلاً بأسره من هواة السينما المصرية، لا سيما أنه إلى جانب فاتن حمامة يحمل اسمين كبيرين في الحياة الفنية والأدبية في مصر، نجيب محفوظ كاتباً للسيناريو، وصلاح أبو سيف مشاركاً في الكتابة ومخرجاً للفيلم. ولنضف إلى هذا أن الإشارة إلى أن الفيلم مقتبسٌ عن رواية “تيريز راكان” للفرنسي إميل زولا أضافت إلى قيمة الفيلم، إذ كان زولا معروفاً، وتُرجم بعض أعماله إلى العربية. لكن، المشكلة تبدأ هنا حين نتساءل ما الذي بقي من زولا في ذلك الاقتباس العربي الذي أتى وعظياً أخلاقياً، على العكس تماماً مما يُمكن أن يُفهم من رواية زولا. ولعل طبيعة السينما المصرية في ذلك الحين ووجود فاتن حمامة قلبا زولا رأسا على عقب، لكن هذا ليس موضوعنا هنا. موضوعنا هو الرواية الفرنسية التي قد يرى كثر، ومن بينهم سيّد النقد الفرنسي في ذلك الحين (النصف الثاني من القرن التاسع عشر) إيبوليت تين، أنها من أقوى ما كتب زولا علماً أن “تيريز راكان” لا علاقة لها بسلسلة “روغون – ماكار” المؤلَّفة من 20 جزءاً، التي سنشير إليها بعد حين. “تيريز راكان” رواية مستقلة تماماً صدرت في عام 1867، وكان زولا مهّد لها بقصة قصيرة حملت موضوعاً مشابهاً، لكنه أتى أقلّ عمقاً. في نهاية الأمر “تيريز راكان” رواية إجرامية، يقوم موضوعها على جريمة مركزية. والجريمة تكاد تكون كاملة بحيث أنّ أحداً ما كان من شأنه أن يحدس بهُوية القاتل، أو القاتلَين كما سنرى، باستثنائنا نحن القراء الذين سندرك حتى منذ البداية أننا في سبيلنا أن نشهد على إرهاصات الجريمة، ووقوعها ونفاد مرتكبيها من العقاب، بل على كونهما سوف “يكافآن” بالتمتع بثمار ما ارتكبا، إلى درجة لن يعدم الأمر قراء سيرون أن لهما بعض الحق في ما فعلا (!). وما فعلاه سيكون باسم الحب، وربما حتى الحق في الحب لدى زولا، بينما سنجده يُرتكب باسم الجشع لاحقاً عند صلاح أبو سيف. جريمة عادية ولكن والحكاية كما يعرف كثر بسيطة قد تحدث في كل يوم: حكاية السيدة راكان التي انتقلت بتجارتها الصغيرة وابنها غير السويّ تماماً كاميل إلى باريس، حيث قطنت شقة تعلو دكاناً راحت تمارس فيه تجارتها. وتستقبل ذات يوم ابنة أختها الصبية تيريز فتؤويها وتعيلها، ومن ثمّ وبشكل طبيعي تزوّجها ابنها غير متنبهة إلى القلق الذي يهيمن على أفكار الصبية وحياتها. بل تعتقد أن زواجها سوف يهدئها. وذات يوم يصطحب كاميل إلى البيت صديقاً له يدعى لوران يقدم نفسه رساماً. ومن فوره يدرك لوران نقاط ضعف تيريز، ولمّا كان كائناً لا وازع يردعه عن شيء، يبدأ بمحاولة إغوائها، بل ينجح في ذلك بأكثر مما كان يتوقع، إذ إن كاميل نفسه يساعد على ذلك ببخله وجشعه وازدرائه زوجته. ولا مفر من أن تستسلم المرأة أمام سحر لوران، إلى درجة تتعاون معه على التخلُّص من الزوج خلال نزهة نهرية يقومون بها، ويسقط كاميل خلالها في الماء غرقاً. لا يتنبه أحدٌ إلى ما حدث، بل إن لوران يجد نفسه، وقد دخل حياة الأسرة المفجوعة بل ما يمضي عامان إلا ويقترن بتيريز ليعيش في البيت معها رفقة خالتها التي لن تغفر للأقدار أبداً مصيبتها في ابنها. غير أن ثأر الأقدار من القاتلين، لن يكون على يد السيدة راكان، بل ثأر ذاتي، حيث تبدأ الجريمة نفسها بملاحقة لوران وتيريز ليلاً ونهاراً، لا سيما المرأة التي تفيق على ما شاركت في صنعه حتى اللحظة التي لا تعود قادرة على التحمّل فتجرع سمّا كانت قد جرّعته للوران، ويموت الاثنان أمام الأم الصامتة كما حالها دائماً. والحال أن في إمكاننا أن ندرك هنا أن ليس الحدث ما يصنع هذه الرواية، بل التفاصيل الصغيرة والبعد الميلودرامي والنهاية غير المتوقعة. ولسنا بحاجة إلى التذكير بأن “تيريز راكان” حصدت نجاحاً حين صدرت يوازي حجم السجال الذي دار من حولها، ما أسهم في ذلك المجد الكبير الذي سيعيش زولا عليه طوال العقود التالية من حياته واحداً من أعظم روائيي جيله. الموت حرقاً في الصقيع كان إميل زولا في قمة مجده، إذن، حين استأجر وهو في الثانية والستين من عمره، شقة باريسية ليقيم فيها بالعاصمة حين يقصدها في الشتاء، ليقيم ردحاً من الزمن. وعلى غير عادته كان سبتمبر (أيلول) في ذلك العام (1902) بارداً في باريس، وكانت شقة زولا رطبة، فما كان من الكاتب إلا أن أشعل المدفأة ليخلد بعد ذلك إلى النوم مع زوجته، لكنهما لم يتنبها إلى حريق شبّ بعد وقت قصير قضى على الكاتب من فوره، بينما نُقلت الزوجة إلى المستشفى، حيث ما لبثت أن تماثلت للشفاء بعد يومين. كان الحادث تافهاً وعادياً، لكنه قضى على الكاتب الذي اشتهر برواياته ذات النزعة الطبيعية، وكان لرواياته تأثيرٌ كبيرٌ في كثر من كتّاب فرنسا والعالم، ومن بينهم، طبعاً، الكاتب العربي نجيب محفوظ الذي كثيراً ما اعترف بتأثره بزولا، هو الذي صاغ ثلاثيته الشهيرة، إلى حدّ كبير، على غرار سلسلة “روغون – ماكار” وأجزائها العشرين، التي تعدّ من أشهر أعمال الكاتب الفرنسي، وفيها أرّخ لأسرة فرنسية امتدت حياتها على مدى عدة أجيال خلال عهد الإمبراطورية الثانية. لقد تميّز عمل إميل زولا بشكل أساسي بتمحيصه في حياة الناس الاجتماعية وبدراسة مدى تأثير الوراثة من ناحية والبيئة الاجتماعية من ناحية ثانية في سلوك شخصياته وتصرفاتها. وتتسّم هذه الدراسة بنزعة علمية، لا لبس فيها قد تبدو معها بعض صفحات “نانا” و”جرمينال” و”القاتل” و”العمل الفني”، لكن بخاصة “تيريز راكان” التي نتوقف عندها هنا، وكأنها مجرد انعكاس للتحقيقات الصحافية التي كان زولا يقوم بها في أحياء باريس وغيرها من المدن، دارساً العلاقات بين البشر وعلاقتهم بمهنهم والأمكنة التي يعيشون فيها إضافة، بصورة خاصة، إلى تأثير انتماءاتهم الطبقية فيهم. غير أن هذا الجانب العلمي لم يمنع زولا من أن يكون صاحب مخيلة هائلة في ابتكار الأحداث الصغيرة، أو حتى التقاطها من حيث يجدها ليحوّلها إلى مصائر لشخصياته، ما مكّن معظم رواياته من أن يبقى حيّاً حتى اليوم، يُطبع ويُقرأ ويُحوّل إلى مسرحيات. هو بنفسه حوّل “تيريز راكان” إلى مسرحية حققت حين عُرضت نجاحاً هائلاً. مناضل سياسي صلب غير أنّ الروائي في إميل زولا لم يكن كل شيء فيه، فكما أشرنا أوّل هذا الكلام، كان زولا، إلى رعايته الفن التشكيلي ومساندته بول سيزان وإدوار مانيه الذي رسمه في لوحة بديعة، كان أيضاً صحافياً من طراز نادر يجوس في خبايا المجتمع وله من الجرأة ما جعله يتصدى لأكثر المشكلات حساسية في ذلك المجتمع، ومن ذلك دفاعه الشهير عن الضابط ألفريد دريفوس الذي بسبب يهوديته اتُّهم بالتجسس لحساب الألمان في زمن كانت فيه معاداة السامية ضاربة أطنابها في فرنسا. ونعرف أنه كان لمقال نشره إميل زولا في صحيفة “أورور” بعنوان “إني أتهم” دور كبير في تعاطف الناس مع الضابط وصولاً إلى تبرئته، وهو أمر جرّ على زولا غضب جماعات القوميين المتطرفين واللا ساميين التي حاولت ضربه واغتياله مرات عديدة، خصوصاً بعدما تنبهت إلى أن زولا ليس فرنسيّ الأصل، بل هو من أصل إيطاليّ (كان أبوه مهندساً إيطاليّاً انتقل إلى فرنسا للمساهمة في أعمال شقّ قناة عُرفت باسمه فترة). لكن زولا عرف كيف يتصدى بشجاعة لكل الحملات التي طاولته. فاقترن لديه فعل الكتابة بمقارعة الظلم، وبأقصى درجات الجرأة في خوض معترك السياسة وقضايا المجتمع. وهذا ما جعل أناتول فرانس يؤبن زولا يوم جنازته التي كان دريفوس في مقدمة مشيعيه فيها بقوله: “لقد رغب زولا في أن تعمّ السعادة على الأرض أكبر أعداد ممكنة من البشر، هو الذي كان ينهل من الفكر والعلم نهلاً، وكان ينتظر من القوة الجديدة، قوة الآلة، أن تصل إلى تحرير الإنسانية العاملة بشكل تدريجي”. المزيد عن: رواية تيريز راكان/إميل زولا/فاتن حمامة/لك يوم يا ظالم/نجيب محفوظ 64 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post أغلقت مقاهي المثقفين المصريين فتوجهوا إلى العالم الافتراضي next post 105 أعوام على معاداة الأرمن: تركيا “تعالج” التاريخ بالإنكار والتجريم You may also like مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 64 comments Alethea 21 يونيو، 2020 - 12:02 ص Why people still use to read news papers when in this technological globe the whole thing is accessible on net? My blog; g do Reply Boyce 21 يونيو، 2020 - 9:53 ص Howdy! This post could not be written any better! Reading through this post reminds me of my previous room mate! He always kept talking about this. I will forward this post to him. Fairly certain he will have a good read. Thank you for sharing! My homepage – g there Reply Angelo 22 يونيو، 2020 - 9:11 م Sweet blog! I found it while surfing around on Yahoo News. Do you have any tips on how to get listed in Yahoo News? I’ve been trying for a while but I never seem to get there! Thanks Look at my homepage – g rsacwgxy Reply Charlene 26 يونيو، 2020 - 11:17 ص I’m not sure where you’re getting your information, but great topic. I needs to spend some time learning more or understanding more. Thanks for magnificent info I was looking for this info for my mission. My webpage :: cbd oil [http://hoithaokhcn.tlu.edu.vn/UserProfile/tabid/244/UserID/220926/Default.aspx] Reply Christel 29 يونيو، 2020 - 12:01 ص I visited multiple websites but the audio quality for audio songs existing at this site is really excellent. Also visit my webpage … cbd oil that works 2020 Reply Terese 23 يوليو، 2020 - 12:17 ص Good site you have got here.. It’s difficult to find high quality writing like yours these days. I seriously appreciate people like you! Take care!! Also visit my website … web hosting Reply Fredericka 25 يوليو، 2020 - 3:06 ص You have made some decent points there. I checked on the internet for more information about the issue and found most people will go along with your views on this site. Also visit my homepage … web hosting reviews Reply Opal 5 أغسطس، 2020 - 2:16 م I was suggested this web site by my cousin. I’m not sure whether this post is written by him as nobody else know such detailed about my difficulty. You are incredible! Thanks! Visit my web site :: website hosting Reply Dwain 27 أغسطس، 2020 - 8:33 ص I used to be able to find good information from your content. Also visit my web site … cheap flights Reply Colby 31 أغسطس، 2020 - 4:51 ص Good information. Lucky me I came across your site by accident (stumbleupon). I have book-marked it for later! Here is my web site black mass Reply Milagros 31 أغسطس، 2020 - 1:30 م Very nice article, totally what I needed. Also visit my site: web hosting service Reply Krystyna 31 أغسطس، 2020 - 6:56 م Hurrah! After all I got a webpage from where I can truly obtain useful facts regarding my study and knowledge. Here is my web-site web host Reply Barry 5 سبتمبر، 2020 - 12:02 م Spot on with this write-up, I honestly feel this site needs far more attention. I’ll probably be returning to read through more, thanks for the information! Feel free to visit my blog: web hosting sites Reply cheap flights 29 يناير، 2021 - 9:39 ص Do you mind if I quote a few of your posts as long as I provide credit and sources back to your webpage? My blog site is in the very same niche as yours and my visitors would certainly benefit from some of the information you provide here. Please let me know if this okay with you. Cheers! Reply cheap flights 29 يناير، 2021 - 2:35 م I don’t know whether it’s just me or if perhaps everybody else experiencing issues with your blog. It looks like some of the text on your posts are running off the screen. Can somebody else please comment and let me know if this is happening to them too? This may be a problem with my internet browser because I’ve had this happen previously. Appreciate it Reply cheap flights 29 يناير، 2021 - 9:39 م If you are going for finest contents like myself, simply pay a visit this web site daily since it gives feature contents, thanks Reply cheap flights 30 يناير، 2021 - 2:28 ص My brother recommended I would possibly like this blog. He was once entirely right. This post actually made my day. You can not believe just how a lot time I had spent for this info! Thank you! Reply 0mniartist 8 أبريل، 2021 - 3:47 ص hi!,I really like your writing very so much! percentage we communicate more about your article on AOL? I need an expert on this area to unravel my problem. Maybe that’s you! Taking a look ahead to look you. asmr 0mniartist Reply 0mniartist 8 أبريل، 2021 - 2:23 م You’ve made some decent points there. I looked on the net to learn more about the issue and found most people will go along with your views on this site. asmr 0mniartist Reply 0mniartist 8 أبريل، 2021 - 11:34 م hi!,I like your writing so so much! percentage we keep up a correspondence more approximately your article on AOL? I need a specialist on this area to unravel my problem. May be that’s you! Looking ahead to peer you. asmr 0mniartist Reply 0mniartist 9 أبريل، 2021 - 5:06 ص Excellent items from you, man. I’ve take into account your stuff prior to and you’re simply extremely excellent. I actually like what you’ve received right here, really like what you’re stating and the best way through which you assert it. You are making it entertaining and you still take care of to stay it wise. I can not wait to learn much more from you. That is really a wonderful website. 0mniartist asmr Reply 0mniartist 9 أبريل، 2021 - 3:18 م Appreciating the commitment you put into your blog and in depth information you present. It’s awesome to come across a blog every once in a while that isn’t the same unwanted rehashed information. Fantastic read! I’ve bookmarked your site and I’m adding your RSS feeds to my Google account. 0mniartist asmr Reply зарубежные сериалы смотреть онлайн 24 مارس، 2024 - 11:24 ص Spot on with this write-up, I honestly feel this web site needs far more attention. I’ll probably be back again to read more, thanks for the info! Reply бот глаз бога телеграмм 9 أبريل، 2024 - 10:19 م Saved as a favorite, I really like your web site! Reply глаз бога телеграмм бесплатно 10 أبريل، 2024 - 11:32 ص I am really loving the theme/design of your site. Do you ever run into any internet browser compatibility problems? A handful of my blog audience have complained about my blog not operating correctly in Explorer but looks great in Opera. Do you have any suggestions to help fix this issue? Reply Трикотажное кружево 70-90 мм купить 16 أبريل، 2024 - 7:55 م I will right away clutch your rss as I can not find your email subscription link or newsletter service. Do you have any? Please permit me recognize so that I may subscribe. Thanks. Reply csgo gamble websites 2024 7 مايو، 2024 - 2:27 م I visited many websites except the audio quality for audio songs present at this web site is truly marvelous. Reply Гомельский государственный университет имени Франциска Скорины 15 مايو، 2024 - 3:24 م One of the leading academic and scientific-research centers of the Belarus. There are 12 Faculties at the University, 2 scientific and research institutes. Higher education in 35 specialities of the 1st degree of education and 22 specialities. Reply Гостиничные Чеки СПБ 24 مايو، 2024 - 7:05 ص Way cool! Some very valid points! I appreciate you writing this post and the rest of the site is also very good. Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 30 مايو، 2024 - 9:30 ص I loved as much as you will receive carried out right here. The sketch is tasteful, your authored subject matter stylish. nonetheless, you command get bought an nervousness over that you wish be delivering the following. unwell unquestionably come further formerly again since exactly the same nearly a lot often inside case you shield this increase. Reply 国产线播放免费人成视频播放 3 يونيو، 2024 - 7:52 ص This design is wicked! You most certainly know how to keep a reader entertained. Between your wit and your videos, I was almost moved to start my own blog (well, almost…HaHa!) Fantastic job. I really enjoyed what you had to say, and more than that, how you presented it. Too cool! Reply Гостиничные Чеки СПБ 10 يونيو، 2024 - 11:09 ص I’m not sure where you are getting your info, however good topic. I needs to spend a while learning more or understanding more. Thank you for fantastic information I used to be in search of this information for my mission. Reply hot fiesta 12 يونيو، 2024 - 2:34 م Hmm it appears like your site ate my first comment (it was extremely long) so I guess I’ll just sum it up what I submitted and say, I’m thoroughly enjoying your blog. I as well am an aspiring blog blogger but I’m still new to the whole thing. Do you have any tips and hints for beginner blog writers? I’d certainly appreciate it. Reply хот фиеста игра 13 يونيو، 2024 - 11:31 ص You’re so awesome! I don’t think I’ve read something like this before. So nice to find someone with some unique thoughts on this topic. Really.. thank you for starting this up. This website is something that is needed on the web, someone with a little originality! Reply хот фиеста game 13 يونيو، 2024 - 11:29 م If some one wants expert view regarding blogging and site-building after that i advise him/her to visit this weblog, Keep up the pleasant job. Reply hot fiesta слот 14 يونيو، 2024 - 10:59 ص I quite like reading through a post that will make people think. Also, thanks for allowing me to comment! Reply hot fiesta game 14 يونيو، 2024 - 10:15 م Thanks for ones marvelous posting! I truly enjoyed reading it, you’re a great author.I will always bookmark your blog and will often come back down the road. I want to encourage continue your great posts, have a nice morning! Reply hot fiesta casino 15 يونيو، 2024 - 9:21 ص Remarkable! Its in fact awesome piece of writing, I have got much clear idea about from this article. Reply Теннис онлайн 27 يونيو، 2024 - 3:09 م This design is wicked! You obviously know how to keep a reader entertained. Between your wit and your videos, I was almost moved to start my own blog (well, almost…HaHa!) Great job. I really enjoyed what you had to say, and more than that, how you presented it. Too cool! Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 12:13 م Thank you for another great article. Where else may anyone get that kind of information in such a perfect way of writing? I have a presentation next week, and I am at the look for such information. Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 2:27 ص What’s up, I want to subscribe for this blog to take newest updates, so where can i do it please help. Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 3:31 م Heya i’m for the first time here. I came across this board and I find It truly useful & it helped me out a lot. I hope to give something back and help others like you helped me. Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 4:27 ص Howdy! Would you mind if I share your blog with my zynga group? There’s a lot of people that I think would really enjoy your content. Please let me know. Cheers Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 5:19 م I really like it when people come together and share opinions. Great blog, keep it up! Reply Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 6:07 ص I’m really enjoying the design and layout of your site. It’s a very easy on the eyes which makes it much more enjoyable for me to come here and visit more often. Did you hire out a designer to create your theme? Fantastic work! Reply Прогнозы на футбол 1 يوليو، 2024 - 11:44 ص If you want to increase your knowledge only keep visiting this site and be updated with the newest news posted here. Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 8:53 ص Hi, I think your website might be having browser compatibility issues. When I look at your blog in Firefox, it looks fine but when opening in Internet Explorer, it has some overlapping. I just wanted to give you a quick heads up! Other then that, very good blog! Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 11:17 م hi!,I really like your writing so much! proportion we keep up a correspondence more approximately your post on AOL? I need an expert in this area to unravel my problem. May be that is you! Looking forward to peer you. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 12:51 م Outstanding quest there. What occurred after? Thanks! Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 2:47 م I have been surfing online more than three hours these days, yet I never found any interesting article like yours. It’s pretty value enough for me. In my opinion, if all site owners and bloggers made good content as you did, the net will be much more useful than ever before. Reply строительство автомойки под ключ 5 يوليو، 2024 - 12:50 م Автомойка самообслуживания под ключ предоставляет клиентам возможность мыть свой транспорт самостоятельно, используя профессиональное оборудование. Это экономит время и деньги. Reply автомойка самообслуживания под ключ 6 يوليو، 2024 - 11:43 ص 1Строительство автомоек под ключ – наша специализация. Мы предлагаем полный пакет услуг и качество по доступным ценам. Reply строительство автомойки под ключ 7 يوليو، 2024 - 2:38 ص Заказывая автомойку под ключ, вы экономите время и деньги. Наши специалисты возьмут на себя все этапы работ, от разработки до ввода объекта в эксплуатацию. Reply автомойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 3:23 م Автомойка самообслуживания под ключ – наше предложение для тех, кто ценит эффективность и инновации. С нашей помощью вы войдете в рынок быстро и без проблем. Reply мойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 3:14 ص Автомойка самообслуживания под ключ — современный и прибыльный проект. Мы предложим лучшее оборудование и технологии. Reply автомойка под ключ 8 يوليو، 2024 - 2:44 م Строительство автомойки под ключ — идеальное решение для бизнеса. От проекта до запуска, мы обеспечим все этапы работ. Reply Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 9:14 ص This is a topic that is close to my heart… Many thanks! Where are your contact details though? Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 5:54 ص Wonderful post however , I was wondering if you could write a litte more on this topic? I’d be very grateful if you could elaborate a little bit more. Thank you! Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 8:06 م Remarkable! Its in fact remarkable post, I have got much clear idea regarding from this article. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 8:57 ص I simply could not leave your web site prior to suggesting that I really enjoyed the standard information a person supply for your visitors? Is going to be back steadily in order to check out new posts Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 9:55 م Greetings! This is my 1st comment here so I just wanted to give a quick shout out and tell you I truly enjoy reading through your articles. Can you suggest any other blogs/websites/forums that deal with the same subjects? Thanks a lot! Reply мойка самообслуживания под ключ 14 يوليو، 2024 - 10:49 م Заказывая автомойку под ключ, вы получаете полный комплекс услуг, который включает выбор местоположения, проектирование, строительство и установку оборудования для качественной мойки авто. Reply Jac Амур 15 أغسطس، 2024 - 9:36 ص Thank you for sharing your info. I truly appreciate your efforts and I am waiting for your next post thank you once again. Reply theguardian.com 22 أغسطس، 2024 - 4:44 م I was able to find good information from your blog posts. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.