توفيق فياض – قاص فلسطيني
إحترق الحلاّج
قالها وهو ينظر إليّ دهشا..وهو ينظر حائرا..تائها مروّعا وحزينا..مات ..قالها وصمت.
لم أعقّب, لم أستوعب,,كأنني سمعته,كأنني لم أسمعه.
نظرت إلى وجه صاحبي,,نظرت الى وجه ,جمعة الناجي, حدّقت في عينيه المرجيّتين .كان وجهه جادا..كان حزينا ترحلانن, كان وجهه جادّاززكان حزينا, وكانت عيناه ترحلان في البعيد..أن تكون أنت هو المعني بالنّبأ, فقد ظننت في البدء أنّه عنوان لإحدى روايات ,جمعة, العجائبيّة , وقصصه التي لا ينفكّ يرويها كلّما اشتدّ به الضجر, وانفلت العمر منه وابتعد عن سنوات الجمر والنّار والأحلام الكبيرة مع مهاري الثورة الفلسطينيّة, ورفاق السلاح في الأغوار المستحمّة في مياه الأردن,,أو في الجنوب اللبنانيّ وجباله ووديانه وفي بيروت,,,,
تابع صاحبي وهو ينظر إليّ مستغربا حياديّتي تجاه العنوان الخبر. واحترقت جميع لوحاته اّلتي تغطي جدران مرسمه معه, أضاف,وحتى جداريّته التي قضى نصف عمره في إنجازها ليخلّد فيها ملحمة الشّعب الفلسطيني منذ ما قبل كنعان وحتّى يومناهذا,,احترقت. أصبحت رمادا…
بدأت استوعب يا صديقي,,بدأت افهم يا مصطفى , أيّة قصة هذه التي يقصها علّي صاحبي , هذه المرّة وأيّة رواية,,تصنّم وجهي,, تابع جمعة, لقد اتندفع وسط النيران التي تلتهم كلّ شيء, نحو الجداريّة لكي ينقذها, ولكنّه لم يستطع,,كانت النيران إليها وإليه أسرع,,وكان وحده….
صمت صاحبي,,ثم مال على الجمر فوق تمباك نرجيلنه, عشيرته في مقاهي الغربة التونسيّة,يقلّبه وينفخ فيه,,
ضاقت بي الدنيا ,سخفت..هانت..تتفّهت حدّقت بصاحبي,,حدّقت بوهج الجمر المتّقد فوق عنق نرجيلته, اكتت حدقتاي, فتركته وانفلتّ, ثمّ همت,, هذا هو أنت يا حلاّج إذا,,,هذا هو انت يا صديقي!!!!
يمّمت شطر البحر,, ولا بحر في الغربة أهلا كبحر تونس,,ولا شاطيء في المنافي ,وطنا ,كشاطيء قرطاج!!!!!
1 comment
794824 104123You must join in a tournament initial with the greatest blogs on the web. I will recommend this web internet site! 582165