رويترز / دخان يتصاعد امام آلية للقوات السورية تشارك في القتال الدائر في اللاذقية عرب وعالم تمرد “الفلول” في الساحل السوري… ما دور روسيا وإيران؟ by admin 10 مارس، 2025 written by admin 10 مارس، 2025 17 أثناء عملية التمشيط وقعت عمليات سلب ونهب المجلة / فراس كرم إدلب– تعيش سوريا منذ ليلة الخميس 6 مارس/آذار أحداثا متسارعة وتحديات ومخاطر غير مسبوقة، حيث تعرّض عدد من المراكز الأمنية الحكومية في مناطق الساحل السوري غربي البلاد، لسلسلة من الهجمات المنظمة والكمائن استهدفت دوريات الأمن السوري الجديد، من قبل مسلحين من “فلول النظام” السوري السابق، ما أسفر عن مقتل عشرات من القوات الأمنية والعسكريين. وتحول المشهد إلى مواجهات عنيفة بعد استقدام الدولة السورية تعزيزات عسكرية ضخمة شملت أربع مناطق ساحلية سورية، هي اللاذقية وطرطوس وجبلة وبانياس. وأسفرت المواجهات عن وقوع آلاف القتلى من الطرفين وعدد كبير من المدنيين بينهم شخصيات محسوبة ضد نظام الأسد وأقارب لها. ويعد الساحل السوري والذي يمتد على طول 180 كيلومترا بمحاذاة البحر الأبيض المتوسط، من أهم المناطق الجغرافية والاستراتيجية في سوريا، فضلا عن أنه المعقل الرئيس للطائفة العلوية التي ينتمى لها أيضا رأس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، وقد ساند في قمع ثورة السوريين منذ بداياتها في مطلع العام 2011 بعد تجنيد أعداد كبيرة من أبنائه في ميليشيات، ما أكسبه أيضا عزلا عن الصراع والدمار والعنف الذي طال معظم المدن السورية خلال سنوات الحرب على مدار 14 عاما. كيف بدأت الأحداث؟ بدأت الأحداث من قرية بيت عانا في ريف محافظة اللاذقية، بعد منع مسلحين مجهولين دوريات تابعة للأمن العام السوري الجديد من القبض على متهمين بجرائم وإطلاق النار على عناصر الأمن ومقتل أحدهم. وتكتسب القرية أهمية خاصة، إذ تعتبر مسقط رأس اللواء سهيل الحسن، الذي عرف بـ”النمر”، قائد “الفرقة 25” سابقا، الذي كان من أبرز قادة قوات النظام، وتتهمه منظمات حقوقية، بارتكاب سلسلة من المجازر بحق السوريين، وأبرزها مجازر الغوطة الشرقية بريف دمشق وحمص. مقتل عنصر الأمن السوري عند بوابة قرية بيت عانا بريف اللاذقية بإطلاق نار من مجهولين في القرية، دفع قوات الأمن إلى إرسال تعزيزات عسكرية رافقتها عربات مدرعة وطائرات مروحية، للسيطرة على الوضع، وسرعان ما شنت مجموعات أخرى يعتقد أنها من “فلول النظام” هجمات منتظمة ومنسقة ضد عشرات المواقع الأمنية والعسكرية وأهمها مقر القيادة البحرية في اللاذقية، إضافة إلى السيطرة ومحاصرة عدد من المراكز الطبية في طرطوس وبانياس الساحليتين في وقت واحد. ومع تفاقم الوضع الميداني وتصاعد التوتر والمواجهات، بين فلول النظام والقوات الأمنية، تعرضت الأخيرة لسلسلة الهجمات والكمائن على الطرق الرئيسة بريف منطقة جبلة القريبة من اللاذقية في توقيت واحد، ما أدى إلى مقتل 13 عنصرا من القوات الأمنية السورية وجرح آخرين، وحرق وتخريب عدد من الآليات. أمام هذا التصعيد، أصدرت وزارة الدفاع السورية أوامر بالاستنفار الكامل لكافة الوحدات والثكنات العسكرية في إدلب وحلب وحماة وحمص، وإرسال أرتال عسكرية نحو مناطق المواجهات في الساحل السوري، بعضها تعرض لكمائن منظمة من قبل “الفلول”، وأوقع خسائر بشرية ومادية في صفوف قوات الجيش السوري الجديد وأجبر أخرى على التراجع وتغيير مساراتها باتجاه مناطق المواجهات، ما دفع وزارة الدفاع السورية إلى إرسال طائرات “الشاهين” المسيرة لرصد تحركات الفلول، وتسهيل تقدم القوات السورية نحو أهدافها. احتقان شعبي واستنفار مع تصاعد التوتر في المناطق الساحلية بين “الفلول” والقوات الحكومية، ووصول عشرات الجثامين لقتلى من القوات الحكومية إلى مناطقهم، تعالت أصوات الموالين الداعمة للحكومة السورية والجيش السوري الجديد، ودعت إلى “حمل السلاح ومؤازرة القوات الحكومية في مواجهتها مع الفلول”. وخرجت مسيرات مؤيدة للجيش السوري في معظم المحافظات السورية، قابلتها مظاهرات حاشدة للعلويين في اللاذقية وطرطوس وجبلة تأييدا للعمليات العسكرية للفلول ضد القوات الحكومية، وسط هتافات طائفية وتحريض على حمل السلاح في وجه الدولة السورية ورفض حكم أحمد الشرع لسوريا، ما دفع بالسلطات الأمنية إلى فرض الحظر. رويترز / مشيعون في مدينة القامشلي في جنازة شندا كيشو التي قتلت في اللاذقية ومع استمرار هجمات الفلول حتى مساء يوم الخميس، على حواجز القوات الأمنية في داخل اللاذقية وطرطوس ومقتل عناصر في طرطوس، ووصول تعزيزات عسكرية ضخمة للدولة السورية إلى مناطق الاشتباكات، تصاعدت حدة المواجهات يوم الجمعة، وانتهت بالسيطرة الكاملة على مدن اللاذقية وطرطوس وبانياس وجبلة، وانتقال المواجهات إلى القرى المحيطة بالمدن. تسجيلات وفيديوهات ودارت مواجهات عنيفة فجر الجمعة بين “الفلول” والقوات الحكومية في قرية المختارية ومحيط منطقة القرداحة بريف اللاذقية، قتل خلالها نحو 230 شخصا من الطرفين. وفي الأثناء بثت صفحات موالية لـ”الفلول” على مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيلات مصورة لقتلى مدنيين، قالت إنها “إعدامات ميدانية نفذتها القوات الحكومية”، فيما نفت الأخيرة تلك الأخبار وألقت بالتهمة على ميليشيات مقداد فتيحة الذي يقود جانبا من المواجهات، لرفضهم الانضمام إلى مجموعاته المناهضة للدولة السورية. خرجت مسيرات مؤيدة للجيش السوري في معظم المحافظات السورية، قابلتها مظاهرات حاشدة للعلويين في اللاذقية وطرطوس وجبلة تأييدا للعمليات العسكرية للفلول ضد القوات الحكومية وأثناء عملية تمشيط مدينة جبلة واللاذقية وطرطوس من “الفلول”، وقعت عمليات سلب ونهب للأملاك، قام بها أشخاص مجهولون قالوا إنهم “قوات أمنية حكومية”. ومن جهتها، لاحقت إدارة الأمن العام، المجهولين وصادرت المسروقات وأعلنت عنها على وسائل التواصل للتعرف عليها من قبل أصحابها واستلامها أصولا. وقال مدير إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية المقدم مصطفى كنيفاتي: “سوف نحاسب كل من يثبت تورطه في الاعتداءات سواء من فلول النظام أو من اللصوص والعابثين بالأمن وسنتخذ كافة الإجراءات القانونية بحقهم”. لجوء إلى قاعدة حميميم الروسية تصاعدت حدة المواجهات بين الفلول والقوات الحكومية ما دفع أعدادا كبيرة من المدنيين للجوء إلى القاعدة العسكرية الروسية في حميميم بريف اللاذقية، وزارهم وفد من الحكومة السورية ضم إدارة منطقة جبلة وإدارة الأمن العام لطمأنتهم وإعادتهم لقراهم وتأمينهم من أي أذى. أشارت المصادر إلى أن تقديرات بأن حوالي أربعة آلاف شخص كانوا مجهزين للانخراط في “التمرد مع الفلول”، وأنهم حصلوا على دعم مالي وعسكري وكان نشطاء آخرون قد أشاروا إلى احتمال وجود علاقة لضباط روس بالتطورات، خصوصا أن القاعدة تضم ضباطا من الأمن والجيش كانوا في النظام السابق. ونشروا تسجيلات صوتية تظهر دورا لضباط سوريين سابقين لهم علاقة بالقاعدة الروسية. من يقف وراء “الفلول”؟ الحكومة السورية تؤكد بروز أسماء مرتبطة بالنظام كالعميد غياث دلا، أحد قادة “الفرقة الرابعة” التي كان يقودها اللواء ماهر شقيق بشار الأسد، واللواء إبراهيم حويجة أحد قادة المخابرات الجوية الذي اعتقل خلال العمليات، وياسر الحجل، ومحمد محرز، ومقداد فتيحة، وتصدرهم قيادة العمليات المسلحة المعادية للدولة، والإعلان عن “المجلس العسكري لتحرير سوريا”، انطلاقا من مناطق الساحل السوري غربي البلاد، وتلقيهم دعما ماليا ولوجستيا من أطراف خارجية مثل إيران، وأخرى محلية. وعرف عن دلا علاقته من خلال “الفرقة الرابعة” مع إيران و”حزب الله” خلال 14 سنة من الحرب، وكان يقود قوة عسكرية تسمى “قوات الغيث” في “الفرقة الرابعة” وقامت بعمليات عسكرية كثيرة في ريف دمشق باندماج كامل مع “حزب الله”. رويترز / سوريون يتظاهرون في حلب دعما للحكومة السورية بعد الهجمات التي تعرضت لها قواتها في منطقة اللاذقية وقالت مصادر لـ”المجلة”: “إن كل ما جرى في المنطقة كان محضرا ومخططا له بإحكام، والهدف منه إرباك وعرقلة الحكم السوري الحالي، مع عدم منحه الوقت لتثبيت الحكم، مع النظر إلى أن تعم هذه الحالة من التمرد في الساحل السوري إلى مناطق أخرى في سوريا كالشمال الشرقي السوري الذي تحكمه “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والخلاف الإداري والسياسي بين الدروز والدولة السورية في جنوب سوريا”. وأشارت المصادر إلى أن تقديرات بأن حوالي أربعة آلاف شخص كانوا مجهزين للانخراط في “التمرد مع الفلول”، وأنهم حصلوا على دعم مالي وعسكري. تمرد متزامن في 4 مناطق سورية وفقا للمعطيات الميدانية المتوفرة لـ”المجلة” من مصادر مطلعة، أثناء العمليات الهجومية لفلول النظام السابق، التي انطلقت في حوالي الساعة الخامسة من يوم الخميس الماضي، ضد عدد من المواقع الحكومية والسيطرة عليها بما في ذلك المشافي والمراكز الأمنية في كل من اللاذقية وجبلة وبانياس وطرطوس والقرداحة والدالية، فإن ثمة تحركا عسكريا شهدته مناطق “سد تشرين” وأرياف الرقة مع وصول تعزيزات عسكرية لها إلى هذه المناطق، وتزامن ذلك مع استهداف مواقع عسكرية وقيادية لـ”قسد” داخل حي الأشرفية في حلب بغارات جوية من طائرات مسيرة تركية، ما يشير، حسب قول مسؤول كبير، إلى تحضير مشابه للمشهد في مناطق الساحل السوري وحالة التمرد ضد الدولة السورية، كما وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية السورية من جهة وميليشيات تابعة لـ”حزب الله” اللبناني عند الحدود السورية- اللبنانية من جهة القصير غربي حمص. قالت مصادر في الجنوب السوري إن أحد أقرباء الزعيم الدرزي حكمت الهجري، اجتمع بمسؤولين أميركيين في شهر فبراير الماضي، وعرض خلاله خطة تنفيذ تمرد مسلح على الحكومة السورية الحالية كما نشر “جيش سوريا الحرة” من مقره في قاعدة التنف الأميركية، قوات عسكرية مدججة بأسلحة ضخمة عند الحدود السورية-العراقية، بعد رصد تحركات عسكرية لميليشيات عراقية بالقرب من الحدود السورية، مما يشير أيضا إلى احتمال اختراق الحدود السورية والتقدم نحو مناطق دير الزور شرقي سوريا. وتابع المسؤول أن حالة التمرد والتحرك للفلول في مناطق الساحل السوري كان “مخططا ومنسقا لها مع أطراف خارجية وداخلية بهدف السيطرة على أكثر من نصف سوريا وإحداث حالة من الفوضى ستشمل كلا من اللاذقية وطرطوس ودير الزور وحلب وحمص وربما مناطق الجنوب السوري وبخاصة السويداء”. إشارات خطيرة سبقت “التمرد” وأكد أكثر من مصدر سياسي وإعلامي قبل فترة قصيرة على تشكيل ميليشيات محلية معادية للدولة السورية في الساحل، وهذا ما أكده مقداد فتيحة الذي يتزعم مجموعات من “الفلول”، إذ ظهر في أكثر من تسجيل مصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتحدث عن سعيه تشكيل مجموعات معادية للدولة السورية وملاحقة عناصرها في مناطق العلويين غربي سوريا، وأعقبه الإعلان عن تشكيل “المجلس العسكري لتحرير سوريا” والذي يتزعمه العميد غياث دلا والمعروف بارتباطه الوثيق مع إيران. وتزامن ذلك مع أحداث منطقة جرمانا بريف دمشق، عندما حاولت الحكومة السورية فرض السيطرة على المنطقة، الأمر الذي رفضته مجموعات درزية، ووقعت إثر ذلك اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل عدد من العناصر الأمنية السورية، في وقت قال فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يريد حماية الدروز في جنوب سوريا بما فيها منطقة جرمانا القريبة من العاصمة السورية دمشق. وقالت مصادر في الجنوب السوري إن أحد أقرباء الزعيم الديني الدرزي حكمت الهجري في السويداء، التي تعتبر مركز الدروز في البلاد، اجتمع بمسؤولين أميركيين في شهر فبراير/شباط الماضي، وعرض خلاله خطة تنفيذ تمرد مسلح على الحكومة السورية الحالية، بمشاركة من “قوات سوريا الديمقراطية” ومجموعات علوية من الساحل السوري، وبدعم إسرائيلي، دون معرفة تفاصيل أخرى دارت خلال الاجتماع. وخلال صدامات الساحل، أصدر الهجري بيانا دعا فيه إلى وقف العمليات العسكرية في الساحل السوري. وأعلن الهجري رفضه “القتل الممنهج”، وطالب “كل الجهات المختصة بوقف فوري لهذه العمليات العسكرية غير المبررة على المدنيين الأبرياء”. وناشد “الجميع بالاحتكام إلى القانون والأصول الدينية التي تمنع قتل الأبرياء والمدنيين”، مشيرا إلى أن “المذنب يحاسب تحت مظلة القانون والقضاء والعدل، بعيدا عن لغة العنف والانتقام”. في أول تعليق على ما يجري من أحداث “التمرد” في مناطق الساحل السوري، خرج الرئيس أحمد الشرع بكلمة في تسجيل مصور مساء الجمعة تعهد فيه بملاحقة “الفلول” ومحاسبتهم أما في ما يتعلق بالإشارات الدولية والإقليمية، فهناك اشتباك دبلوماسي وإعلامي مؤخرا بين تركيا وإيران إثر تصريحات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، عن سعي إيراني لـ”إحداث فوضى” في سوريا، وهو ما عزته صحيفة “آرمان امروز” الإصلاحية إلى خسارة طهران لإحدى ركائزها الجيوسياسية في الشرق الأوسط، والتوترات بين الجانبين في الجزء الكردي من شمال شرقي سوريا. وفي المقابل، أكدت السعودية والإمارات والأردن وقطر وجامعة الدول العربية، دعم الدولة السورية في جهودها لفرض الأمن، ودانت أي “تدخل خارجي” في سوريا. المزيد عن: سوريا العلويون بشار الاسد 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post متخيل الصويرة المغربية في الرواية العالمية next post إزالة صور نصرالله عن طريق المطار: من قرَّر؟ You may also like رئيس وزراء كندا المقبل مارك كارني: لا يمكننا... 10 مارس، 2025 تباطؤ التضخم في مصر يثير تساؤلات حول الجنيه... 10 مارس، 2025 أحداث سوريا… أمور دبرت بليل أم أخطاء فردية؟ 10 مارس، 2025 قانون العمل الجديد يمس الاستقرار الوظيفي في الأردن 10 مارس، 2025 قلق في إسبانيا من أن يعلن ترمب سيادة... 10 مارس، 2025 القضاء بين سندان المجلس الشيعي ومطرقة الضغوط الدولية 10 مارس، 2025 إزالة صور نصرالله عن طريق المطار: من قرَّر؟ 10 مارس، 2025 برهان غليون لـ”المجلة”: السلطة لم تنتقل من العلويين... 10 مارس، 2025 خليفة ترودو: كندا لن تكون أبدا جزءا من... 10 مارس، 2025 مسؤولون أميركيون يكشفون “ما يريده” ترامب من زيلينسكي 10 مارس، 2025