[تقرير] المطالبة بتسوية وضعية المهاجرين غير الموثّقين في كندا

راديو كندا الدولي / سمير بن جعفر

تجمَّع أمس الأربعاء في مونتريال نشطاء وحقوقيون للمطالبة بتسوية وضعية ’’كلَ المهاجرين غير الموثّقين في كندا.‘‘

ونُظّم التجمع من طرف منظمة ’’تضامن بلا حدود‘‘ (Solidarity Across Borders) أمام مكتب الدائرة الانتخابية لوزير الهجرة الكندي مارك ميلر.

وشارك مركز العاملات والعمل المهاجرين (Immigrant Workers Centre) في الوقفة التي حضرها عدد من المهاجرين غير الموثقين.

وهتف الحضور بشعارات طالبوا فيها بتسوية وضعية كلّ الأشخاص دون وضع قانوني ’’دون استثناء ‘‘ ووقف عمليات طرد وترحيل هؤلاء الأشخاص من كندا.

وقالت سميرة ياسمين، من منظمة ’’تضامن بلا حدود‘‘ إنّ جمعيتها ’’تطالب ببرنامج تسوية شامل يمنح وضعاً كاملاً ودائماً لجميع اللاجئين والمهاجرين غير الموثقين وذوي وضع هشّ دون استبعاد أي شخص‘‘.

وشدّدت بدورها على وضع حد ’’فوري‘‘ لعمليات الترحيل.

ويدخل هذا التجمع في إطار نشاطات تمّت برمجتها خلال هذا الأسبوع في مونتريال وفي جميع أنحاء كندا. ويستهدف وزراء من الحكومة وهم نواب في مجلس العموم الكندي الذين من المفترض أن يكونوا حاضرين في مكاتبهم الانتخابية لاستقبال المواطنين.

سميرة ياسمين، متطوعة في شبكة تضامن بلا حدود (Solidarité sans frontières).
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

ولم يوافق أي وزير على استقبال المشاركين في الوقفات. تجمّع المتظاهرون يوم الثلاثاء الماضي أمام مكتب بابلو رودريغيز وزير النقل.

وبعد ظهر الأربعاء، انتقل المتظاهرون إلى مكتب وزيرة الخارجية ميلاني جولي. ويخططون أيضاً للتظاهر أمام مكاتب وزيرة السياحة صورايا مارتينيز فيرادا ومكتب رئيس الحكومة جوستان ترودو.

وذكّرت سميرة ياسمين بأنه في ديسمبر/كانون الأول 2021، كلف رئيس الحكومة وزير الهجرة بـ’’إيجاد حل لنحو 500.000 شخص بدون وضع قانوني في كندا.‘‘

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، ذكر وزير الهجرة الحالي مارك ميلر أنه سيتم الإعلان عن برنامج تسوية في ربيع عام 2024.

’’هذا الإعلان هو بصيص أمل آخر لكل واحد منا. ننتظر أن يكون دون إقصاء‘‘، كما قالت.

نحن نستحق أن يكون لنا وضع قانوني لأننا بشر ذوو كرامة. ويجب أن نُعامل على قدم المساواة مع أي شخص آخر في المجتمع.

نقلا عن سميرة ياسمين، متطوعة في منظمة ’’تضامن بلا حدود‘‘

وأضافت أنّه في الواقع، ’’لا يتم التعامل مع المهاجرين غير الموثقين على قدم المساواة بسبب وضعهم. وهم عرضة للاستغلال والترهيب. وهم يعملون بجد وبأجور قليلة.‘‘

يتراوح عدد الأشخاص غير الموثَّقين في كندا بين 300.000 و 600.000، حسب مارك ميلر، وزير الهجرة واللاجئين والمواطنة في الحكومة الكندية. (الصورة من الأرشيف).
الصورة: Radio-Canada / Réal Fradette

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن وزير الهجرة مارك ميلر أن كندا تعد ’’برنامجاً كبيراً‘‘ لسوية وضع مئات الآلاف من المهاجرين غير الموثّقين الذين يعيشون ويعملون بشكل غير قانوني في البلاد.

وفي مقابلة مع صحيفة ’’غلوب آند ميل‘‘ (Globe and Mail) اليومية الناطقة باللغة الإنكليزية، أعلن الوزير أنه يعتزم تقديم خطة في هذا الشأن خلال الربيع المقبل.

إن النقاش حول تسوية أوضاع الأشخاص الموجودين هنا والذين، في رأيي، لا يحظى بالإجماع في البلاد […] نحن بحاجة إلى إجراء مناقشة أكبر حول هذا الموضوع كدولة.

نقلا عن مارك ميلر، وزير الهجرة

ووفقا للوزير، يعيش ما بين 300.000 إلى 600.000 شخص بشكل غير قانوني في كندا، وغالبا لسنوات. ويواجهون خطر الترحيل في أي وقت.

وسيشمل البرنامج الجديد أيضاً الأشخاص الذين دخلوا البلاد بشكل قانوني، كعمال مؤقتين أو طلاب دوليين، وبقوا هنا بعد انتهاء صلاحية تأشيراتهم، وفقاً لصحيفة غلوب آند ميل.

طالب المتظاهرون بتسوية وضعية كلّ الأشخاص دون وضع قانوني ’’دون استثناء ‘‘ ووقف عمليات طرد وترحيل هؤلاء الأشخاص من كندا.
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

وفي الأشهر الأخيرة، عقدت الحكومة اجتماعات عديدة مع الجمعيات التي تدافع عن المهاجرين غير الموثقين والمنظمات الاجتماعية لوضع هذه الخطة ، والتي ستكون الأكبر في تاريخ كندا.

وشهدت كندا، التي يبلغ عدد سكانها 40 مليون نسمة، نموا سكانيا قياسيا في عام 2022 بسبب تدفق المهاجرين. وتخطط أوتاوا لاستقبال 500.000 مهاجر سنوياً بحلول عام 2025.

وفي ردّها على سؤال القسم الاسباني لراديو كندا الدولي، حول التاريخ الذي سيُعلن فيه عن خطة الحكومة لتسوية وضع المهاجرين غير الموثّقين، لم تعط إيزابيل دوبوا، الناطقة باسم وزارة الهجرة أي تاريخ محدّد.

وقالت إنّ الوزارة ’’تدرس الفرص المتاحة لتسوية وضع المهاجرين غير الموثقين الذين يساهمون في المجتمعات الكندية.‘‘

وأضافت أنّ الحكومة ’’على اتصال مع الخبراء الأكاديميين وأصحاب المصلحة لدعم هذا العمل. خلال عملنا، سوف نستمر في الاستماع إلى الخبراء وكذلك الأشخاص غير الموثقين أنفسهم‘‘.

(مع وكالة فرانس برس)