بدأت شركات تركية كثيرة تشارك في إعادة الإعمار بشرق ليبيا (أ ف ب) بدأت شركات تركية كثيرة تشارك في إعادة الإعمار بشرق ليبيا (أ ف ب) عرب وعالم تقارب بين أنقرة وبنغازي يعيد رسم خريطة التحالفات by admin 6 أبريل، 2025 written by admin 6 أبريل، 2025 18 تفتح الزيارة أبواب التساؤلات حول مستقبل الأزمة السياسية والتحول في المواقف الدولية تجاه الأطراف المتنازعة اندبندنت عربية / زايد هدية مراسل رأى محللون أن زيارة صدام حفتر إلى أنقرة تشكل نقطة تحول استراتيجية في الأزمة الليبية، ستنعكس على المشهد السياسي في ليبيا خلال المرحلة المقبلة. دشنت تركيا والمعسكران السياسي والعسكري داخل شرق ليبيا فصلاً جديداً في العلاقة بينهما، عنوانه المعلن “طي صفحة الماضي” بكل ما فيه من خلافات حادة وقطيعة سياسية وصدامات عسكرية، بلغت ذروتها خلال فترة الحرب على طرابلس بين عامي 2019 و2020، قبل أن تتحسن علاقة الطرفين خلال العامين الأخيرين. هذا التحول الجذري والملحوظ في العلاقة بين أنقرة وبنغازي، أكدته زيارة لافتة لرئيس الأركان البرية في الجيش الليبي الفريق صدام حفتر نجل القائد العام خليفة حفتر، رآها بعض المراقبين دليلاً جلياً على إتمام التسوية السياسية بين الطرفين، وتفتح أبواب التساؤلات حول مستقبل الأزمة السياسية في ليبيا، وتعكس تحولاً في المواقف الدولية تجاه الأطراف الليبية المتنازعة. صبغة عسكرية الجديد واللافت في الزيارة التي أجراها القائد العسكري الليبي صدام حفتر إلى تركيا، أنها حملت طابعاً عسكرياً صرفاً للمرة الأولى منذ بداية التقارب بين أنقرة وقادة شرق ليبيا، إذ قالت وزارة الدفاع التركية إن “وزير الدفاع الوطني يشار غولر استقبل أول من أمس الجمعة، الفريق صدام خليفة حفتر قائد القوات البرية للجيش الوطني الليبي الذي وصل إلى أنقرة ضيفاً على قائد القوات البرية الجنرال سلسوك بايراكتارو سافونمالو”. ولم تذكر الوزارة أية تفاصيل أخرى عما جرى بحثه خلال اللقاء، بينما أعطت مصادر ليبية مقربة من قيادة الجيش الليبي في بنغازي تفاصيل قليلة ومبهمة عنه، قائلة إن اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين ومناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وبحث تطوير العلاقات الثنائية بما يخدم المصالح المشتركة. بداية جديدة وسبق لتركيا استقبال عدد من القيادات السياسية البارزة داخل الشرق الليبي العام الماضي وبداية العام الحالي، مثل رئيس البرلمان عقيلة صالح ورئيس صندوق التنمية بلقاسم حفتر النجل الآخر لقائد الجيش الليبي خليفة حفتر، لكنها المرة الأولى التي تستقبل فيها أحد قادته العسكريين البارزين. ونشأ عن هذه الزيارات تحسن واضح وأسرع مما توقع بعض في العلاقة بين أنقرة وبنغازي على المستويات كافة خصوصاً الاقتصادية، إذ بدأت شركات تركية كثيرة تشارك في إعادة الإعمار داخل شرق ليبيا، وبمشاريع كبرى مثل تطوير وتجديد ملعب بنغازي الذي افتتح قبل أسابيع قليلة، ومشاريع أخرى ضمن الإسكان والبنية التحتية. تحولات استراتيجية الباحث والأكاديمي الليبي جمال الشطشاط يقرأ من وجهة نظره هذه الزيارة في “سياق التحولات الاستراتيجية الكبرى التي تشهدها الساحة الدولية، فتركيا التي وضعت سابقاً ثقلها وراء حكومة (الوفاق الوطني) أثناء حرب طرابلس، تبدو الآن أكثر مرونة في التعامل مع الأطراف الليبية كافة من دون التمسك الكلي بموقفها السابق، بل وربما إعادة تقييم تحالفاتها في ضوء المستجدات العسكرية والسياسية الأخيرة في ليبيا”. وأضاف “تأتي هذه الزيارة في وقت حساس للغاية بالنسبة للوضع الليبي، الذي يشهد حالاً من الجمود السياسي، وتفاوتات بين القوى المتنازعة على السلطة، جعلت كل الأطراف حتى العسكرية منها تبحث عن مخرج سياسي. وفي هذا السياق يفهم التقارب بين معسكر الشرق الليبي وتركيا التي باتت تلعب دوراً محورياً في المعادلة الإقليمية، من دون إغفال دورها المؤثر في المسألة الليبية، خصوصاً تأثيرها في القرار الرسمي داخل طرابلس”. احتمالات متباينة من جهته، يرى الإعلامي الليبي معتز الفيتوري أن هذه الزيارة يمكن أن تكون لها تداعيات إيجابية أو سلبية في الداخل الليبي، تحسمها طريقة تعاطي الطرف الموجود في العاصمة طرابلس معها. ويقول “على الصعيد الداخلي، من المرجح أن تثير هذه الزيارة جدلاً واسعاً داخل ليبيا، إذ قد تسهم في تخفيف التوترات بين القوى العسكرية والسياسية المختلفة، مما يساعد في إيجاد توافقات جديدة تفضي إلى حل شامل”. وتابع “من ناحية أخرى، فإن هذه الخطوة قد تفتح الباب لمزيد من الانقسام بين القوى الموالية لحكومة (الوحدة الوطنية) في طرابلس، والتي ترى في التقارب بين حفتر وتركيا تهديداً لخططها السياسية، وتفرز توترات إضافية بين الموالين لتركيا في الغرب والقوات الموالية للشرق، مما قد يعيد إشعال الصراع إذا لم تتخذ تدابير حقيقية لضمان استقرار الوضعين السياسي والأمني”. دوافع اقتصادية بينما عدَّ الكاتب والباحث السياسي السنوسي بسيكري أن تركيا بدأت تعيد ترتيب أولوياتها في ليبيا لأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى، “من مصلحة تركيا أن ينتهي النزاع الليبي والاستقطاب الإقليمي حوله أو تتراجع وتيرتهما، وذلك يعني تصفية الملفات العالقة حول ديون الشركات التركية على ليبيا وعودة عشرات منها للعمل في المشروعات الليبية، فضلاً عن زيادة التبادل التجاري الذي قطعاً سيكون لصالحها”. وأشار بسيكري إلى أن “أنقرة تدخلت في النزاع الليبي ضد قوة دولية وإقليمية أرادت تجيير الصراع الليبي لصالحها، ونجحت تركيا في ذلك، وتهيأت لها فرصة الوجود على الأراضي الليبية بصفة قانونية من خلال المعاهدة الأمنية والعسكرية التي وقعتها مع حكومة ’الوفاق الوطني‘، وصارت بهذا الوجود تشكل طرفاً مهماً في الأزمة الليبية، ومنها إلى الصراع الإقليمي المتعلق بغاز ونفط شرق البحر المتوسط”. تعامل واقعي أما وزير الدولة السابق للشؤون الاقتصادية في حكومة “الوحدة الوطنية” سلامة الغويل فوصف الزيارة التي أجراها رئيس أركان القوات البرية بالقيادة العامة للجيش الليبي، الفريق صدام حفتر إلى أنقرة، بأنها “تعكس تحولات جوهرية على المستوى الجيوسياسي الليبي والإقليمي”. وعدَّ الغويل في تحليل سياسي نشره عبر صفحاته على مواقع التواصل أن “هذه الخطوة تحمل رمزية بالغة، وتشير إلى مرحلة جديدة تقوم على بناء توافقات إقليمية قائمة على المصالح الاستراتيجية المشتركة وليس على الحلول الموقتة أو العشوائية، فليبيا لا يمكن أن تبقى رهينة الفوضى في ظل سعي القوى الإقليمية والدولية لدعم من يمتلك القدرة على إعادة تنظيم الدولة وبناء مؤسسات فعالة، وبخاصة على المستويين العسكري والمدني، وتهيئة الوضع لتسريع عجلة التنمية والاستثمار”. وقال إن “الجيش الوطني هو العمود الفقري لاستقرار الدولة والبقاء للأصلح ومن يمتلك الرؤية والقدرة على تنظيم المؤسسات، في ظل تحولات تشهدها منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط، وإعادة رسم خريطة التحالفات بفعل الضغوط الجيوسياسية والاقتصادية المتزايدة”. رسائل لأطراف أخرى في المقابل، يقيم الصحافي الليبي محمد حركة نتائج الزيارة التي أجراها قائد القوات البرية في الجيش الليبي صدام حفتر إلى أنقرة بصورة مختلفة، ويرى أنها “تحمل رسائل إلى القوى الدولية الكبرى التي كانت انقسمت حيال الأزمة الليبية، لتقتدي بتركيا في إعادة توجيه دبلوماسيتها بصورة تتناسب مع التطورات الميدانية والاقتصادية في ليبيا”. وأوضح أنه “إذا ما عدت هذه الزيارة خطوة حقيقية نحو التسوية السياسية فإنها قد تشجع دولاً أخرى على إعادة تقييم موقفها تجاه ليبيا، ودفعها للضغط على الأطراف الليبية لتجاوز الخلافات وبناء إطار لحل مستدام”. وشدد على أن “الزيارة ربما تعكس أيضاً تحولاً في الموقف التركي تجاه الأطراف الليبية، لكنها لا تعني بالضرورة تحول تركيا بصورة كاملة من دعم حكومة الوحدة في طرابلس إلى الوقوف بصورة كاملة مع حفتر، بل قد تكون مجرد محاولة لتوسيع نطاق النفوذ التركي في ليبيا ضمن إطار متعدد الأبعاد”. المزيد عن: ليبياطرابلسحكومة الوفاق الوطنيخليفة حفتربنغازيتركياصدام حفتريشار غولرالأزمة السياسية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post هل تستطيع الدولة اللبنانية إجبار “حزب الله” على التخلي عن سلاحه؟ next post مرصد الأفلام… جولة على أحدث عروض السينما العربية والعالمية You may also like هلع في أسواق العالم وترمب تحدث مع زعماء... 7 أبريل، 2025 مورغان أورتاغوس: يجب نزع سلاح “حزب الله” في... 7 أبريل، 2025 هل تستطيع الدولة اللبنانية إجبار “حزب الله” على... 6 أبريل، 2025 “مدن الصواريخ” الإيرانية: لماذا تكشف طهران الآن عن... 6 أبريل، 2025 تحرك كويتي لاسترداد المساعدات المالية من مزوري الجنسية 6 أبريل، 2025 فورين بوليسي: ترامب يبدأ عصراً جديداً للاقتصاد العالمي 6 أبريل، 2025 فيديو.. الجيش الإسرائيلي ينشر عمليات لواء المظليين في... 6 أبريل، 2025 ما مآلات صدام السودان مع دول الجوار؟ 5 أبريل، 2025 ما فحوى زيارة أورتاغوس إلى بيروت وخلواتها الثلاث؟ 5 أبريل، 2025 تشفٍ صيني في خسائر “وول ستريت”: السوق قالت... 5 أبريل، 2025