الخميس, فبراير 6, 2025
الخميس, فبراير 6, 2025
Home » تسليم الشعار نفسه للسلطات السورية… الحكاية والوسطاء

تسليم الشعار نفسه للسلطات السورية… الحكاية والوسطاء

by admin

 

يطلق عليه لقب “سفاح طرابلس وصيدنايا” ويؤكد أنه غير مسؤول سوى عن سجون الداخلية “جيدة السمعة”

اندبندنت عربية / طارق علي صحفي سوري

شرح اللواء أنه سلم نفسه لأنه يعلم أن التعامل معه سيكون جيداً، ولأن ضميره مرتاح، ولذلك ألح على تسليم نفسه أخيراً ليجيب عن أي تساؤل لدى القيادة الجديدة.

قام اللواء محمد الشعار وزير الداخلية السابق في عهد الأسد بتسليم نفسه للسلطات الجديدة في سوريا، وكان آخر منصب شغله الشعار قبل سقوط النظام هو نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية، التي يترأسها بحكم المنصب والبروتوكول رئيس الجمهورية بوصفه أميناً عاماً لحزب “البعث”، وينوب عنه الشعار في الصلاحيات والممارسات.

وتضم الجبهة الوطنية التقدمية مجموعة الأحزاب النشطة التي يسمح لها شكلياً بممارسة الحياة السياسية وتشكلت من ائتلاف يسوده “البعث” على قاعدة 50+1 ومعه الحزب “السوري القومي الاجتماعي” و”الشيوعي” و”الشيوعي الموحد” و”الاشتراكي العربي” و”العهد الوطني” و”الاتحاد العام لنقابات الفلاحين” و”اتحاد العمال” وأحزاب ومنظمات أخرى، إلى أن جرى حل الجبهة بأحزابها في مؤتمر النصر يوم الـ29 من يناير (كانون الثاني) الماضي من الإدارة السورية الجديدة.

سلم نفسه بوساطة

مصادر خاصة في وزارة الداخلية قالت لـ”اندبندنت عربية” إن الشعار كان مطلوباً بالاسم، وجرى دهم مواقع عدة كان يشتبه تواريه فيها خلال الأيام الماضية، إلى أن قام بتسليم نفسه طواعية للأمن العام عبر وسطاء.

وحرص اللواء بعيد تسليم نفسه وبالتنسيق مع الأمن العام على إجراء اتصال هاتفي مع إحدى القنوات الفضائية العربية بين فيه أنه سلم نفسه بناء على طلب منه وباتفاق مع وسطاء بينه وبين الهيئة، وهما فرج الحمود ومنيف القداح، وسلمهما نفسه في مكان متفق عليه، وذلك لأنه يتمنى أن يسود الأمن والأمان على كامل التراب السوري.

وشرح اللواء أنه سلم نفسه لأنه يعلم أن التعامل معه سيكون جيداً، ولأن ضميره مرتاح، ولذلك ألح على تسليم نفسه أخيراً ليجيب عن أي تساؤل لدى القيادة الجديدة، واصفاً نفسه بالكتاب المفتوح الذي لا يخفي شيئاً وليس لديه شيء يقلق منه، وبأنه غير مسؤول سوى عن سجون الداخلية جيدة السمعة.

ما الحقيقة؟

اللواء أوضح أيضاً أنه أدار وزارته لسنوات عدة بصورة قانونية خلال الحرب السورية، فليس لديه شيء يخافه، فهل تلك الحقيقة؟

يروي مصدر مقرب من الشعار لـ”اندبندنت عربية” أنه تلقى ذات يوم اتصالاً حين كان وزيراً للداخلية من مصدر يعلوه مكانة أمنية ليطلب منه تنفيذ أمر ما، فأجابه “أنا لا أتلقى التعليمات إلا من السيد الرئيس، فدعه يتصل بي”، وبالفعل كان يتمتع الشعار بهذه الشخصية الجبارة التي لا تأخذ أوامرها إلا من رأس السلطة، وكان على عداوة مع غالب مسؤولي الدولة، قبل أن يزاح من منصبه في موقف لافت أعاده كثر لـ”كبر رأسه” المتزايد، ومن ثم ليعين كنائب رئيس الجبهة، وهو منصب شرفي لا مهمات تلقى عليه عملياً.

من هو؟

فمن يكون اللواء محمد الشعار، الرجل الذي أهاب مناصري السلطة أكثر من معارضيها؟

ولد الشعار عام 1950 لعائلة سنية تنحدر من منطقة الحفة في ريف محافظة اللاذقية، وانضم للقوات المسلحة عام 1971 عن عمر 21 سنة، وتم فرزه إلى شعبة الاستخبارات العسكرية بداية حياته المهنية، ليعمل إلى جانب اللواء غازي كنعان في حمص في السبعينيات، ثم ليترقى ويتسلم رئاسة الفرع في طرطوس، ثم في حلب، ثم رئيساً للشرطة العسكرية في الجيش السوري، فوزيراً للداخلية بعد اندلاع الحرب السورية بشهر واحد، أي في أبريل (نيسان) 2011. واستمر في المنصب حتى عام 2018، ليحل مكانه اللواء محمد رحمون قادماً من إدارة شعبة الأمن السياسي.

سفاح طرابلس

وبين المناصب التي تسلمها في سوريا كان له وجود في لبنان رفقة غازي كنعان أيضاً بعيد عام 1980، وهناك اتهم بمجازر درب التبانة في طرابلس أواسط الثمانينيات التي راح ضحيتها 700 مدني بينهم أطفال ونساء حتى بات يطلق عليه لقب “سفاح طرابلس” في لبنان، كذلك تنسب جهات قانونية وحقوقية وأهلية إليه مسؤولية الضلوع في مقتل قائد المقاومة الشعبية في شمال لبنان خليل عكاوي (أبو عربي)، تلك الأحداث الدامية أفضت لإعادته لسوريا ليستمر في تسلم المناصب تباعاً داخل شعبة الاستخبارات وغيرها، وصولاً إلى سدة الوزارة على رغم بلوغه سن التقاعد يوم استلم المهمة.

مهندس مجزرة صيدنايا

في عام 2008 شهد سجن صيدنايا استعصاء من المساجين، مما حذا بالسلطات السورية لدفع قوات إضافية إلى السجن، من بين قادة تلك القوات كان الشعار نفسه الذي بطش بالمتمردين حتى أطلق عليه أيضاً لقب “سفاح صيدنايا” إثر المجزرة التي ارتكبت هناك في ذلك الوقت.

بعيد بدء الانتفاضة السورية شكلت السلطات السورية فريقاً أمنياً وعسكرياً لإدارة البلاد عرف بـ”خلية الأزمة”، وكانت تجتمع هذه الخلية بانتظام وتضم كبار مسؤولي الصف الأول في سوريا في ما خلا رئيس البلاد، وفي أحيان أخرى كان يحضرها شقيقه ماهر الأسد.

كانت الخلية مؤلفة من العماد ركن حسن تركماني نائب الرئيس للشؤون الأمنية – وزير الدفاع السابق، آصف شوكت رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية – نائب رئيس الأركان وصهر الرئيس الأسد، داود راجحة – وزير الدفاع، محمد الشعار – وزير الداخلية، علي مملوك – رئيس الاستخبارات العامة حينها، هشام الاختيار – رئيس مكتب الأمن القومي، ديب زيتون – رئيس شعبة الأمن السياسي، وغيرهم.

لم يكن الجميع يحضر الاجتماعات بانتظام، كل بحسب ملفه، وفي يوم الـ18 من يوليو (تموز) حصل خرق أمني تم من خلاله تفجير غرفة اجتماع خلية الأزمة فقتل جميع الحاضرين يومها باستثناء الشعار الذي أصيب بجروح لتطارده أخبار الوفاة قبل أن يظهر على الإعلام بعد نحو 10 أيام بيدين مضمدتين وجراح واضحة، ولتطارده من جديد إشاعة أخرى عن ضلوعه في تفجير الخلية بالتنسيق مع السلطات من دون أي إثبات فعلي لما تم تداوله من كلام، خصوصاً أن ماهر الأسد ومملوك وكباراً آخرين لم يحضروا هذا الاجتماع بالذات على أهميته كما قيل عنه لاحقاً. وبالمحصلة لم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها الشعار لمحاولة اغتيال، ولن تكون الأخيرة.

محاولة اغتيال منظمة

بعد أربعة أشهر على تفجير خلية الأزمة، وتحديداً في ديسمبر (كانون الأول) نجا الشعار مجدداً من سلسلة اغتيالات منظمة استهدفته داخل وزارة الداخلية في حي كفرسوسة بدمشق، إذ اشتبك أفراد يتبعون لـ”جبهة النصرة” مع عناصر الوزارة ليقوم بعدها اثنان بتفجير نفسيهما ومن ثم تفجير سيارتين مفخختين، ليلقى ثمانية عناصر حتفهم مع إصابات بالغة للوزير، وكان حينها في ضيافته عبدالله قيروز عضو المكتب السياسي للحزب “السوري القومي الاجتماعي” وعضو مجلس الشعب الذي لقي حتفه أيضاً.

قبل نحو عام التقت “اندبندنت عربية” مع اللواء الشعار في مكتبه في الجبهة بقصد مهني يفترض أن ينتج منه اتفاق للقاء يوثق المراحل التي مر بها وأسرار الملفات التي عمل عليها، وهو الذي تعرض خلال مسيرته العسكرية لأكثر من 20 محاولة اغتيال نجا منها جميعها.

اللقاء الذي حدده الوزير بمدة 10 دقائق استغرق ثلاث ساعات متواصلة، كان يجلس نائب رئيس الجبهة خلف مكتبه وعلى يساره 12 هاتفاً أرضياً لم يرن أي منها خلال اللقاء المطول، اللقاء الذي استغرق فيه هو بالحديث من دون انقطاع مستعرضاً إنجازاته ونضالاته في شتى المواقع التي خدم بها.

وعن تفجيرات ديسمبر قال إنها ليست كما ورد في الإعلام بالضبط، بل إن عنصراً مفخخاً اقتحم مكتبه وفجر نفسه، في خرق لا يمكن أن يغتفر أو يبرر لعناصر الحراسة، وحين إسعافه للأسفل فجر شخص آخر نفسه، ومع وصوله إلى السيارة لم يتمكنوا من فتح أبوابها فجلبوا سيارة أخرى إلى المرآب لتنفجر تلك السيارة المغلقة التي كانت مفخخة مسبقاً، وبذلك نجا اللواء بأعجوبة وأسعف إلى المستشفى الأميركي في بيروت.

كثيرة هي التفاصيل التي أوردها عن حياته ومآثره، إذ كان يجلس خلف المكتب الكبير ويضع أمامه كرسيين جانبيين وكرسياً مقابلاً في حال استقبل ضيفاً واحداً ليضعه في جو يشبه التحقيق، وهو ما لم يستطع أن يخرج منه حتى بعد خروجه من سلك إدارة المفاصل العسكرية والأمنية في البلاد.

ذلك الحوار لم يكتب له أن يرى النور، لأن الوزير طلب طلباً غريباً، وهو ألا يقل عن 10 أجزاء تستوفي حياته بكل تفاصيلها منذ عام 1971 وحتى توقيت الموعد.

المزيد عن: سورياالإدارة السورية الجديدةسقوط الأسدمحمد الشعارحزب البعثالسجون السوريةمحاولة اغتيالغازي كنعانصيدناياطرابلسآصف شوكت

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00