عرب وعالمعربي تحليل: هل ينجو اقتصاد لبنان من كوارث جديدة دون سوريا؟ by admin 24 يوليو، 2020 written by admin 24 يوليو، 2020 110 DW / يعيش لبنان حالياً أزمة اقتصادية ومعيشية طاحنة لم يشهدها من قبل، والآن يأتي قانون قيصر ويصب المزيد من الزيت على نارها بحكم العلاقات الاقتصادية اللبنانية الوثيقة مع سوريا، كيف يستطيع اقتصاد لبنان تجاوز أزمته دون سوريا؟ دعونا نترك الكلام المسيس عن العلاقات الاقتصادية اللبنانية السورية جانبا ونركز على بعض الوقائع والمعطيات التي تعطي نظرة أكثر واقعية عن هذه العلاقات. بداية ومنذ عام 2013 ليس أمام ملايين السوريين ومن أصل سوري في المهاجر سوى سلوك أجواء لبنان وطرقه للوصول إلى وطنهم الأم بسبب الحظر الغربي على السفر الجوي إلى سوريا. وعندما كنت أصعد الطائرة المتوجهة من برلين إلى بيروت، كنت اكتشف في كل مرة الحضور السوري الكثيف على متنها. وإذا كنت من القلائل الذين يبيتون عند أصدقاء لي بالقرب من بيروت، فإن البقية كانت تقيم في فنادقها أو تتبضع في متاجرها وعلى طرقها الدولية باتجاه دمشق وحلب واللاذقية ومدن سورية أخرى. وهو الأمر الذي ساهم في إنعاش السياحة والسفر إلى بلاد الأرز في وقت ابتعد عنها سياح الخليج خلال السنوات السبع الماضية. سوريا ثالث سوق للصادرات اللبنانية غير أن العلاقات ذات الطابع الاقتصادي بين لبنان وسوريا تتجاوز السفر وخدماته إلى مختلف المجالات. على سبيل المثال تحتل فروع المصارف اللبنانية العاملة في سوريا المرتبة الثانية في حجم الانتشار والودائع بعد نظيرتها السورية. وتذهب التقديرات إلى أن أرباحها تصل إلى عشرات ملايين الدولارات سنوياً، وفي مقدمتها “بنك بيمو” و”سوريا والمهجر” و”فرنسبنك” و”بنك عودة”. ويودع السوريون في المصارف العاملة ضمن أراضي لبنان أكثر من 45 مليار دولار حسب أكثر من مصدر، ما يشكل أكثر من ثلث ودائع هذه المصارف. وطوال سنوات الحرب لعبت الأخيرة دوراً كبيراً في تمويل مستوردات سورية حالت العقوبات دون استيرادها عبر البنوك السورية. وهناك تبادل زراعي وصناعي يشمل بشكل رئيسي الخضار والفواكه ومصادر الطاقة ومواد البناء استمر خلال سنوات الحرب السورية. ويدل على هذا التبادل توجه 7 بالمائة من الصادرات اللبنانية بقيمة أكثر من 210 مليون دولار إلى سوريا في عام 2018 حسب مؤسسة التجارة والاستثمار الألمانية GTAI. وبذلك تحتل سوريا المرتبة الثالثة بعد الإمارات والسعودية كأهم سوق للصادرات اللبنانية. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار تجارة التهريب المزدهرة في الاتجاهين، فإن حجم التبادل التجاري يصل إلى أضعاف الأرقام الرسمية. كما أن الصادرات اللبنانية البرية إلى دول الخليج والعراق والأردن وبقية العالم تمر عبر سوريا. ويعتمد قطاعي الزراعة والبناء في لبنان حتى وقت قريب على العمالة السورية الرخيصة بالدرجة الأولى. وبالمقابل اعتمدت سوريا بشكل كبير وما تزال ولكن على نطاق محدود على الكفاءات اللبنانية العالية التكلفة في الخدمات المصرفية وخدمات الإنترنت والاتصالات وغيرها. هذا التشابك يعني من ضمن ما يعنيه أيضاً أن عشرات آلاف الوظائف سواء في لبنان أو سوريا مرتبطة بهذا التشابك الكثيف في المصالح والعلاقات. الشركات اللبنانية وعاصفة قيصر يتركز الحديث بخصوص تبعات قانون قيصر الأمريكي على استهداف الشركات الإيرانية والروسية التي تدعم الحكومة السورية وتنوي المشاركة في ورشة إعادة إعمار سوريا. غير أن الأكيد بأن هذه القانون سيصيب الشركات والبنوك اللبنانية أكثر من غيرها، لاسيما تلك التي تعمل في المجالات الهندسية والطاقة والبناء والنقل والتجارة والبنى التحتية الأخرى. وقد اعتادت العشرات منها على العمل في السوق السورية قبل الحرب وخلاله. ومع البدء بتطبيق القانون فإن غالبيتها ومعها البنوك اللبنانية ستتوقف عن التعاون مع الجانب السوري خوفاً من المسائلة ووضعها على لائحة العقوبات الأمريكية. ومن ضمن ما يعنيه ذلك تضرر وفقدان الآلاف من فرص العمل ومزيد من التدهور الاقتصادي في البلدين. مقابل ذلك فإن دور التهريب وداعميه من مسؤولي وصناع قرار في البلدين سيتوسع ويتعزز. ومن أبرز السلع التي يتم تهريبها البنزين والديزل والأغذية والأدوية والألبسة وقطع التبديل على اختلافها. التهريب يفوت المليارات الخزينة وتتهم الولايات المتحدة وجهات لبنانية مؤيدة للغرب حزب الله اللبناني بممارسة تجارة التهريب مع سوريا عبر عشرات المعابر غير الشرعية ويطالبون بإغلاقها على أساس أنها تفوت على الخزينة اللبنانية 4 مليارات دولار سنوياً حسب تقديراتهم. وبالطبع فإن مثل هذه التجارة تفوت أيضاً على الخزينة السورية أموالاً طائلة سنة بعد الأخرى، لاسيما وأن منتجات سورية زراعية وصناعية رخيصة بينها الألبسة والمنسوجات تدخل إلى الأراضي اللبنانية عبر طرق التهريب. الجدير ذكره أن التهريب رائج بين سوريا ولبنان منذ أوائل ثمانينات القرن الماضي عندما بدأ الغرب بفرض عقوباته على سوريا. صندوق النقد ليس على عجلة يأتي دخول قانون قيصر حيز التنفيذ في وقت يعاني فيه لبنان أزمة مديونية وضعت اقتصاده على حافة الإفلاس والانهيار. وزاد من حدة الأزمة عوامل أخرى أبرزها الاحتجاجات المستمرة على الفساد في مختلف المناطقة اللبنانية منذ أكتوبر/ تشرين الأول من العام الفائت، وتبعات فيروس كورونا التي أدت إلى عزل لبنان عن العالم الخارجي وهو الذي يعتمد بشكل كبير على السياحة والسفر. ويزيد الطين بلة بطء وتعقيد محادثات الحكومة اللبنانية مع صندوق النقد الدولي مؤخراً بهدف الحصول على قرض إسعافي بقيمة 10 مليارات دولار لخدمة أقساط الديون المتراكمة وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين اللبنانيين الذي فقدت ليرتهم أكثر من ضعف قيمتها خلال الأشهر القليلة الماضية. ويعود هذا التعقيد لأسباب من أبرزها مطالب الصندوق بإصلاحات جذرية تشمل خصخصة مؤسسات الدولة وتطال مصالح النخب الطائفية المهيمنة على صناعة القرار السياسي اللبناني. وهو الأمر الذي ترفضه الأخيرة دون أن تقدم بدائل لعملية الإصلاح. ابراهيم محمد- لا يمكن للبنان تحقيق ازهار اقتصادي دون علاقات وثيقة مع سوريا هل تدخل الصين وتقلب الطاولة؟ يبدو لبنان اليوم على مفترق طرق بسبب أزمته المالية والاقتصادية ومطالبته من قبل واشنطن باتخاذ قرارات صعبة في مقدمتها التضحية بعلاقته الحيوية مع سوريا وعبرها. وفي المقابل فهو بحاجة إلى رضا واشنطن للحصول على قرض صندوق النقد الدولي الذي تملك هي وحلفائها غالبية الحصص فيه. وإذا لم يحصل لبنان على بعض الاستثناءات في علاقاته مع سوريا كما حصل العراق على مثل ذلك في علاقاته مع إيران، فإن استقراره السياسي والأمني والسياسي سيكون مهدداً بحكم رفض حلفاء سوريا فيه وفي مقدمتهم حزب الله تقليص العلاقات مع سوريا وإيران. في هذه الأثناء يستمر المد والجزر بين الأطراف الفاعلة على الساحة اللبنانية ومعه تعود الاحتجاجات إلى الشارع وتتفاقم الأوضاع المعيشية للمواطنين اللبنانيين بشكل ينذر بانهيار اقتصادي وفوضى أمنية قد يندم حلفاء لبنان في الغرب والخليج على حصولها. وسيكون هذا الندم إلى غير رجعة إذا دخلت الصين على خط تقديم قروض بشروط أقل من مثيلتها لدى صندوق النقد الدولي. وهو ما فعلته بكين مع اليونان وباكستان وصربيا ودول أخرى. الجدير ذكره أن هناك أكثر من إشارة صينية لاستثمارات تزيد على حجم القرض المطلوب من الصندوق الدولي. ابراهيم محمد 29 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post يعتبرون لحمها مقوياً صحياً وجنسياً.. ماذا تعرف عن موسم “تناول الكلاب” في كوريا الجنوبية؟ next post بالدعم والضغط.. فرنسا تسعى لإنقاذ لبنان من “لعبة المحاور” You may also like ابتعاد النظام السوري من “محور الممانعة”… استراتيجي أم... 24 نوفمبر، 2024 تل أبيب عن مقتل إسرائيلي في الإمارات: إرهاب... 24 نوفمبر، 2024 استهداف إسرائيل للجيش اللبناني: خطأ أم إستراتيجية؟ 24 نوفمبر، 2024 أحوال وتحولات جنوب لبنان ما بعد الهدنة مع... 24 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: صهر صدام حسين وسكرتيره... 24 نوفمبر، 2024 تقرير: حزب الله يستخدم نسخة من صاروخ إسرائيلي... 24 نوفمبر، 2024 إيلون ماسك يصبح أغنى شخص في التاريخ 24 نوفمبر، 2024 مصر تُضيّق الخناق على “دولار رجال الأعمال”.. فما... 24 نوفمبر، 2024 «جرس إنذار» في العراق من هجوم إسرائيلي واسع 24 نوفمبر، 2024 “الأوضاع المزرية” تجبر لبنانيين فروا إلى سوريا على... 23 نوفمبر، 2024 29 comments зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 25 مارس، 2024 - 3:54 م whoah this blog is great i love reading your articles. Stay up the good work! You understand, a lot of people are hunting around for this info, you can help them greatly. Reply глаз бога бот 11 أبريل، 2024 - 4:50 م This piece of writing is in fact a pleasant one it helps new web viewers, who are wishing for blogging. Reply new cs2 live betting websites 2024 8 مايو، 2024 - 3:50 ص I read this article fully regarding the resemblance of most up-to-date and previous technologies, it’s awesome article. Reply Francisk Skorina Gomel state University 16 مايو، 2024 - 4:45 ص Reply Гостиничные Чеки СПБ купить 24 مايو، 2024 - 8:32 م Wonderful post but I was wondering if you could write a litte more on this topic? I’d be very grateful if you could elaborate a little bit more. Thanks! Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 30 مايو، 2024 - 11:13 م Hi there, I enjoy reading all of your article. I like to write a little comment to support you. Reply 乱伦色情 3 يونيو، 2024 - 9:46 م If you wish for to take a great deal from this article then you have to apply such techniques to your won webpage. Reply хот фиеста game 13 يونيو، 2024 - 3:55 ص Thanks for your personal marvelous posting! I actually enjoyed reading it, you will be a great author.I will make sure to bookmark your blog and definitely will come back at some point. I want to encourage yourself to continue your great posts, have a nice day! Reply хот фиеста игра 13 يونيو، 2024 - 8:19 م I don’t even know how I ended up here, but I thought this post was good. I don’t know who you are but definitely you are going to a famous blogger if you are not already 😉 Cheers! Reply хот фиеста slot 14 يونيو، 2024 - 6:08 م Hi, I do think your web site could be having internet browser compatibility issues. When I look at your website in Safari, it looks fine but when opening in IE, it has some overlapping issues. I just wanted to give you a quick heads up! Other than that, wonderful website! Reply хот фиеста играть 15 يونيو، 2024 - 5:21 ص Very good website you have here but I was curious if you knew of any community forums that cover the same topics talked about in this article? I’d really love to be a part of group where I can get responses from other knowledgeable individuals that share the same interest. If you have any recommendations, please let me know. Bless you! Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 4:39 ص Hi to all, because I am actually keen of reading this blog’s post to be updated regularly. It includes good stuff. Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 10:45 ص I was able to find good info from your articles. Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 6:06 م I blog frequently and I genuinely appreciate your content. The article has really peaked my interest. I will bookmark your site and keep checking for new information about once a week. I subscribed to your RSS feed as well. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 7:54 ص Wow that was odd. I just wrote an very long comment but after I clicked submit my comment didn’t show up. Grrrr… well I’m not writing all that over again. Anyways, just wanted to say wonderful blog! Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 9:27 م Hi there to all, how is all, I think every one is getting more from this web site, and your views are pleasant in favor of new users. Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 10:12 ص This post is priceless. How can I find out more? Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 10:59 م Thank you, I have recently been searching for information approximately this topic for a while and yours is the best I have came upon so far. However, what concerning the conclusion? Are you sure about the source? Reply Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 11:22 ص We are a group of volunteers and starting a new scheme in our community. Your web site provided us with useful information to work on. You have performed an impressive activity and our whole community might be grateful to you. Reply строительство автомойки 6 يوليو، 2024 - 9:33 م Reply строительство автомойки 7 يوليو، 2024 - 10:49 ص Мойка самообслуживания под ключ – это модернизированный и клиентоориентированный подход к организации моечного сервиса, где каждый может быстро и эффективно очистить свое авто. Reply строительство автомоек под ключ 7 يوليو، 2024 - 11:08 م Автомойка под ключ – простой путь к своему бизнесу. Получите современное, энергоэффективное и привлекательное для клиентов предприятие. Reply мойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 10:37 ص Франшиза автомойки – отличное решение для начинающих бизнесменов. Мы предлагаем проверенную модель и постоянную поддержку. Reply строительство автомойки 8 يوليو، 2024 - 10:23 م Строительство автомойки требует тщательного планирования и учета всех нормативов. Опытные специалисты помогут реализовать проект любой сложности с гарантией качества. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 4:15 ص Hi there! Someone in my Myspace group shared this site with us so I came to take a look. I’m definitely enjoying the information. I’m book-marking and will be tweeting this to my followers! Wonderful blog and fantastic design and style. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 5:17 م Greetings! Very helpful advice within this article! It is the little changes which will make the biggest changes. Thanks for sharing! Reply строительство автомоек под ключ 15 يوليو، 2024 - 4:16 ص Строительство автомойки под ключ – это выгодное вложение средств для начинающих предпринимателей. Компания берет на себя все этапы работ: от разработки проекта до запуска готового бизнеса. Reply Jac Амур 19 أغسطس، 2024 - 8:07 ص This piece of writing provides clear idea for the new users of blogging, that in fact how to do blogging and site-building. Reply theguardian 23 أغسطس، 2024 - 5:59 ص Very nice post. I certainly love this website. Stick with it! Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.