العمل مأخوذ عن بودكاست إذاعي شهير في لندن ظهر عام 2021 (مواقع التواصل) ثقافة و فنون “بوبي اللطيف: كابوس الانتحال الإلكتروني” by admin 20 أكتوبر، 2024 written by admin 20 أكتوبر، 2024 44 وثائقي على “نتفليكس” حول الحب والخيانة ومدى تطرف العقل الإجرامي اندبندنت عربية / محمد غندور مدير المراسلين @ghandourmhamad ماذا ستفعلين إذا اكتشفتِ بعد أعوام تسعة، أن العلاقة العاطفية الافتراضية التي كنتِ فيها مع شخص عبر الإنترنت، ليست حقيقية، بل خدعة من إحدى قريباتك. بمَ ستشعرين إذا عرفت أن الأحلام التي عشتها طوال سنوات، حول الحب والخطوبة والزواج والأمومة ما هي إلا وهم، كيف ستتصرفين إذا أدركت فجأة أن الشخص الذي كنت تقضين غالبية وقتك في الحديث معه طوال النهار والليل، وكرست حياتكِ لسعادته، ليس حقيقياً؟. هذا باختصار، ما يعرضه الوثائقي “بوبي اللطيف: كابوس الانتحال الإلكتروني” (Sweet Bobby: My Catfish Nightmare) على “نتفليكس“، مزيج من اللحظات السعيدة والغرامية، ممزوجة بخيبة الأمل. والأهم، الفكرة الأساسية، هل يمكننا حقاً إقامة علاقة حقيقية مع شخص عبر الإنترنت من دون أن نلمسه أو نشعر به، وهل يجب أن نثق بمشاعرنا وقراراتنا عبر الإنترنت، ولماذا أصلاً هذه الحياة الافتراضية؟. العمل مأخوذ عن بودكاست إذاعي شهير في لندن ظهر عام 2021، وحقق نسبة استماع عالية جداً، ويقول بعض المعلقين إن ما سمعوه في الإذاعة أقسى بكثير مما شاهدوه في العمل، فثمة كثير من التفاصيل المؤلمة التي لم يستطِع الوثائقي نقلها. يقول أحدهم “الفيلم لا ينصف هذه الحالة. أوصي الناس بالاستماع إلى البودكاست. فهو يتعمق أكثر بكثير ويسلط الضوء على المدى الذي وصل إليه بوبي”. ويوضح آخر “يا رفاق البودكاست أكثر جنوناً! ما شاهدناه على نتفليكس ليس حتى نصف ما سمعناه، عليكم الاستماع إلى البودكاست، فهو يتطرق إلى كثير من التفاصيل حول مدى التلاعب والخداع المدروس”. الحكاية يروي الفيلم قصة كيرات، وهي مذيعة إذاعية في لندن وقعت ضحية لواحدة من أطول عمليات الاحتيال في المملكة المتحدة التي امتدت لما يقارب عقداً من الزمان، ويستند الوثائقي إلى تحقيق استقصائي شهير يحمل الاسم ذاته. كيرات عاصي التي تعرضت للخداع (نتفليكس) ويتتبع العمل رحلة كيرات وهي تقيم علاقة مع طبيب قلب مفترض يُدعى بوبي جاندو على “فيسبوك”. وتطورت هذه الصداقة عبر الإنترنت إلى علاقة رومانسية ولاحقاً خطوبة، كل ذلك من دون أن يلتقي الاثنان شخصياً. في حين أن بوبي جاندو هو بالفعل شخص حقيقي، إلا أن الحساب الذي كانت كيرات تتفاعل معه كان مزيفاً. وفي تحول صادم للأحداث، يكشف الوثائقي عن أن العقل المدبر وراء حساب بوبي المزيف على “فيسبوك” لم يكُن سوى ابنة عم كيرات سيمران بوجال. وظهرت الحقيقة عندما استأجرت كيرات محققاً خاصاً للعثور على العنوان الحقيقي لخطيبها المراوغ بعد أن تجنب باستمرار مقابلتها، على رغم أنه سافر من نيويورك إلى المملكة المتحدة لهذا الغرض بالذات. ولدى وصول كيرات إلى العنوان المحدد، قابلها رجل يدعى بوبي، لكنه لم يكُن الرجل الذي كانت تتواصل معه، على رغم الشبه الكبير. في حيرتها، اتصلت كيرات بسيمران للحصول على الدعم وسلمت الهاتف إلى بوبي الحقيقي الذي كان على وشك الاتصال بالشرطة خوفاً على سلامة عائلته. أدى التهديد بتدخل الشرطة إلى أن تعترف سيمران أخيراً بأنها كانت الشخص الذي يقف وراء حساب بوبي، وهو الخداع الذي استمر لمدة تسع سنوات من عام 2009 إلى عام 2018. وعلى رغم أن سيمران لم تظهر في الفيلم الذي أنتجته “نتفليكس”، إلا أن بياناً صدر نيابة عنها يؤكد أنها “تعتبرها مسألة خاصة وتعترض بشدة على ما تصفه بكثير من الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة والمضرة”. وفي حديثها إلى مقدم البودكاست، الصحافي أليكسي موستروس، كشفت كيرات عن محتويات رسالة كتبتها لها سيمران كجزء من قضية مدنية. وشملت عملية الاحتيال ما يصل إلى 60 شخصية، لكل منها ملف شخصي مزيف، لم يكن لها وجود إلا في خيال المحتالة. وكان في وسطهم جميعاً بوبي جاندو. بصورة خفية، يتطرق العمل إلى أسباب لجوء كيرات إلى هذه العلاقة العاطفية الافتراضية، ويعود بعضها للخوف من البقاء عازبة في مجتمع محافظ، وحتى إن كانت تعيش في لندن، فهي تبقى ضمن دائرة ضيقة لها عادات وتقاليد تختلف عما هو سائد. وهو أيضاً الحاجة إلى الحب والأمان، فبعد علاقة طويلة فاشلة، احتاجت كيرات إلى أن تشعر بأهميتها مجدداً في حياة شخص ما، وهذا الاهتمام وجدته في شخصية بوبي. لقطة من العمل (نتفليكس) اللافت أيضاً مدى قدرة العقل البشري على الخديعة والخيانة، فالقريبة التي تقف وراء كل هذه المسرحية، استعملت عقلها لأقصى حدوده الإجرامية، وسيطرت على حياة كيرات بكل تفاصيلها، حتى إنها دفعتها إلى الاستقالة من عملها والتفرغ لهذه العلاقة السامة. الخلاصة الوحيدة بعد مشاهدة هذا الوثائقي الذي يحقق نسبة مشاهدة عالية، أن ثمة حياة حقيقية يجب أن نعيشها بطولها وعرضها، وليبقى نشاطنا الافتراضي، ضمن هاتفنا الذكي. “محتال تيندر” ثمة كثير من الأعمال التي تطرقت إلى هذه الفكرة، ومنها الوثائقي الذي حقق شهرة واسعة منذ عامين “محتال تيندر” (The Tinder Swindler)، ويروي العمل من إخراج فيليسيتي موريس قصة سيمون ليفيف المحتال الذي استخدم “تيندر” للإيقاع بعشرات النساء والنصب عليهن. وكانت حيلة سيمون بسيطة وبديهية وهي عبارة عن استغلال أموال واحدة لإغراء أخرى والإيقاع بها وإيهامها بثرائه الواسع، في سلسلة لا تنتهي من عمليات الاحتيال. وقدم الرجل المحتال نفسه على أنه نجل ملياردير الألماس الإسرائيلي- الروسي ليف ليفيف. وكان يلتقي النساء عبر تطبيق “تيندر” ويقودهن إلى الاعتقاد بأنه ابن ليفيف الثري بصورة رائعة، ويبدأ علاقات طويلة المدى معهن، وفي النهاية يسرق منهن مبالغ كبيرة من المال. وكان يتظاهر على نحو ممتاز وينفق أولاً مبالغ طائلة على النساء، ويقيم في فنادق خمس نجوم ويسافر في طائرات خاصة، وتنتهي أحداث الفيلم قبل الحكم عليه ومحاكمته، إذ أعيد إلى إسرائيل عام 2017 لإعادة اتهامه والحكم عليه، لكنه اتخذ هوية مختلفة وهرب من البلاد. وأعلنته إسرائيل هارباً، إلا أنه سُلم في نهاية المطاف إلى تل أبيب عام 2019، ودين وحكم عليه بالسجن 15 شهراً. وبعد إصدار الفيلم الوثائقي أطلقت ضحاياه الثلاث اللواتي شاركن قصصهن في الفيلم الوثائقي على “نتفليكس” سيسيلي فييلهوي وبيرنيلا شجوهولم وألين شارلوت، حملة تمويل جماعي على أمل جمع أموال كافية لتسوية ديونهن. المزيد عن: وثائقيتيندرمحتال تيندربودكاستانتحال صفةنتفليكسعلاقات غراميةفيسبوكتواصلحياة افتراضية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post روائية شهيرة: امرأة كتبت أعمال شكسبير! next post “نورما” فنشينزو بلليني: من عرض أول “فاشل” إلى تحفة أوبرالية “خالدة” You may also like المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 عبده وازن يكتب عن: فيروز تطفئ شمعة التسعين... 21 نوفمبر، 2024 “موجز تاريخ الحرب” كما يسطره المؤرخ العسكري غوين... 21 نوفمبر، 2024 فيلم “مدنية” يوثق دور الفن السوداني في استعادة... 21 نوفمبر، 2024 البلغة الغدامسية حرفة مهددة بالاندثار في ليبيا 21 نوفمبر، 2024 من هي إيزابيلا بيتون أشهر مؤثرات العصر الفيكتوري؟ 21 نوفمبر، 2024