بأقلامهمعربي “بقيق المدينة” ترد الجميل لـ”المعمل”… وتجنّد نفسها درعاً لـ”ناقتها وسقياها” by admin 23 سبتمبر، 2019 written by admin 23 سبتمبر، 2019 23 أهالي القطيف وشيوخه يقطعون الصلة الأيديولوجيَّة مع طهران… ويدينون إرهاب الحوثي ومن يقف وراءه من دول اندبندنت عربية / مصطفى الأنصاري كاتب وصحافي @mustfaalansari فيما كشف استهداف معملي بقيق وخريص أخيراً نيات النظام الإيراني، حسب تقدير السياسيين والعسكريين، وحّدت الأزمة صفوف السعوديين من كل المذاهب والمقيمين في البلاد، خصوصاً في محافظة بقيق التي اعتبر سكّانها “الحقل” ناقة المدينة وسقياها، مثلما أن القاهرة هبة النيل، وسر وجودها. وتناقلت وسائل الإعلام السعوديَّة تسجيل المواطنين الشيعة (شرق السعوديَّة) تضامنهم وإدانتهم استهداف مقدرات وطنهم، إثر لقاء وجهائهم أمير المنطقة التي يقع المعمل في إحدى محافظاتها. ومع أن إيران في خطابها الأيديولوجي تحاول استقطاب مواطني الخليج الشيعة إلى صفها، فإن اتهامها بإلحاق أذى كبير بمصدر الرزق الأبرز لكل السعوديين، جعل إدانة فعلتها شديداً رغم نفي طهران أنها التي قامت بالهجمات. وجاء في بيان الأهالي والوجهاء من القطيف شرق السعوديَّة شجبهم واستنكارهم “الأعمال الإرهابيَّة” التي أقدمت على فعلها الجماعات الحوثيَّة ومن يقف وراءها بإرسال طائرات مسيَّرة دون طيار (درون) إلى معامل أرامكو بمدينتي بقيق وخريص الآمنتين والمسالمتين. على نهج الأجداد وأضافوا أنهم إذ يستنكرون ويدينون العمل الذي وصفوه بالإرهابي “سواء جاء من جماعات أو دول، ونرفضه وندينه إدانة تامة”، مؤكدين في الوقت ذاته “التفافنا حول قيادة الوطن العزيزة بقيادة الدولة”، كما نشدد على أننا “سائرون وماضون على نهج الآباء والأجداد بتفويت الفرصة على كل الدخلاء الذين يريدون المساس باللحمة الوطنيَّة واستقرار الوطن وازدهاره الاقتصادي، ولن تزيدنا الأحداث إلا تماسكاً، ولن يزيدنا هذا الحدث الارهابي المقيت إلا رسوخاً وصلابة، ومن أراد بوطننا وقيادتنا مكيدة وشراً سوف يرتد كيده في نحره”. لكن محافظ المدينة محمد المتحمي أكد، في اتصال هاتفي مع “إندبندنت عربيَّة”، أن المبادرات الإيجابيَّة بعد الحادث تجاوزت المواطنين إلى المقيمين وسائر سكان المدينة، ممن أبدوا تضامنهم فور وقوع العدوان، وأعربوا عن صادق رغبتهم في التطوّع لتقديم المساندة، إلا أن أجهزة الدولة والشركة قامت بواجبها من دون الحاجة إلى تضحيات المتطوعين المقدرة، التي جاءت على نحو رد الجميل والوفاء للمدينة. وفي حين ذكر المتحمي أن بلاده حضّرت نفسها لمفاجآت من هذا النوع على المستوى المدني، من خلال تجهيز المؤسسة الحكوميَّة التي يقودها في المحافظة خطط طوارئ، جرى اختبارها مرات عدة، اعتبر المساندة المعنويَّة من جانب المواطنين والمقيمين من سكان المدينة كانت محل تقدير وتشجيع. 70 ألفاً هبة الحقل وبدأت المدينة قريّة صغيرة على تخوم الحقل الذي اُكتشف منذ وقت مبكر من تاريخ تنقيب النفط السعودي في 1940 إلى أن أصبحت محافظة بلغ سكّانها 70 ألف نسمة وفقط الإحصاءات الرسميَّة، يشكّل عمال أرامكو بنيتهم الأساسيَّة، ينحدرون من كل القبائل ومناطق السعوديَّة المتراميَّة، ما جعل أحد سكان المدينة يصفها بأنها “mini ksa”، أي سعوديَّة صغرى. وتداول السعوديون في وسائل التواصل الاجتماعي بعد الحادث صوراً من حياة ساكنة بالمدينة، وممارسة الناس حياتهم الاعتياديَّة منذ صبيحة الاستهداف، مثلما أعربوا عن استهجانهم تعليق أحد مدوني “سناب شات” على اشتعال النيران في معمل بقيق، بدعوته السكان إلى إخلاء المدينة تحسباً لأي تطورات. في حين يرون أن السلطات هي المخولة بهذا النوع من الإعلانات، كما جرى في مناطق المواجهات مع المتمردين الحوثيين جنوبي البلاد، مع اندلاع المواجهات في 2014. وكانت شركة أرامكو استقبلت أمس نحو 80 إعلامياً لإطلاعهم على مسيرة العمل في إصلاح الأضرار التي لحقت المجمّع الذي تبلغ طاقته الإنتاجيَّة أكثر من 7 ملايين برميل يومياً، بعد أن أعلنت الشركة إعادتها إمداد السوق العالميَّة إلى ما قبل الاستهداف، بينما ستعود الطاقة الإنتاجيَّة للمعمل بالكامل في غضون 3 أشهر. وروى كبير موظفي أرامكو في بقيق تركي القحطاني لـ”إندبندنت عربيَّة” شعوره وبعضاً من زملائه ساعة وقوع الهجوم، لافتاً إلى أنهم “استجابوا للتحدي بمعنويات مرتفعة”، خصوصاً أن العديد منهم صقلتهم تجارب الحروب السابقة في المنطقة، وصاروا يعرفون كيف يتعاملون مع المواقف الطارئة. لكن القحطاني أقرّ بأن شعوره الشخصي وزملاءه بأن العدو سيدفع الثمن غالياً كما تعهدت وزارة الدفاع في بلادهم، “أثلج صدورنا، وجعلنا في موقع قوة، إذ شعرنا بأننا نأوى إلى ركن شديد”. الأخوات الثماني ترفد الشقيقة الكبرى وتوثق الشركة أن معمل بقيق هو الأضخم عالمياً، وكذلك بين منصات نفطها التسع “بقيق وحرض وخريص والخرسانيَّة ومنيفة والنعيم والقطيف والشيبة والظلوف”، فجاءت الأزمة لترفد الأخوات الثماني شقيقتهن الكبرى. وقالت الشركة، في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني، إن “بقيق تؤدي دوراً محورياً في أعمال الشركة اليوميَّة، بوصفها أكبر مرفق لمعالجة النفط وأكبر معمل لتركيز النفط الخام في العالم. وتتلقى مرافق النفط في بقيق النفط الخام المر في معامل فرز الغاز من النفط لتعالجه وتحوّله إلى نفط خام حلو، ثم تنقله إلى رأس تنورة والجبيل على الساحل الشرقي، وإلى مدينة ينبع على الساحل الغربي، ومصفاة بابكو في البعد البحرين”. بعد ذلك تقول إنها ترسل الغاز المنبعث كمنتجات ثانويَّة من الخزانات شبه الكرويَّة وأعمدة التركيز كجزء من عمليَّة التحويل، إلى مرافق سوائل الغاز الطبيعي في بقيق لإخضاعها لعمليات معالجة إضافيَّة. وبذلك يكون المرفق يضم ثلاثة أعمال معالجة رئيسة: هي معالجة النفط، وسوائل الغاز الطبيعي، والمنافع. حسب قول أرامكو. المزيد عن: بقيق/السعودية/شركة أرامكو/محافظ بقيق 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post غياب المهمشين عن السرد العربي… قضية تطرح أسئلة شائكة next post “وردة الأنموروك” لعوّاد علي.. عندما عاتب الأرمن السماء: “أين كنتَ يا الله”؟ You may also like مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024 سايمون هندرسون يكتب عن.. زعماء الخليج: “مرحبًا بعودتك... 15 نوفمبر، 2024 الانتخابات الأمريكية 2024: وجهات نظر من الشرق الأوسط 15 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.