الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » كنديون لبنانيون يتحدثون عن “انزلاق لبنان إلى الجحيم”

كنديون لبنانيون يتحدثون عن “انزلاق لبنان إلى الجحيم”

by admin

راديو كندا الدولي /  إعداد كوليت زينة ضرغام | barid@rcinet.ca

الهجرة اللبنانية إلى كندا ليست حديثة العهد يعود تاريخها إلى نهاية القرن التاسع عشر وقد تعاقبت بعدها حقبات الهجرة تبعا للأحداث السياسية والأمنية والاقتصادية التي شهدها لبنان على مرّ العصور.

في نهاية التسعينيات من القرن الماضي بدأت الهجرة اللبنانية الحديثة إلى كندا واستقبلت المقاطعات الكندية كافة، خاصة المدن الكبرى في البلاد، المهاجرين اللبنانيين من العائلات الفتية والشباب في شكل خاص الذين التحقوا بالجامعات الكندية.

إلا أن عددا من الكنديين اللبنانيين ظلّ في كرٍّ وفرٍّ بين كندا ولبنان لنسمع عن عائلات قررت العودة إلى البلد الأم لتعود بعد حين وتستقر من جديد في بلاد القيقب.  خلال حرب تموز 2006 عاد عدد كبير من الكنديين اللبنانيين إلى الأراضي الكندية من دون أن يعني ذلك أن اللبناني صرف النظر عن وطنه الأم أو التفكير بأهله. وعلى غرار كل الجاليات الموجودة في كندا، فإن الكندي اللبناني مرتبط بجذوره ويتابع بشغف كل التطورات ويحاول أن يعكس للرأي العام الكندي حقيقة الأحداث والحروب التي يتخبط فيها المواطن اللبناني. ومع بدء ثورة 17 تشرين الأول الماضي، نشطت حركات وتجمعات ومنظمات كندية لبنانية عدة في تنظيم التظاهرات على الأراضي الكندية. وقد عبّر هذا الحراك الشعبي الكندي عن التضامن مع الشعب اللبناني والثورة في بلاد الأرز في محاولة لخلق رأي عام كندي ضاغط وفاعل لتغيير مسار الأوضاع التي تستاء كل يوم أكثر.

يقول كنديون لبنانيون إنه كل يوم يتلقون اتصالا من قريب لهم في لبنان يسألهم عن كيفية الهجرة إلى كندا، معظم شباب لبنان يريد اليوم الهجرة إلى كندا بحثا عن سبيل للخلاص من “جحيم تستعر نيرانه يوما بعد يوم من دون ارتسام أية بارقة أمل لخلاص مرتقب”.

يغرق لبنان اليوم في أزمة اقتصادية وسياسية واجتماعية غير مسبوقة وقد تسبب ذلك في انخفاض القوة الشرائية لدى اللبنانيين بشكل كبير، لدرجة أن الفقر وإنعدام وجود الأمن الغذائي باتا يهددان جزءا من السكان. وهذا المناخ من عدم اليقين جعل الكثير من الكنديين اللبنانيين، المحبطين والقلقين من تفاقم الوضع، يقررون العودة إلى كندا.

فريد شهاب طبّاخ ورجل أعمال يقول بأنه حتى خلال الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990 لم يشهد لبنان ما يشهده اليوم من عدم الاستقرار المالي والغذائي/حقوق الصورة:GETTY IMAGES / PATRICK BAZ

يمتلك رجل الأعمال والعشي الكندي اللبناني فريد شهاب شركة لتحضير المأكولات والأطباق قرب العاصمة اللبنانية وهو يقول لهيئة الإذاعة الكندية بأنه قد رأى أزمة تلوح في الأفق منذ عدة أشهر ولكنه لم يكن يتوقع أبدا أن الوضع سيستفحل إلى هذه الدرجة.

يقول رجل الأعمال فريد شهاب: في الشوارع، في المطاعم وفي محلات البقالة موضوع وحيد للنقاش، الهاجس اليومي للمواطن اللبناني، وهو تصاعد الأسعار، إنه أمر مؤلم حقا. ونتحدث عن أسعار المواد الأساسية مثل الحليب والزبدة، فقد اشتريت الأرز مؤخرا بسعر يعادل نحو 15$ للكيلوغرام الواحد علما أنه كان يساوي عشر مرات أقل قبل عام فقط”.

ويقلق هذا التضخم رب العمل ويهدد حياة شركته خصوصا أن سلوك المستهلك تغيّر بسبب القلق الذي يعيشه وسط الارتفاع الجنوني للأسعار.

يتابع فريد شهاب: “يشتد الخناق يوما بعد يوم ونحن لا نعلم ما المصير وإلى أين نذهب، لا نملك المفتاح لحل الأزمة، الأيام تمرّ ثقيلة جدا علينا”.

بدأت الأمور تسوء في لبنان في خريف 2019. وقد أظهر الاقتصاد أولى علامات الضعف عندما نشأت انتفاضة شعبية ضد الحكم في البلاد في أكتوبر.

يوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحكمة في بيروت كريم المفتي في مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة الكندية بأن حالة الحجر التي فرضتها جائحة كوفيد-19 قلّصت من زخم الحراك الشعبي ولكنّها سرّعت من انجراف البلاد.

وعلى حد تعبير البروفيسور اللبناني:” إن سنة 2020 هي سنة جائحة الفيروس التاجي لمعظم دول العالم ولكنها بالنسبة للبنان هي سنة سقوط نظام سياسي قائم على الطائفية والمحسوبية والفساد. أفلس هذا النظام وولّد واحدة من أكبر الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية في تاريخ البلاد”.

الجدير ذكره أن لبنان ينهار لأنه يرزح تحت وطأة ديون هي الأكبر من نوعها في العالم كذلك يشهد لبنان انهيارا كبيرا غير مسبوق لليرة اللبنانية. وقد فقدت هذه الأخيرة 80% من قيمتها مقابل سعر صرف الدولار الأمريكي منذ بداية العام، مما كان له عواقب وخيمة على القوة الشرائية للمستهلك اللبناني.

لقد أدّت الأزمة الاقتصادية في بلاد الأرز إلى ارتفاع معدّل البطالة بشكل كبير وتعمد آلاف الشركات الصغيرة إلى إقفال أبوابها وتسريح موظفيها…”فقد ذابت الاقتصادات مثل ذوبان الثلوج تحت أشعة الشمس” على حد تعبير أستاذ العلوم السياسية.

ويقول البروفسور اللبناني بأن النظم الصحية والتعليمية باتت مهددة في لبنان. فقد سرحت الجامعة الأميركية في بيروت والمستشفى التابع لها، وهي من أكبر المؤسسات الخاصة في بيروت، المئات من موظفيها. ناهيك عن انهيار قطاع الطاقة في البلاد الذي يتسبب بغياب الإمدادات المستقرة والموثوقة من الوقود مما يؤدي إلى انقطاع متكرر ومطوّل للتيار الكهربائي في بعض أنحاء لبنان.

يقول كريم المفتي:” إن سلسلة الاقتصاد بأكملها قد صدأت ولم تعد تعمل بشكل طبيعي. إن لبنان في حالة سقوط حرّ على كافة الجبهات، وللأسف لا يقوم النافذون في السياسة والمال بفعل أي شيء من أجل وقف هذا السقوط”.

  • كنديون لبنانيون حزموا أمتعتهم ويُعدون العدة للعودة من جديد إلى بلاد القيقب

الوضع في بلد جبران خليل جبران حرج للغاية لدرجة أن البعض قرروا مغادرة لبنان. وهذا ينطبق على السيدة ليلى نحاس، التي غادرت كندا منذ 15 عاما إلى بلدها الأم وقبل نحو أسبوع عادت إلى مدينة مونتريال مع عائلتها الصغيرة. تصف ليلى نحاس، التي كانت تعمل مذيعة في إحدى المحطات الإذاعية في بيروت، الواقع الذي يعيشه المواطن اللبناني اليوم بالقول: “لقد وجدت نفسي، مثل جميع اللبنانيين، في حياة يومية صعبة للغاية. كنت في الشارع كل يوم عند قيام ثورة تشرين الأول وكنت أؤمن بتغيير البلد ولكنني سرعان ما أدركت أن هذا التغيير هو أكثر تعقيدا مما نعتقد”.

  • إنه خيار بالنسبة لي أن أبقى هنا في كندا، احتاج إلى وقت للتفكير بمستقبلي. الوضع في لبنان لم يعد محتملا، لدينا شعور بأننا محتجزون كرهائن: لا كهرباء، لا وصول إلى أموالنا و مدخراتنا مع نقص في المنتجات الأساسية وقبل كل شيء عدم الثقة بقادتنا.(ليلى نحاس) 

وتعوّل ليلى نحاس على وجود اللبنانيين في بلاد الانتشار ورغبتهم في مساعدة أهل بلدهم الأم. “إن اللبناني جائع ويحتاج إلى المواد الأساسية، لقد فقد اللبنانيون وظائفهم ونحن لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي، أعتقد أننا من الخارج يمكن لنا أن نساعد و نحدث تغييرا”.

على صعيد آخر، تؤكد الناشطة الكندية اللبنانية لميا شارلوبوا بأن ليلى نحاس ليست الوحيدة التي غادرت لبنان والنية بالهجرة موجودة اليوم لدى الكثير من اللبنانيين.

وتقول شارلوبوا التي أطلقت على فيسبوك مجموعة “لبنانيون في مونتريال-شراب القيقب العربي” التي تضم 4000 عضو، بأن الجالية اللبنانية في مونتريال تقوم اليوم بمساعدة اللبنانيين القادمين حديثا لإيجاد عمل أو مسكن أو مدرسة لأطفالهم.

الناشطة الكندية اللبنانية لميا شارلوبوا أطلقت صفحة على موقع فيسبوك لتحفيز التواصل بين أبناء الجالية اللبنانية:حقوق الصورة- GAËLLE VUILLAUME

أشعر بموجة جديدة من الهجرة قادمة(…)إنه شعور باليأس، إنه المنفى هناك ويرغب اللبنانيون في التخلي عن كل شيء لأنه لم يعد هناك شيء، لا أمل، لا مال ولا احتمالات لمستقبل. 

هناك بالتأكيد المزيد من الناس الذين يأتون إلى مونتريال أو يعودون إليها.

(لميا شارلوبوا: محاضرة، كاتبة وصحافية)

(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية)

فئة:غير مصنف
كلمات مفتاحية:
تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية، كنديون لبنانيون، لبنان، هجرة

 

 

 

You may also like

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00