بأقلامهمعربي الياس خوري : حزيران اللبناني by admin 10 يونيو، 2020 written by admin 10 يونيو، 2020 141 يستطيع حزب الله أن يأخذ لبنان إلى حرب مدمرة، ففائض القوة العسكرية وخطاب التعبئة الطائفية وصلا في السادس من حزيران/يونيو 2020 إلى ذروتهما. شعار «شيعة شيعة»، الذي ووجهت به انتفاضىة 17 تشرين، في أسابيعها الأولى، وبدا يومها مفتعلاً وخارج السياق، اعتادته الآذان الآن، وتحوّل إلى عمل مألوف، يلجأ إليه الحزب وحركة أمل كلما شعرا بأن سلطتهما مهددة. لكن مظاهرة السادس من حزيران شهدت تحولاً تصعيدياً جديداً، فالدراجات النارية التي اجتاحت منطقة عين الرمانة، وردة الفعل عليها، ترافقت مع هتافات دينية طائفية على مشارف منطقة الطريق الجديدة، حملت معها رائحة حرب أهلية تستيقظ، واضعة لبنان أمام مفترق مأساوي جديد. ماذا يريدون؟ والضمير هنا يعود على القوى التي أطبقت سيطرتها على السلطة، أي إلى الثلاثي حزب الله، وحركة أمل، والتيار الوطني الحرّ. من الواضح أن هذه السلطة لا تملك حلاً لمشكلة الانهيار الاقتصادي والمالي الذي يتدحرج إلى الهاوية، ليس هذا فقط، بل هي سلطة غارقة في تناقضات المحاصصة، والإصرار على النهب، ووأد كل محاولة إصلاحية. من فضيحة سلعاتا إلى التعيينات إلى آخره… أخذوا كل السلطة وغطوا أنفسهم بورقة تين اسمها حكومة التكنوقراط، فلماذا لا يحكمون؟ هذا هو السؤال الذي لا جواب عليه. جاء وباء كورونا وأخرج الناس من الشارع، وأعطى حكومة دياب فترة سماح طويلة، فماذا فعلوا؟ لا شيء سوى الوعود، وكل شيء متعثر، المفاوضات مع صندوق النقد الدولي تراوح مكانها، والسلطة تتلكأ في تنفيذ وعودها الإصلاحية، والبلاد تنحدر إلى الهاوية. عشية الدعوة إلى مظاهرة 6 حزيران، كان المسرح قد أٌعدّ، بدقة، شائعات وتخويفاً وتخويناً، وجرت فتنة تمرير شعار تطبيق القرار 1559، الذي يدعو إلى نزع سلاح الميليشيات ومن ضمنها حزب الله، من قبل مجموعات هامشية، ما دفع الكثير من الأفراد والمجموعات إلى تعليق مشاركتها في المظاهرة. ورغم تأكيد الداعين إلى المظاهرة أن هذا الشعار ليس مطروحاً، فقد استمرت الحملة على المظاهرة واستمر التحريض. قوى 17 تشرين ليست موحدة، أو ليست متبلورة في تيارات سياسية واضحة، لكن نقطة تقاطعها الرئيسية هي رفض الحرب الأهلية. فالدعوة إلى إسقاط النظام هي في جوهرها دعوة إلى إسقاط نظام الحرب الأهلية، الذي أسس لفيدرالية المافيات الحاكمة. وكان هناك وعي بضرورة عدم استفزاز حزب الله. ورغم أن الحزب أعلن منذ الأيام الأولى للانتفاضة أنه يحمي هذا النظام، لأنه يريده غطاء لمشروعه الإقليمي، فقد حرصت قوى الانتفاضة كلها على الالتفاف حول هذه النقطة. وهذا ليس نقصاً في الشجاعة كما يدّعي البعض، بل محاولة لتلافي مستنقع الحرب. لكن الثلاثي الحاكم، وبعد استيلائه على كل السلطة، وقف عاجزاً ومشلولاً. فالمافيا لا تستطيع بناء دولة، والدولة هي شرط الخروج من الانهيار. إنهم يحكمون في زمن الانهيار، وهم على استعداد لأخذ الانهيار إلى أماكن جديدة. صديقهم بشار الأسد فعلها، لكنه كان يدمر بلداً موجوداً، أما هنا فماذا سيدمرون، بعدما وصل الناس إلى حافة المجاعة؟ يذكرنا فائض القوة وحمّى اللغة الدينية الطائفية ببدايات الحرب الأهلية عام 1975. يومها كانت المارونية السياسية تشعر بنقص القوة والمناعة، لكنها وبسبب مركّب الخوف، اندفعت بحزبيها الرئيسيين: الكتائب والأحرار، إلى الحرب الأهلية. وكانت الحرب نهايتها السياسية. هل نحن أمام وضع مشابه، هل فائض القوة ممزوجاً بالخوف يدفع الشيعية السياسية إلى هذا الخطاب القصووي؟ ألم يتعظوا من تجربة نهاية غيرهم؟ ولماذا إذاً يركضون صوب النهاية؟ أثبتت مظاهرة 6 حزيران أمرين: الأول هو أن التكرار مستحيل. مشهد 17 تشرين ليس مرشحاً للتكرار، فلبنان مع هذا الانهيار الشامل دخل في مرحلة جديدة، ومواجهتها تحتاج إلى أساليب جديدة. الثاني هو أن التشرذم لم يعد مسموحاً. الانتفاضة في حاجة إلى منصة موحدة، تستطيع أن تتحمل اتجاهات شتى، لكن عليها الاتفاق على برنامج يضبط معركتها الكبرى ضد نظام الحرب الأهلية. فالانتفاضة هي مشروع وحدة شعبية في مواجهة نظام العصابات المافيوية الحاكمة، وهي مشروع وطن، وهذا هو معناها الأساسي، وعلى المجموعات المنخرطة فيها أن تعي أن معركتها الكبرى ضد الحرب الأهلية بدأت، وإذا لم تنتصر فيها فهذا يعني ضياع الوطن. المشكلة التي حاولنا تلافيها فجروها في وجوهنا، والسبب ليس خوفهم من عودة المظاهرات فقط، بل عجزهم عن الحكم أيضاً. فحين تعجز الطبقات المسيطرة عن الحكم، فإنها تلجأ إلى الحرب. إنهم في المأزق، وإذا أرادوا السقوط في الهاوية فليذهبوا إليها وحدهم، يجب أن لا نسمح لهم بأخذنا إلى هاويتهم. لقد انفلقنا من أجندات إقليمية لا علاقة لها بقضايا لبنان أو بقضية فلسطين، هذه المرة لن تنطلي اللعبة. هذه هي مسؤولية الانتفاضة. مهمة الانتفاضة الملحة اليوم هي منعهم من جرنا إلى الحرب. لا بديل عن الانتفاضة سوى انتفاضة في الانتفاضة. صفحة الكاتب / facebook 4 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post رفض العنف وحارب العنصرية فمات مقتولاً.. نبذة عن حياة مارتن لوثر كينغ next post تجربة ثقافية رقمية تونسية في الأفلام الوثائقية You may also like فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024 4 comments Noreen 9 أغسطس، 2020 - 11:34 م I am really impressed with your writing skills and also with the layout on your weblog. Is this a paid theme or did you modify it yourself? Anyway keep up the excellent quality writing, it’s rare to see a great blog like this one nowadays. adreamoftrains website hosting companies best web hosting company Reply Candelaria 14 أغسطس، 2020 - 12:02 ص I have been exploring for a little for any high-quality articles or weblog posts in this sort of area . Exploring in Yahoo I finally stumbled upon this web site. Reading this information So i am satisfied to convey that I have an incredibly good uncanny feeling I came upon exactly what I needed. I such a lot unquestionably will make sure to don?t omit this site and provides it a glance regularly. Here is my page :: website hosting services Reply Aurelio 25 أغسطس، 2020 - 3:13 ص Sweet blog! I found it while surfing around on Yahoo News. Do you have any tips on how to get listed in Yahoo News? I’ve been trying for a while but I never seem to get there! Cheers cheap flights 31muvXS Reply Vida 28 أغسطس، 2020 - 12:59 ص Informative article, totally what I wanted to find. my site; cheap flights Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.