عرب وعالمعربي الهوية والتعويض .. لماذا ترفض تركيا الاعتراف بإبادة الأرمن؟ by admin 27 أبريل، 2021 written by admin 27 أبريل، 2021 183 DW / الموجه الألمانية ترفض تركيا بشكل قاطع أيّ محاولة لتصنيف مذابح الأرمن في عهد الامبراطورية العثمانية كإبادة جماعية، وردت على لسان المتحدث الرئاسي على الإعلان الأمريكي في هذا الصدد بأنه “أمر مشين لا تدعمه حقيقة تاريخية”، مؤكدة أنها ستلجأ إلى ردود أخرى. تعترف تركيا بوقوع مجازر ووقوع ضحايا أرمن، لكنها تقول إن الرقم لا يتجاوز 300 ألف، وإن ذلك وقع في فترة حرب، فضلا عن أنه لا يرقى للفظ “إبادة جماعية” حسب تعبيرها. تحاكم أنقرة على استخدام هذا اللفظ داخليا بموجب المادة 301 من قانون العقوبات المجرّم لإهانة الهوية التركية. لماذا ترفض تركيا؟ من الأسباب الكبرى التي تدفع أنقرة إلى إنكار وجود إبادة جماعية هو أن ذلك يسيء إلى تاريخها حسب ما يعتقد حكامها، ليس فقط الحكومة التركية، بل فئات واسعة للغاية من الشعب التركي. سبق أن صرّح المؤرخ التركي تانر أكام لنيويورك تايمز، أنه ليس من السهل لأمة أن تصف مؤسسيها بأنهم قتلة ولصوص، وذلك نظرا لكون العديد من قادة الجمهورية التركية الوليدة، -ليس منهم أتاتورك- كانوا مهندسين بالفعل لما وقع من مذابح، وعدد منهم اغتنوا من مصادرة أملاك الأرمن. يتشبث الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالجذور العثمانية لتركيا الحديثة ويتحدث عنها بكثير من الفخر، واستقبل بحفاوة كبيرة الحكم القضائي بتحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد كما كان عليه الحال في الفترة العثمانية. كذلك، يدافع أردوغان بقوة عن تعليم اللغة العثمانية القديمة في المدارس، كما عزز الطموحات الخارجية لبلاده بتوسيع النفوذ العسكري والاقتصادي بشكل يحيي إرث الإمبراطورية العثمانية حتى لو أدى ذلك إلى صدام مع قوى أخرى، فضلا عن محاولته تعديل الشكل العلماني لتركيا وإعادتها إلى ماضيها الإسلامي. يمكن القول إن أردوغان هو أحد أكثر رؤساء تركيا رفضا لوصف مذابج الأرمن بالإبادة ما دام ذلك يؤثر سلبا على سياسته التي تفتخر بتاريخ تركيا. تتحدث تركيا كذلك عن أن الأتراك تعرضوا بدورهم لعمليات قتل جماعية من لدن “عصابات أرمينية”، وتقول وكالة الأناضول إن الروس وبعد انسحابهم من الحرب، سلحوا المقاتلين الأرمن بعتاد قوي، ما أتاح لهؤلاء ارتكاب مجازر ضد المدنيين العثمانيين. تتحدث الوكالة كذلك عن أن هناك توثيقا لمقتل 47 ألف شخص في مدينة قارص أوائل القرن الـ20، وفي فترة أخرى قُتل 17 ألف في المدينة نفسها، وكذلك قُتل 50 ألفا في أرضروم، وآلاف آخرين في مناطق أخرى. يحضر الجانب الديني بشكل قوي في رفض تركيا الاعتراف بإبادة الأرمن ماذا عن إبادة الأرمن؟ تتحدث رويترز عن مقتل 1,5 مليون أرمني عام 1915 على أيدي العثمانيين، خلال الحرب العالمية الأولى التي شاركت فيها الامبراطوية العثمانية مع ألمانيا وامبراطورية النمسا-المجر ضد قوات الحلفاء، وذلك عندما قُتل مئات المثقفين الأرمن وأبعد الآلاف من شرق الأناضول، انتقامًا من تشكيل الأرمن لمجموعات قتالية كانت تدعم الجيوش الروسية. “من الواضح أنه كان هناك ثوار أرمن ومتمردون كانوا يحاولون الوقوف مع روسيا، إلّا أننا أمام عقاب جماعي بسبب عدم الولاء المتصوّر لفئة قليلة” يقول المؤرخ توماس دي وال من مركز كارنيغي لنيويورك تايمز. تقول موسوعة الهولوكست إن الحكومة العثمانية شرعت في ترحيل واسع للمدنيين الأرمن من جميع نواحي الامبراطوية العثمانية عام 1915 نحو جهات متعددة منها الصحراء العربية، وخلال العملية قتلت غالبية من هم في سن القتال إلى جانب الأطفال والنساء، كما تعرّض المدنيون الأرمن لهجمات من عصابات وحتى من مدنيين آخرين، ولقي الآلاف كذلك حتفهم نتيجة الجوع والمرض. إلا أن المجازر بدأت قبل ذلك، وتحديدًا منذ أواخر القرن التاسع عشر عندما بدأ الأرمن في إعلان نواياهم بالحكم الذاتي أو تشكيل دولة خاصة، إسوة بكثير من الأعراق التي شرعت في التعبير عن طموحاتها الوطنية. واجه العثمانيون هذه المطالب بالقمع، مستعينين بمجموعات قتالية كردية، ووقعت مذابح ما بين عامي 1894 و1896 في شرق الأناضول، كما قتلُ آلاف آخرون في إسطنبول عام 1896 ردا على استيلاء الثوار الأرمن على البنك العثماني، وفق رويترز. يحيي الأرمن حول كل عام ذكرى المجازر التي تعرض لها أسلافهم في عهد الإمبراطورية العثمانية تخوّف من تعويضات واعتذار هناك جانب آخر يخص تخوّف تركيا من احتداد المطالب الأرمنية بتلقي تعويضات. رئيس البرلمان التركي الأسبق جميل جيجك كان قد صرّح أن بعض الأرمن من أصول تركية يرفعون دعاوى قضائية ضد تركيا في المحاكم الأمريكية منذ مدة. يشير تقرير لموقع المونيتور إلى أن هناك دعوى رفعت منذ عام 2010 ضد تركيا تطالب بـ65 مليون دولار كتعويض. المحكمة رفضت النظر في القضية لعدم تصنيف واشنطن آنذاك المذابح بأنها إبادة جماعية، لكن مع القرار الجديد لجو بايدن، سيكون لرافعي هذه الدعاوى سند كبير. جانب آخر للرفض التركي يخصّ العلاقة المتوترة بين تركيا وأرمينيا. انهارت كل محاولات الصلح بين الدولتين الجارتين، وزاد التوتر مؤخرا بعد الدعم التركي الكبير لأذربيجان في حرب إقليم ناغورنو كاراباخ. زيادة على جدل الإبادة الجماعية، هناك خلافات كبيرة أخرى بين الطرفين خاصة حول مسائل حدودية، ونتيجة لذلك لم يتم تطبيع العلاقات بشكل كامل بين الدولتين. ومن أكبر مخاوف تركيا أن يدفع الاعتراف بالإبادة الجماعية دولا وجماعات أخرى لتبني مطالب مماثلة، ومن ذلك المذابح التي تعرّض لها الآشوريون/السريان على يد القوات العثمانية والجماعات المتعاونة معها. السريان هم مجموعة مسيحية تسكن تاريخيا في مناطق ما بين العراق وإيران وتركيا وسوريا، وتقول تقارير إن عدد القتلى في تلك المذابح قد يصل إلى ربع مليون قتيل، وسبق للرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية أن اعترفت بتلك المجازر في صنف الإبادة الجماعية. مذبحة أخرى اعترفت بها هذه الرابطة تخصّ ما يعرف بالإبادة الجماعية لليونانيين أو إبادة البنط مباشرة بعد إبادة الأرمن، وهو الاعتراف الذي أعلنته برلمانات دول أوروبية. عدد الضحايا غير معروف بشكل دقيقي، هناك من يضعه تحت حاجز نصف مليون، وهناك من يرفع إلى ما فوق المليون بقليل. يبقى هذا الملف حاضرا بقوة في العلاقات التركية-اليونانية المتوترة، وتطالب أثينا، التي تحيي بشكل سنوي ذكرى هذه المذابح، أنقرة بالاعتراف بما جرى وتصنيف ذلك إبادة جماعية، بينما تنفي أنقرة أن تصل الأحداث إلى هذه الدرجة وتتهم بدورها أثينا بارتكاب مذابح وإبادة جماعية في تلك الفترة كما جرى لألبان منطقة شاميريا. إسماعيل عزام 2 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post مأساة شكسبير التي تتحدث عن واقعنا الآن next post الياس خوري: انتفاضة في القدس وضجة في بغداد You may also like أي مصير ينتظر “بلبن” في مصر؟ 19 أبريل، 2025 إيران تعلن البدء في وضع إطار عمل لاتفاق... 19 أبريل، 2025 الموفدة الأميركية تشغل اللبنانيين بتغريدتين: “التثاؤب” و”المخدرات” 19 أبريل، 2025 نظام الحصانة… قانون يحمي الفاسدين في لبنان 19 أبريل، 2025 الطوارق بين التهميش الرسمي وصراع من أجل الهوية... 19 أبريل، 2025 جولة ثانية من المفاوضات النووية وغارات أميركية مدمرة... 19 أبريل، 2025 ضغط لبناني ودولي لنزع السلاح حزب الله.. والقرار... 19 أبريل، 2025 دلالات سعي إيران إلى التقارب الدبلوماسي والعسكري مع... 18 أبريل، 2025 هل تقود جامعة هارفارد أول تمرد كبير ضد... 18 أبريل، 2025 كواليس جلسة استجواب المشنوق في ملف انفجار مرفأ... 18 أبريل، 2025 2 comments lucabet 20 فبراير، 2025 - 9:24 ص 894190 593682definitely like your web internet site but you require to check the spelling on several of your posts. Several of them are rife with spelling problems and I locate it extremely troublesome to tell the truth nevertheless I will certainly come back again. 673313 Reply pg168 19 أبريل، 2025 - 9:28 م 5803 276214Very good design and wonderful content material material , absolutely nothing else we want : D. 589378 Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.