الهجرة تسبب تحوّلاً في سوق الغذاء في المناطق: اللحم الحلال مثالاً

راديو كندا الدولي / RCI

كانت الشمس بالكاد قد شرقت، لكن الحديث كان نشطاً في مزرعة هارفي في بلدة سانت جان دارك في منطقة ساغنيه لاك سان جان في مقاطعة كيبيك. وكان الحديث بالفرنسية، بطبيعة الحال في هذه المنطقة، لكن ليس بلكنة واحدة، بين صاحب المزرعة دومينيك هارفي، ، ابن المنطقة وزبائنه من ذوي الأصول الشمال إفريقية.

كان ذلك زمن عيد الأضحى الذي حلّ هذه السنة في 17 حزيران (يونيو). ومنذ عدة سنوات وهارفي يستقبل في مزرعته عشرات المسلمين الذين يأتون لذبح الأضاحي بمناسبة حلول العيد الأكبر في الإسلام.

وفي هذه المناسبة تقوم العائلات المسلمة بذبح الخراف التي حجزتها لنفسها. وفي منتصف حزيران (يونيو) تمّ ذبح 70 خروفاً في ثلاثة أيام في مزرعة هارفي، وهي المزرعة الوحيدة التي يتم فيها تنظيم الذبح الحلال في منطقة ساغنيه لاك سان جان.

’’يزداد الطلب عاماً بعد عام في عيد الأضحى. في السنة الأولى كان لدينا 30 خروفاً، وفي السنة الثانية 60 خروفاً، وهذه السنة اضطررنا للاكتفاء بـ70 خروفاً لتلبية الطلب‘‘، يقول هارفي.

’’لكنّا بعنا 300 خروف لو لم نضع حداً للعدد‘‘، يضيف صاحب المزرعة.

متجر لحوم حلال في كالغاري، كبرى مدن مقاطعة ألبرتا (أرشيف).
الصورة: Radio-Canada / James Young/CBC

ويخطط هارفي لمضاعفة قطيعه من الأغنام العام المقبل لإطعام المزيد من الزبائن المسلمين الذين قدم بعضهم من شيبوغاماو، على مسافة حوالي 280 كيلومتراً بالسيارة، لذبح أضحية العيد في مزرعته.

’’عندما كنتُ طفلاً كنت أعيش أجواء العيد. كنت أرى الخروف الذي كان والدي يُحضره. لقد خلق ذلك ذكريات مهمة جداً بالنسبة لي. والآن أريد أن أجعل أطفالي يعيشون تلك الذكريات‘‘، يقول حميد لمهاري الذي قاد سيارته مدة ثلاث ساعات برفقة زوجته وأطفالهما للوصول إلى مزرعة هارفي في سانت جان دارك.

أمّا سامح فرحاني، وهو زبون آخر لمزرعة هارفي، فيقيم في مدينة جونكيير منذ تشرين الثاني (نوفمبر). وقام برحلتيْن إلى مونتريال، على مسافة حوالي 475 كيلومتراً بالسيارة، بحثاً على اللحم الحلال.

”كان الأمر مكلفاً جداً بالنسبة لي. تخيّل، أنتَ تضيع يوماً كاملاً في التنقل، فقط لشراء اللحم. هذا غير منطقي. إذا وجدتَ مزرعة قريبة تقدَم لك لحم خروف مقطّع وجاهز للأكل، فسيحدث ذلك فرقاً كبيراً بالطبع‘‘، يقول فرحاني.

متجر بقالة إفريقية في مدينة ساغنيه فتح أبوابه في تشرين الثاني (نوفمبر) 2023.
الصورة: Radio-Canada / Catherine Paradis

وأصاب دومينيك هارفي عندما أضاف قطيعاً من الأغنام إلى قطيعه من الأبقار والخنازير قبل خمس سنوات. فالمسلمون باتوا يمثّلون أكثر من 15% من زبائنه.

وهذه السنة يعمل هارفي على توسيع نطاق الإنتاج الذي يستهدف القادمين الجدد ليصبح المورّد الرئيسي للحوم الماعز في منطقة ساغنيه لاك سان جان.

’’لحم الماعز شيء لم يكن من الممكن تصوره على الإطلاق بالنسبة لنا قبل بضع سنوات. لقد طُلب منّا ذلك لأنّ هناك أفارقة استقروا هنا في ساغنيه لاك سان جان، وهؤلاء الأفارقة يستهلكون هذه اللحوم‘‘، يشرح هارفي.

وهذا الخريف سيكون لدى هارفي حوالي 20 جدي ماعز جاهزة للبيع، وهو يأمل في تزويد أحد متاجر البقالة الإفريقية الأربعة في ساغنيه لاك سان جان باحتياجاته من لحوم الماعز.

(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)