السبت, نوفمبر 23, 2024
السبت, نوفمبر 23, 2024
Home » المغرب… استقرار تطبعه فوارق اجتماعية عميقة

المغرب… استقرار تطبعه فوارق اجتماعية عميقة

by admin

تعاني البلاد ارتفاع البطالة وتداعيات كورونا ألقت بظلالها الوخيمة على الاقتصاد

اندبندنت عربية \ أ ف ب 

يحكم المغرب، حيث مُني حزب العدالة والتنمية الذي يرأس الحكومة منذ عقد بهزيمة كبيرة في الانتخابات التشريعية الأربعاء، الملك محمد السادس منذ 1999. وتتمتع المملكة بالاستقرار في منطقة مغاربية تشهد تقلبات سياسية، لكنها تعاني من فوارق اجتماعية عميقة.

خضع المغرب للحماية الفرنسية عام 1912 بموازاة حماية إسبانية في مناطقه الشمالية، قبل أن يستعيد استقلاله عام 1956 في عهد الملك محمد الخامس.

وبعد وفاة الأخير عام 1961، خلفه نجله الحسن الثاني الذي قاد مرحلة تحديث البلاد بعد الاستقلال. وكان يتمتع بشعبية، لكن عهده شابته أيضاً انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان خلال ما يعرف بـ”سنوات الرصاص” بين 1970 و1999.

في أواخر عهده، دشّن الحسن الثاني انفتاحاً سياسياً بدأ بالإفراج عام 1991 عن العسكريين المتهمين بالتورط في محاولتين انقلابيتين فاشلتين ضده في أوائل السبعينيات، من سجن تازمامارت السري (جنوب شرق). وفي العام التالي، تم تعديل الدستور متضمناً للمرة الأولى مفهوم حقوق الإنسان.

إصلاحات وصلاحيات

بعد وفاته في يوليو (تموز) 1999، خلفه نجله الملك محمد السادس على عرش المملكة. وأطلق سليل الأسرة العلوية التي تحكم المغرب منذ القرن 17، إصلاحات عدة لتحديث البلاد، محتفظاً بصلاحيات واسعة في رئاسة الدولة وقيادة الجيش، والقرار في القطاعات الاستراتيجية.

بعد صراع محتدم بين الإسلاميين والمطالبين بالحداثة في المملكة، تبنى المغرب في 2004 قانوناً حمل اسم مدونة الأسرة، وهدف أساساً إلى تعزيز دور المرأة داخل الأسرة المغربية ومنحها حقوقاً جديدة.

نص القانون على تقييد تعدد الأزواج وتسهيل الطلاق، وتحديد الحد الأدنى لزواج الفتيات بسن 18 سنة مع إمكانية استثناءات.

لكن الجمعيات النسائية ما زالت تناضل لإقرار قوانين تحقّق مساواة كاملة بين الجنسين وسط مقاومة المحافظين.

لا تزال الأمم المتحدة تعتبر المستعمرة الإسبانية سابقاً (الصحراء الغربية) ضمن الأقاليم “غير المتمتعة باستقلال ذاتي”، في غياب تسوية نهائية للنزاع حولها.

ويسيطر المغرب على 80 في المئة من تراب الإقليم، ويعتبره جزءاً لا يتجزّأ من أرضه، مقترحاً منحه حكماً ذاتيا تحت سيادته. في حين تطالب جبهة البوليساريو، بإجراء استفتاء لتقرير مصير الصحراء الغربية.

ويشكل هذا النزاع السبب الرئيسي لتوتر العلاقات بين المغرب وجارته الجزائر التي أعلنت أخيراً قطع علاقاتها معه.

في 2007، افتتح ميناء طنجة المتوسط (شمال) الأكبر في أفريقيا من حيث حجم الحاويات. وجرت توسعته بافتتاح محطة ثانية في يونيو (حزيران)، ما جعله الأكبر في حوض البحر المتوسط. ويرتبط هذا الميناء الواقع على مرمى حجر من مضيق جبل طارق بـ 186 ميناءً في 77 بلداً.

وفي 2016، افتتح المغرب محطة “نور” لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في وارزازات (جنوب)، وتعد من الأكبر في العالم. كما أطلق في نهاية 2018 خطاً للقطار الفائق السرعة “تي جي في” يربط طنجة (شمال) بالعاصمة الاقتصادية للمملكة الدار البيضاء (غرب)، وهو الأول من نوعه في أفريقيا.

فوارق اجتماعية

تعاني المملكة التي يقارب عدد سكانها 36 مليوناً، من استمرار فوارق اجتماعية عمقتها التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا، فضلاً عن ارتفاع البطالة في أوساط الشباب خصوصاً.

وتسببت الجائحة في انكماش الاقتصاد المغربي بمعدل 7.1 في المئة عام 2020، وارتفاع معدل الفقر من 1.7 في المئة إلى 11.1 في المئة خلال الأشهر الثلاثة التي فرض فيها إغلاق صحي صارم عند ظهور الجائحة، بحسب هيئة الإحصاءات الرسمية.

وبلغت عائدات القطاع السياحي الذي يعد من ركائز الاقتصاد المغربي، قرابة ثمانية ملايين دولار عام 2019، لكنها تراجعت 65 في المئة عند مطلع العام الحالي، وفق وزارة الاقتصاد والمالية.

وكان الملك محمد السادس قد أعلن في يوليو 2020 عن خطة طموحة للإنعاش الاقتصادي بنحو 12 مليار دولار، فضلاً عن مشروع لتعميم التغطية الطبية على مدى خمسة أعوام.

ويضم المغرب وجهات سياحية متنوعة ومواقع تصنفها اليونسكو تراثاً عالمياً للإنسانية، مثل المدن العتيقة للعاصمتين التاريخيتين فاس ومراكش ومكناس والصويرة وتطوان.

كما يتمتع المغرب بواجهتين بحريتين على المحيط الأطلسي غرباً والبحر الأبيض المتوسط شمالاً، فضلاً عن قربه من بلدان أوروبا الغربية التي يأتي منها جل السياح.

لكن إغلاق الحدود في وجه الرحلات الدولية والقيود الصحية أغرقت القطاع السياحي في أزمة غير مسبوقة.

يعد جيبا سبتة ومليلية الإسبانيان شمال المملكة الحدود البرية الوحيدة بين أفريقيا وبلد من الاتحاد الأوروبي. وهما من المعابر التقليدية التي يحاول المهاجرون المغاربة أو القادمون من أفريقيا جنوب الصحراء المرور منها إلى أوروبا.

وشهدت سبتة في مايو (أيار) تدفقاً غير مسبوق لما بين 8 إلى 10 آلاف مهاجر جلهم مغاربة مستفيدين من تخفيف مراقبة الحدود من الجانب المغربي، على خلفية أزمة دبلوماسية حادة مع إسبانيا.

أحداث فاصلة

وشهد المغرب أحداثاً فاصلة خلال أكثر من 20 عاماً لحكم الملك محمد السادس، منها القرارات الأولى التي اتخذها الملك حينما أذن بعودة المعارض المغربي الشهير أبراهام السرفاتي من المنفى إلى البلاد.

وأقال وزير الداخلية القوي الذي كان يثير الخشية في عهد والده، إدريس البصري، رمز “سنوات الرصاص”.

وفي 2002، أجريت أول انتخابات على عهده، واعتبرت محطة في مسار التحول إلى الديمقراطية، بعدما عانت من التزوير في الماضي.

لكن، في 16 مايو 2003، هزّت مدينة الدار البيضاء خمسة تفجيرات انتحارية متزامنة أوقعت 33 قتيلاً معظمهم مغاربة.

وعلى إثر هذه الهجمات، تبنى المغرب قانوناً مثيراً للجدل لمكافحة الإرهاب يعزز إلى حد كبير صلاحيات الشرطة في هذا المجال. وأطلق سياسة لإعادة هيكلة المجال الديني للتصدي للخطابات المتطرفة، وإشاعة إسلام وسطي معتدل.

وفي 28 أبريل (نيسان) 2011، اهتزت المملكة على وقع ثاني أعنف عملية إرهابية شهدتها عندما انفجرت قنبلة في مقهى بساحة جامع الفنا السياحية في مراكش (جنوب)، موقعة 17 قتيلاً، بينهم سياح أجانب.

كما شهدت ضواحي المدينة أواخر 2018، مقتل سائحتين اسكندينافيتين في جريمة نفذتها “خلية إرهابية” استوحت عقيدتها من “داعش”.

وفي 20 فبراير (شباط) 2011، انطلقت أولى تظاهرات الحراك الشعبي في المغرب في خضم “الربيع العربي”، وقادها شباب “حركة 20 فبراير” التي طالبت بإصلاحات سياسية واقتصادية جذرية وبـ “إسقاط الفساد والاستبداد”.

وفي يوليو 2011، تم تبني دستور جديد يوسّع صلاحيات رئيس الحكومة والبرلمان، مع الحفاظ على سلطات واسعة للملك في تحديد الخيارات الكبرى.

وأواخر 2016، اندلعت حركة احتجاجية في منطقة الريف في شمال المغرب، رافعة مطالب اجتماعية واقتصادية. وتسببت الاحتجاجات في اعتقال ومحاكمة المئات، بينهم ناصر الزفزافي الذي وصف بزعيم “الحراك” وأدين بالسجن 20 عاماً “للتآمر من أجل المس بأمن الدولة”.

وشهد المغرب حركات احتجاجية مماثلة في مناطق يعتبرها سكانها مهمشة مثل سيدي إيفني (جنوب) عام 2009، أو جرادة (شرق) بين 2017 و2018.

وعاد المغرب إلى منظمة الاتحاد الأفريقي في 2017 بعد 30 سنة من الغياب بسبب قبولها عضوية “الجمهورية العربية الصحراوية” التي تعلنها من جانب واحد جبهة البوليساريو المطالبة باستقلال الصحراء الغربية.

أواخر 2020، أعلن المغرب تطبيع علاقاته مع إسرائيل في اتفاق ثلاثي رعته الولايات المتحدة أواخر عهد إدارة الرئيس دونالد ترمب، وينص أيضاً على اعتراف الأخيرة بسيادة المملكة على الصحراء الغربية.

وفي 24 أغسطس (آب)، أعلنت الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، متحدثة عن “أعمال عدائية ودنيئة ضد بلدنا وذلك منذ استقلال الجزائر”.

المزيد عن: المغرب\تاريخ المغرب\الجزائر\إسرائيل\العلاقات المغربية\الملك محمد السادس

 

 

You may also like

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00