المحافظون يهاجمون كارني بسبب نقل شركته مقرها إلى نيويورك

راديو كندا الدولي / RCI

استطلاعات الرأي والتبرعات والتأييد ليست الأشياء الوحيدة التي تشير إلى أنّ الحاكم الأسبق لبنك كندا مارك كارني يتجه إلى الفوز بزعامة الحزب الليبرالي الكندي وبالتالي برئاسة الحكومة الكندية خلفاً لجوستان ترودو، إذ يبدو أنّ حزب المحافظين أيضاً مقتنع بذلك، تقول وكالة الصحافة الكندية.

فكارني أصبح منذ عدة أسابيع الهدف الرئيسي لهجمات حزب المحافظين الذي يشكل المعارضة الرسمية في مجلس العموم.

واليوم اتهم المحافظون كارني بالكذب أمام وسائل الإعلام بعد مناظرة مساء أمس التلفزيونية التي تَواجَه فيها المرشحون الأربعة لزعامة الحزب الليبرالي، باللغة الإنكليزية هذه المرة، وبأنه ساعدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل غير مباشر في سعيه لجعل الشركات تنتقل إلى الولايات المتحدة للعمل من هناك.

فعندما سُئل كارني ما إذا كان قد وافق على قرار شركة ’’بروكفيلد لإدارة الأصول‘‘ (Brookfield Asset Management) بنقل مقرها الرئيسي من تورونتو، كبرى مدن كندا وعاصمتها المالية، إلى نيويورك عندما كان رئيساً للشركة، قال للصحفيين إنه لم يعد رئيساً للشركة منذ منتصف كانون الثاني (يناير) عندما دخل السباق الانتخابي على زعامة الحزب الليبرالي.

’’اتُّخذ القرار الرسمي لمجلس الإدارة (بنقل المقر الرئيسي) بعد أن خرجتُ منه‘‘، قال كارني مساء أمس.

زعيم حزب المحافظين الكندي بيار بواليافر ملقياً خطاباً أمام مناصريه في أوتاوا في 15 شباط (فبراير) 2025.
الصورة: Radio-Canada / Justin Tang
الصورة: La Presse canadienne / Christinne Muschi

لكنّ حزب المحافظين قام اليوم بتعميم رسالة بتاريخ الأول من كانون الأول (ديسمبر) 2024 موقّعة من كارني بصفته رئيساً لمجلس إدارة الشركة تقول إنّ مجلس الإدارة وافق على الخطوة المذكورة وتحث المساهمين على التصويت لصالح هذا التوجه في اجتماع مقرر عقده بتاريخ 27 كانون الثاني (يناير) 2025.

’’تقول هذه الرسالة إنّ مجلس الإدارة، الذي كان مارك كارني في ذلك الوقت رئيساً له، قرّر بالإجماع نقل المقر الرئيسي والوظائف الكندية إلى مدينة نيويورك مسقط رأس دونالد ترامب‘‘، قال الناطق باسم حزب المحافظين للشؤون الأخلاقية، النائب مايكل باريت.

ليام روش من فريق حملة كارني ردّ في رسالة بالبريد الإلكتروني بأنّ الهجوم يُظهر أنّ زعيم المحافظين بيار بواليافر ’’خائف من مواجهة مارك كارني في الانتخابات ويستميت من أجل تشويه خبرة مارك الكبيرة في مجال الأعمال لأنه لا يملك أيّ خبرة اقتصادية على الإطلاق‘‘.

يُشار هنا إلى أنّ كارني شغل منصب حاكم بنك كندا (2008 – 2013) وحاكم بنك إنكلترا (2013 – 2020).

’’التغييرات التي تم الإبلاغ عنها هي ذات طبيعة تقنية، وفيما يتعلق بالوظائف، فقد ذكرت ’بروكفيلد‘ بوضوح أنّ العمليات الكندية لم تتأثر‘‘، أضاف روش.

وجاء في الرسالة المؤرخة في الأول من كانون الأول (ديسمبر) الفائت أنّ الهدف من نقل المقر الرئيسي لـ’’بروكفيلد لإدارة الأصول‘‘ هو إدراج الشركة في الأسواق المالية الأميركية. والشركة مملوكة بنسبة 73% لمؤسسة ’’بروكفيلد كوربورايشن‘‘ (Brookfield Corporation) الواقع مقرها في كندا.

لقطة من مناظرة أمس باللغة الإنكليزية بين المرشّحين الأربعة لزعامة الحزب الليبرالي الكندي، من اليمين: مارك كارني وكريستيا فريلاند وفرانك بايليس وكارينا غولد.
الصورة: La Presse canadienne / Christinne Muschi

ويتنافس أربعة مرشحين على زعامة الحزب الليبرالي خلفاً لجوستان ترودو هم، بالإضافة إلى كارني، النائبة السابقة لرئيس الحكومة وزيرةُ المالية السابقة كريستيا فريلاند، والزعيمة السابقة للحكومة الليبرالية في مجلس العموم كارينا غولد، والعضو السابق في مجلس العموم عن إحدى دوائر جزيرة مونتريال فرانك بايليس.

وبدأ التصويت المبكر اليوم الأربعاء، ما سمح لأعضاء الحزب الليبرالي بالإدلاء بأصواتهم عبر الإنترنت قبل موعد الانتخابات في 9 آذار (مارس).

والمرشّح الذي ينتخبه الليبراليون زعيماً لهم يصبح رئيساً للحكومة الكندية لحين إجراء الانتخابات الفدرالية العامة المقبلة، وهي انتخابات يعتقد الكثيرون أنها ستجري قريباً، في الربيع.

(نقلاً عن خبر لوكالة الصحافة الكندية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

روابط ذات صلة: