ثقافة و فنونعربي اللوفر يعيد اكتشاف فناني عصر النهضة في “الجسد والروح” by admin 29 نوفمبر، 2020 written by admin 29 نوفمبر، 2020 20 معرض يلقي الضوء على أعمال إقليمية في إيطاليا ساهمت في إعادة تكييف اللغة الفنية الجديدة اندبندنت عربية / ياسر سلطان يستضيف متحف اللوفر في باريس حتى منتصف يناير (كانون الثاني) القادم، معرضاً شاملاً للأعمال النحتية لفناني عصر النهضة. يضم المعرض وعنوانه “الجسد والروح” أكثر من 150 قطعة فنية يسلط من خلالها الضوء على الخصائص الرئيسة لأسلوب الفن الجديد، الذي انتشر في جميع أنحاء إيطاليا خلال النصف الثاني من القرن الخامس عشر، وبلغ كامل تألقه في أوائل القرن السادس عشر. وتمثل هذه الفترة ذروة الإبداع النحتي للفن الإيطالي وعصر النهضة عامة. في بداية هذه الحقبة الذهبية بدأ الفنانون الخروج من أسر القوالب والصيغ الجامدة، إلى البحث عن طرق مُبتكرة لتصوير الحركة والمشاعر الإنسانية، وهو ما تؤكده الأعمال الفنية التي تعود إلى ذلك العصر، بما فيها أعمال الفنانين الأكثر شهرة مثل دوناتيلو ومايكل أنجلو، ويقف كلاهما على طرفي هذه الحقبة المُشار إليها، إذ يفصل بينهما نحو 100 عام تقريباً. وقد بلغ الأخير على سبيل المثال حداً لا نظير له في عصره في التعبير عن الحركة والمشاعر الإنسانية، ولا تزال أعماله إلى اليوم نموذجاً لما وصلت إليه فنون عصر النهضة من براعة وسمو. من الأعمال المعروضة (الخدمة الإعلامية في المعرض) معرض “الجسد والروح” هو استكمال لمعرض سابق أقيم في متحف اللوفر أيضاً عام 2013، تحت عنوان “ربيع عصر النهضة” حول بزوغ فن عصر النهضة في فلورنسا تحديداً خلال النصف الأول من القرن الخامس عشر. ينقسم معرض “الجسد والروح” إلى ثلاثة أقسام رئيسة، الأول بعنوان “القوة والسمو” ويعرض أعمال نحاتين مثل أنطونيو بولايولو، وفرانشيسكو دي جورجيو، وبيرتولدو دي جيوفاني، وهي أعمال تتضمن تركيبات معقدة مستوحاة من النماذج الكلاسيكية القديمة، ويغلب عليها تجسيد فرسان الحروب والأساطير اليونانية، وتتميز بالحركة والتعبير عن القوة الجسدية. تقف هذه الأعمال في تباين واضح مع أعمال أخرى ظهرت لاحقاً، حرص أصحابها على إبراز وتأكيد الانسجام والليونة في الجسد البشري، وتمثلت في التصوير الرشيق للأجساد العارية أو الإتقان في تجسيد الحركة وثنيات الملابس. قوة اللمس والإقناع أما القسم الثاني وهو بعنوان “قوة اللمس والإقناع”، فيظهر كيف وُظفت الأعمال النحتية لخدمة العقيدة الدينية، بهدف بث الحماسة والإلهام في نفوس الناس. ويأتي دوناتيلو كواحد من أبرز الفنانين المعبرين عن ذلك التوجه، وقد سعى عديد من الفنانين الذين جاءوا من بعده، إلى التأكيد على المشاعر الإنسانية المرتبطة بالروايات الدينية. وبداية من منتصف القرن الخامس عشر، ظهر عديد من الأعمال ذات الكثافة العاطفية المرتبطة بالمؤسسات الدينية، كتلك التي تصور مريم المجدلية أو عذابات المسيح. الملصق الفني للمعرض (الخدمة الإعلامية في المعرض) يوضح القسم الثالث ويحمل عنوان “من ديونيسوس إلى أبولو” كيف استلهم فنانو عصر النهضة أعمالهم من العصور القديمة، من خلال إعادة صوغ النماذج الكلاسيكية الشهيرة مثل تمثال سبيناريو وتمثال الكاهن لاوكون وأبنائه. أسهم في تلك النزعة ما شهده مجال التصوير من تطور، فقد سعى النحاتون إلى البحث عن تناغم يتجاوز الطبيعة، إلى التعبير عن الإيماءات والمشاعر الإنسانية. وقد ساهم عديد من العوامل في تأكيد هذه النزعة الإنسانية، فقد واكبت الفترة المبكرة من عصر النهضة على سبيل المثال تنامي تيار جديد في الشعر والأدب، يسعى إلى التعبير عن المعاني والمشاعر السامية والاستخدام المكثف للاستعارات والرموز اللغوية. وقد أثر هذا الاتجاه على كثير من مناحي الإبداع، من بينها فنون التصوير والنحت، في الوقت الذي بدأ الاهتمام فيه يتزايد بأهمية دراسة علم التشريح، وتنامي الرغبة في التعبير عن الجمال المثالي، وتجاوز الأشكال الطبيعية والصيغ المُعتادة، وهو ما تجسد في أعمال مايكل أنجلو تحديداً. يلقي معرض الجسد والروح نظرة شاملة على مفهوم عصر النهضة، إذ يضعه ضمن سياق أوسع وأكثر شمولاً، فبدلاً من التركيز على فلورنسا كحاضرة لهذا العصر، واقتصار الاهتمام على الرموز الشهيرة مثل دوناتيلو ومايكل أنجلو وغيرهم، يتطرق المعرض كذلك إلى المراكز الإقليمية الأخرى في إيطاليا، التي تبنت وأسهمت في إعادة تكييف اللغة الفنية الجديدة، بخاصة في شمال إيطاليا، وفي مدن مثل ميلانو والبندقية وبولونيا وغيرها. أكثر ما يميز هذا المعرض أنه يعيد اكتشاف عدد من الفنانين الأقل شهرة، إذ يضم جانباً من الأعمال التي نادراً ماتُرى بسبب موقعها داخل الكنائس، أو القرى الصغيرة، مسلطاً الضوء عليها وعلى أصحابها. المزيد عن: متحف اللوفر/معرض/الفن النهضوي/إيطاليا/منحوتات/فن ديني/فلورنسا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post عندما تساهم الحكاية النسائية في تكوين النسق الثقافي next post الشاشة الكبيرة تودع نجم الثمانينيات البريطاني ديف بروز You may also like مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.