ثقافة و فنونعربي الكتاب الجديد لشهرباني، المترجم العبراني الذي استعاد نهج حُنَيْن by admin 12 يوليو، 2020 written by admin 12 يوليو، 2020 166 مجلة رمان الثقافية / إياد برغوثي / كاتب فلسطيني حين تعرّفت إليه أول مرّة، قبل عشرين عامًا تقريبًا، لم يكن اسم عائلته شهرباني، ولم يكن يجيد العربيّة، ولم يكن مترجمًا ولا منّظِرًا في الترجمة. آنذاك، عام 1999، تعلّمت عنده في سنتي الجامعيّة الأولى في كلية علم الاجتماع في جامعة تل-أبيب، درّسنا حينها أصعب مساق في الكلية: “الجذور الفكريّة والتاريخيّة للعلوم الاجتماعيّة”، ومنذ المحاضرة الأولى (التي كانت أقرب إلى عرض مونودراميّ منها إلى محاضرة) والتي كان طولها ثلاث ساعات، أدركت أنّه استثناء عن باقي المحاضرين والباحثين في الجامعة، إذ بدأ المحاضرة بقراءة مقطع مترجم إلى العبريّة من مقدمة ابن خلدون، وبهجوم نقديّ لاذع على المركزيّة الأوروبيّة والاستشراق والصهيونيّة. كان اسمه يومها بروفيسور يهودا شنهاف، عالم اجتماع ومحاضر ومثقف عموميّ وباحث نقديّ بارز له إنتاج غزير في عدّة حقول معرفيّة، منها فلسفة العلوم، وبحث النظم البيروقراطيّة، والتاريخ الاجتماعيّ والدراسات الما بعد كولونياليّة والنظريّة النقديّة. استعادة اللغة التي محاها الأبرتهايد في جيل 50، وبينما كان يكتب مقدّمة كتابه “اليهود العرب: قراءة ما بعد كولونياليّة في القوميّة والديانة والإثنيّة”، التي وصف فيها لقاءً صادمًا مع الماضي العربيّ لوالده، القادم من العراق، والذي مات عام 1991 إثر نوبة قلبيّة جرّاء سقوط صاروخ عراقيّ قرب تل أبيب، قرّر يهودا شنهاف أن يتعلّم اللغة العربيّة، ويستعيد اللغة التي أضاعها. لم يتحدّث، حتّى ذلك الحين، يومًا مع أمّه بلغته الأم. سمعها فقط. درس اللغة العربيّة عند الأستاذ “أبو إسلام” في يافا، وجاور طلابًا في الصفّ الحادي عشر في مدرسة مار يوسف في الناصرة، ثمّ تعلّم دروسًا في آداب وقواعد اللغة العربيّة بالجامعة، وبدأ يترجم، وكانت أول قصّة ترجمها هي قصّة “أبو بطّة” لميخائيل نعيمة، والتي حملت توقيعًا باسمه الجديد-القديم: يهودا شنهاف-شهرباني. شهرباني هو الاسم العربيّ لعائلته العراقيّة، الذي محاه ما سمّاه الأبرتهايد اللغويّ الإسرائيليّ. في السنوات الخمس الأخيرة، تحوّل مشروع الترجمة من العربيّة إلى العبريّة في سياق العلاقات الاستعماريّة بين اللغتين إلى الشغل الشاغل لشهربانيّ، كمترجّم ومحرّر ومنظّر فكريّ وناشط سياسيّ، وقد ترجم في هذه الفترة إحدى عشرة رواية من العربيّة وعشرات القصص القصيرة، وقد اشتهرت ترجماته لروايات إلياس خوري، وخصوصًا “أولاد الجيتو”، كما أسّس، برفقة آخرين، منتدى المترجمين من العربيّة إلى العبريّة وسلسلة كتب “مكتوب-أدب عربيّ بالعبريّة”، الذي يعمل اليوم رئيسًا لتحريرها. في هذا المقال، الذي أعددته ليندرج في ملف الترجمة بمجلة “رمّان” الثقافيّة، أريد أن أستعرض بعضًا من جوانب كتاب جديد لشهرباني، اسمه “العاملون في الترجمة”، والذي سيصدر هذا الصيف باللغة العبريّة، والذي يشكّل برأيي مساهمة سوسيولوجيّة نقديّة هامّة لإعادة قراءة تاريخ الترجمة ومفاهيمها ونماذج عملها، بشكل عامّ، وللتعرّف إلى التوجهات الفكريّة الجديدة للتجارب المغايرة في الترجمة من اللغة العربيّة إلى اللغة العبريّة. فردنة الترجمة في مقدمة الفصل الثاني من الكتاب، يستحضر شهرباني شخصيّة حُنَيْن بن إسحق العبادي، الطبيب والعالم وشيخ المترجمين ومسؤول بيت الحكمة في بغداد زمن الخليفة العباسيّ المأمون، أي في القرن التاسع الميلاديّ. أجاد حُنَيْن اللغات الأربع الأهمّ في زمنه: اليونانيّة، والسريانيّة، والفارسيّة والعربيّة، وأنتج ترجمات لكتب في الطبّ والفلسفة والفلك. طوّر حُنَيْن مع مجموعة من تلاميذه نموذج ترجمة مشتركة فريدًا من نوعه، حيث تُظهر وثائق من تلك الحقبة كيف عملت مجموعة حُنَيْن: كان يبدأ بنفسه بترجمة مخطوطة من اليونانيّة إلى السريانيّة، وأحد تلاميذه يترجمها من السريانيّة إلى العربيّة، وبالموازاة يعطي فريقًا آخر مخطوطة أخرى، ويتنقّل بين فرق مجموعته يصلح الأخطاء ويجد الحلول، وكان يتشاور مع المترجمين لإيجاد مرادفات عربيّة لمصطلحات يونانيّة. يستعيد شهرباني نهج حُنَيْن، كما يستعيد “التراث الأندلسيّ”، كنموذجين مثاليّين عن مشاريع الترجمة التي غصّت بها العصور القديمة والوسطى والتي تمّت فيها الترجمة الجماعيّة من خلال الحوار المتبادل والسفر في الحيّز وفي ظروف تعدّد اللغات واللهجات- مثل نسخة الملك جيمس للكتاب المقدس، والترجمات الصينيّة للكتب الهنديّة المقدّسة، ليضعها في مقابل نماذج الترجمة التي تطوّرت وتحوّلت في العصر الحديث. يصف شهرباني هذا التحوّل في القسم الأول من الكتاب، ويستعرض الأسباب والظروف التي غيّرت حرفة الترجمة في العصر الحديث ورسّختها كمهنة فردانيّة معدومة الحوار والتبادليّة. يتعقّب شهرباني هذا التحوّل من خلال ما يسميه تصدعين معرفيّين: التصدّع الأول هو فردنة العمل والولاء للّغة القوميّة، أمّا الثاني، فهو فصل الشفهيّ عن النصيّ في الترجمة، وتفضيل المكتوب الصامت على الشفهيّ التفاعليّ. أدى هذان التصدّعان إلى انكماش مشروع الترجمة وإلى تحوّل في مبناه السوسيولوجيّ؛ إلى فعل يُنّفذ في الحيّز الخاص، بنموذج مبني على مترجم واحد، ونسخة واحدة ولغة واحدة. كذلك، يدّعي شهرباني أنّ النظريات الكلاسيكيّة المسماة “دراسات الترجمة” (translation studies) ترتكز إلى علم اللسانيّات وفقه اللغة وعلم التأويل، وتتأسّس أصلًا على مبدأ “الفردانيّة المنهجيّة” التي بحسبها يفسّر فرد بنفسه النصّ الأصليّ، ويتحكّم بتأويل النصّ وحده ويكتبه من جديد كأنّه كتب بالأصل في اللغة المترجَم إليها، وهي نظريات تنعكس فيها فردنة الترجمة من خلال خطاب نفسيّ يتضمّن مصطلحات مثل الإخلاص والخيانة، الحب والكراهية، الكآبة والحِداد، وما إلى ذلك. ترجمة النكبة للعبريّة في الفصل الثاني، الذي يتناول الترجمة المعاصرة من العربيّة إلى العبريّة في سياق الصراع ونسق العلاقات الكولونياليّة بين اللغتين، يصل شهرباني إلى نتيجة أساسيّة مفادها أنّ حالة العداء اللاهوتيّ-السياسيّ بين اللغتين والتعقيد الكامن في ترجمة أدب النكبة إلى العبريّة، يُلزمان بإعادة التفكير من جديد بالفرضيات الأساسيّة للترجمة بحسب النموذج النيوكلاسيكيّ الغربيّ. يعتبر شهرباني أنّ “مصطلح النكبة لا يتطرّق لحرب 1948 فقط، بل إلى منع عودة اللاجئين بعد تأسيس السيادة اليهوديّة وإلى المحو المنهجيّ للتاريخ الفلسطينيّ، وفي الوضع السياسيّ الذي تشكّل- وبما أنّ التأريخ، والأرشيف، والقانون والنظام يمثّلون المنتصرين، فإنّ الأدب ومعه الترجمة أصبحا حقلان مركزيان لإسماع صوت المقهورين. يتناول أدب النكبة، وضمنه أدب المقاومة، التراجيديا الفلسطينيّة من خلال الروايات، والشعر، والقصص القصيرة والمسرحيات والمذكّرات الواقعيّة”. ليس هذا فحسب، فإنّ ترجمة أدب المقاومة، بحسبه، هي انعكاس فعليّ لكون الترجمة أداة لاستمرار الحرب بطرق أخرى، أو بكلمات أخرى إما استمرار المقاومة بطرق أخرى أو استمرار الاستحواذ والقهر بطرق أخرى. الأدب المقاوم يحفّز المهزوم على الوقوف على رجليه مجدّدًا ويمكّنه من توثيق تاريخه في ظلّ غياب أرشيف تاريخيّ، وهذا ما تفعله أيضًا الترجمة المقاومة. ضمن هذا السياق الكولونياليّ لأفعال الكتابة والترجمة والقراءة، يعتبر شهرباني الترجمة فعلًا انعكاسيًا يكشف المترجم من خلاله عن كونه وكيلًا سياسيًّا وليس مجرّد شخص مهنيّ ينهي مهمة ترجمة أنيطت به منتظرًا المهمة القادمة. “لكي نواجه محدوديات نموذج الترجمة النيوكلاسيكيّ في هذا السياق الثنائيّ القوميّة، علينا أن نترك المنطقة المريحة، حتّى لا نعيد إنتاج الظروف الكولونياليّة الموجودة خارج غرفة الترجمة لكنّها تؤثّر فعليًا على إمكانيات الترجمة. علينا أن نسعى لترجمة تتحرّر من التشبّث الزائد عن حدّه في مسائل لغويّة ونحويّة ومعجميّة كأنّها منزوعة السياق، والاعتراف بأنّ الترجمة لا يمكن أن تكون سيرورة باتجاه واحد، بل حوار متبادل لا يمكن أن ينتهي بخطوة واحدة. تخلق الترجمة حيّزًا ثالثًا، فضاءً لغويًا وإنسانيًا جديدًا”. يوضح شهرباني أنّه لا يقصد بالحوار الذي يتحدّث عنه بالضرورة حديثًا بين شخصين أو أكثر إنّما “بنية تحتيّة معرفيّة عميقة في أساسها حركة دائريّة وليس حركة باتجاه واحد”، الترجمة الحواريّة لا تصدّق على الأصل كترجمة كاتب عدل، ولا تستبدله كذلك، بل تقف إلى جانبه لكي تعيد النظر إليه. الترجمة الحواريّة موجّهة بالضرورة إلى الآخر، حتّى لو كان الآخر خفيًا ولا يمكنه أن يرد. تعبّر هذه الصياغات لمفهوم الحوار عن وجهة نظر ميخائيل باختين، الذي رأى بالحواريّة السمة الأساسيّة للرواية، وبأنّ الحياة حواريّة بجوهرها وأنّ هدف الحوار ليس بالضرورة الاتفاق على موقف مشترك. وهو في هذه الحالة امتداد لنموذج هيجل الذي رأى بالحوار تصارعًا وجدليّة، وأنّه بنهاية الأمر شكل من أشكال الصراع. في كتابه “العاملون في الترجمة”، لا يقف شهرباني عند حدود نقد نموذج الترجمة النيوكلاسيكيّ وتطبيقاته المختلفة بل يبني ويقترح من أجل الترجمة من العربيّة إلى العبريّة في هذه الظروف نموذجًا جديدًا للترجمة، نموذج مثاليّ وبراغماتيّ في نفس الوقت، يسمّيه نموذجًا ثنائي القوميّة مستلهَمًا من التراث الأندلسيّ، ويعتمد على ثلاثة مبادئ: 1) الترجمة كفعل جماعيّ. 2) الترجمة كفعل كلام شفهيّ. 3) الترجمة كفعل في العالم، أي في الواقع. أفضل ما يمكن أن أفعله بالعبريّة بعد أقلّ من عشرين عامًا من تلك المحاضرة حول ابن خلدون. فاجأني اتصال من أستاذي شهرباني، الذي كنت أسرّ كلما التقيته، وسألني إن كنت معنيًا بأن أكون محرّرًا للترجمة من العربيّة في سلسلة مكتوب، وحكى لي متلهّفًا عن نموذج الترجمة الذي يعمل من خلاله والمشاريع التي يحلم بها، فأجبته: “في هذا الزمن الرديء، قد يكون هذا أفضل ما يمكنني أن أفعله بالعبريّة التي اكتسبتها!”. سرعان ما أدركت أنّ الترجمة للعبريّة هي حقل يتوجّب علينا كفلسطينيّين عاملين في الترجمة ونجيد اللغة العبريّة ونعيش ضمن ظروف البقاء في مناطق ال48 أن نقتحمه ونفرض حضورنا فيه كساحة للمقاومة الثقافيّة. ففي واقع يسوده اليمين الفاشي والعنصريّة وإنكار النكبة والاستعلاء العرقيّ والاستشراق الراسخ، والأبرتهايد على أشكاله، ومن ضمنه الأبرتهايد اللغويّ، حيث أنّ أقل من 1٪ من اليهود الإسرائيليّين يمكنهم قراءة كتاب أو جريدة باللغة العربيّة، وأقلّ من 1٪ من الكتب المترجمة إلى العبريّة هي من العربيّة، هناك أهمية بالغة لمشاريع الترجمة التي تتحدّى هذا الواقع على المستويات الثلاث: ماذا نترجمّ؟ لمن نترجّم؟ وكيف نترجّم؟ “العاملون في الترجمة” هو كتاب يرفس باب غرف الترجمة الفردانيّة الصامتة، ويُجلس علاقات القوّة على كرسي إلى جانب المترجمين الذين يدّعون الحيادية ويبحثون عن الدقة اللغويّة، ويُسمعهم صوت الذين كتم النصّ صوتهم وبدا أنّهم استسلموا للمترجّم المحتكر للسيادة على اللغة، استمرارًا لاحتكار سيادة شعبه على البلاد. وهو كتاب يتصل بنا، كمترجمين ومحرّرين فلسطينيّين نجيد العبريّة، ويدعونا لتحرير النصّ في هجوم مفاجئ على جبهة اللغة. 30 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post عودٌ على بدء… حول بعض القضايا الخلافية ما بين دعاة “الدولة الواحدة” next post نجيب محفوظ… أن تكون إنساناً عادياً You may also like عودة يوسف حبشي الأشقر رائد الرواية اللبنانية الحديثة 12 يناير، 2025 مأساة ترحيل الجورجيين من روسيا يرويها فيلم “القديم” 12 يناير، 2025 صرخات المصرية جويس منصور في فرنسا 12 يناير، 2025 عندما يتحول التأويل الثقافي حافزا على عدم الفهم 12 يناير، 2025 مهى سلطان تكتب عن : الرسام الهولندي موندريان... 12 يناير، 2025 ليلى رستم تسافر إلى “الغرفة المضيئة” في الوجدان 12 يناير، 2025 زنوبيا ملكة تدمر… هل يسقطها المنهج التربوي السوري... 11 يناير، 2025 (15 عرضا) في مهرجان المسرح العربي في مسقط 11 يناير، 2025 أبطال غراهام غرين يبحثون عن اليقين عند الديكتاتور 10 يناير، 2025 رحيل “صائدة المشاهير”…ليلى رستم إعلامية الجيل الذهبي 10 يناير، 2025 30 comments зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 25 مارس، 2024 - 11:12 م This is very interesting, You are a very skilled blogger. I have joined your feed and look forward to seeking more of your magnificent post. Also, I have shared your web site in my social networks! Reply глаз бога тг 11 أبريل، 2024 - 3:31 م We stumbled over here coming from a different page and thought I might as well check things out. I like what I see so now i am following you. Look forward to exploring your web page for a second time. Reply глаз бога 12 أبريل، 2024 - 3:27 ص I have read so many articles regarding the blogger lovers except this piece of writing is really a nice article, keep it up. Reply глаз бога тг 13 أبريل، 2024 - 9:04 ص Awesome blog! Is your theme custom made or did you download it from somewhere? A design like yours with a few simple adjustements would really make my blog jump out. Please let me know where you got your design. Many thanks Reply глаз бога 13 أبريل، 2024 - 7:34 م I’m now not sure where you are getting your info, however good topic. I needs to spend a while studying more or working out more. Thank you for wonderful information I used to be in search of this information for my mission. Reply глаз бога телеграмм бесплатно 14 أبريل، 2024 - 3:51 م Great article! We will be linking to this great article on our site. Keep up the good writing. Reply глаз бога телеграмм 15 أبريل، 2024 - 1:20 ص This is very interesting, You are a very skilled blogger. I have joined your feed and look forward to seeking more of your great post. Also, I have shared your web site in my social networks! Reply глаз бога телеграмм бесплатно 15 أبريل، 2024 - 11:13 ص I used to be recommended this blog by means of my cousin. I am not positive whether this post is written by way of him as no one else recognize such special approximately my difficulty. You are wonderful! Thank you! Reply глаз бога телеграмм бесплатно 15 أبريل، 2024 - 9:37 م Hi, i think that i saw you visited my web site so i got here to go back the favor?.I am trying to in finding things to improve my site!I assume its good enough to use some of your concepts!! Reply глаз бога телеграмм 16 أبريل، 2024 - 7:52 ص I for all time emailed this weblog post page to all my associates, as if like to read it then my links will too. Reply new cs skins gamble website 8 مايو، 2024 - 6:25 م I always spent my half an hour to read this website’s posts every day along with a cup of coffee. Reply F. Skorina Gomel State University 16 مايو، 2024 - 2:32 ص Francisk Skorina Gomel State University Reply Гостиничные Чеки СПБ купить 24 مايو، 2024 - 6:17 م This piece of writing is actually a good one it helps new internet viewers, who are wishing for blogging. Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 1 يونيو، 2024 - 2:28 ص Good post. I am facing some of these issues as well.. Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 2 يونيو، 2024 - 2:05 ص fantastic post, very informative. I wonder why the other experts of this sector do not understand this. You should continue your writing. I am sure, you have a huge readers’ base already! Reply купить удостоверение тракториста машиниста 2 يونيو، 2024 - 1:49 م Pretty great post. I simply stumbled upon your blog and wanted to mention that I have really enjoyed browsing your blog posts. In any case I’ll be subscribing in your feed and I am hoping you write again soon! Reply купить удостоверение тракториста машиниста 3 يونيو، 2024 - 1:35 ص I really like what you guys are usually up too. This type of clever work and coverage! Keep up the terrific works guys I’ve you guys to blogroll. Reply 乱伦色情 3 يونيو، 2024 - 7:28 م I am regular reader, how are you everybody? This piece of writing posted at this web site is in fact good. Reply russa24-diploms-srednee.com 12 يونيو، 2024 - 7:14 ص Nice blog here! Also your website a lot up fast! What host are you using? Can I am getting your associate link in your host? I desire my website loaded up as fast as yours lol Reply hot fiesta игра 13 يونيو، 2024 - 1:45 ص Excellent post. I used to be checking continuously this blog and I am inspired! Very useful information specially the ultimate part 🙂 I maintain such info a lot. I used to be seeking this particular info for a long timelong time. Thank you and good luck. Reply хот фиеста slot 14 يونيو، 2024 - 5:15 ص magnificent publish, very informative. I’m wondering why the other experts of this sector do not realize this. You should continue your writing. I am sure, you have a huge readers’ base already! Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 2:25 ص I am sure this post has touched all the internet viewers, its really really good piece of writing on building up new website. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 6:30 ص Hi! I just want to give you a huge thumbs up for the great info you’ve got here on this post. I’ll be coming back to your blog for more soon. Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 8:52 ص Hello there, just became aware of your blog through Google, and found that it is really informative. I’m gonna watch out for brussels. I will appreciate if you continue this in future. Lots of people will be benefited from your writing. Cheers! Reply автомойка под ключ 7 يوليو، 2024 - 9:53 م Строительство автомойки под ключ – это выгодное вложение средств для начинающих предпринимателей. Компания берет на себя все этапы работ: от разработки проекта до запуска готового бизнеса. Reply Jac Амур 20 أغسطس، 2024 - 6:53 ص of course like your website however you need to check the spelling on quite a few of your posts. A number of them are rife with spelling problems and I find it very bothersome to tell the truth on the other hand I will surely come back again. Reply theguardian.com 24 أغسطس، 2024 - 3:06 م Quality posts is the secret to be a focus for the users to visit the web site, that’s what this website is providing. Reply theguardian.com 25 أغسطس، 2024 - 7:11 ص It’s actually a nice and helpful piece of information. I’m satisfied that you shared this helpful info with us. Please stay us informed like this. Thanks for sharing. Reply theguardian.com 25 أغسطس، 2024 - 10:00 م I’m not sure why but this site is loading incredibly slow for me. Is anyone else having this issue or is it a problem on my end? I’ll check back later and see if the problem still exists. Reply theguardian.com 27 أغسطس، 2024 - 9:12 م Hey just wanted to give you a quick heads up and let you know a few of the images aren’t loading correctly. I’m not sure why but I think its a linking issue. I’ve tried it in two different internet browsers and both show the same results. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.