ثقافة و فنونعربي الفنان السوداني معتز الإمام يوثق معاركه في ساحة الرسم by admin 14 مارس، 2021 written by admin 14 مارس، 2021 36 مساجلات بصرية بين اللون والشكل وأشخاص يظهرون بملامح مغممة اندبندنت عربية / ياسر سلطان “لتنجو.. عليك أن تخوض معارك كثيرة”، عبارة مكتوبة على الحائط بخط واضح تستقبلك عند الدخول إلى قاعة العرض. تدفعك العبارة للبحث عن ملامح هذه المعركة بين اللوحات، تتسلل الأفكار إلى رأسك مدفوعة بهذا الفيض من الألوان والأشكال، تفتش عن أثر لهذه المعركة، تحاول الوصول إلى انعكاسات لها بين الأعمال. وسرعان ما تنفلت أطراف الحبكة التي يصوغها خيالك كلما توغلت أكثر… تتلاشى خيالات المعركة سريعاً مفسحة المجال لهذا البراح الذي تعكسه هذه الصور. إنها أعمال الفنان السوداني معتز الإمام، التي يستضيفها غاليري أبونتو في القاهرة تحت عنوان “الناجون”، ويضم المعرض عدداً كبيراً من الأعمال التي أنجزها الفنان خلال الفترة الأخيرة، وهي أعمال ذات مساحات متفاوتة، كما تحمل معالجات لونية مختلفة. تراوح المعالجات اللونية هنا بين التقشف الذي تمثله هذه الدرجات المحايدة التي تغلب على الأعمال ذات القطع الصغير، في مقابل أعمال أخرى عامرة بالتدرجات اللونية. بين البارد والدافئ من اللون ثمة أشكال وعناصر تظهر وتختفي، وبين اختفائها وظهورها تتشكل ملامح مغبشة لأشخاص. لوحة من المعرض (اندبندنت عربية) ما بين الوضوح والإخفاء تتجاذب معالم المشهد التصويري للفنان معتز الإمام، وما بين اختزال العناصر والتعبير الصريح عنها تراوح هيئة هؤلاء الأشخاص، والذين يباغتهم الفنان في لحظات خلوة، أو مصارحة. البناء اللوني للمساحات وتوزيعها على مساحة الرسم يتخذ مسارات مختلفة، ما بين المعالجات المتوترة والسريعة على السطح المزدحم بالعناصر والمفردات، واختزالها في عنصرين اثنين أو ثلاثة يتجاذبون الحفاظ على توازن المساحة المرسومة. معالجات تصويرية معتز الإمام مصور يعرف جيداً كيف يتعامل مع المساحة التصويرية، ويدرك قيمة اللون كقوام رئيس للعمل التصويري، كما يبدو ملتزماً بعناصر البناء المدرسي في معالجاته البنائية، لكن لا مانع أيضاً من تجاوزه أحياناً لهذا البناء، مدفوعاً بجرأته وتمرسه في التعامل مع مساحة الرسم. هو يعطي لنفسه فسحة للتصرف والعمل وفقاً لحالته المزاجية على ما يبدو، فتارة تكشف المساحة عن أجواء متوترة تحت وقع ضربات فرشاة سريعة تعصف بالأشكال والمساحات البينية بين العناصر، وتارة أخرى يبدو أكثر هدوءاً وروية بمعالجاته الرصينة ومحكمة التفاصيل، مع درجات لون صريحة لا تكدر صفاءها سوى بعض ظلال ذات حضور خافت هنا أو هناك. تأثر الإمام كغيره من الفنانين السودانيين بالطبيعة الجمالية المتنوعة للسودان، والحضور اللافت للون في الثقافة البصرية السودانية، التي تراوح بين الصحراء والخضرة، والارتباط بالنهر. قد نجد هنا صدى لهذه الدرجات بين مجموعته اللونية من الأخضر الصريح والأصفر إلى الرماديات ودرجات الأزرق، بينما يتولى الأحمر وأطيافه أدواراً حاسمة وعنيدة أمام سطوة هذه الدرجات اللونية، فلا يكاد يخبو الأحمر الناري هنا حتى يشتعل من جديد في أحد أركان اللوحة. قد تكون معركة حقاً، لكنها معركة محتدمة بين حضور جميل وفاتن للمعالجات اللونية وطغيان لافت للشكل. الوجه المشوه فنياً (اندبندنت عربية) معتز الإمام فنان سوداني المولد يعيش ويعمل بين القاهرة والخرطوم. ولد في مدينة كسلا، شرق السودان، ودرس الفنون الجميلة وتخرج في جامعة الخرطوم للعلوم والتكنولوجيا. وشارك الفنان معتز الإمام في عديد من المعارض الجماعية والفردية على المستوى المحلي والدولي، منها بينالي بكين الخامس عام 2012، ومعرض “مدرسة الخرطوم: حركة الفن الحديث في السودان” في مؤسسة الشارقة للفنون، وبينالي دي ساريا في إسبانيا، 2017، كما شغل منصب محرر صفحة الفن الأفريقي في مجلة “Not Apartheid Art”، التي تصدر عن متحف Cam Casoria في إيطاليا. المزيد عن: فنان سوداني/لوحات/بورتريهات/وجوه/تعبيرية/واقعية/الألوان/رسم/فن تشكيلي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post تيدا بارا ترتقي عرش مصر مجددا في “كليوباترا الضائعة” next post عندما روج ستالين دعاية كاذبة عن نفسه تخالف حقيقته You may also like سامر أبوهواش يكتب عن: “المادة” لكورالي فارغيت… صرخة... 25 نوفمبر، 2024 محامي الكاتب صنصال يؤكد الحرص على “احترام حقه... 25 نوفمبر، 2024 مرسيدس تريد أن تكون روائية بيدين ملطختين بدم... 25 نوفمبر، 2024 تشرشل ونزاعه بين ثلاثة أنشطة خلال مساره 25 نوفمبر، 2024 فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم... 24 نوفمبر، 2024 قصة الباحثين عن الحرية على طريق جون ميلتون 24 نوفمبر، 2024 عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024 الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.