الفلسطينية ناي البرغوتي تفتتح مهرجان العالم العربي

راديو كندا الدولي / سمير بن جعفر

افتتحت المطربة وعازفة الناي الفلسطينية ناي البرغوثي يوم الجمعة الماضي فعاليات النسخة الخامسة والعشرين لِمهرجان العالم العربي في مونتريال الذي سيتواصل إلى غاية 23 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وتنظَّم نسخة هذا العام تحت شعار ’’ سوء فهم : 25 سنة من الأحلام الملوّنة‘‘.

ولم يكن اختيار المنظّمين للمطربة الفلسطينية وليد الصدفة، فالنسخة الحالية لهذا المهرجان الذي تأسّس في عام 2000 كُرّست لفلسطين ولِغزّة.

وأوضح المنظّمون في بيان أنّه من ’’الصعب الاحتفال بهذه المناسبة [25 سنة من عمر المهرجان] دون الالتفات إلى غزة.‘‘

وفي العام الماضي، فاجأت الحرب على غزّة المهرجان ما دفع بالمنظّمين إلى ’’تخصيص نسخة 2023 لشعب فلسطين الشهيد‘‘ بعد انطلاق فعالياته.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، عبّرت ناي البرغوثي عن صعوبة الغناء والحرب مستمرة على غزة.

من الصعب عليّ كفنانة فلسطينية الصعود على الخشبة للغناء عن الحرية والعدالة. ولكن الصمت أصعب. إنه ليس خياراً مهما حاولوا إسكاتنا. اليأس ليس خياراً.

نقلا عن ناي البرغوثي

الوزيرة السابقة في حكومة كيبيك ، لويز هاريل، والمتحدثة باسم الدورة الخامسة والعشرين لِمهرجان العالم العربي في مونتريال.
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

وفي مداخلتها قبل صعود المطربة الفلسطينية على الخشبة للغناء، أثنت الوزيرة السابقة في حكومة كيبيك، لويز هاريل، والمتحدثة باسم النسخة الخامسة والعشرين للمهرجان على المنظّمين فكرة إنشاء هذا المهرجان الذي حضرت نسخته الأولى شخصياً.

وبالنسبة لها، فإنّ المهرجان حافظ على أهميته منذ إطلاقه منذ 25 سنة. ’’كشف المهرجان عن حداثة الثقافة العربية. وهو يمزج بين الثقافة الأصيلة والحداثة.‘‘

وأوضحت أنّ الذي يكتفي بمتابعة وسائل الإعلام فقط ’’لا يمكنه أن يتخيل حجم التحيز ضد الثقافة العربية التي هي ثقافة الحداثة أيضا. المهرجان باب على حداثة الثقافة العربية.‘‘

وعن الأوضاع الراهنة في غزّة تأسّفت لويز هاريل لازدواجية المعايير التي تتبعها الدول الغربية مع إسرائيل في حرب غزة في خطابها ’’حول سيادة القانون وكرامة الانسان وحماية حياته والاعتراف بالحقوق الوطنية وعدم تنفيذ ذلك عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين في غزة والضفة الغربية واللبنانيين في لبنان.‘‘

وفي حوار مع راديو كندا الدولي تأسفت السيدة هاريل على قرار حكومة كيبيك فتح مكتب لها في تل أبيب.

حكومة كيبيك في الحضيض. عندما نرى أنها فتحت مكتباً في تل أبيب في الربيع الماضي للتجارة والأعمال في حين كانت اسرائيل ترتكب جريمة حرب. هذا عار. إنه عار على كيبيك.

نقلا عن لويز هاريل ، وزيرة سابقة في حكومة كيبيك ومتحدثة باسم المهرجان

لِفلسطين

واستهلّت ناي البرغوتي برنامج حفلها بطريقة الأكابيلا بأغنية ’’زهرة المدائن‘‘ عن مدينة القدس للمطربة اللبنانية فيروز التي لحّنها الأخوان الرحباني عقب حرب يونيو/حزيران 1967.

وقالت أنّها تهدي حفلها ’’إلى كلّ أصحاب الأصوات غير المسموعة والوجوه غير المرئية والذين اختُزِلوا إلى أرقام، ومُحِيَ وجودهم من السردية وإلى أطفال غزة. سنغني ونأمل في العدالة والحرية والكرامة والسلام المتساوي.‘‘

وسمح الحفل للجمهور الاستماع إلى أغنية ’’فكّر بغيرك‘‘ من شعر محمود درويش وألحان ناي البرغوثي.

ولم تنس هذه الأخيرة لبنان حيث أهدت أغنية فيروز ’’لبيروت‘‘.

أهدي هذه الأغنية إلى لبنان مع خالص تعازيّ إلى عائلات وأحباء الشهداء الذين استشهدوا في الهجمات البربرية الإسرائيلية التي أزهقت أرواح وأحلام الكثيرين

.نقلا عن ناي البرغوثي

وتبعت هذه الأغنية أغنية ’’بدري علينا‘‘ التي صدرت قبل بضعة أشه. وهي من كلمات وتلحين جلال نادر من رام الله، فلسطين.

وقالت ناي البرغوثي إنّها تهديها ’’ إلى هند رجب، وهي فتاة من غزة تبلغ من العمر ست سنوات قُتلت بعد أن كانت الناجية الوحيدة من نيران دبابة إسرائيلية على السيارة التي كانت تقلّها. وحوصرت مع ستة من أفراد أسرتها لمدة اثني عشر يوماً حتى تم العثور على جثثهم هامدة‘‘.

وفي بيان أصدرته مفوضية الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان (نافذة جديدة) في يوليو/تموز الماضي ، ’’حذّر خبراء من أن قتل هند رجب وعائلتها يشكّل جريمة حرب إضافية تخطّت حدود المعقول.‘‘

إيمانويل دوبلمان (إلى اليمين) و انتصار الناصري، متطوعان في الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان العالم العربي في مونتريال.
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

متطوّعون

يعتمد المهرجان على عمل المتطوّعين منذ تأسيسه. وتحدّث راديو كندا الدولي مع متطوعيْن مقيمين في مونتريال.

وفي حوار مع راديو كندا الدولي، قال المتطوّع إيمانويل دوبلمان إنّ اهتمامه بثقافة العالم العربي يعود لعائلته الفرنسية التي عاش بعض أفرادها في الجزائر خلال فترة الاستعمار الفرنسي.

وأضاف هذا الموسيقي الذي أصدر أغنية العام الماضي أنّه يريد اكتشاف ثقافات أخرى وبلدان أخرى.

’’لقد عرضت خدماتي التطوعية لمساعدة المهرجان في جميع المهام التي يمكن أن تجعل هذا الحدث ناجحا‘‘، كما قال.

وقال إنّ المهرجان يتيح له اكتشاف ثقافات أخرى وبلدان أخرى مثل العراق بلد منشأ المتطوعة انتصار الناصري التي كانت ترافقه.

وأوضحت هذه الأخيرة أنها تشارك كمتطوعة في المهرجان بانتظام منذ دورته الثانية. وتقدّم خدمات في الانتاج واللوجيستيك.

وبالنسبة لها، ازداد المهرجان تنوّعاً خلال الـ25 سنة الماضية.

مهرجان العالم العربي (Festival du monde arabe – FMA (نافذة جديدة)) من 25 أكتوبر/تشرين الأول إلى 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.