عرب وعالمعربي العراق يواجه خيارات اقتصادية “صعبة” مع تدهور إيراداته النفطية by admin 7 مايو، 2020 written by admin 7 مايو، 2020 34 خفض الإنفاق العسكري وإمكانية الاقتطاع من الرواتب العامة ومخاوف من تجدد الاحتجاجات اندبندنت عربية مع ازدياد التوقعات المالية سوءاً يوماً بعد يوم، ينظر العراق في إمكانية الاقتطاع من الرواتب العامة الضخمة، في خطوة ستلقى رفضاً شعبياً وقد تجدّد موجة الاحتجاجات مع تولي حكومة جديدة زمام الأمور. ويتوقع أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي للعراق بنسبة 9.7 في المئة العام الحالي، وقد تتضاعف أيضاً معدلات الفقر، بحسب توقعات البنك الدولي، ما يجعل ذلك أسوأ أداء سنوي للبلاد منذ الغزو الأميركي للإطاحة بصدام حسين في عام 2003. وتضرّر ثاني أكبر منتجي منظمة أوبك جرّاء ضربة مزدوجة، أولاً بانهيار أسعار النفط، وثانياً بجائحة (كوفيد-19)، ما أثّر بشكل دراماتيكي على عائداته من النفط. الإيرادات في أقل مستوى وبحسب ما نقلته وكالة “أ.ف.ب”، فقد بلغت إيرادات العراق من النفط الشهر الماضي 1.4 مليار دولار، أي أقل من ثلث مبلغ الأربعة مليارات ونصف التي تحتاجها البلاد شهرياً لدفع رواتب الموظفين في القطاع العام والتعويضات والتكاليف الحكومية. وفي مواجهة هذه الأزمة، قد يضع المسؤولون كشوفات الرواتب الضخمة على لائحة الاقتطاع، وفق ما يؤكد مسؤولان كبيران مشاركان في نقاشات لاقتراح حلول. والأرجح أن تبقى أسس الرواتب على حالها، وأن تطال التدابير التقشفية “المخصصات” الكبيرة التي شكلت ثلثي ميزانية الـ36 مليار دولار للرواتب في عام 2019. وتتضمن تلك المخصصات مكافآت أو امتيازات كالسيارات والمنازل، استناداً إلى عوامل تشمل الأقدمية والمستوى التعليمي والأطفال، أو بشكل غير رسمي العلاقات السياسية والأسرية. ويقول مسؤول عراقي إن “التخفيضات التي ندرسها تشمل خفض مخصصات الموظفين العامين رفيعي المستوى بأكثر من النصف، والمستوى المتوسط بنسبة 50 في المئة، والمستوى المنخفض بنحو 30 في المئة”. خفض الإنفاق العسكري مع إجراءات تقشف أخرى وستدرس الحكومة أيضاً تجميد عمليات التوظيف والترقية، وخفض الإنفاق العسكري، ووقف صيانة المباني الحكومية لتوفير المزيد من المال. وقد تقوم السلطات حتى بطباعة العملة لدفع الرواتب، الأمر الذي سيجبر المصرف المركزي على استخدام احتياطاته الأجنبية البالغة 60 مليار دولار لدعم سعر صرف الدينار في مقابل الدولار. وتعدّ هذه الإجراءات جزءاً من “وثيقة تمويل الطوارئ” التي تبلغ 54 مليار دولار، أي ما يزيد قليلاً على ثلث المبلغ المرصود في مسودة ميزانية عام 2020 التي لم يمررها البرلمان حتى الآن. ويضيف المسؤول “إنها المرة الأولى التي يتعين علينا القيام بشيء مماثل”. ويقول المحلل الاقتصادي العراقي، علي مولوي، إنه مع تزايد العجز كل شهر “أي نوع من الإجراءات التي ستتخذها الحكومة الآن لمحاولة تجنب الكارثة الاقتصادية، هي في الحقيقة قليلة جداً ومتأخرة جداً”. وتدفع الحكومة رواتب لأربعة ملايين موظف، ومعاشات تقاعدية لثلاثة ملايين، ومساعدات لمليون، ما يعني أن واحداً من كل خمسة عراقيين يتقاضى ما يمكن اعتباره مدفوعات من الدولة. ويقول مولوي إن حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي كسابقاتها، عيّنت موظفين لإرضاء حلفاء سياسيين. ويضيف أن “أسعار النفط ارتفعت عندما تولى عبد المهدي منصبه، ما أدى إلى شعور زائف من حكومته بالأمان، فتوسعت في القطاع العام إلى مرحلة فقدان السيطرة، وهو ما أدى إلى هذه الأزمة المالية الخطيرة”. زيادة في مصروفات الرواتب وبالنسبة إلى عام 2019، رصدت الحكومة زيادة بنسبة 13 في المئة في مصروف الرواتب، وقفزت بنسبة 127 في المئة المعاشات التقاعدية، وفقاً لتحليل البنك الدولي. وفي أواخر العام الماضي، وظفت الحكومة 500 ألف شخص في الأقل كمحاولة لإرضاء المتظاهرين الغاضبين المناهضين لها والمحتجين على البطالة والفساد، ما أدّى إلى تضخم نفقات الرواتب مرة أخرى بنسبة 25 في المئة. والوظائف العامة موروث من الحقبة السابقة في العراق، إذ يتم توظيف خريجي الجامعات نظرياً من وزارة ذات صلة فور تخرجهم. لكن هذه الاستراتيجية أثقلت القطاع العام الذي ينخره الفساد. وتعني الفوائد المرتبطة بالمناصب الحكومية أنها تباع بمبالغ تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات بحسب الرتبة، في حين أن القطاع الخاص متردٍّ بشكل مؤسف. ويقول كبير الاقتصاديين في البنك الدولي في العراق وائل منصور “هذا اقتصاد لا يخلق فرص عمل”. ويثير ذلك مشاكل في بلد لديه نمو سكاني متسارع، ومن المقرر أن يزيد عشرة ملايين في العقد المقبل ليصل إلى 50 مليون نسمة. ويقول منصور “إذا كانوا يريدون فعلاً إحداث تأثير، فالمكان الوحيد للقيام بذلك هو الرواتب”. إلا أن إجراءات تقشف مماثلة “يمكن أن تثير مزيداً من الاضطرابات الاجتماعية، مع ضعف الخدمات العامة أصلاً وارتفاع معدلات البطالة”، بحسب البنك الدولي. مخاوف من رد الفعل إزاء التخفيضات وكان رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي يأمل في ألا يضطر إلى أن يبدأ ولايته بالتخفيضات، لكن الخوف من رد الفعل العام منع حكومة تصريف الأعمال برئاسة عبد المهدي من تنفيذ الاقتطاعات. ويقول مسؤول ثان مشارك في تطوير إجراءات الطوارئ إن “أحداً لم يرغب في تحمل المسؤولية”. ويصف المسؤول نفسه الاجتماعات التي كان فيها وزراء تصريف الأعمال أكثر تركيزاً على توقيع عقود اللحظة الأخيرة التي ستكسبهم رشى سريعة، لعلمهم أن أيامهم في الحكومة باتت معدودة. ونظراً إلى توقعات حصول انخفاض أكبر بعائدات النفط في مايو (أيار) مع انخفاض الأسعار والطلب، قد تسوء الأمور. ويقول المسؤول “إذا لم نتفق على شيء سريع فلن تكون هناك أموال في يونيو. سيتعين علينا إعلان إغلاق حكومي كامل، وهذه سابقة”. المزيد عن: العراق/فيروس كورونا/كوفيد 19/النفط العراقي/مصطفى الكاظمي/البرلمان العراقي/الحكومة العراقية 13 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “ديكاميرون” بوكاتشيو عندما ينتج الحجر الصحي إبداعاته next post هكذا أسهمت شركة طيران إيرانية في تفشي كورونا You may also like هيئة البث الإسرائيلية: الاتفاق مع لبنان تم إنجازه 24 نوفمبر، 2024 تفاصيل خطة إسرائيل لتسليم إدارة غزة إلى شركات... 24 نوفمبر، 2024 حزب الله وإسرائيل يتبادلان الضربات في استعراض الكلمة... 24 نوفمبر، 2024 صواريخ حزب الله تصل الضفة الغربية وتصيب طولكرم 24 نوفمبر، 2024 أكسيوس: هوكستين يهدد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل... 24 نوفمبر، 2024 ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟ 24 نوفمبر، 2024 علي لاريجاني: إيران تجهز الرد على إسرائيل 24 نوفمبر، 2024 جمال مصطفى: مشوا تباعاً إلى حبل المشنقة ولم... 24 نوفمبر، 2024 هكذا بدّلت سطوة «حزب الله» هويّة البسطة تراثياً... 24 نوفمبر، 2024 ابتعاد النظام السوري من “محور الممانعة”… استراتيجي أم... 24 نوفمبر، 2024 13 comments Gemma 20 يونيو، 2020 - 8:49 ص Hmm it looks like your site ate my first comment (it was super long) so I guess I’ll just sum it up what I wrote and say, I’m thoroughly enjoying your blog. I too am an aspiring blog blogger but I’m still new to everything. Do you have any recommendations for first-time blog writers? I’d certainly appreciate it. Here is my web blog :: see g Reply Cecelia 21 يونيو، 2020 - 2:14 ص You actually make it seem so easy with your presentation but I find this matter to be actually something that I think I would never understand. It seems too complex and very broad for me. I’m looking forward for your next post, I will try to get the hang of it! My page … g when Reply Junko 22 يونيو، 2020 - 9:54 م Hi, i think that i saw you visited my site so i got here to return the want?.I am attempting to find issues to improve my site!I guess its ok to use a few of your ideas!! Review my web blog; rsacwgxy g Reply Porfirio 26 يونيو، 2020 - 10:30 ص When some one searches for his necessary thing, thus he/she wants to be available that in detail, so that thing is maintained over here. my page cbd oil (tinyurl.com) Reply Suzanne 16 يوليو، 2020 - 2:17 م hey there and thank you for your information – I’ve definitely picked up anything new from right here. I did however expertise several technical points using this web site, since I experienced to reload the web site a lot of times previous to I could get it to load correctly. I had been wondering if your web website hosting companies is OK? Not that I’m complaining, but slow loading instances times will very frequently affect your placement in google and could damage your high-quality score if ads and marketing with Adwords. Well I’m adding this RSS to my e-mail and can look out for much more of your respective intriguing content. Ensure that you update this again very soon. Reply Irwin 23 يوليو، 2020 - 4:22 ص Have you ever thought about including a little bit more than just your articles? I mean, what you say is fundamental and everything. But just imagine if you added some great photos or videos to give your posts more, “pop”! Your content is excellent but with pics and video clips, this website could undeniably be one of the greatest in its niche. Fantastic blog! My web blog; best web hosting 2020 Reply Celsa 27 يوليو، 2020 - 9:27 ص Great delivery. Solid arguments. Keep up the amazing effort. Also visit my blog post cheap flights with jet2 flights Reply Josephine 28 يوليو، 2020 - 1:36 ص Hello there I am so happy I found your webpage, I really found you by error, while I was researching on Aol for something else, Anyways I am here now and would just like to say thanks for a fantastic post and a all round entertaining blog (I also love the theme/design), I don’t have time to read it all at the minute but I have bookmarked it and also added your RSS feeds, so when I have time I will be back to read more, Please do keep up the fantastic job. my page :: momondo flights cheap Reply Cedric 6 أغسطس، 2020 - 5:40 م I’m curious to find out what blog platform you have been using? I’m experiencing some small security issues with my latest site and I would like to find something more secure. Do you have any suggestions? Also visit my web-site; best website hosting Reply Quyen 7 أغسطس، 2020 - 9:57 ص Appreciation to my father who told me concerning this website, this webpage is truly awesome. Stop by my web-site :: best web hosting sites Reply Glinda 26 أغسطس، 2020 - 9:51 ص Right now it sounds like Expression Engine is the top blogging platform available right now. (from what I’ve read) Is that what you’re using on your blog? Feel free to visit my web blog … cheap flights Reply Jenifer 27 أغسطس، 2020 - 10:31 م It’s actually a nice and useful piece of info. I am glad that you simply shared this useful info with us. Please keep us informed like this. Thanks for sharing. Feel free to visit my website cheap flights Reply Ulrich 5 سبتمبر، 2020 - 10:07 ص Asking questions are actually nice thing if you are not understanding anything completely, except this piece of writing presents good understanding yet. Here is my site: web hosting company Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.