الإثنين, أبريل 21, 2025
الإثنين, أبريل 21, 2025
Home » الطوارق بين التهميش الرسمي وصراع من أجل الهوية والوجود

الطوارق بين التهميش الرسمي وصراع من أجل الهوية والوجود

by admin

 

وثيقة صادرة عام 1990 عن قسم رعاية المصالح البريطانية في طرابلس

اندبندنت عربية / حامد الكناني كاتب وباحث @kananihamed

أعادت وثيقة بريطانية فتح ملف الطوارق في الصحراء الكبرى الأفريقية، وهي المنطقة التي تشهد توترات لم تنقطع منذ أعوام، وكشفت الرسالة الدبلوماسية المؤرخة في الـ11 من سبتمبر (أيلول) 1990، والصادرة عن قسم رعاية المصالح البريطانية في طرابلس الموجهة إلى وزارة الخارجية البريطانية، نتائج قمة رباعية عقدت في مدينة جانت الجزائرية، وجمعت رؤساء الجزائر ومالي والنيجر وليبيا، لمناقشة المواجهات الدموية بين قبائل الطوارق في مالي والنيجر.

مواجهات دامية تستعجل اجتماعاً

وأشارت الوثيقة إلى أن البيان الرسمي للقمة لم يذكر الطوارق بالاسم، لكنه تطرق إلى قضايا تتعلق بهم، مثل إعادة تجميع السكان ودمجهم، ومكافحة الهجرة غير الشرعية، ولفتت إلى أن القذافي أوضح في ندوة صحافية بأن السبب الرئيس للقمة هو الصراع العنيف بين الطوارق وحكومتي مالي والنيجر، معبراً عن قلقه من امتداد النزاعات إلى دول الجوار.

دعا القذافي الطوارق أيضاً بحسب الوثيقة إلى عقد مؤتمرات شعبية لتقرير مصيرهم (أ ف ب)

 

وأضافت الرسالة البريطانية أن البيان المشترك الذي أعقب اختتام القمة الرباعية تطرق إلى عدد من القضايا، من بينها الروابط الإنسانية على امتداد حدود الدول المشاركة، والحفاظ على هذا الإرث، وإنشاء لجنة وزارية مشتركة تتضمن مهامها إعادة تجميع ودمج السكان المعنيين، ومكافحة ظاهرة التسلل والهجرة غير الشرعية، إضافة إلى إعداد إحصاء سكاني.

أشارت الوثيقة إلى أن البيان الرسمي للقمة لم يذكر الطوارق بالاسم​​​​​​​ (اندبندنت عربية)

 

وتحدثت الوثيقة بشكل لافت عن الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وقالت إنه ذكر خلال المؤتمر الصحافي بأن فكرة عقد القمة نشأت نتيجة المواجهات الدموية بين قبائل الطوارق في مالي والنيجر وحكومتي البلدين، وأن هدفه من عقدها كان حرصه على أمن المنطقة واستقرارها، وأنه لا يرغب في أن تنتقل عدوى الحرب الأهلية في تشاد إلى الدول المجاورة، وأشار إلى أن الطوارق قبائل عربية ليبية الأصل، ويُعاملون كأجانب في كل من مالي والنيجر، حيث يُنظر إليهم باعتبارهم عنصراً مزعزعاً للاستقرار، كذلك يشعرون بأنهم ضحايا للتمييز العنصري.

قمة فاشلة والقذافي يغازل الطوارق

وأوضح القذافي، بحسب الوثيقة، أن القمة لم تنجح في حل المشكلة، على اعتبار أن حكومة مالي تعتبر أنشطة الطوارق أعمالاً إجرامية، في حين يرى الطوارق أن قضيتهم سياسية، مضيفاً أنه لا توجد فرص كبيرة للتوصل إلى حل وسط، وعلى رغم إعلانه عن دعمه الكامل لرئيسي وحكومتي مالي والنيجر، فقد شدد على أنه لا يمكن السماح باستمرار إبادة الطوارق، وبناء عليه، اقترح، من أجل الحفاظ على استقرار المنطقة وإنقاذ الطوارق من الانقراض ومساعدة “إخواننا في مالي والنيجر ودول الصحراء”، توجيه دعوة إلى جميع قبائل الطوارق للعودة إلى موطنهم الأصلي ليبيا.

ودعا القذافي الطوارق أيضاً بحسب الوثيقة، إلى عقد مؤتمرات شعبية لتقرير مصيرهم، واعتبار الجماهيرية الليبية العظمى وطنهم الأصلي، وطالبهم بالامتناع عن العنف، مؤكداً أن العنف لن يحل مشكلاتهم بل سيؤدي إلى مزيد من التصعيد، ومن ثم انتقل إلى الإدلاء ببعض الملاحظات التي بدا أن جوهرها هو أن هذه قضية قومية لن يُجدي معها الدين الإسلامي نفعاً.

بيان “معاكس” لوكالة الأنباء الجماهيرية

في المقابل، نشرت وكالة الأنباء الجماهيرية “جانا” تقريراً مطولاً حول بيان القمة، وخصصت الصفحتين السابعة والثامنة لعرض تفاصيل نتائج المحادثات والاتفاقات المبرمة، وقالت إنه اتفق القادة على إقامة لجنة وزارية دائمة مشتركة تحت الإشراف المشترك للوزراء المكلفين بـ”الداخلية” و”التنمية المحلية”، مهمتها التركيز على التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والفنية والثقافية والاجتماعية، بهدف تعزيز التنمية المتوازنة لبلدانهم وتحسين ازدهار أممهم بشكل مستمر، والاستمرار في تعزيز برامج التنمية للمناطق الحدودية من جهة، وإعادة تركيز ودمج السكان المعنيين من جهة أخرى، ثم العمل على احترام اللوائح والقوانين في مجال حركة الأفراد والممتلكات بين بلدانهم، ومكافحة ظاهرة التسلل والهجرة غير القانونية، نتيجة التعاون المكثف بين المصالح المعنية للدول الأربع.

تتباين الآراء وتختلف المصادر التاريخية في شأن أصل وجذور مجتمع الطوارق (مواقع التواصل)

 

إضافة إلى تعزيز إجراءات المراقبة والرقابة على مستوى المناطق الحدودية، وتبادل البيانات بين المصالح الإدارية في تلك البلدان، ووضع أساس للمشاورات المنتظمة بين وزراء الخارجية الأربعة، بهدف تعزيز العلاقات التقليدية من الأخوة والجوار الطيب والتعاون بين بلدانهم، وتعزيز وتقوية العلاقات ككل بين بلدانهم، بهدف العمل على تقارب شعوبهم وتعزيز التعاون المشترك، وإعداد مقترحات للعمل وتقديمها لقادة الدول الأربع.

مالي تتهم القذافي بتأجيج الصراع مع الطوارق

في سياق متصل، توضح الوثيقة أن السفارة البريطانية في الجزائر أرسلت تقريراً سرياً حول القمة وأهدافها إلى مرجعيتها في لندن، بتاريخ الـ11 من سبتمبر 1990، وجاء فيها أنه اجتمع رؤساء دول الجزائر والنيجر ومالي وليبيا في جانت جنوب الجزائر، وتُوصل إلى اتفاق في شأن تعزيز التعاون في مشكلة الطوارق، وأن الاجتماع تم بطلب من قبل رئيسي النيجر ومالي بعد اندلاع أعمال العنف بين الطوارق والشعوب الأفريقية في تلك الدول، وقال إنه كان للجزائر دور كبير في إقناع القذافي بحضور الاجتماع.

توضح الوثيقة أن السفارة البريطانية في الجزائر أرسلت تقريراً سرياً حول القمة وأهدافها إلى مرجعيتها في لندن، بتاريخ الـ11 من سبتمبر 1990 (اندبندنت عربية)

 

وأشارت إلى أن المشكلة الأساس تعود إلى عام 1983 عندما فر عدد كبير من بدو الطوارق من الجفاف في شمال النيجر ومالي إلى الجزائر وليبيا، وفي العام الماضي، بدأت هذه المجموعات في العودة إلى مالي والنيجر مما أدى إلى اندلاع أعمال العنف في يوليو )تموز(، مما أدى إلى طلب اجتماع ثلاثي لوزراء الداخلية (من دون ليبيا) للعمل على تعزيز التعاون في أمن الحدود، لكن النيجر اتهمت الليبيين بتأجيج الأوضاع، الأمر الذي دفع إلى طلب الاجتماع الرباعي على مستوى رؤساء الحكومات من قبل النيجر، بدعم من مالي، ويبدو أنه نُظم في وقت قصير، إذ “لم يكن سفير النيجر ولا سفير مالي على علم بالاجتماع عندما التقيتهما الأسبوع الماضي”، وفق الرسالة.

وختمت الوثيقة أنه في الاجتماع، الذي كان القذافي حاضراً فيه، وكان يرتدي زي الطوارق، دافع عن ليبيا ضد الاتهامات التي وجهت إليها بتأجيج الأوضاع، ومع ذلك، يبدو أن هذا لم يمنع الرئيس المالي من مهاجمة الليبيين مرة أخرى فور انتهاء الاجتماع.

أصول متباينة لـ”الطوارق”

وتتباين الآراء وتختلف المصادر التاريخية في شأن أصل وجذور مجتمع الطوارق، فبعضها يشير إلى أنهم من قبيلة حِمْيَر اليمنية، التي هاجر أفرادها إلى مصر عقب انهيار سد مأرب، ثم انتقلوا لاحقاً إلى شمال أفريقيا والصحراء الكبرى بعد صدامات مع الحكومة المصرية في ذلك الحين، بينما يرى باحثون أنهم ينحدرون من القبائل الأمازيغية التي كانت تستوطن شمال أفريقيا والصحراء الكبرى قبل ظهور الإسلام، مثل قبائل صنهاجة وغيرها.

وتذكر روايات فرنسية أن “الطوارق” هم أحفاد “الجرمنت” الليبيين، وهو ما استغله الزعيم الليبي معمر القذافي، لترويج “الطوارق أصلهم ليبي”، وتوجيه اتهامات إلى حكومتي مالي والنيجر باضطهادهم، وفي إطار ما وصفه بـ”حمايتهم من الإبادة”، دعاهم إلى العودة إلى ليبيا باعتبارها موطنهم الأصلي.

المزيد عن: الطوارقالجزائرليبيامعمر القذافيتقرير المصيرماليأعماال اجراميةوثائق بريطانية

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili