الإثنين, نوفمبر 25, 2024
الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Home » السودان بعد البشير: ما الذي تغير فيه بعد الثورة؟

السودان بعد البشير: ما الذي تغير فيه بعد الثورة؟

by admin

BBC / كانت الإطاحة بالرئيس عمر البشير الذي حكم السودان لنحو ثلاثة عقود من أبرز الأحداث في القارة الأفريقية في عام 2019. وفي هذا المقال يكتب مراسل بي بي السابق في السودان جيمس كوبنال عن تجربته في العودة إلى الخرطوم وعن حجم التغيرات التي شاهدها فيها.

ثورةتعالت الهتافات وتبادلت مجموعة الفتيات إشارات الحرية مشجعات بعضهن البعض. وهدرت الأصوات مجتمعة بكلمات: حرية! سلام! عدالة! وكل مطالب المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية، التي باتت الآن مألوفة، وسط حماس يتصاعد بشكل مُعدٍ.

بيد أن هذا التجمع، الذي كان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لم يثر شحنة من الترقب والقلق لدى الجنود المدججين بالسلاح في مواجهة محتجين مطالبين بحقوقهم. ولم يكن تجمعا سياسيا، أو تجمعا للجان الأحياء الشعبية التي فعلت الكثير لإبقاء ثورة السودان حية، بل هو تجمع صباحي لطالبات مدرسة في منطقة ليست بعيدة عن مركز العاصمة السودانية الخرطوم.

فهذه الثورة باتت ضمن المنهاج الآن في هذه المدرسة على الأقل، التي تجمعت كلها في باحة تغطيها من الأعلى سقيفة من قماش الكتان.

كانت الفتيات بأعمار لا تتجاوز الـ 13 عاما، يُغنين أناشيد الثورة الأخيرة، مثل أغنية مغني الراب السوداني أيمن ماودم“.

وتتضمن الأغنية سطورا نقدية حادة تقارن بين العسكر الذين يحكمون السودان بالجنجويد / الميليشيا التي دعمتها الدولة وروعت وقتلت الناس في دارفور خلال حكم البشير.

رصاصة حية ويكَولوا ليك مطاطة، ديل جنجويد ويكَولوا ليك رباطةدفعولك كم عشان تكَلبها دموتصدح الموسيقى بأعلى صوت عبر سماعات المدرسة المشوشة، لكن هذا التشويش لا يهم، إذ تغطيها أصوات المئات من الحناجر الشابة.

وعلى أنغام الموسيقى قدمت الطالبات مسرحية يُؤدين فيها دور متظاهرات يحملن الزهور وتصوب نحوهن البنادق زميلات لهن ارتدين أزياء عسكرية.

وفي أعقاب ذلك تحدثت الفتيات عن شعور جديد بالفخر بكونهن سودانيات، وكيف أظهرن لأنفسهن وللعالم ما يمكن أن تكون عليه بلادهن.

قال سليم، أحد المعلمين في المدرسة : الثورة لن تتوقف حتى مغادرة العسكر للمشهد كليا.

AFP

كيف وقعت الثورة؟

  • ديسمبر/كانون الأول 2018: خرجت مظاهرات احتجاجا على ارتفاع أسعار الخبز التي زادت بعد أن ألغت الحكومة الدعم الذي كانت تقدمه في هذا الصدد.
  • فبراير/شباط 2019: أعلن البشير حالة الطوارئ وأقال الحكومة وولاة الولايات في محاولة لإنهاء أسابيع من الاحتجاجات ضد نظام حكمه، قتل فيها نحو 40 شخصا.
  • أبريل/نيسان 2019: أطاح الجيش بالبشير وشرع في محادثات مع المعارضة بشأن الانتقال إلى الديمقراطية.
  • يونيو/حزيران 2019: فتحت القوات الأمنية النار على المحتجين وقتلت 87 شخصا، على الأقل.
  • سبتمبر/أيلول 2019: تشكلت حكومة جديدة برئاسة عبد الله حمدوك، كجزء من اتفاق لتقاسم السلطة لثلاث سنوات بين الجيش وممثلين مدنيين وجماعات المعارضة.

وقد أطاح عدد من جنرالات الجيش بالبشير بعد أن شلت الاحتجاجات السلمية السودان في وقت سابق هذا العام. ولكنهم حينذاك حاولوا التشبث بالسلطة، فقمعوا بعنف جموع المحتجين خارج مقر قيادة الجيش في الخرطوم، وقد قتل 87 شخصا على الأقل، وكانت هناك وفيات أخرى خارج العاصمة.

وقد قطع الجنرالات الاتصال بشبكة الانترنت، في محاولة لعزل القوى المنظمة من الثائرين الشباب على وجه الخصوص. بيد أن المظاهرات لم تتوقف وأجبرت الجنرالات في النهاية على الموافقة على تكوين حكومة مدنية.

ولكن حتى الآن، ما زال للجيش خمسة ممثلين من بين 11 عضوا يشكلون ما يسمى بمجلس السيادة الذي يتولى رئاسة البلاد.

ويخشى العديد من السودانيين من أن أحد مطالب المحتجين الرئيسية، وهو تحقيق العدالة لأولئك الذين قتلوا في الثورة وخلال نحو ثلاثة عقود من حكم البشير، سيكون مستحيل التنفيذ مع وجود الجنرالات في مقدمة المشهد السياسي.

ولكن بعد مرور شهرين فقط على أداء الوزارة السودانية الجديدة القسم، أجد أن الأشياء تغيرت. لقد رأيت ذلك في أحد الأيام في شارع الجامعة، أحد الشوارع الرئيسية وسط العاصمة الخرطوم.

ثمة مجموعة صغيرة من الناس كانت تتظاهر أمام مقر رئيس الوزراء ضد إغلاق المدارس.

إهانة أتباع البشير

وكان المحتجون يهتفون ويصفقون ويزغردون، وقرأوا عريضة احتجاج سلموها لمسؤول حكومي للنظر فيها.

Reuters البشير ظهر لأول مرة منذ الإطاحة به في 16 يونيو/حزيران الماضي، أمام مكتب النائب العام

قال أحد المحتجين، في زمن البشيرلم يكن ذلك ممكنا، لكننا الآن نستغل أي فرصة لإسماع أصواتنا“.

وعلى بعد نحو 100 متر في الشارع نفسه، ثمة تجمع آخر كان لدعم بعض كبار الشخصيات في النظام السابق المحبوسين.

إن مثل هذه المظاهرات كانت تُفض بالقوة في زمن البشير، باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات، وربما بطريقة أسوأ.

ولم يمر وقت طويل حتى قام أحد المارة بتوجيه إهانات لأنصار البشير. وهذه، أيضا، حرية جديدة.

يمكنك أن تشعر بانفتاح جديد في أي محادثة تخوضها هنا في الغالب. فالسودانيون يناقشون دائما السياسة بمستوى من الاهتمام والتعقيد نادرا ما تراه في أي مكان آخر.

لكن الآن، باتت الانتقادات تمارس بحرية وبصوت عالٍ، حتى ضد المؤسسة العسكرية، ويبدو أن الخوف القديم من شرطة الآداب (النظام العام) قد تبدد.

في الماضي، قد تتعرض المرأة للجلد لمجرد خروجها إلى مكان عام مرتدية بنطالا، ويعاقب الرجال بالجلد لشرب الكحول، الذي مازال حتى اليوم ممنوعا رسميا.

بيد أنني رأيت الناس من كلا الجنسين يجتمعون لشرب الشاي، وربما ما هو أثقل قليلا، على ضفاف النيل الأزرق، بينما تمر سيارة الشرطة قربهم من دون أن تتدخل في حياتهم.

وما زال هناك الكثير من المحتجين الذين يرفضون فكرة الحكومة الانتقالية بالذات، التي يرون أنها ليست الطريق التي ستوصل البلاد إلى الانتخابات، بل صفقة تسوية ملطخة بالدماء وغير مقبولة تماما.

فالمرحلة الانتقالية قد تكون ببساطة تأسست على تصلب الجيش، أو بسبب الاقتصاد المتعثر. فأسعار الغذاء في ارتفاع وكذلك الحال مع تكاليف النقل.

ولكن عودا إلى المدرسة، حالما أنهت الفتيات تجمعهن الصباحي، وظللن يرددن تلك الشعارات البطولية، أدركت أن ثورة السودان الأخيرة باتت جزءا أساسيا من الحياة اليومية الآن، وبات من الصعب إهمال مطالبها.

You may also like

14 comments

Lonny 21 يونيو، 2020 - 4:54 ص

This piece of writing offers clear idea for
the new people of blogging, that in fact how to do blogging and site-building.

my homepage g than

Reply
Roxie 26 يونيو، 2020 - 11:52 ص

Greetings I am so excited I found your weblog, I really found you by mistake, while I was browsing on Aol for something else, Nonetheless I am here
now and would just like to say many thanks for a fantastic post and a all round exciting blog (I also love the theme/design), I don’t have time to go through it
all at the minute but I have saved it and also included your RSS feeds, so when I have time I will be back to read more,
Please do keep up the awesome work.

My webpage: cbd oil (tinyurl.com)

Reply
Francisco 26 يونيو، 2020 - 4:23 م

Hi there colleagues, how is all, and what you would like to say on the topic of this piece of writing, in my view its actually remarkable designed for me.

Look into my web page – cbd oil – murphysboroillinois.com

Reply
Erwin 26 يونيو، 2020 - 8:52 م

Thanks for sharing your thoughts. I truly appreciate your efforts
and I am waiting for your next post thanks once again.

Also visit my page; cbd oil (gmis.org.au)

Reply
Lan 17 يوليو، 2020 - 9:00 م

Thanks for sharing your thoughts on best hosting website hosting.
Regards

Reply
Aleida 21 يوليو، 2020 - 10:33 م

My brother recommended I might like this website hosting services.
He was totally right. This post actually made my day. You cann’t imagine simply
how much time I had spent for this info! Thanks!

Reply
Freeman 7 أغسطس، 2020 - 2:07 م

Right away I am going to do my breakfast, once having my
breakfast coming again to read more news.

my blog post: website hosting

Reply
Marylou 7 أغسطس، 2020 - 3:24 م

Hi, I do think this is a great web hosting services site.
I stumbledupon it 😉 I will come back once again since I book marked
it. Money and freedom is the best way to change, may you be rich and continue to guide other people.

Reply
Stephen 11 أغسطس، 2020 - 3:55 ص

For most recent information you have to go to
see best web hosting
and on the web I found this web site as a most excellent website for most up-to-date updates.

Reply
Florrie 24 أغسطس، 2020 - 12:08 م

Hurrah! In the end I got a webpage from where I be capable of actually take helpful facts
regarding my study and knowledge.

Here is my web site; cheap flights

Reply
Frankie 25 أغسطس، 2020 - 3:46 ص

A fascinating discussion is worth comment.
There’s no doubt that that you ought to write more about this
topic, it may not be a taboo matter but typically people do not speak about
these topics. To the next! All the best!! 3aN8IMa cheap flights

Reply
Ouida 27 أغسطس، 2020 - 9:54 م

Magnificent goods from you, man. I have understand your stuff previous to and you are just
extremely wonderful. I really like what you’ve acquired here, certainly like what
you are saying and the way in which you say it.
You make it enjoyable and you still care for to keep it smart.
I can not wait to read far more from you. This is actually a terrific web site.

Also visit my website cheap flights

Reply
Tisha 31 أغسطس، 2020 - 5:11 ص

Truly when someone doesn’t understand then its up to other people that they will assist, so here it occurs.

Have a look at my page :: black mass

Reply
Stephania 5 سبتمبر، 2020 - 2:19 ص

My spouse and I absolutely love your blog and find the majority of your post’s to be
just what I’m looking for. Does one offer guest writers to write
content for you personally? I wouldn’t mind composing a post or elaborating on some of the
subjects you write with regards to here. Again, awesome website hosting companies!

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00