ثقافة و فنونعربي السمكة الغريبة: فيلم يبحث عن أرواح الغرقى الحزينة في المتوسط by admin 25 ديسمبر، 2019 written by admin 25 ديسمبر، 2019 26 DW / “ربما أرواحهم مازالت تجلس في القوارب. أرواحهم الحزينة” أرواح المهاجرين الغرقى في المتوسط، يتبع آثارها فيلم السمكة الغريبة للصحفية الإيطالية جويلا بيرتولوزي، فيلم عن حياة صيادين من تونس ومحاولاتهم إنقاذ المهاجرين. موسيقى جميلة غريبة تنطلق في افتتاح فيلم “السمكة الغريبة” للمخرجة الإيطالية جويلا بيرتولوزي. الفيلم يتحدث عن غرق مهاجرين في البحر الأبيض المتوسط. في بداية الفيلم تظهر خلفية سوداء، وجملة: “منذ نهاية التسعينات غرق أكثر من 34 ألف شخص في المتوسط خلال العبور إلى أوروبا“. قضت المخرجة الإيطالية والصحفية بيرتولوزي عام 2017 فترة في بلدة جرجيس التونسية القريبة من الحدود الليبية، حيث يعيش صيادو أسماك مع أسرهم معتمدين على ما يوفره لهم البحر من رزق يومي. صيادون يقضون يومهم في انتظار الذي تأتي به شباكهم من البحر. هناك صورت المخرجة الإيطالية فيلمها الذي أسمته “السمكة الغريبة“. مشاهد في الفيلم تظهر لقطات لجثث ولملابس طافية على سطح البحر. القصة تدور حول الصيادين شمس الدين بوراسين وشمس الدين مرزوق وصلاح الدين محيرك، صيادون من جرجيس أنقذوا آلاف اللاجئين الذين كادوا أن يغرقوا في منتصف البحر. “منذ عام 2002 وحتى 2011 كنا وحدنا في البحر الأبيض المتوسط، نقوم بصيد السمك“، يقول شمس الدين بوراسين لمهاجر نيوز. قطعة ملابس كانت لمهاجر أو طفل مهاجر ابتلعه البحر. الموت غرقا يوضح بوراسين في الفيلم “لم يكن هناك هذا العدد الكبير من سفن منظمات الإغاثة في عرض البحر“، الأمر الذي حملهم مسؤولية إنقاذ الناس من الغرق في تلك الفترة، تقول المخرجة بيرتولوزي، إذ لم يكن يملك هؤلاء الصيادون معدات إنقاذ محترفة. “حتى عندما يتم تدريب المنقذين، من الصعب إنقاذ الناس في البحر” ، تؤكد المخرجة الإيطالية. إذا لم يكن لديك أي تدريب ولم يكن لديك سوى قارب صغير، مليئ بالمعدات التقنية التي تحتاجها لصيد السمك وكسب الرزق، تصبح المهمة أكثر صعوبة“. في مثل هذه الأوضاع يشعر الصيادون أنفسهم بالإرهاق وفقدان الأمل حين يحاولون إنقاذ الناس من الغرق. “لكنهم يعلمون أفضل من غيرهم كيف هو حال البحر” تقول بيرتوليزي، وتضيف “يجب عليك إنقاذ الناس، الإنسان في البحر هو إنسان ميت. وكصياد أو بحار، هذا هو القانون الذي يحكم إنقاذهم حياة الناس في البحر. غير أن عمليات إنقاذ الناس عملية خطرة، يمكن أن تتسبب في سجن المنقذين أنفسهم“. شمس الدين بوراسين ذهب إلى السجن بالفعل. في أيلول/ سبتمبر 2018 ، تم تصوير القارب الذي يقوده بواسطة طائرة تابعة لفرونتكس تقوم بسحب قارب أصغر باتجاه إيطاليا. بعد ساعات قليلة احتشد خفر السواحل الإيطالي وشرطة الضرائب لاعتراض سفينته. أمضى شهراً في سجن إيطالي ووجهت إليه في البداية تهمة التهريب، وتمت مصادرة قاربه لمدة ثلاثة أشهر. أسقطت التهم عنه في وقت لاحق وهو الآن حر ويعود إلى تونس لكن محاكمته لم تنته بعد. دخل بوراسين السجن لمدة 28 يوماً، “شاهدت فيه أشياء سيئة” يقول لمهاجر نيوز. ويضيف “يحاولون إيقافنا من مساعدة الناس، تكبيل أيدينا وغلق أفواهنا. لكننا مسلمون لن نتوقف عن مساعدة الناس. بعكس ذلك نحاول في جمعيتنا تشجيع الصيادين الآخرين على إنقاذ الناس في البحر“. السجن لم يردع بوراسين عن إنقاذ المهاجرين من الغرق في البحر. الصيادون في جمعيته تلقوا تدربيات على كيفية مساعدة الناس في البحر، وعلى اتباع برتوكولات معينة. إذ أصبح بمعلومهم الاتصال بحرس السواحل التونسي أولاً، والذي يتحرك لإنقاذ الناس. شمس الدين مرزوق صياد تونسي سابق من بلدة جرجيس. القرصنة صعبة هي حياة صيادي الأسماك. فلا يسمح لهم بالصيد إلا لأيام معدودة. كما تحدد المناطق التي يسمح لهم بالصيد فيها. حتى نشاط المهربين يقطع أرزاقهم في البحر، لكن رغم ذلك يحاولون دعم بعضهم البعض. بجانب الخوف من الاعتقال بتهم مساعدة المهاجرين، يخشى الصيادون من الميليشيات الليبية وخفر السواحل الليبي الذي يقوم بأفعال تشبه “القرصنة” يقول بوراسين، ويتابع“المافيا الليبية والإيطالية تهربان البشر وتجنيان الأموال من ذلك“. ويضيف في حوار مع مهاجر نيوز: “نحو 70- 80 بالمائة من خفر السواحل الليبي يقومون بتهريب المهاجرين، وينشطون في عمليات التجارة بالبشر“. كثيرون من الشباب من الدول الأفريقية ومن تونس أيضا يرغبون في الهجرة إلى أوروبا. يقول بوراسين “إذا لم تظهر هناك بدائل ولا تطور في تونس، وإذا استمرت صعوبة الحياة وحتى الزواج بالنسبة للشباب، والحصول على عمل محترم، إذا لم توجد حلول لمثل هذه المشاكل، فلن يتوقف الشباب عن الهجرة إلى أوروبا“. “الرائحة تكشف عن الجثث“ شمس الدين مرزوق صياد سابق. منذ تعرضه لحادث، لم يعد بإمكانه الذهاب إلى البحر، لكن البحر يستمر في السيطرة على حياته. يقضي أيامه في تحضير الأرض التي يمكن أن تدفن فيها الجثث التي لا تزال تظهر على الشاطئ بشكل منتظم، والتي يجب دفنها بشكل لائق، ويقول: “منذ عام 2002 ونحن نعثر على الجثث بشكل مستمر“. ويضيف في الفيلم “نعرف أن هناك جثثا من الرائحة” جثث يرمي بها البحر إلى الساحل. ويتابع مرزوق “ربما أرواحهم مازالت تجلس في القوارب. أرواحهم الحزينة. يمكن أن تشعر أن أمرا سيئا قد حصل هنا“. يشرح مرزوق كيف حشر المهربون المهاجرين في هذه القوارب. في كل زاوية من القارب. مرزوق رجل كبير في السن الآن، ولده هاجر هو الآخر بشكل غير شرعي إلى إيطاليا، إنه ليس سعيداً بهجرة ولده، ومحاولات زوجته وأولاده الحصول على تأشيرة للحاق بابنه. تشرح جويلا بيرتولوزي بأن الحصول على تأشيرة إلى إيطاليا أمر صعب المنال بالنسبة للشباب في تونس، ولا يبقى أمامهم سوى الهجرة بطريقة غير شرعية. لا تزال جمعية الصيادين في جرجيس تعمل أيضا، على الرغم من أنها في عهد رئيس جديد. بوراسين ما زال مصمماً على عدم إسكاته وإيقافه عن إنقاذ الناس. فهو لا يخشى التحدث إلى وسائل الإعلام، كي يعرف الناس ما يجري في البحر. يعتقد أنه “ما دامت هناك حروب وديكتاتوريون وقمع وانقلابات وما إلى ذلك، فلن تتوقف الهجرة“. ويضيف في حوار مع مهاجر نيوز “مصممون على الاستمرار في بناء سفن جديدة لغرض الصيد، وكذلك لإنقاذ الأرواح المفقودة في البحر الأبيض المتوسط“. إيما واليس/ عباس الخشالي المصدر: مهاجر نيوز قوارب الموتى/ الأموات في المتوسط/ إيطاليأ/ صيادون من تونس/ السمكة الغريبة 10 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post مصر- طريق الراقصات الأجنبيات للشهرة “مليء بالأشواك” next post سرق بنكا وألقى بالأموال للمارة مهنئا “عيد ميلاد سعيد” You may also like اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 عبده وازن يكتب عن: فيروز تطفئ شمعة التسعين... 21 نوفمبر، 2024 “موجز تاريخ الحرب” كما يسطره المؤرخ العسكري غوين... 21 نوفمبر، 2024 فيلم “مدنية” يوثق دور الفن السوداني في استعادة... 21 نوفمبر، 2024 البلغة الغدامسية حرفة مهددة بالاندثار في ليبيا 21 نوفمبر، 2024 10 comments Richie 10 أغسطس، 2020 - 3:42 م An impressive share! I have just forwarded this onto a coworker who had been doing a little research on this. And he in fact bought me breakfast due to the fact that I found it for him… lol. So let me reword this…. Thanks for the meal!! But yeah, thanx for spending time to discuss this subject here on your web site. adreamoftrains web hosting service hosting services Reply Crystal 11 أغسطس، 2020 - 10:46 ص Does your blog have a contact page? I’m having a tough time locating it but, I’d like to send you an e-mail. I’ve got some recommendations for your blog you might be interested in hearing. Either way, great website and I look forward to seeing it grow over time. Look at my webpage … web hosting services Reply Christiane 14 أغسطس، 2020 - 9:35 ص Thanks for a marvelous posting! I definitely enjoyed reading it, you could be a great author. I will remember to bookmark your blog and will eventually come back later in life. I want to encourage you to continue your great posts, have a nice morning! Also visit my web site content hosting Reply Joycelyn 14 أغسطس، 2020 - 11:21 ص Greetings I am so excited I found your blog page, I really found you by mistake, while I was searching on Bing for something else, Regardless I am here now and would just like to say kudos for a remarkable post and a all round interesting blog (I also love the theme/design), I don’t have time to browse it all at the minute but I have saved it and also included your RSS feeds, so when I have time I will be back to read much more, Please do keep up the great job. Here is my blog post; web hosting services Reply Clay 24 أغسطس، 2020 - 9:30 ص Thank you a lot for sharing this with all of us you actually understand what you are talking about! Bookmarked. Kindly additionally discuss with my web site =). We can have a link exchange contract between us my site … cheap flights Reply King 24 أغسطس، 2020 - 2:51 م Thanks for sharing your thoughts on cheap flights. Regards 32hvAj4 cheap flights Reply Orval 25 أغسطس، 2020 - 3:38 ص If some one wishes expert view on the topic of blogging then i propose him/her to visit this web site, Keep up the pleasant job. cheap flights 32hvAj4 Reply Aisha 25 أغسطس، 2020 - 5:23 ص An interesting discussion is definitely worth comment. I believe that you need to publish more on this issue, it might not be a taboo matter but generally folks don’t discuss such issues. To the next! All the best!! cheap flights 2CSYEon Reply Sharyn 25 أغسطس، 2020 - 10:49 م I have read so many posts on the topic of the blogger lovers but this post is in fact a fastidious article, keep it up. cheap flights 2CSYEon Reply Tara 31 أغسطس، 2020 - 1:38 م What i do not understood is actually how you’re now not actually a lot more neatly-favored than you might be now. You’re very intelligent. You understand therefore significantly in the case of this subject, produced me in my view consider it from a lot of varied angles. Its like women and men are not interested unless it is one thing to do with Lady gaga! Your personal stuffs nice. At all times care for it up! My blog post :: web hosting service Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.