ثقافة و فنونعربي الروائي شوزو نوما يفضح بجرأة هزيمة العرق الأصفر عام 1945 by admin 9 فبراير، 2023 written by admin 9 فبراير، 2023 20 “يابو، القطيع البشري” تسرد سقوط الإمبراطورية اليابانية والذل الذي لحق بها في 1300 صفحة اندبندنت عربية \ كاتيا الطويل @katiatawil “يابو، القطيع البشري” #رواية_يابانية للكاتب شوزو نوما وهي تعد من أهم الروايات اليابانية التي صدرت بعد #الحرب_العالمية_الثانية. واللافت أن صاحبها أصدرها بهذا الاسم المستعار، ثم ما لبث أن تبين اسمه الحقيقي وهو تييتسو #أمانو، ولعل هذا الأمر أضفى على الرواية المهمة مزيداً من الالتباس. وحديثاً صدرت للرواية ترجمة فرنسية ثانية (Yapou, bétail humain, Édition Laurence Viallet, 2022). بعد ترجمة أولى بالفرنسية صدرت عام 2005 في ثلاثة مجلدات عن الناشر نفسه. وقد اختار المترجم هذه المرة وهو سيلفان كاردونيل، أن ينقل هذه الرواية الهائلة الحجم إلى الفرنسية ضمن مجلد واحد تناهز صفحاته الألف وثلاثمئة صفحة. ومن الجدير بالذكر أن هذه الرواية لم تترجم سوى إلى الصينية وذلك لسنوات على رغم أهميتها ودورها في الحركة الروائية اليابانية ما بعد الحرب العالمية الثانية. تعتبر رواية “يابو، القطيع البشري” بحسب نقاد بارزين وهي ديستوبيا قاسية، من أهم الأعمال الروائية اليابانية التي وُضِعت بعد الحرب العالمية الثانية لكونها تتناول موضوعة أيديولوجية أنتروبولوجية يابانية بطريقة ساخرة حادة. ويشكل هذا المشروع الروائي الضخم الذي نُشر في حوالى 49 فصلاً هجاءً لاذعاً لليابان الإمبريالية التي خاب الأمل فيها لدى استسلامها غير المشروط في عام 1945. الرواية اليابانية الرهيبة في 1300 صفحة (أمازون) وكما تمت الإشارة فإن الروائي خلف هذا العمل والذي بدأ ينشر منذ عام 1950 ولمدة نصف قرن تقريباً، كان مجهول الهوية لسنوات قليلة خلت، لكونه وضع روايته باسم مستعار. وقد تبين لاحقاً أن اسم شوزو نوما (Shozo Numa) هو الاسم الأدبي لتيتسوو أمانو الكاتب الفعلي لهذا العمل (Tetsuo Amano, 1926-2008). فبعد سنوات من التكهن والحيرة حول هوية كاتب هذا العمل المتهكم الساخر القاسي، تبين أنه الياباني تيتسوو أمانو، وهو كاتب ومحرر في دار نشر يابانية. وقد اعتُبر هذا العمل من أقسى ما كُتب بحق الإنسان الياباني نظراً إلى أنه يخفض من شأنه ويصغره أمام الإنسان الأبيض الأوروبي. وهذا ما جعل شهرة الكتاب تروج فيحقق أرقام مبيع هائلة. يُضاف إلى ذلك أن الضجة التي تولدت عقب صدور هذا الكتاب كانت أيضاً في جزء منها نتيجة لعدم معرفة هوية كاتبه الفعلية. فكما هي العادة في الصحافة الثقافية يذيع صيت كتاب جيد بشكل أكبر، متى كان كاتبه مجهول الهوية. وهي مثلاً حال كتب الإيطالية إيلينا فيرانتي، وغيرها من الأدباء العالميين المجهولي الهوية الذين تحولوا إلى لغز أدبي سعى الصحافيون إلى سبر أغواره. رواية الهزيمة اليابانية تصور رواية “يابو، القطيع البشري” العالم في المستقبل بسوداوية لا مثيل لها. فيابو أولاً هو الإنسان الياباني الذي يتحول في المستقبل إلى عبد لدى الإنسان الأبيض الغربي. فبعد حرب عالمية ثالثة ووباء كارثي يصيب البشرية ينقسم العالم إلى ثلاثة أعراق، العرق الأبيض السامي الحاكم المسيطر، والعرق الأسود الأقل مرتبة منه والعرق الأصفر أو اليابو وهو الإنسان الياباني المذلول المحقر، الذي يقوم بالأعمال الدنيئة التي لا يقوم بها الإنسان الأبيض. يتحول العرق الأصفر إلى عرق محتقر دنيء لا قيمة له ولا دور، سوى تحقيق نزوات العرق الأبيض وأدنى المهمات على السلم الاجتماعي والإنساني. ويتجلى في هذه الرواية إحباط تيتسوو أمانو وعدد كبير من اليابانيين عقب استسلام الإمبراطور الياباني بكل عظمته ومجده وتاريخه، للغرب المستعمر الغازي. استسلام بلا شروط يحقر الإنسان الياباني ويعده بمستقبل من الذل والهوان. فمنذ العنوان يبدو عامل التصغير والتحقير للعنصر الياباني ظاهراً، فالقطيع البشري المقصود هو اليابانيون، ويراهم القارئ يتسمون بصفات القطيع التابع والصامت والخانع والخاضع والمذلول. صورة نادرة للروائي شوزو نوما (ويكبيديا) والجدير ذكره أن هذا العمل الروائي الديستوبي حقق أرقام مبيع هائلة باللغة اليابانية، فتم بيع ملايين من النسخ، ونال النص حظوة لدى النقاد الثقافيين على رغم المازوشية والتحقير الموجودين فيه والموجهين ضد الشعب الياباني. تبدأ القصة بشخصية رينيشيرو الياباني المغرم بكلارا الألمانية، ثم تتغير موازين القوى بينهما مع التقدم في السرد، ويبدو أن الكاتب قد نجح في تقديم عالم بكامله في نصه وذلك على صعيد السياسة والمجتمع والجنس والدين والثقافة وموازين التعامل بين البشر. لا يخفى على أي قارئ أن النتاج الياباني ضعيف الحضور في الترجمة إلى العربية، وهو مقصور على بضعة أسماء، عدا عن أن ما هو مترجم إنما هو منقول عن لغة وسيطة (الإنجليزية عموماً) وليس عن اللغة اليابانية الأساس. ومن الطبيعي أن يكون أكثر الأدباء اليابانيين ترجمة إلى العربية هم كالتالي: هاروكي موراكامي (1949-) ياسوناري كاواباتا (1899-1972) الحائزة جائزة نوبل في الآداب، كنزابورو أويه (1935-) الحائز هو الآخر جائزة نوبل في الأدب. وتُعطي مؤسسة اليابان للثقافة وهي تابعة للحكومة اليابانية أرقاماً في هذا الشأن، فلسنوات قليلة لم يتخط عدد الكتب اليابانية المترجمة إلى العربية الثمانين كتاباً مع تركز حركة الترجمة بين مصر (49 في المئة) ولبنان (24 في المئة) والأنواع الأدبية المترجمة كانت بمعظمها روايات (74 في المئة) أو قصصاً قصيرة بنسبة أقل بكثير (14 في المئة). ويمكن القول إن هذه النسب هي اليوم في ارتفاع مهم وإنما بطيء وغير كافٍ، على أمل ألا يضطر القارئ العربي إلى أن ينتظر ردحاً طويلاً من الزمن قبل أن يستطيع أن يقرأ “يابو، القطيع البشري” بالعربية. المزيد عن: روائي يابانير\واية تاريخية\الحرب العالمية الثانية\سرد\العرق الأصفر\هزيمة عسكرية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post السجائر الإلكترونية تدمر الرئتين next post حين تحدث أرثر ميلر بشكل موارب عن زواجه الفاشل مع مارلين مونرو You may also like ( 60 قصيدة ) لعشرين شاعرا أميركيا حازوا... 24 يناير، 2025 رحلة هتشكوك الغامضة من أحياء لندن البائسة إلى... 24 يناير، 2025 شربل داغر .. يكتبُ بشهوة الشاعر في نطاق... 24 يناير، 2025 محمود الزيباوي يكتب عن: مجامر من موقع سمهرم... 23 يناير، 2025 أنسي الحاج… الصمت الناطق 23 يناير، 2025 “إغراء الغرب” مراسلات أندريه مالرو مع “أناه” 22 يناير، 2025 رواية “وجوه طنجة” تسترجع مأساة الموريسكيين 22 يناير، 2025 محمد بنيس: على القصيدة أن تبقى مقاومتنا الدائمة... 22 يناير، 2025 نساء وسمن العصور الوسطى الأوروبية بموسيقاهن وأصواتهن 22 يناير، 2025 هل حولت “نوبل” ستاينبك إلى مناصر لحرب فيتنام؟ 22 يناير، 2025