الرجال الآليون الصغار يكتبون مستقبل الطب

يعد التحالف بين الروبوتات والذكاء الاصطناعي بتحولات طبية تعيش المستشفيات الآن في العالم بعض أول فصولها

اندبندنت عربية / عبد الله السبع محرر تقني في إندبندنت عربية، مهتم بالتكنولوجيا والتعليم 7Alsabe

يعيش مجال الطب منعطفات كبيرة بعد جائحة كورونا وتطور اللقاحات، إذ بات التطور الأكبر قادماً من خارج مجال الطب والأدوية، إنما هو نتيجة لتطور الرجال الآليين، فمن المؤكد أن هؤلاء الرجال الآليين سيكتسبون حضوراً متزايداً في المجال الطبي، وقد يمثلون نقطة التحول الكبيرة في هذا القطاع.

إن أردنا الحديث عن الرجال الآليين في الطب وتأثيرهم، نجد أن لهم مساهمات كبيرة جداً، بخاصة في العمليات الجراحية، فقد أسهم دخول الرجال الآليين إلى غرفة العمليات بصورة كبيرة في زيادة سرعة استشفاء المرضى.

ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما يقوم به مستشفى الملك فيصل التخصصي، الذي يعتبر من الرواد في هذا المجال، فقد أدت عمليات الزراعة وغيرها من الإجراءات بمساعدة الرجال الآليين إلى تسريع استشفاء المرضى وتقليل الأعراض الجانبية، كما أصبح المرضى يقضون وقتاً أقل في غرف المستشفى.

شق أصغر

ففي السابق كانت العمليات تتطلب شقوقاً كبيرة تراوح ما بين 30 و45 سنتيمتراً، أما الآن فأصبحت تحتاج فقط إلى شقوق صغيرة في طرف الجسم، مما يسرع عملية التئام الجروح ويعيد المريض إلى وضعه الطبيعي أسرع بكثير، بأمر الله سبحانه وتعالى.

ولم تتوقف مساهمات الرجال الآليين عند هذا الحد، إذ يمكن تخيل إجراء عمليات جراحية من دون استخدام المشارط نهائياً، بواسطة فتيان آلة صغار الحجم قادرين على التعاون في ما بينهم داخل الجسم للوصول إلى أماكن صعبة، والقيام بعمليات مثل القسطرة للقلب وإزالة التجلطات والوصول إلى أماكن مختلفة في الجسم، وهي إجراءات كانت تتطلب وقتاً طويلاً في السابق لإنجازها.

رجال آليون داخل الجسم

كما يمكن في المستقبل الاستعانة برجال آليين داخل الجسم للقيام بمهام عدة، مثل فحص الجسم وغيرها من الحاجات التي ستسهم في إنقاذ الإنسان وحمايته من الأخطار، وتسريع وتيرة شفائه من الأمراض.

الرجل الآلي المتناهي الصغر لن يكون الوسيلة الوحيدة لمساعدة الإنسان، بل سيشكل مع المساعدين الآليين حضوراً كبيراً في حياتنا مستقبلاً، بخاصة لمن يعاني فقدان أحد أعضاء الجسم أو ضعف الحركة، إذ سيكون الرجال الآليون الوسيلة المثلى لمساعدة هؤلاء الأشخاص في ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

التحالف بين الآلة والذكاء الاصطناعي

شهدت العقود الأخيرة ثورة هائلة في مجال الروبوتات، إذ انتقلت هذه التكنولوجيا من كونها أدوات صناعية بسيطة إلى نظم ذكية متقدمة تستخدم في كثير من القطاعات، بما في ذلك الطب، لقد أسهمت التطورات في مجالات الحساسيات الدقيقة والتحكم الدقيق في الحركة في تصميم روبوتات قادرة على أداء مهام جراحية معقدة بدقة متناهية، مما أحدث تحولاً نوعياً في كيفية إجراء العمليات الجراحية وتقليل الأخطار المرتبطة بها.

رافق تطور الروبوتات تقدم هائل في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي مكن هذه الأنظمة من التعلم والتحليل واتخاذ القرارات بشكل مستقل.

وقد أدى التكامل بين الذكاء الاصطناعي والروبوتات إلى تحسين قدراتها في التشخيص والعلاج، مما أتاح للطواقم الطبية إمكانية إجراء عمليات دقيقة في وقت قصير وتحقيق نتائج علاجية أفضل مع تقليل الأخطاء البشرية.

تعد هذه الثورة التكنولوجية بمستقبل طبي واعد يعتمد على التعاون بين الإنسان والآلة لتقديم أفضل رعاية صحية ممكنة.

المزيد عن: الذكاء الاصطناعيالطب الحديثاستخدام الروبوتالجراحة الروبوتية