ثقافة و فنونعربي الدولة المدنية تواجه الدينية على حلبة “فاتن أمل حربي” by admin 19 أبريل، 2022 written by admin 19 أبريل، 2022 44 يتجاذب المسلسل فريقان أحدهما يدافع عن الليبرالية والمرأة والآخر يدرأ خطراً يحيق بالقرآن والسنة اندبندنت عربية \ أمينة خيري صحافية جرى العرف الرمضاني الدرامي على أن ينتفض أبناء وبنات مهنة بعينها ضد مسلسل هنا أو برنامج مقالب هناك، بدعوى أن البطلة تشوه صورة الممرضات، وتجعلهن عديمات الضمير أو قليلات التهذيب، أو أن البناء الدرامي يجعل من المهندسين مجموعة مرتشين أو فاسدين، أو أن الحبكة الفنية اتبعت الصورة النمطية للمحامي الآكل على موائد القتلة ومهربي المخدرات والمحتالين من دون رادع ثقافي أو مرجعية أخلاقية. وشهدت الأعوام الماضية شكاوى من نقابات مهنية وقضايا مرفوعة من أبناء مهن أو حرف ومنشورات شاجبة وتصريحات منددة لما يعتبره أبناء المهنة أو الحرفة تنمراً أو سخرية أو إساءة أو تشويهاً. انتفاضة رجال الدين لكن جديد هذا العام أن مصدر الانتفاضة هم رجال الدين وعلماء الأزهر. فمنذ بدء رمضان، وعدد من علماء الدين يسنون أسنانهم استعداداً للمتوقع مما يحويه مسلسل “فاتن أمل حربي”. المسلسل جاء مسلحاً بكل العناصر التي يمقتها الجانب الأكبر من رجال الدين، لا سيما الرافضين أي نوع من أنواع مساءلة التراث أو البحث والتنقيب في أغوار أحكام الشرع التي أفتى بها الأولون، واستمسك بها الآخرون على مدى مئات السنين. ولما لم تتحرك هذه الأحكام قيد أنملة على الرغم من تحرك العالم من حولها رأساً على عقب آلاف المرات، فقد أخذ البعض على عاتقه محاولة التجديد، ولو من باب استثارة العقول من أجل التفكير. مجرد التفكير في السؤال عن المنطق وراء نصوص عديدة في قوانين الأحوال الشخصية في مصر مرفوض. وقد جرى العرف المجتمعي على استخدامها ورقة ضغط من قبل الأزواج للانتقام من الزوجات بعد الطلاق، أو لتوفير مبالغ النفقة ومصروفات مدارس الأبناء والإعاشة من أجل زيجة جديدة، أو لمجرد إثبات أنه الطرف الأقوى. ومعروف أن قضايا النفقة مثلاً، وهي بند واحد من بنود الأحوال الشخصية، التي تطالب فيها المطلقة الأم بمصروفات المأكل والمشرب والتعليم وغيرها قد تصل إلى 18 دعوى قضائية، وكل منها يستغرق أشهراً، وربما سنوات، إضافة إلى نفقات المحامين والمحاكم. وعلى الرغم من المآسي التي تحفل بها قاعات محاكم الأسرة ومعرفة الجميع بما تتعرض له نسبة كبيرة من الأمهات المطلقات في مصر من معاناة رهيبة، بسبب طريقة فهم القوانين وتطبيقها التي تعتبر دونية المرأة مسألة غير قابلة للنقاش وفوقية الرجل وحريته شبه المطلقة في تحديد مصيرها ومصير الأبناء بعد الطلاق حقاً أصيلاً، فإن طرحها للنقاش أو الانتقاد يظل عبر العقود مسألة شائكة تعرض المغامرين لخطورة مزدوجة. فالمجتمع الذي يصفه البعض بـ”الذكوري جداً” يتربص بأي محاولات لهز عرش الرجال. واحتكام قوانين الأحوال الشخصية للشريعة الإسلامية وتفسيرات المشايخ الأول لها تحصن القوانين ضد النقاش أو دعوات التحديث باعتبارها امتداداً للقرآن والسنة. القوانين الأسيرة قبل عامين، كتبت مديرة برامج المرأة في “مؤسسة قضايا المرأة المصرية” سهام علي أنه “على الرغم من مرور 100 عام على إصدار قوانين الأحوال الشخصية في مصر، فإن الكثير من العوار يشوبها. ذلك العوار الذي يطفو على السطح من حين إلى آخر، إذ لا تزال تلك القوانين على جمودها، بعد أن تجاوزها الواقع. ولمَ لا، وهي ما زالت أسيرة تفسيرات وتأويلات دينية متحيزة ومغلوطة تتعارض وروح الشرائع السماوية التي تحض على العدل والمساواة من ناحية، ومفهوم السلطة الأبوية على النساء والموروثات الثقافية من ناحية أخرى”. القوانين “الأسيرة” نكأ جراحها مسلسل “فاتن أمل حربي”، وهو المسلسل الذي يطلق قذائفه وقنابله الموقوتة قبل بدء عرضه في أول رمضان. إبراهيم عيسى مؤلف المسلسل دأب على طرح موضوعات ذات طابع ديني ثقافي للنقاش عبر برامجه التلفزيونية في مجتمع يعاني الأمرين من موجة عارمة من التشدد الديني المدعوم بجوانب ثقافية وعادات وتقاليد قديمة قدم التاريخ. هذا العام، صعد عيسى من نبرة النقاش في الأسابيع القليلة السابقة لشهر رمضان. الواقعة الكبرى التي فتحت عليه أبواب جهنم ووصلت إلى درجة التكفير كانت وصفه الإسراء والمعراج بأنها “قصة وهمية كاملة”. نيللي كريم بطلة مسلسل “فاتن أمل حربي” (الصورة تخضع لحقوق الملكية – الصفحة الرسمية للفنانة على فيسبوك) ووسط سكاكين التكفير المسلولة واتهامات التحريض المنصوبة، سارع مركز الفتوى في الأزهر بإصدار بيان شجب وتنديد جاء فيه أن “محاولات الطعن البائسة في صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جرم محرم، وجرأة مستهجنة ومرفوضة، ودرب من التجاوز البغيض والمستنكر”. قبلها أثار عيسى موجة هادرة أيضاً حين كان ينتقد منظومة التعليم العالي في مصر، وأنها “تدار بعشوائية وحان الوقت لدراسة ربط التخصصات التي تقدمها الجامعات باحتياجات سوق العمل”، ثم تساءل مستهجناً، “لماذا أدخل صيدلية أجد الشاب الصيدلي يقرأ القرآن؟ وليس مرجع أدوية”. وكما هو متوقع تماماً، خرجت الجماهير الغفيرة تتهمه بكراهية الدين ومهاجمة المتدينين ومحاولة إثارة الفتنة وهدم المعتقد. اعتقد الرئيس أن المهمة يسيرة المخاوف من هدم المعتقد واتهامات معاداة الدين وكراهية المتدينين تشهد تواتراً وتصاعداً في السنوات القليلة الماضية، وتحديداً منذ دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في عام 2014 المؤسسات الدينية الرسمية إلى تجديد الخطاب الديني ومواكبة العصر. ويبدو أن الرئيس المصري نفسه اعتقد أن المهمة يسيرة والغاية واضحة والبينة منطقية والحاجة ماسة. فقد وقفت جهود التجديد محلك سر واقتصرت محاولات المواكبة على بضع خطب موحدة في صلاة الجمعة مع تكاثر البرامج الدينية على القنوات التلفزيونية المختلفة، التي على ما يبدو اعتقدت أن التجديد يكمن في الكثرة العددية لبرامج الفتاوى والفقه، وأن التطهير يقتصر على شرح الفرق بين الإسلام كعقيدة والإسلام كوسيلة للوصول إلى كرسي الحكم، مع دحض فكر جماعة الإخوان المسلمين. أما تجديد المحتوى ومراجعة موقف العلماء والمشايخ من قضايا حياتية حديثة مثل مكانة المرأة التي يصفها كثيرون بـ”الدونية”، لكن في صورة “تكريم” وحقوقها وغيرها، فتلقى مقاومة عنيفة وممانعة عتيدة. الاختلاف الواضح في الرؤى فيما يختص بضرورة تجديد الخطاب الديني واللحاق بالقرن الـ21 بين الرئيس المصري والمؤسسات الدينية الرسمية وعلى رأسها الأزهر واضح وضوح الشمس، لكن لا يتطرق إليه أحد على الساحة الرسمية، حتى إن الرئيس المصري داعب شيخ الأزهر أحمد الطيب في عام 2017 وقال له، “تعبتني يا فضيلة الإمام” في إطار مطالبة بإصدار تشريع يحد من حالات الطلاق ويشترط حدوثه أمام مأذون بدلاً من استسهال “إلقاء يمين الطلاق” من الزوج على زوجته من دون ضابط أو رابط أو محاسب، ورفض الأزهر ذلك ولكن من دون إشهار الرفض بطريقة واضحة. رفض صارخ ومموه مفضلاً الرفض الصارخ ولكن المموه في الوقت نفسه، عاود الأزهر ولكن عبر “مجمع البحوث الإسلامية” الذي أصدر قبل ساعات بياناً شديد اللهجة ضد ما وصفه بـ”الحملات السلبية الهابطة الموجهة إلى رجال الدين والفقهاء من خلال أعمال فنية تعرض حالياً في شهر رمضان”. وعلى الرغم من أن البيان الملتهب غضباً والمشتعل تنديداً لم يذكر اسم المسلسل من قريب أو بعيد، إلا أن المتابعين المهتمين بالصراع المحتدم بين مريدي الدولة ذات المرجعية الدينية وأنصار الدولة المدنية أيقنوا أن “فاتن أمل حربي” هو المقصود. المسلسل يدور حول معاناة ملايين الزوجات في مصر بسبب سوء معاملة الزوج والهيمنة الذكورية على مفاصل الحياة الزوجية وتركيع الزوجة وإذلالها عبر حرمانها من حقوقها وحقوق الأبناء عقب حدوث الطلاق، استناداً إلى “الشرع” أو بالأحرى تفسير بعض العلماء للشرع. كل ما سبق قنبلة موقوتة متوقعة تماماً أن توغر صدور الغالبية العظمى من رجال الدين الذين ينافسون السلطة السياسية في الهيمنة، والقوانين الوضعية في تحديد الممنوع والمسموح، والإعلام في تشكيل الرأي العام وتحريك الجماهير يميناً أو يساراً. مراجعة فقهية و”كأن المشرحة كانت بحاجة إلى قتيل إضافي”، فإن أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر سعد الدين الهلالي هو من قام بالمراجعة الفقهية لمحتوى المسلسل. ومعروف أنه يقف على طرف نقيض من الغالبية العظمى من رجال الدين ومشايخ المؤسسات الرسمية، وعلى رأسها الأزهر، إذ يعرف بتفسيراته المنفتحة المواكبة للعصر وميوله التنويرية في الدين وجهوده المستمرة في تجديد الخطاب وإزالة الجمود الذي لحق به على مدى نصف قرن ويزيد. الطريف أن الهلالي منذ بزوغ نجمه الإعلامي وزيادة عدد متابعيه ومؤيدي مواقفه بين المصريين التواقين لتجديد الخطاب وتطهير التفسير مما يصفونه بـ”الرجعية” و”الجمود” يتعرض هو نفسه بين الحين والآخر لحملات عدائية عاتية من زملاء له في داخل مؤسسة الأزهر. ووصل الأمر مرات عديدة إلى درجة تبرؤ المؤسسة منه ومطالبته بالتوبة ومقاضاته من قبل محامين متشددين والمجاهرة برفض تفسيراته في مسائل تتعلق بالميراث وقوانين الأحوال الشخصية “المجحفة” للمرأة وغيرها كثير. الهلالي من جهته، وفي شأن مسلسل “فاتن أمل حربي” أكد مراراً وتكراراً أنه راجعه فقهياً معلناً أنه يتحمل كل كلمة فقهية قيلت فيه. مجمع البحوث الإسلامية الغاضب جداً أشار في مستهل البيان أن الفن له دور في التثقيف والتنوير ونشر القيم والأخلاق، قبل أن يدق بعنف منتقداً ما وصفه بـ”تحول دفة هذه الرسالة إلى تغريب المجتمع عن هويته وتشويه صورة رموزه فهو أمر ينذر بخطر مجتمعي عظيم”. وحرص البيان على كسب ود الدولة، لا سيما أن الدولة ممثلة في الرئيس المصري الداعي مراراً وتكراراً إلى تجديد لا يحدث. فجاء فيه أن “الدولة المصرية وما تقوم به من جهود في بناء الوعي وخاصة لدى الشباب في ظل ما يعانيه من تحديات فكرية خطيرة يمكن أن تعصف بكل إنجاز وتقضي على كل مكتسب إذا ترك لها المجال”، وذلك قبل أن يعاود الانقضاض على “من يحاول بث سمومه عبر وسائل جماهيرية لا تفرق في تأثيرها بين مستنير يستطيع أن ينتقي ما يوجه إليه، وما بين عقل أعزل بلا علم ولا معرفة يسهل أن يقع في براثن هذه الأفكار الخبيثة”. فريق عمل مسلسل “فاتن أمل حربي” (الصورة تخضع لحقوق الملكية – الصفحة الرسمية للفنانة نيللي كريم على فيسبوك) انتصار درامي “هذه الأفكار الخبيثة” التي سلطت الضوء في نظر الفريق المضاد على مآسي المطلقات في مصر هي أول انتصار، ولو درامي لفريق داعمي حقوق المرأة بعيداً من تعنت البعض من المشايخ ومعهم مؤيدو الدولة المدنية المنزهة عن سطوة حكم رجال الدين منذ فيلم “أريد حلاً” للكاتبة الراحلة حسن شاه، بطولة الفنانة فاتن حمامة التي لعبت دور زوجة تستحيل الحياة بينها وبين زوجها، فتطلب الطلاق لكن تفاجأ بأن عليها اللجوء للمحكمة الشرعية، ثم الإقامة في بيت الطاعة، وحكم المحكمة المعتمدة على شهود لا تعرفهم يشهدون على أدق تفاصيل حياتها ما يهدر كرامتها من الألف إلى الياء. الفيلم مصنف ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، لكنه في الوقت نفسه تعرض لقدر هائل من غضبة رجال الدين وروابط الأزواج الذين يخشون النيل من هيمنتهم على منظومتي الزواج والطلاق، ومن ثم سطوتهم في المجتمع التي ظلت مشتقة من الثقافة والعادات والتقاليد، ثم دعمها المد الديني المتشدد في سبعينيات القرن الـ20. حال لم تتغير يخطئ من يعتقد أن حال المجتمع وأفكاره في عشرينيات القرن الـ20 تختلف كثيراً عن نظيرتها بالقرن الـ21، بل يرجح البعض أن يكون الحال أكثر رجعية من حيث الأفكار وخلط التفسيرات الدينية المتشددة بتفاصيل الحياة وكل كبيرة وصغيرة فيها. مجمع البحوث الإسلامية وجه “دعوة صريحة للقائمين على مثل هذه الأعمال الدرامية أن يتقوا الله في أوطانهم، وأن يقدموا ما ينفع الناس؛ وأن يعوا خطورة كل رسالة كرسوا جهودهم لتضليل الشباب بها؛ فالمجتمع في حاجة إلى تقويم وإلى نشر السلوكيات الإيجابية وما أكثرها بل وما أعظم تأثيرها في البناء والتقدم”. وتتجلى علامة من علامات البناء والتقدم في الإشادة المستمرة بالمسلسل محل النزاع الديني المدني منذ بدء عرضه من قبل المجلس القومي للمرأة. وعقب إذاعة كل حلقة يومياً، يبث المجلس إشادة بالمسلسل الذي يلقي الضوء على قضايا بالغة الأهمية في ملف الأحوال الشخصية ويلحقها بشرح وافٍ ومبسط للقوانين المنصوص عليها في القضية المثارة في الحلقة مثل سن الحضانة، ومسكن الزوجية، والولاية التعليمية، وممارسة العنف ضد المرأة وغيرها بالإضافة إلى نصائح للمرأة حال مواجهتها مشكلة في هذا الصدد. وفي هذا الصدد أيضاً، ولكن من وجهة نظر فقهية، يخوض سعد الدين الهلالي هو الآخر معركته يومياً. فبين هجوم ممنهج عليه وعلى رؤاه الفقهية في المسلسل من قبل زملاء أزهريين وآخرين منتمين للتيارات السلفية المتشددة، وبيان مجمع البحوث الإسلامية الذي لم يذكر أسماء لكن المعنى في بطن البيان. لا مساس بالعلماء وأورد البيان استنكاراً شديداً لما سماه بـ”تلك الحملات السلبية والموجهة بشكل خاص إلى رموز الدين وإلى الفقهاء والعلماء الذين أفنوا حياتهم في خدمة العلم وأهله”، مؤكداً أن “تعمد تشويه صورة رجل الدين هو سعي واضح لإسقاط القدوة في هذا المجتمع، وهو عمل من شأنه أن يدعم كل توجه يخطط لإفراغ المجتمع وتجهيله والقضاء على هويته”. وكان الهلالي قد كتب في صفحته على “فيسبوك” قبل ساعات من صدور البيان أن المسلسل “فضح شرذمة أوصياء الدين وجهلهم بفقهه المتجدد. وكشف أعدادهم المحدودة التي فرضت نفسها بغلظة القول وعسر الرأي وتشدد الفتوى، واصطادت ضحاياها بالجعجعة والغيبة والنميمة وافتراء الكذب وهتك أعراض مخالفيهم وبكاء التماسيح وادعاء المظلومية تحت سترة نصرة الدين، لإنفاذ ظلمهم بهدم الكرامة الإنسانية للعامة وإضاعة حقوق المرأة الفطرية، والافتئات على الآخرين ما تسبب في تشويه صورة الدين البريئة التي تأخذ بيد الإنسان وتخدمه وترفع قدره بحق الاختيار دون الطبقية المقيتة بين عوام المؤمنين وبين أوصيائهم”. حرب غير متكافئة إلا أن الحرب الدائرة رحاها حالياً من منطلق المسلسل ليست متكافئة كالعادة. فهي بين فريقين؛ الأول يقول إنه يدافع عن الدولة المدنية والمبادئ الليبرالية ومكانة المرأة والمجتمع المتنور، في حين الفريق الثاني يقول إنه يدرأ الخطر الذي يحيق بالقرآن وتفسيراته المتفق عليها من قبل المشايخ والسنة النبوية ومكانة النبي والدين والتراث والعلماء والمشايخ. تحفظ العلماء على دعوات تجديد الخطاب الديني تضمن سؤالا وجهته البطلة نيللي كريم التي تتعرض لكمٍّ مذهل من الضغوط من طليقها إلى شيخ “هل ربنا قال إن الست المطلقة إن أرادت الزواج تسقط حضانة أولادها؟” فيرد الشيخ مستهجناً السؤال، “نعم ربنا سبحانه وتعالى قال كذلك”. فسألت “أين قال ذلك؟”، فبدأ الشيخ يستشيط غضباً. وتطور الحوار مع الشيخ الذي قال “إن العلماء أجمعوا على أن المرأة لديها نقوص في العقل. فسألت: علماء في الفيزياء، أم الكيمياء، أم علم النفس؟ فرد الشيخ والشرر يتطاير من عينيه: وما العلماء إلا كلام ربنا يشرحونه ويوصلونه للبشر. فاعترضت قائلة إنها تريد أن تسمع كلام ربنا وليس شرح هؤلاء العلماء لكلام ربنا. فإذ بالشيخ يخبرها أن إيمانها ضعيف، وأن عليها أن تحترم العلماء وكلامهم”. يشار إلى أن بيان مجمع البحوث الإسلامية أشار بشكل واضح وصريح إلى أن “إجماع العلماء المتخصصين المجتهدين في أحد العصور على حكم شرعي حجة معتبرة، لا يجوز مخالفتها، لا لكون آحاد العلماء معصوماً كما يزعم، بل لاستحالة خطئهم مجتمعين في فهم نص دلت على صحته أدوات العلم والاستنباط التي تخصصوا فيها وأتقنوها”. وتستمر الحلقات في البث ويستمر علماء الدين في الغضب ويستمر الفريقان في السجال والجدال حول دولة يتجاذبها المشايخ والساسة وتحكمها الأحكام الدينية ويهيمن الأولون على التفسير من دون حق البحث والسؤال وإعمال العقل، ودولة مدنية خالصة تعتمد على المواطنة حيث الحقوق والواجبات متساوية بغض النظر عن النوع أو المعتقد والقانون المدني سيد الموقف. المزيد عن: مصر \ دراما رمضان \ إبراهيم عيسى \ فاتن أمل حربي \ الأزهر \ حقوق المرأة \ الزواج \ الطلاق 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post أعداد مهولة من النساء البريطانيا يتعرضن للحقن القسري بالمهدئات next post السعودية تعلن اكتشاف حوت “بريدي” نادر You may also like سامر أبوهواش يكتب عن: “المادة” لكورالي فارغيت… صرخة... 25 نوفمبر، 2024 محامي الكاتب صنصال يؤكد الحرص على “احترام حقه... 25 نوفمبر، 2024 مرسيدس تريد أن تكون روائية بيدين ملطختين بدم... 25 نوفمبر، 2024 تشرشل ونزاعه بين ثلاثة أنشطة خلال مساره 25 نوفمبر، 2024 فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم... 24 نوفمبر، 2024 قصة الباحثين عن الحرية على طريق جون ميلتون 24 نوفمبر، 2024 عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024 الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024