السبت, سبتمبر 28, 2024
السبت, سبتمبر 28, 2024
Home » الدولة العميقة في العراق… من المتحكم بها؟

الدولة العميقة في العراق… من المتحكم بها؟

by admin

إيران اخترقت البلاد بميليشيات تابعة للحرس الثوري بهدف تعويم الاقتصاد والسيطرة على النفط

اندبندنت عربية/ صباح ناهي باحث وكاتب عراقي

المبدأ العام الذي يتحكم بمفهوم الدولة أن تكون واحدة لتمثيل مواطنيها من دون تمييز، إلا أن الاستثناءات التي تمر بها بعض الشعوب تفرض منطقاً آخر ونمطاً من التفكير غير المنطقي ومستوى جديداً لوجودها بمفهومي الدولة العميقة والحكومة الخفية.

الدولة العميقة ظاهرة نتاج ظروف متشابكة

بلا شك أن ظروفاً استثنائية وحيثيات متعددة تتحكم بوجود هذه الظاهرة، التي توصف بالرديفة للدولة العلنية، وما هي إلا نتاج التحالفات الخفية للمجموعات المنظمة وغير المنظمة التي ترافق مسارات الدولة في نشأتها وقوتها.

معنى  تشكل الدولة العميقة 

الدولة العميقة هي بالحقيقة شبكة من الارتباطات والمصالح والتحالفات الثانوية التي تتسع رويداً رويداً لتفرض واقعاً من التعامل الخاص بين مجموعات وشلل سياسية تكون فوق القوانين وغالباً فوق الدستور. وهي في المحصلة تحدٍ يفرض نفسه بديلاً عن ما هو السائد لفكرة الدولة التقليدية ويقود إلى تأسيس أجهزة حاكمة غير منتخبة لها سلطة القرار الأمني والسياسي إلى جانب التحكم في الجيش والإدارة والأحزاب الحاكمة وتوزيع الميزانيات ومراكز النفوذ وتقاسم السلطة والأدوار.

مهمات الدولة العميقة

بغطاء الدولة المعلنة، تحتمي الدول العميقة صاحبة القرار في التوجيه والنفوذ في الداخل والخارج، تُسمى أحياناً بالدولة الخفية أو المخزن أو الحاكمية تبعاً لطبيعة ثقافة البلدان وأنظمتها وتجاربها،

وغالباً ما تملك القرار في أجهزة المخابرات والأمن العام والحشود العسكرية الشعبية غير النظامية، وتصنع في الغالب اللوبيات في إحدى مراحل تطورها وتسبغ هذه الظاهرة على أدواتها النافذة في السلطة والقوة والمال والتحكم في القرار والسطوة المجتمعية وفرض نمط من التفكير لدى فئات المجتمع بسلطة الخوف والترهيب وإشاعة الهلع، عملها لا يمت بصلة للقرار الحكومي أو الحزبي أو المؤسسي المعلن.

أساليب الدولة العميقة

نتاجها احتكار القرار السياسي وتوزيع الاستثمارات والعقود الحكومية وغير الحكومية لصالح جهات معينة تقع تحت هيمنتها، بل في ظلها السياسي، ومظاهر القسوة مع خصومها وتصفيتهم والتمثيل بهم، حتى تصل في مراحل الإيغال في تعويم الدولة التقليدية إلى فرض الحكومات وتوزيع الوزارات والإدارات الرسمية على منسوبيها والموالين لها، أو منْ تتعاقد معهم من المستعدين ليكونوا أدوات طائعة بيد رموزها، فهي تحرص على السيطرة على أربع مؤسسات رئيسة: البرلمان، والإدارة الحكومية، والاقتصاد، والإعلام.

القانون والقضاء من ضحاياها

غالباً ما يكون القانون والقضاء ضحايا الدولة العميقة حين يتحول جهاز العدل إلى سلطة هشة لا فاعلية لها رغم محاولات إبرازه شكلياً في العلن لخدمة القوانين، لكنه يوظف أثناء فرض ما يريده رموز تلك الدولة غير المرئية بعد أن يعينوا القضاة والولاة في مراكز القرار ويوجهونهم بوسائل كثيرة، ليتحكموا في القرارات وإقصاء الخصوم وسجن الأعداء وتصفيتهم وتنصيب الأعوان خدمة للولاء العلني لمافيا سياسية لها اليد الطولى، حتى تصل في إحدى مراحل طغيان الدولة العميقة إلى صورة للقمع وتسويغ وتمرير قرارات الأحزاب الحاكمة والنافذة التي تتحول تدريجياً إلى عصابات مسلحة، تستحوذ على السلطة الثالثة للدولة وهي القضاء.

تأصيل الدولة العميقة في العراق

التجربة العراقية حالة واضحة تتأسس فيها هذه الظاهرة بعد عام 2003، حين سقط النظام العراقي وأبدل بنظام جديد، كان ظاهره المعلن نظاماً ديمقراطياً خلاله تغيرت السلطة ومراكزها كلياً عن مجمل تجربة الحكم التقليدي العام السابق المعروف والمؤطر بمؤازرة الشعب بدرجات متفاوتة.

لا سيما أن السلطة التي فرضت نفسها منذ العهد الجمهوري الأول عام 1958 وتميزت بسطوة العسكر على مقاليد الحكم وأشاعت في محصلتها (سلطة الخوف) والأحكام العرفية التي غالباً ما تعطل مدنية الدولة لكنها انتهت في التاسع من أبريل (نيسان) 2003 عند تحطيم النظام القائم آنذاك، واستبدلت رمزيته بمشهد مسرحي في ساحة الفردوس في قلب بغداد بسقوط أكبر تمثال لصدام حسين رأس النظام بكل رمزيته المعلنة.

المعارضة العراقية وسلطتها الخفية

بقدوم قوى المعارضة العراقية الزاحفة من إيران بأسلحة بدر والمجلس الأعلى والدعوة وسواها من الأحزاب الموالية لطهران والمحتمية بها ثلاثين عاماً خلت، وكذلك قوى معارضة أخرى تتناغم معها قدمت من سوريا ولبنان ولندن ودول غربية أخرى، وجدت هذه الأطراف نفسها إزاء فراغ هائل لمؤسسة الحكم التي حُلت بموافقة المحتل الذي اشترط مسبقاً بتحييدها ومحايدتها عن المجابهة مع قواته قبيل الغزو وبمفاوضات أكدها السياسي المعارض أحمد الجلبي في بيته في بغداد عام 2012 أثناء حضوري القمة العربية بوجود نخبة من الإعلاميين الخليجيين وقتها.

 سلطة القرار انتزعت من العراقيين 

استبدلت صيغة التحكم العسكري وشبه العسكري بسلطة الاحتلال المباشر الذي جاء بخطاب آخر يعتمد على عملية سياسية المعلن منها أنها برعاية دولية، وتفرد القرار بالحاكم المدني الأميركي بول بريمر الذي عجّل ببلورة دستور جديد، سرعان ما أتاح أجواء صيغة المحاصصة السياسية لقوى متناقضة الأهداف والتوجهات والأساليب في الشراكة السياسية يصفهم العراقيون بالمثل الشعبي، (وجوه متوالفة وقلوب متخالفة).

وفُرض النظام البرلماني بدل النظام الرئاسي السائد منذ عام 1958، الذي اعتمد بديلاً عنه بعقد شراكة ظاهرة في توزيع مهام الدولة إبان إعلان مجلس الحكم الذي تولى السلطة في البلاد بين أعضائه حسب الحروف الهجائية، وقد فسره العراقيون بأنه نمط من السخرية السياسية، لأن النظام القائم كان بصيغة الانتداب الذي يتحكم به الحاكم المدني ومن بعده خلفاؤه لثماني سنوات عجاف حتى الانسحاب الأميركي من العراق عام 2011.

بداية تأسس الدولة العميقة 

وطيلة هذه الفترة كانت دولة أخرى تتأسس في العراق يقوم بتشكيلها في الخفاء الحرس الثوري بمؤازرة مع ميليشيات عراقية تتناغم معها حد التبعية، حين كانت إيران تنقل تجربتها التعبوية في الباسيج والتنظيمية في تشكيلات الحرس والاقتصادية في مسعى تعويم الاقتصاد العراقي بأدوات عراقية حليفة وبأذرع  حزب الله الذي صاغت فروعه في العراق مشروع الانتخابات العراقية وحسمها لصالح أحزاب السلطة، وتكريس أصوات الأحزاب الدينية.

كانت دولة أخرى تحتمي بالمحاصصة السياسية وبالأغلبية في القرار، والثلث المعطل، الذي كرسه دستور رعاه السفير الأميركي آنذاك زلماي خليل زاد، وموافقة المرجعية الدينية على فقرات الدستور كما أكد النائب بهاء الأعرجي عضو لجنة كتابة الدستور وقتها.

ظلت الدولة الظاهرة تحتمي بشكليات السلطة وامتيازات أغلب النواب الذين منحوا رواتب ومناصب حكومية فسرت لشراء أصواتهم، موزعة على ثلاث رئاسات لكن الفاعل منها في القرار الحكومي والمتحكم بالميزانية العامة لرئاسة الحكومة التي منحت للسلطة السياسية الشيعية.

مهام مبكرة للدولة العميقة

عكفت الدولة العميقة تلك على امتلاك القرار وتصفية الخصوم وربط الاقتصاد العراقي بعجلة الاقتصاد الايراني المتداعي تحت نظام العقوبات الغربي، خلال الفترة من 2006- 2014 لأسباب عديدة ومتشابكة أهمها الصراع على السلطة، ومسوغ الإرهاب المهدد المتمثل بالقاعدة وبعدها داعش، التي خلقت حالة من الهلع والتخويف المقصود والهياج الجماهيري، لجعل العراقيين يتقبلون ظواهر الحشد العسكري والتطوع المستمر لمجابهة تلك التحديات، وضياع البوصلة التي يستهدون بها لهول التفجيرات والقتل العمد والاختطاف، والمقابر الجماعية خلف السدة أقصى شرقي بغداد.

كانت سنوات الجمر وهول الأحداث الجسام، وعرابها يبني دولته العميقة والخفية، ويصنع الميليشيات كما يصنع تشكيلات القاعدة ويلم مجموعات داعش، حتى يسري النفط من جهة أخرى وتطير الأموال في بنوك أسواق بيع العملة، وتمتد الأنابيب النفطية من تحت الأراضي العراقية للجارة الحليفة وتنقل صهاريج النفط العراقي المهرب بأسعار زهيدة.

عسكرة المجتمع إحدى مهام العميقة

عسكرة المجتمع مستمرة وشراء الأسلحة بصفقات مليارية مشبوهة وبوسطاء يؤمنون الأموال لرموز الدولة العميقة والشعب مغلوب على أمره ومهدد بوجوده من خلال قسوة مشروع القاعدة وداعش، فقبل تعطيل الدولة التقليدية الديمقراطية، ناهيك عن مشروع الميليشيات التي تزحف لتطهير المدن المحتلة وتصفية خصومها، والموصل مثال حي لتلك المواجهة التي قادها الجنرال قاسم سليماني مع الحشد وفرض واقعاً جديداً في العراق.

التحكم بالنفط الهدف الأول

لم تقف الدولة العميقة التي يقودها الحرس الثوري وشركاؤه في العراق بالشراكة مع الطائفيين الشيعة والمتواطئين المنتفعين من السياسيين السنة، في فرض سياسة الهيمنة على القرار السياسي فحسب، بل ذهبوا إلى عصب الاقتصاد العراقي المتمثل بالنفط وفرض هيمنتهم على ثلاثة عشر رصيفاً بحرياً لتصدير النفط وتوزيع ريع عائداته، واعتمدوا شركات غير غربية لأنهم يدركون بأنها تمتنع من دفع الرشى لأولئك المهيمنين على الموانئ وعقود تصدير النفط، بالتحكم بالقرار النفطي استخراجاً وتصديراً، مع تهيئة إبرام عقود جديدة تدر عليها المليارات، التي تذهب عبر مصارف عراقية التأسيس، وتبعية الأهداف تسهل عملية بيع العملة الصعبة، التي تطرح في الأسواق عبر البنك المركزي في سابقة لافتة، وكانت نتائجها هدر للمال العام وتدني قيمة الدينار العراقي رغم العائدات المليارية، وتصفية الموظفين الكبار في البنك المركزي وطردهم، لمجرد اعتراضهم عن جدوى هذه السياسية الفاقعة والمؤذية لمصالح البلاد.

خمسون مليار خسارة العراق السنوية

حتى أن وزير النفط السابق أكد لـ”اندبندنت عربية”، أن العراق يخسر أكثر من خمسين مليار سنوياً، جراء هيمنة الدولة العميقة التي تحرص على خدمة مصالح دول إقليمية تضر بالاقتصاد العراقي ضرراً بالغاً وتحول دون السيطرة على الغاز واستخدامه كوقود يوفر عوائد هائلة من الأموال للبلاد، لأن ليس من مصلحة دول تصدر المشتقات النفطية أن تتيح للعراقيين استثمار الغاز وتأسيس مصافي كفؤة لتأمين الاحتياجات الداخلية أو تصدير الفائض.

سياسة كسر المشاجب وعدم السيطرة المركزية

المظهر الآخر لهيمنة الدولة العميقة على القرار السلطوي في العراق، يتمثل بالسلاح المنفلت غير المسيطر عليه من قبل الحكومات المتعاقبة، فما أن ينشب خلاف عشائري أو اختلاف بين الميليشيات أو المناطق تظهر كميات مهولة من الأسلحة المتوسطة والثقيلة، حتى أن بعض الفصائل المسلحة تملك صواريخ موجهة وكاتيوشا وطائرات مسيرة خارج سيطرة الدولة، رغم الدعوات المتكررة التي أطلقها مسؤولون رسميون ورؤساء كتل سياسية وبعض الوزراء لوضع الأسلحة في مشاجب الحكومة والتحكم بها مركزياً لم ينفع وظلت بيد الميليشيات وأحزابها في سياسة معروفة الأهداف تكمن في هز هيبة الدولة وخلق مراكز متصارعة تمكن الطرف الآخر من فرض القرار وإحراج الدولة.

وشهدت مناطق عديدة داخل العراق قصفاً ومجابهات عنيفة أمام أنظار الدولة من دون قدرة على ردعها، آخرها قتل نحو ستمائة محتج من شباب الحراك الشعبي وإصابة أكثر من ثلاثين وإعاقة خمسة آلاف مدني. وتكتفي السلطة بالقول أن ذلك تم على يد “الطرف الثالث”.

ما يعني اعتراف رسمي بوجود دولة أخرى تسير بعجلة الدولة المعلنة، وتستخدم أسلحتها وتقتل وتنفذ عمليات عسكرية وتنصب قناصين فوق البنايات الرسمية وغير الرسمية وتسيّر دوريات بأسلحة مجازة.

المزيد عن: العراق/إيران/ميليشيات إيران/حزب الله/الحرس الثوري/الدولة العميقة

 

 

You may also like

41 comments

зарубежные сериалы смотреть онлайн 23 مارس، 2024 - 2:22 ص

This blog was… how do I say it? Relevant!! Finally I have found something that helped me. Cheers!

Reply
глаз бога 11 أبريل، 2024 - 1:50 ص

Hi there would you mind stating which blog platform you’re working with? I’m planning to start my own blog in the near future but I’m having a tough time choosing between BlogEngine/Wordpress/B2evolution and Drupal. The reason I ask is because your design seems different then most blogs and I’m looking for something completely unique. P.S Apologies for getting off-topic but I had to ask!

Reply
csgo skin bet website 2024 8 مايو، 2024 - 4:31 ص

Aw, this was an incredibly nice post. Taking the time and actual effort to make a good article but what can I say I put things off a lot and never seem to get anything done.

Reply
Francisk Skorina Gomel state University 16 مايو، 2024 - 5:30 ص

Крупный учебный и научно-исследовательский центр Республики Беларусь. Высшее образование в сфере гуманитарных и естественных наук на 12 факультетах по 35 специальностям первой ступени образования и 22 специальностям второй, 69 специализациям.

Reply
гостиничные чеки Санкт Петербург 24 مايو، 2024 - 9:14 م

I know this if off topic but I’m looking into starting my own blog and was wondering what all is required to get set up? I’m assuming having a blog like yours would cost a pretty penny? I’m not very internet savvy so I’m not 100% sure. Any tips or advice would be greatly appreciated. Cheers

Reply
удостоверение тракториста машиниста купить в москве 30 مايو، 2024 - 11:56 م

Simply wish to say your article is as amazing. The clearness in your post is simply nice and i can assume you are an expert on this subject. Well with your permission allow me to grab your RSS feed to keep up to date with forthcoming post. Thanks a million and please keep up the rewarding work.

Reply
russa24-diploms-srednee.com 11 يونيو، 2024 - 7:53 م

Wow that was odd. I just wrote an really long comment but after I clicked submit my comment didn’t show up. Grrrr… well I’m not writing all that over again. Regardless, just wanted to say superb blog!

Reply
hot fiesta slot 13 يونيو، 2024 - 4:38 ص

I know this if off topic but I’m looking into starting my own blog and was wondering what all is required to get set up? I’m assuming having a blog like yours would cost a pretty penny? I’m not very internet savvy so I’m not 100% sure. Any tips or advice would be greatly appreciated. Thanks

Reply
hot fiesta game 13 يونيو، 2024 - 8:48 م

Ahaa, its nice discussion about this article here at this blog, I have read all that, so now me also commenting here.

Reply
хот фиеста игра 14 يونيو، 2024 - 6:49 ص

An impressive share! I have just forwarded this onto a colleague who was doing a little research on this. And he in fact bought me lunch because I discovered it for him… lol. So let me reword this…. Thank YOU for the meal!! But yeah, thanx for spending the time to discuss this issue here on your internet site.

Reply
хот фиеста казино 14 يونيو، 2024 - 6:30 م

What’s up, all the time i used to check webpage posts here early in the break of day, as i love to learn more and more.

Reply
hot fiesta играть 15 يونيو، 2024 - 5:43 ص

At this time I am going away to do my breakfast, when having my breakfast coming yet again to read more news.

Reply
Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 5:21 ص

This piece of writing offers clear idea for the new viewers of blogging, that really how to do blogging and site-building.

Reply
Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 9:53 م

Great goods from you, man. I’ve understand your stuff previous to and you’re just too wonderful. I really like what you’ve acquired here, really like what you’re stating and the way in which you say it. You make it entertaining and you still take care of to keep it smart. I cant wait to read far more from you. This is actually a wonderful site.

Reply
Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 11:12 ص

At this time I am going to do my breakfast, later than having my breakfast coming yet again to read more news.

Reply
Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 12:24 ص

Hey! I know this is kind of off-topic but I had to ask. Does running a well-established blog like yours take a lot of work? I’m completely new to writing a blog but I do write in my diary daily. I’d like to start a blog so I will be able to share my own experience and views online. Please let me know if you have any ideas or tips for new aspiring bloggers. Appreciate it!

Reply
Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 1:13 م

Very good blog! Do you have any tips and hints for aspiring writers? I’m planning to start my own website soon but I’m a little lost on everything. Would you suggest starting with a free platform like Wordpress or go for a paid option? There are so many choices out there that I’m totally confused .. Any ideas? Thanks a lot!

Reply
Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 2:04 ص

Hello! Someone in my Myspace group shared this site with us so I came to give it a look. I’m definitely enjoying the information. I’m book-marking and will be tweeting this to my followers! Outstanding blog and terrific design and style.

Reply
Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 2:10 ص

These are in fact wonderful ideas in regarding blogging. You have touched some good factors here. Any way keep up wrinting.

Reply
Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 6:35 م

Awesome site you have here but I was curious about if you knew of any message boards that cover the same topics talked about in this article? I’d really love to be a part of group where I can get responses from other knowledgeable individuals that share the same interest. If you have any recommendations, please let me know. Bless you!

Reply
Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 8:19 ص

This is the right website for anybody who wishes to find out about this topic. You realize so much its almost hard to argue with you (not that I personally would want toHaHa). You definitely put a new spin on a topic that’s been written about for many years. Excellent stuff, just excellent!

Reply
Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 9:53 م

Howdy! I know this is somewhat off topic but I was wondering which blog platform are you using for this site? I’m getting fed up of Wordpress because I’ve had issues with hackers and I’m looking at options for another platform. I would be great if you could point me in the direction of a good platform.

Reply
Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 10:38 ص

I have fun with, lead to I found exactly what I used to be taking a look for. You have ended my 4 day long hunt! God Bless you man. Have a nice day. Bye

Reply
автомойка самообслуживания под ключ 6 يوليو، 2024 - 4:54 ص

1Строительство автомоек под ключ – наша специализация. Мы предлагаем полный пакет услуг и качество по доступным ценам.

Reply
автомойка самообслуживания под ключ 6 يوليو، 2024 - 10:04 م

Строительство автомойки – это наша страсть. Мы гарантируем высокое качество работы и стремимся обеспечить ваш комфорт и удовлетворенность.

Reply
строительство автомоек под ключ 7 يوليو، 2024 - 11:14 ص

Мойка самообслуживания под ключ – это отличная бизнес-идея для тех, кто ценит время клиентов. Установим оборудование и обучим персонал.

Reply
строительство автомойки под ключ 7 يوليو، 2024 - 11:31 م

Ищете надежного партнера для строительства автомойки? Мы предложим индивидуальные решения и полное сопровождение проекта от начала до конца.

Reply
автомойка под ключ 8 يوليو، 2024 - 11:01 ص

Строительство автомоек под ключ – это возможность получить готовое к эксплуатации и прибыльное предприятие без лишних хлопот.

Reply
автомойка под ключ 8 يوليو، 2024 - 10:46 م

При строительстве автомоек под ключ особое внимание уделяется экологичности и экономии ресурсов. Все работы выполняются в соответствии с последними трендами в области моечного бизнеса.

Reply
Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 3:09 م

If some one desires to be updated with most recent technologies after that he must be pay a visit this site and be up to date daily.

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 4:42 ص

Excellent website you have here but I was curious about if you knew of any user discussion forums that cover the same topics talked about in this article? I’d really love to be a part of online community where I can get opinions from other knowledgeable individuals that share the same interest. If you have any recommendations, please let me know. Many thanks!

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 5:42 م

Hi there mates, its enormous article regarding educationand completely explained, keep it up all the time.

Reply
строительство автомоек под ключ 15 يوليو، 2024 - 4:34 ص

“Франшиза автомойки” от нас подразумевает полную поддержку и совместные усилия. Мы тесно взаимодействуем с каждым из наших партнеров.

Reply
мойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 1:03 م

1Хотите собственное дело с низкими инвестициями? Попробуйте автомойку самообслуживания под ключ – новый формат быстрой очистки автомобилей.

Reply
автомойка под ключ 15 يوليو، 2024 - 9:38 م

“Автомойка под ключ” – это не просто прибыльный бизнес. это возможность предложить клиентам исключительные услуги и построить связь с сообществом.

Reply
автомойка под ключ 16 يوليو، 2024 - 6:09 ص

Автомойка самообслуживания под ключ – это экономия времени клиентов и вашего вложения в персонал. Будущее за инновациями!

Reply
автомойка под ключ 16 يوليو، 2024 - 2:44 م

Строительство автомойки под ключ – неутомимая забота и полный контроль на каждом этапе, от проекта до открытия. Ваш бизнес в надежных руках!

Reply
строительство автомойки 16 يوليو، 2024 - 11:40 م

“Франшиза автомойки” от нас подразумевает полную поддержку и совместные усилия. Мы тесно взаимодействуем с каждым из наших партнеров.

Reply
Jac Амур 19 أغسطس، 2024 - 8:38 ص

I am regular reader, how are you everybody? This piece of writing posted at this website is in fact good.

Reply
theguardian.com 24 أغسطس، 2024 - 5:25 م

Hi my family member! I want to say that this article is awesome, great written and come with almost all important infos. I’d like to peer more posts like this .

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00