عرب وعالمعربي الدبيبة يمنع الوزراء من التصريح للصحافة دون موافقته by admin 27 أكتوبر، 2022 written by admin 27 أكتوبر، 2022 46 تزامن القرار مع احتضان ليبيا فعاليات “طرابلس عاصمة للاعلام العربي” اندبندنت عربية \ كريمة ناجي صحافية @karimaneji في ظل الانقسامات السياسية والفوضى الأمنية وغياب القوانين التشريعية لحماية الصحافيين في ليبيا، بات العمل الصحافي في ذلك البلد خطير جداً، مقارنةً بالدول المجاورة، الأمر الذي تؤكده المراتب التي سبق واحتلتها ليبيا على قائمة التنصيف العالمي لحرية الصحافة. وحلت ليبيا هذه السنة في المرتبة 122 على المستوى العالمي، بعدما كانت في الترتيب 165 من بين 180 دولة في عام 2021 وفق التقرير السنوي لمنظمة “مراسلون بلا حدود” الذي يصدر كل سنة تزامناً مع اليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق في 3 مايو (أيار) من كل عام. منع التصريحات الصحافية في سياق متصل، صدر قرار لافت عن “حكومة الوحدة الوطنية” في طرابلس، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، تزامناً مع احتضان ليبيا فعاليات “أسبوع الإعلام العربي” ضمن إطار نشاطات احتفالية “طرابلس عاصمة الإعلام العربي 2022 “والتي انطلقت في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي وتمتد حتى الـ 28 منه، بالقبة الفلكية بالعاصمة الليبية بمشاركة أساتذة إعلام وأكاديميين بعدد من الجامعات الليبية والعربية. وينص القرار الذي يحمل توقيع وزير الدولة لشؤون رئيس الحكومة ومجلس الوزراء، عادل جمعة، صادر بتاريخ 18 من الشهر الحالي، على أن “تعليمات رئيس الوزراء تقضي بعدم إجراء اي مؤتمرات أو لقاءات صحافية إلا بإذن رسمي من رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة”، ما زاد من مخاوف الصحافيين من التخبط في دائرة البيروقراطية الإدارية للقيام بأعمالهم الصحافية التي تتطلب السرعة والدقة. ووصف عدد من المسؤولين والصحافيين الليبين ذلك القرار بـ “الديكتاتوري، الذي لا يتماشى والأهداف التي قامت من أجلها ثورة 17 فبراير/ شباط 2011 والتي يأتي في مقدمتها مبدأ حرية التعبير”، بينما رأى البعض الآخر أنه “إجراء تنظيمي للعمل الصحافي”. وفي هذا الصدد تشير “اندبندنت عربية” إلى محاولة التواصل مع الناطق الرسمي بإسم حكومة الوحدة، محمد حمودة، للتحدث عن هذا القرار، دون جدوى. “نكبة جديدة” من جهة أخرى، وصفت رئيسة تحرير وكالة “ليبيا 24” ريم البركي القرار بـ “النكبة الجديدة التي تُضاف إلى ملف الحريات في ليبيا”. وقالت إن “قرار الدبيبة منع المسؤولين في حكومته المنتهية ولايتها من الإدلاء بأي معلومات أو تصريحات صحافية، يأتي ضمن إطار التضييق على عمل الصحافيين ويكشف أيضاً عن العبودية التي يتخبط فيها الوزراء فبحسب القانون كل وزير مسؤول عن وزارته وتصريحاته”. وأضافت البركي أن “هذا القرار أعطى صورة سيئة عن البلد المستضيف لفعاليات طرابس عاصمة للإعلام العربي، في حين أن رئيس الحكومة غير ملم بالقوانين الدولية وعلى رأسها الميثاق الدولي لحقوق الإنسان الذي وقعت عليه ليبيا ويضمن حرية التعبير وحق الانسان في المعرفة والوصول إلى المعلومة”. وتساءلت البركي “هل يعلم رئيس الحكومة الوطنية أن الصحفي يمارس عمله بتكليف ضمني من المواطنين، حيث يسأل بلسانهم ويضطلع بمسؤولية نشر الحقائق، وأنه من حق أي مواطن ليبي معرفة ما يدور في بلده ومساءلة أي مسؤول حتى وإن كان رئيس البلاد”. إجراء تنظبمي في المقابل، رأى عضو اللجنة التأسيسية لنقابة الصحافيين في ليبيا، محمد الصريط، أن “قرار رئيس حكومة الوحدة الوطنية يأتي في إطار تنظيم العمل بين المسؤولين والصحافيين”. وأكد أنه يساند هذه الآلية “شرط ألا تحد من مساحة العمل الصحافي”، مضيفاً أن “هذا القرار الذي يراه البعض في شكله الخارجي عائقاً أمام العمل الصحافي، ولكنه على العكس يعطي فرصةً للصحافيين في الحصول على المعلومة من المصدر نفسه مباشرةً”. وأوضح الصريط “نحن لن نقف ضد أي شكل اجرائي متعارف عليه ينظم العمل الإعلامي مع الشخصيات المسؤولة في الدولة ولكن في المقابل يجب مراعاة جزئية ألا يدخل العمل الصحافي والحصول على المعلومة في حالة من العبثية”. وقال إن “جميع القطاعات في البلد مرت بحالة من الفوضي حيث شاهدنا في أكثر من مناسبة رئيس الحكومة يدلي بتصريحات ليست في محلها ليخرج علينا بعدها وزير وينفي هذه الأمور، فالصحافي بحاجة إلى معرفة الحقيقة فقط”. حجب للشفافية وتعليقاً على الموضوع، أكد عضو مجلس الدولة الاستشاري، عادل كرموس أن “هذا القرار يتعارض والقوانين المحلية والدولية التي تكفل حرية التعبير وتنص على مبدأ الشفافية الذي يجب أن تلتزم به أي حكومة أو أي وزارة”. وأوضح كرموس لـ “اندبندنت عربية” أن “المسؤول بصفة عامة، وزيراً كان أو رئيساً للحكومة مطالَب بالافصاح عن أي معلومة تطلبها أي جهة اعلامية باعتبار أن الإعلام هو الوسيلة الرئيسة التي تنقل مشاكل وتساؤلات المواطنين، فالوزير أو المسؤول مطالَب بإجراء أي تدخلات صحافية دون الحاجة إلى موافقة رئيس الحكومة”. وأشار إلى أن “الهدف من هذا القرار هو حجب الشفافية عن المواطن الليبي، لأن الدبيبة بهذا القرار سيعود بالبلد إلى عهد الديكتاتورية التي انتفض ضدها الشعب الليبي في 2011، فالحكومات الديكتاتورية هي من تريد إخفاء المصداقية عن أعمالها. وقرار الدبيبة غير مقبول وسيبقى حبراً على ورق باعتبار أن بعض الوزراء لم يلتزموا به نهائياً منذ صدوره”. المزيد عن: ليبيا\حكومة الوحدة الليبية\عبد الحميد الدبيبة\طرابلس\الإعلام العربي\قرارات حكومية\حرية التعبير\حق الوصول إلى المعلومة\الشفافية\الصحافة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الترسيم البحري: هل تكون السيادة للبنان والثروة لإسرائيل؟ next post الجهاز السري للإخوان… من إرث الحشاشين إلى عباءة ستالين You may also like المجلة تنشر النص الحرفي لإعلان “وقف الأعمال العدائية”... 28 نوفمبر، 2024 أسئلة وقف النار في لبنان… أي انتصار؟ أي... 28 نوفمبر، 2024 خمسة تساؤلات حول وقف إطلاق النار بين إسرائيل... 28 نوفمبر، 2024 كيف غيّر “حزب الله” شروطه بين بدء الحرب... 28 نوفمبر، 2024 بعد قرار “الجنايات”… المصريون حائرون: هل “الإخوان” إرهابية؟ 28 نوفمبر، 2024 النزاع الإيراني- الإسرائيلي: دور روسيا “المحايد” على المحك 28 نوفمبر، 2024 بعد إعلان نتائج الانتخابات البلدية… هل حن الليبيون... 28 نوفمبر، 2024 مناطق لبنان المدمرة… قنابل موقوتة بما تحويه 28 نوفمبر، 2024 كيف قرأ سياسيو لبنان اتفاق وقف النار وهل... 28 نوفمبر، 2024 خريطة الوجود الإسرائيلي في جنوب لبنان وسيناريوهات الانسحاب 28 نوفمبر، 2024