ثقافة و فنونعربي “الخيّال فوق السطح” لجيونو… مصير الفرد في عالم مضطرب by admin 2 أبريل، 2020 written by admin 2 أبريل، 2020 246 “الكوليرا” يحوّل جبال الجنوب الفرنسي إلى بوادٍ ينخرها الموت والخراب اندبندنت عربية / إبراهيم العريس باحث وكاتب صحيحٌ أنّ عدد الروايات العالمية التي جعلت من الأوبئة خلفية لأحداثها إن لم تكن موضوعاً أساسياً لها لم يكن كبيراً، ومع ذلك فإنّ هذا الصنف الأدبي، إن جاز لنا أن نعدّه صنفاً، غالباً ما استُخدم لدوافع فلسفية تأملية بأكثر مما اُستخدم لدوافع تاريخية حقيقية. ولنذكر على سبيل المثال هنا أن الرواية التي ربما تكون الأشهر في هذا المجال، “الطاعون” للكاتب الفرنسي ألبير كامو، التي دائماً ما تُذكر في كلّ مرة يريد فيها أحدٌ أن يتحدّث عن هذا اللون من الأدب، لا يمكن بأي حال فصلها عن الهموم الفلسفية التي شغلت بال كاتبها. وبالتالي، أجمع الدارسون والنقاد على أن الطاعون فيها ليس سوى كناية، ولعل خير دليل يوردونه على ذلك، هو أن الوباء نفسه لا يشغل حيزاً كبيراً في الرواية، ناهيك بأن وصف كامو لاستشرائه وغوصه في تفاصيله لا يرقى، مثلاً، ولكي نبقى ضمن سياق الأدب الفرنسي في القرن العشرين، إلى وصف مارسيل بانيول داء الطاعون نفسه في روايته “المصابون بالطاعون”، لكن خاصة إلى مستوى ما فعله جان جيونو في روايته الكبرى “الخيّال فوق السطح” التي تبقى الرواية المرجع في هذا المجال، بالصفحات المدهشة التي يصف فيها جيونو القرى والمناطق والموت والعواطف والعلاقات البشرية الناتجة عن ذلك كله. ومع هذا يقال دائماً إن وباء الكوليرا الذي يشكّل العمود الفقري لموضوع الرواية لا يقل هنا في رمزيته عن الطاعون في رواية كامو. فهنا أيضاً لم يتحدّث جيونو عن الكوليرا إلا لكي يتحدث عن الإنسان أمام الخوف والموت، علماً أن المؤرخين يقولون عادة إن الحقبة التاريخية التي يتحدّث عنها جيونو في “الخيّال فوق السطح” لم تشهد في منطقة البروفانس الأعلى في الجنوب الفرنسي أي نوع من الوباء، بمعنى أن الكاتب تعمّد إزاحة التاريخ بعض الشيء، لكي يربط حالتين ببعضهما بعضاً، ثانيتهما، وربما أهمهما بالنسبة إليه، الصراع السياسي في منطقة البييمونتي الإيطالية بين الإيطاليين ومحتلي بلادهم النمسويين. لكن هذا الانزياح التاريخي لا يبدو أنه أثار لوم النقاد كثيراً. المعاني هي الأساس كان المهم بالنسبة إليهم استخلاص المعاني من حدث خطير. وذلك بالاستناد إلى مسعى جان جيونو الدائم القائم على وضع الإنسان الفرد في مواجهة حدث جماعي ورصد طريقة مجابهته له. وذلك هو الموضوع الأساس في هذه الرواية أيضاً، الموضوع الذي لوى من أجله الكاتب عنق الواقع التاريخي على هواه. والفرد الذي نشير إليه هنا هو ضابط الخيّالة الإيطاليّ الشاب آنجلو الذي يحدث له مرة أن يقتل ضابطاً نمساوياً خلال مبارزة، ما يضطره للهرب إلى البروفانس الفرنسي الأعلى، وغايته تحديداً اللجوء إلى بلدة مانوسك، وهي في الواقع مسقط رأس جيونو نفسه الذي اعتاد أن يجعل معظم رواياته الأخرى تدور فيها، فهو له في البلدة أخ بالرضاعة يمكنه الاعتماد عليه في منفاه. وهكذا يبدأ آنجلو رحلته التي سيُصدم ما إن تقوده إلى تلك المنطقة الفرنسية، من جرّاء خلوّ القرى المتتالية من السكان فإن وُجدوا فموتى أو محتضرون. لقد مرّت الكوليرا من هنا، وتمكّنت بسرعتها الرهيبة من القضاء على الناس في غياب أي عناية صحية أو أجسام طبية أو حتى أغذية تقوي مناعة السكان، ولسوف نعرف هذا بتفاصيله حين يلتقي آنجلو في ثالث قرية يدخلها طبيباً منهكاً لا يزال، ورغم كل شيء، يواصل محاولاته اليائسة لإنقاذ من يمكنه إنقاذهم. ويندفع آنجلو إلى معاونة الطبيب في عمله. لكنها اندفاعة لا تسفر عن نتيجة، فالمرض أقوى من أي جهد بشري. بل إن الطبيب نفسه سرعان ما يموت بين يدي بطلنا، ويصف الكاتب موته ومعاناته في صفحات مرعبة. الغريب هو المذنب دائماً لكن، آنجلو يتابع طريقه وقد ازداد عزمه على القيام بواجبه بينما الكاتب يكرّس صفحات بعد صفحات لوصف القرى والمناطق والخراب والموت. ولاحقاً إذ يصل آنجلو إلى البلدة التي يقصدها، ويشعر لوهلة أن خلاصه تحقق، يذهله تكالب من تبقّى من السكان من حوله، محاولين سحله، وهم يتهمونه بأنه قد سمّم الخزانات التي تغذي البلدة بمياه الشرب. فحتى في تلك الأيام، من الواضح أن الغريب هو المتهم والمذنب، الذي سيقدّم ككبش محرقة. بيد أن آنجلو يتمكّن من الهرب من مهاجميه لاجئاً إلى سطوح البيوت حيث سيعيش فترة من دون أن ينتبه إليه أحد، سوى قطة بائسة سترافقه في إقامته هناك في الأعلى مؤنسة وحدته غاضّة طرفها عن غزوات يقوم بها بين الحين والآخر إلى بعض البيوت المهجورة بحثاً عن طعام أو بقايا طعام. ويلتقي آنجلو في واحدة من غزواته سيدة حسناء هي بولين دي ثيوس التي تدهشه بشجاعتها، وبكونها لا تخشى لا المرض ولا الموت ولا الأشرار الذين باتوا منتشرين في كل مكان. بل تدهشه أكثر حين تدعوه إلى شرب الشاي معها، ويلاحظ حلاوة الشاي التي لا تصدّق! وبعد حين إذ يجرؤ آنجلو على مبارحة السطوح يلتقي راهبة تقوم ليلاً نهاراً بغسل موتى الوباء، تمهيداً لدفنهم بطريقة مسيحية لائقة، لا يتورّع عن مساعدتها في عملها من دون رهبة أو شكوى. لكن، السكان سرعان ما يهجرون البلدة مرعوبين أمام استشراء الوباء في مهاجمتهم، لاجئين إلى مخيّم أقيم في أعلى التلال حيث تبدو حرارة الجو هناك أخف وطأة مما كانت عليه خانقة قاتلة في القرى التي عبرها سابقاً. لكن، المفاجأة الأكبر بالنسبة إلى آنجلو هنا ستكون في عثوره على أخيه بالرضاعة جوزيبي مسؤولاً في المخيّم، وطبعاً يتعانق الاثنان، ويبدأ آنجلو بتسوية حياته في المكان، لكنه سرعان ما يحس بالضيق، لا سيما أمام ممارسات بعض المسؤولين بما في ذلك حجرهم ليس على الموبوئين فقط، بل على كل من يمتّ إليهم بصلة قرابة. عودة إلى الوطن وهكذا يتابع صاحبنا ارتحاله غير مبالٍ بالحرارة المتفاقمة، ولا بانتشار المرض من حوله أكثر وأكثر. بل إنه لن يبدي ولا لحظة دهشته، لكون المرض قد وفّره ولم يطله، كذلك لن يبدي أي دهشة حين يلتقي عند حاجز في طريق عودته إلى وطنه إيطاليا، الحسناء بولين فيتابعان المسير معاً عابرين من جديد قرى خربة وجثثاً منتشرة وسط حرارة لا تطاق، من دون أن يغيب عن باليهما كون رجال الأمن منتشرين يطاردوهما كما يطاردون أي شخص لم يحصده الوباء. والأدهى من هذا أنهما عندما يصلان إلى قرية يبدو أن الوباء لم يصلها، يُقبض عليهما ليودعا في الحجر الصحي، لكنهما يهربان، وبعد ذلك حين يكتشف آنجلو أن بولين التقطت الوباء يساعدها بقدر ما يستطيع قبل أن يعيدها إلى قريتها، ويتابع هو طريقه إلى إيطاليا مبتسماً، فلقد حوّله الوباء الذي اجتازه وتجاوزه إلى إنسان جديد يعرف قيمة الحياة وسعادة مساعدة الآخرين. عند هذا الحد تبدو رواية جان جيونو وعظية إلى حد ما، وتفقد بنهايتها هذه قسطاً كبيراً من قوتها، لكنّ كاتباً مثل جيونو ما كان ممكناً له أن يُنهي روايته إلا بهذا الشكل، طالما أنّ المهم يبقى بالنسبة إليه تلك الصفحات العديدة التي صوّر بها مناخ الكوليرا وتعاسة البشر، وكيف انعكسا على بطله عاملين على إحداث ذلك التغيير الجوهري فيه. ونعرف أن مثل تلك التغيّرات كانت دائماً أساسية في أدب جان جيونو (1895 – 1870)، الذي عُرف بنزعته السلمية التي جعلته يُتّهم حتى بالتواطؤ مع النازيين الذين احتلوا فرنسا عند بدايات الحرب العالمية الثانية. غير أنّ التهاون معه كان أسهل من التهاون مع “متعاونين” آخرين طالما أن “تواطؤه” مع الأعداء لم يكن نشطاً، بل ينبع فقط من نزعة سلمية كما قال المدافعون عنه! المزيد عن: الطاعون/كوروناالكولير/األبير كامو/الخيّال فوق السطح/مارسيل بانيول/جان جيونو 42 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post These 5 pro athletes don’t eat meat next post كتّاب إيطاليون يعيشون تراجيديا كورونا… ماذا لو طال عزلنا؟ You may also like أول ترشيحات “القلم الذهبي” تحتفي بالرعب والفانتازيا 17 نوفمبر، 2024 شعراء فلسطينيون في الشتات… تفكيك المنفى والغضب والألم 17 نوفمبر، 2024 “بيدرو بارامو” رواية خوان رولفو السحرية تتجلى سينمائيا 16 نوفمبر، 2024 دانيال كريغ لا يكترث من يخلفه في دور... 16 نوفمبر، 2024 جاكسون بولوك جسد التعبيرية التجريدية قبل أن يطلق... 16 نوفمبر، 2024 المخرج والتر ساليس ينبش الماضي البرازيلي الديكتاتوري 16 نوفمبر، 2024 الحقيقة المزعجة حول العمل الفائز بجائزة “بوكر” لهذا... 16 نوفمبر، 2024 فرويد الذي لم يحب السينما كان لافتا في... 16 نوفمبر، 2024 يونس البستي لـ”المجلة”: شكري فتح السرد العربي على... 15 نوفمبر، 2024 مرصد كتب “المجلة”… جولة على أحدث إصدارات دور... 15 نوفمبر، 2024 42 comments Kerry 20 يونيو، 2020 - 5:29 ص Useful information. Lucky me I discovered your site by chance, and I’m shocked why this accident did not happened in advance! I bookmarked it. Also visit my site :: g there Reply Shirley 20 يونيو، 2020 - 10:52 م I’m not that much of a online reader to be honest but your blogs really nice, keep it up! I’ll go ahead and bookmark your site to come back later. Many thanks Feel free to visit my web page … people g Reply Thurman 26 يونيو، 2020 - 3:19 م Hi there! I know this is kinda off topic but I was wondering if you knew where I could find a captcha plugin for my comment form? I’m using the same blog platform as yours and I’m having difficulty finding one? Thanks a lot! my webpage cbd oil (dianews.ge) Reply Krystyna 26 يونيو، 2020 - 5:10 م Aw, this was an exceptionally nice post. Taking a few minutes and actual effort to create a top notch article… but what can I say… I procrastinate a lot and don’t seem to get nearly anything done. Also visit my webpage cbd oil (http://tinyurl.com/y9q2cv79) Reply Lee 28 يونيو، 2020 - 12:27 ص If you are going for best contents like I do, just pay a quick visit this website daily for the reason cbd oil that works 2020 it offers quality contents, thanks Reply Chelsey 28 يونيو، 2020 - 3:16 ص I’m truly enjoying the design and layout of your site. It’s a very easy on the eyes which makes it much more enjoyable for me to come here and visit more often. Did you hire out a developer to create your theme? Exceptional work! Feel free to visit my web page: cbd oil that works 2020 Reply Janeen 26 يوليو، 2020 - 8:10 م I read this piece of writing completely on the topic of the comparison of newest and previous technologies, it’s amazing article. Feel free to surf to my website :: website host Reply Lakeisha 30 يوليو، 2020 - 1:48 م Incredible! This blog looks exactly like my old one! It’s on a entirely different topic but it has pretty much the same layout and design. Excellent choice of colors! adreamoftrains web hosting reviews hosting services Reply Trina 6 أغسطس، 2020 - 4:55 م Someone essentially assist to make severely articles I might state. That is the first time I frequented your website page and thus far? I surprised with the research you made to create this actual post extraordinary. Fantastic activity! My blog post web hosting companies Reply Grant 24 أغسطس، 2020 - 5:00 ص Yes! Finally something about cheap flights. Reply зарубежные сериалы смотреть онлайн 23 مارس، 2024 - 12:39 م When I originally commented I clicked the “Notify me when new comments are added” checkbox and now each time a comment is added I get three emails with the same comment. Is there any way you can remove me from that service? Thanks a lot! Reply бот глаз бога телеграмм 10 أبريل، 2024 - 4:36 م hey there and thank you for your information I’ve definitely picked up anything new from right here. I did however expertise some technical issues using this web site, since I experienced to reload the site a lot of times previous to I could get it to load properly. I had been wondering if your web hosting is OK? Not that I am complaining, but sluggish loading instances times will very frequently affect your placement in google and can damage your quality score if advertising and marketing with Adwords. Anyway I’m adding this RSS to my e-mail and can look out for a lot more of your respective intriguing content. Make sure you update this again soon. Reply steam cs skin casino sites 2024 7 مايو، 2024 - 7:32 م Very soon this website will be famous among all blogging and site-building people, due to it’s good articles or reviews Reply университет 15 مايو، 2024 - 8:25 م ГГУ имени Ф.Скорины Reply гостиничные чеки Санкт Петербург 24 مايو، 2024 - 12:00 م Undeniably consider that that you stated. Your favourite justification appeared to be at the internet the simplest thing to be aware of. I say to you, I definitely get irked whilst folks consider worries that they plainly do not recognise about. You controlled to hit the nail upon the top as smartlyand also defined out the whole thing with no need side effect , folks can take a signal. Will likely be back to get more. Thank you Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 30 مايو، 2024 - 2:32 م Hi, after reading this remarkable post i am too happy to share my familiarity here with friends. Reply 乱伦色情 3 يونيو، 2024 - 1:02 م Hello! This is kind of off topic but I need some help from an established blog. Is it hard to set up your own blog? I’m not very techincal but I can figure things out pretty fast. I’m thinking about creating my own but I’m not sure where to start. Do you have any points or suggestions? Cheers Reply hot fiesta casino 12 يونيو، 2024 - 7:39 م I love it when folks come together and share thoughts. Great blog, continue the good work! Reply hot fiesta играть 14 يونيو، 2024 - 1:59 ص Thank you a bunch for sharing this with all folks you really realize what you are talking approximately! Bookmarked. Please also visit my site =). We could have a link change agreement among us Reply hot fiesta играть 15 يونيو، 2024 - 1:00 ص I am extremely inspired with your writing skills and alsosmartly as with the layout for your blog. Is this a paid topic or did you customize it yourself? Either way stay up the nice quality writing, it’s rare to see a nice blog like this one nowadays.. Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 3:42 م I believe what you postedwrotesaidbelieve what you postedtypedsaidthink what you postedtypedsaidbelieve what you postedtypedWhat you postedtypedsaid was very logicala ton of sense. But, what about this?consider this, what if you were to write a killer headlinetitle?content?typed a catchier title? I ain’t saying your content isn’t good.ain’t saying your content isn’t gooddon’t want to tell you how to run your blog, but what if you added a titlesomethingheadlinetitle that grabbed a person’s attention?maybe get people’s attention?want more? I mean %BLOG_TITLE% is a little plain. You might look at Yahoo’s home page and watch how they createwrite news headlines to get viewers interested. You might add a video or a pic or two to get readers interested about what you’ve written. Just my opinion, it could bring your postsblog a little livelier. Reply Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 9:18 ص This design is steller! You certainly know how to keep a reader entertained. Between your wit and your videos, I was almost moved to start my own blog (well, almost…HaHa!) Fantastic job. I really enjoyed what you had to say, and more than that, how you presented it. Too cool! Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 12:22 م Excellent, what a webpage it is! This weblog gives useful information to us, keep it up. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 2:39 ص Hi there! Someone in my Myspace group shared this site with us so I came to look it over. I’m definitely enjoying the information. I’m book-marking and will be tweeting this to my followers! Outstanding blog and terrific design and style. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 4:21 م You can definitely see your expertise in the article you write. The arena hopes for more passionate writers like you who aren’t afraid to mention how they believe. Always go after your heart. Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 6:00 م wonderful issues altogether, you just won a logo new reader. What might you suggest in regards to your publish that you made a few days ago? Any sure? Reply автомойка самообслуживания под ключ 5 يوليو، 2024 - 6:38 م Строительство автомойки требует тщательного планирования и учета всех нормативов. Опытные специалисты помогут реализовать проект любой сложности с гарантией качества. Reply автомойка самообслуживания под ключ 6 يوليو، 2024 - 3:20 م Инвестиции в строительство автомоеок под ключ обещают быструю окупаемость благодаря оптимальной цепочке поставок оборудования и расходных материалов, а также продуманной системе управления бизнесом. Reply строительство автомоек под ключ 7 يوليو، 2024 - 5:44 ص Предлагаем строительство автомоек под ключ для вашего бизнеса. Всё будет выполнено быстро, качественно и по конкурентоспособным ценам. Reply автомойка самообслуживания под ключ 9 يوليو، 2024 - 5:25 ص “Строительство автомойки под ключ” включает все от проектирования до ввода в эксплуатацию. Ваш бизнес-проект будет безопасен и эффективен с нами! Reply Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 1:59 م We are a group of volunteers and starting a new scheme in our community. Your web site provided us with valuable information to work on. You have done an impressive job and our whole community will be grateful to you. Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 9:16 ص What’s up to all, how is all, I think every one is getting more from this site, and your views are pleasant for new people. Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 11:16 م We stumbled over here different page and thought I might as well check things out. I like what I see so now i’m following you. Look forward to exploring your web page yet again. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 12:11 م I’d like to find out more? I’d love to find out more details. Reply Прогнозы на футбол 12 يوليو، 2024 - 12:58 ص Hello there! I know this is kinda off topic however I’d figured I’d ask. Would you be interested in exchanging links or maybe guest writing a blog article or vice-versa? My website addresses a lot of the same subjects as yours and I believe we could greatly benefit from each other. If you might be interested feel free to send me an e-mail. I look forward to hearing from you! Superb blog by the way! Reply строительство автомойки под ключ 15 يوليو، 2024 - 12:57 ص Строительство автомойки – это ответственный процесс, требующий знаний и опыта. Наша команда гарантирует качество и соблюдение всех норм. Reply Джак 19 أغسطس، 2024 - 1:53 ص Hi, i feel that i saw you visited my weblog so i got here to go back the prefer?.I am trying to find things to improve my site!I guess its good enough to use some of your concepts!! Reply theguardian.com 22 أغسطس، 2024 - 9:46 م Excellent post. I was checking continuously this blog and I am impressed! Very useful information specially the last part 🙂 I care for such info a lot. I was seeking this particular info for a long time. Thank you and good luck. Reply theguardian 23 أغسطس، 2024 - 5:20 م Hiya very nice blog!! Guy .. Beautiful .. Superb .. I will bookmark your blog and take the feeds also? I am satisfied to seek out numerous useful information here in the submit, we need develop more strategies in this regard, thank you for sharing. . . . . . Reply theguardian 25 أغسطس، 2024 - 5:52 م We stumbled over here different page and thought I might check things out. I like what I see so now i’m following you. Look forward to exploring your web page yet again. Reply theguardian.com 26 أغسطس، 2024 - 8:48 ص You really make it seem so easy together with your presentation however I find this topic to be really something which I think I would never understand. It kind of feels too complicated and very extensive for me. I am looking forward on your next post, I will try to get the hang of it! Reply theguardian 28 أغسطس، 2024 - 8:05 م Highly energetic article, I liked that a lot. Will there be a part 2? Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.
صحيحٌ أنّ عدد الروايات العالمية التي جعلت من الأوبئة خلفية لأحداثها إن لم تكن موضوعاً أساسياً لها لم يكن كبيراً، ومع ذلك فإنّ هذا الصنف الأدبي، إن جاز لنا أن نعدّه صنفاً، غالباً ما استُخدم لدوافع فلسفية تأملية بأكثر مما اُستخدم لدوافع تاريخية حقيقية. ولنذكر على سبيل المثال هنا أن الرواية التي ربما تكون الأشهر في هذا المجال، “الطاعون” للكاتب الفرنسي ألبير كامو، التي دائماً ما تُذكر في كلّ مرة يريد فيها أحدٌ أن يتحدّث عن هذا اللون من الأدب، لا يمكن بأي حال فصلها عن الهموم الفلسفية التي شغلت بال كاتبها. وبالتالي، أجمع الدارسون والنقاد على أن الطاعون فيها ليس سوى كناية، ولعل خير دليل يوردونه على ذلك، هو أن الوباء نفسه لا يشغل حيزاً كبيراً في الرواية، ناهيك بأن وصف كامو لاستشرائه وغوصه في تفاصيله لا يرقى، مثلاً، ولكي نبقى ضمن سياق الأدب الفرنسي في القرن العشرين، إلى وصف مارسيل بانيول داء الطاعون نفسه في روايته “المصابون بالطاعون”، لكن خاصة إلى مستوى ما فعله جان جيونو في روايته الكبرى “الخيّال فوق السطح” التي تبقى الرواية المرجع في هذا المجال، بالصفحات المدهشة التي يصف فيها جيونو القرى والمناطق والموت والعواطف والعلاقات البشرية الناتجة عن ذلك كله. ومع هذا يقال دائماً إن وباء الكوليرا الذي يشكّل العمود الفقري لموضوع الرواية لا يقل هنا في رمزيته عن الطاعون في رواية كامو. فهنا أيضاً لم يتحدّث جيونو عن الكوليرا إلا لكي يتحدث عن الإنسان أمام الخوف والموت، علماً أن المؤرخين يقولون عادة إن الحقبة التاريخية التي يتحدّث عنها جيونو في “الخيّال فوق السطح” لم تشهد في منطقة البروفانس الأعلى في الجنوب الفرنسي أي نوع من الوباء، بمعنى أن الكاتب تعمّد إزاحة التاريخ بعض الشيء، لكي يربط حالتين ببعضهما بعضاً، ثانيتهما، وربما أهمهما بالنسبة إليه، الصراع السياسي في منطقة البييمونتي الإيطالية بين الإيطاليين ومحتلي بلادهم النمسويين. لكن هذا الانزياح التاريخي لا يبدو أنه أثار لوم النقاد كثيراً. المعاني هي الأساس كان المهم بالنسبة إليهم استخلاص المعاني من حدث خطير. وذلك بالاستناد إلى مسعى جان جيونو الدائم القائم على وضع الإنسان الفرد في مواجهة حدث جماعي ورصد طريقة مجابهته له. وذلك هو الموضوع الأساس في هذه الرواية أيضاً، الموضوع الذي لوى من أجله الكاتب عنق الواقع التاريخي على هواه. والفرد الذي نشير إليه هنا هو ضابط الخيّالة الإيطاليّ الشاب آنجلو الذي يحدث له مرة أن يقتل ضابطاً نمساوياً خلال مبارزة، ما يضطره للهرب إلى البروفانس الفرنسي الأعلى، وغايته تحديداً اللجوء إلى بلدة مانوسك، وهي في الواقع مسقط رأس جيونو نفسه الذي اعتاد أن يجعل معظم رواياته الأخرى تدور فيها، فهو له في البلدة أخ بالرضاعة يمكنه الاعتماد عليه في منفاه. وهكذا يبدأ آنجلو رحلته التي سيُصدم ما إن تقوده إلى تلك المنطقة الفرنسية، من جرّاء خلوّ القرى المتتالية من السكان فإن وُجدوا فموتى أو محتضرون. لقد مرّت الكوليرا من هنا، وتمكّنت بسرعتها الرهيبة من القضاء على الناس في غياب أي عناية صحية أو أجسام طبية أو حتى أغذية تقوي مناعة السكان، ولسوف نعرف هذا بتفاصيله حين يلتقي آنجلو في ثالث قرية يدخلها طبيباً منهكاً لا يزال، ورغم كل شيء، يواصل محاولاته اليائسة لإنقاذ من يمكنه إنقاذهم. ويندفع آنجلو إلى معاونة الطبيب في عمله. لكنها اندفاعة لا تسفر عن نتيجة، فالمرض أقوى من أي جهد بشري. بل إن الطبيب نفسه سرعان ما يموت بين يدي بطلنا، ويصف الكاتب موته ومعاناته في صفحات مرعبة. الغريب هو المذنب دائماً لكن، آنجلو يتابع طريقه وقد ازداد عزمه على القيام بواجبه بينما الكاتب يكرّس صفحات بعد صفحات لوصف القرى والمناطق والخراب والموت. ولاحقاً إذ يصل آنجلو إلى البلدة التي يقصدها، ويشعر لوهلة أن خلاصه تحقق، يذهله تكالب من تبقّى من السكان من حوله، محاولين سحله، وهم يتهمونه بأنه قد سمّم الخزانات التي تغذي البلدة بمياه الشرب. فحتى في تلك الأيام، من الواضح أن الغريب هو المتهم والمذنب، الذي سيقدّم ككبش محرقة. بيد أن آنجلو يتمكّن من الهرب من مهاجميه لاجئاً إلى سطوح البيوت حيث سيعيش فترة من دون أن ينتبه إليه أحد، سوى قطة بائسة سترافقه في إقامته هناك في الأعلى مؤنسة وحدته غاضّة طرفها عن غزوات يقوم بها بين الحين والآخر إلى بعض البيوت المهجورة بحثاً عن طعام أو بقايا طعام. ويلتقي آنجلو في واحدة من غزواته سيدة حسناء هي بولين دي ثيوس التي تدهشه بشجاعتها، وبكونها لا تخشى لا المرض ولا الموت ولا الأشرار الذين باتوا منتشرين في كل مكان. بل تدهشه أكثر حين تدعوه إلى شرب الشاي معها، ويلاحظ حلاوة الشاي التي لا تصدّق! وبعد حين إذ يجرؤ آنجلو على مبارحة السطوح يلتقي راهبة تقوم ليلاً نهاراً بغسل موتى الوباء، تمهيداً لدفنهم بطريقة مسيحية لائقة، لا يتورّع عن مساعدتها في عملها من دون رهبة أو شكوى. لكن، السكان سرعان ما يهجرون البلدة مرعوبين أمام استشراء الوباء في مهاجمتهم، لاجئين إلى مخيّم أقيم في أعلى التلال حيث تبدو حرارة الجو هناك أخف وطأة مما كانت عليه خانقة قاتلة في القرى التي عبرها سابقاً. لكن، المفاجأة الأكبر بالنسبة إلى آنجلو هنا ستكون في عثوره على أخيه بالرضاعة جوزيبي مسؤولاً في المخيّم، وطبعاً يتعانق الاثنان، ويبدأ آنجلو بتسوية حياته في المكان، لكنه سرعان ما يحس بالضيق، لا سيما أمام ممارسات بعض المسؤولين بما في ذلك حجرهم ليس على الموبوئين فقط، بل على كل من يمتّ إليهم بصلة قرابة. عودة إلى الوطن وهكذا يتابع صاحبنا ارتحاله غير مبالٍ بالحرارة المتفاقمة، ولا بانتشار المرض من حوله أكثر وأكثر. بل إنه لن يبدي ولا لحظة دهشته، لكون المرض قد وفّره ولم يطله، كذلك لن يبدي أي دهشة حين يلتقي عند حاجز في طريق عودته إلى وطنه إيطاليا، الحسناء بولين فيتابعان المسير معاً عابرين من جديد قرى خربة وجثثاً منتشرة وسط حرارة لا تطاق، من دون أن يغيب عن باليهما كون رجال الأمن منتشرين يطاردوهما كما يطاردون أي شخص لم يحصده الوباء. والأدهى من هذا أنهما عندما يصلان إلى قرية يبدو أن الوباء لم يصلها، يُقبض عليهما ليودعا في الحجر الصحي، لكنهما يهربان، وبعد ذلك حين يكتشف آنجلو أن بولين التقطت الوباء يساعدها بقدر ما يستطيع قبل أن يعيدها إلى قريتها، ويتابع هو طريقه إلى إيطاليا مبتسماً، فلقد حوّله الوباء الذي اجتازه وتجاوزه إلى إنسان جديد يعرف قيمة الحياة وسعادة مساعدة الآخرين. عند هذا الحد تبدو رواية جان جيونو وعظية إلى حد ما، وتفقد بنهايتها هذه قسطاً كبيراً من قوتها، لكنّ كاتباً مثل جيونو ما كان ممكناً له أن يُنهي روايته إلا بهذا الشكل، طالما أنّ المهم يبقى بالنسبة إليه تلك الصفحات العديدة التي صوّر بها مناخ الكوليرا وتعاسة البشر، وكيف انعكسا على بطله عاملين على إحداث ذلك التغيير الجوهري فيه. ونعرف أن مثل تلك التغيّرات كانت دائماً أساسية في أدب جان جيونو (1895 – 1870)، الذي عُرف بنزعته السلمية التي جعلته يُتّهم حتى بالتواطؤ مع النازيين الذين احتلوا فرنسا عند بدايات الحرب العالمية الثانية. غير أنّ التهاون معه كان أسهل من التهاون مع “متعاونين” آخرين طالما أن “تواطؤه” مع الأعداء لم يكن نشطاً، بل ينبع فقط من نزعة سلمية كما قال المدافعون عنه! المزيد عن: الطاعون/كوروناالكولير/األبير كامو/الخيّال فوق السطح/مارسيل بانيول/جان جيونو