بأقلامهمعربي الجوع الإخضاعي: ستأكلون بالكاد.. وليس لكم حقّ آخر by admin 10 يوليو، 2020 written by admin 10 يوليو، 2020 118 اساس ميديا / وسام سعادة يتمّ اليوم استحضار الجوع بشكل إخضاعي للناس. ما يقال لهم: كلّ حقكم علينا ألا تموتوا جوعاً بشكل واسع النطاق ونافر. أما” القلّة”، أو فقر الحال المحتبسة بين جدران منازلكم، فهذا قدركم عليكم أن تتكيّفوا معه. والحال أنّ العدد الاكبر من الناس بمنأى من الجوع، ولو أنّ نوعية غذائه لحق به تأثير تراجعي وخيم، متفاوت بينهم. أقلية من الناس مداهمة بالفعل بالجوع الفيزيائي. هؤلاء، ما يقال لهم إنّ نظام الإعاشات سيكفل لكم عدم الموت جوعاً، فتصيروا قاعدة لنظام الاحتضار اللبناني المستدام، في مقابل أكياس الطحين والبرغل. هذا طمس لواقعة أساسية، وهي أنّ العملة الوطنية لم تتراجع فقط ستة أو سبعة أضعاف قيمتها الرسمية في مقابل الدولار. فوق هذا فهي لم تعد عملة إلا بمعنى تقريبي، “من قريبه”. صارت عملة غذائية فقط، أو تكاد: بمليون ليرة لبنانية، ورغم الغلاء الجنوني للسلع، يمكنك أن تشتري مأكولات تقشّفية لشهر. في نهاية الأمر المليون ليرة تساوي 500 ربطة خبز حالياً. أما عندما يتعلّق الأمر بغير الأكل، فستكون المليون ليرة مئة دولار أو اكثر قليلاً، ولا يمكن في كلّ الاحوال أن تدّخرها لأسبوعين متتاليين، إلا إن “ثبّتها” ببيعها وشراء دولارات. ما يقال للناس هو أنّ كلّ ما لديكم بالليرة اللبنانية لم يعد صالحاً إلا لشراء الأطعمة. هذا وجه أساسي من الكارثة. الانطلاق من الجوع أو من الفقر هو خضوع للكابوس الجاثم. هذا بخلاف الانطلاق من ثلاثية العمل والحرية والحياة. فالمشكلة ليست في أنّ النظام يتّجه بنا نحو المجاعة، بل المشكلة أنّه يتجه بنا نحو الأكل فقط، وتتحوّل معه الليرة إلى عملة للأكل فقط. لأجل هذا، الإفلات من الدوّامة الخضوعية المنسوجة حول مفردة “الجوع” بات ضرورياً. حيواتنا تساوي أكثر من سلّة غذائية. المشكلة مع الانظمة القائمة على الأرض اللبنانية أنّها لم تعد تطاق من ناحية الحقّ بالعمل. الحق بنيل أجر العمل أو تعويض الصرف. الحق بنيل المدخر من أجور عمل سابقة. الحق في سياسة ضريبية مختلفة كلياً عن كلّ المأثور الكارثي. الحق في سياسة تشجيعية للاستثمارات الصغيرة والمتوسطة. وقبل كل شيء التنفس بحرية وبكرامة ومن دون تمييز وافتئات على الناس، والشعور بقيمة الحياة. “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان”: هنا نفهم القيمة الاجتماعية الصميمة لذلك، لأنه كثيراً ما أسيء فهم هذه المقولة، كما لو كانت تجرّداً عن الاجتماعي. ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، ولا بالخبز وحده يحيا الناس. الخبز المحيي لهم هو خبز عملهم المحرّر. خبز إعادة الوصل بين ما هو اجتماعي وبين ما هو سياسي، وخبز إعادة ربط السياسة، حين تكتسب مضموناً اجتماعياً فعلياً، براهنية الخروج من الشقاء، وتحقيق السعادة. الانطلاق من الجوع أو من الفقر هو خضوع للكابوس الجاثم. هذا بخلاف الانطلاق من ثلاثية العمل والحرية والحياة “الاجتماعي” هو ما غاب مطوّلاً عن خطاب 14 آذار، ولم يحضر في خطاب 8 آذار إلا لماماً، وكـ”فزّاعة” لا تلبث أن توضع في وجه الغريم الداخلي حتى تسحب من التداول لأنّها تنذر بارتداد عواقبها هناك وهناك، على مقلبي خط الانقسام. غياب “الاجتماعي” كان غياباً لأيّ استشعار بأنّ ما يقوم مقام العقد الاجتماعي، منذ نهاية الحرب في لبنان، أوشك على النضوب تماماً، وأنّه في ظل ضمور، بل غياب العقد الاجتماعي، فلا نسق دستورياً يمكن انتظار استتبابه، ولا حاكمية للقانون يمكنها أن تساوي بين المواطنين. كذلك كان تغييب “الاجتماعي” إعداماً لأيّ فرصة في تشكيل قنوات التفاوض الاجتماعي، وبالتالي جعل التنازعية الاجتماعية، الموجودة حكماً في أيّ مجتمع، من دون قنوات تفاوض بين المجموعات والقوى ذات الحيثية الاقتصادية الاجتماعية المختلفة. 14 آذار أقنعت نفسها بأن كلّ هذا تفاصيل مؤجلة لزمن ما بعد حلّ القضايا الكبرى “السيادية”. كما لو كانت السيادة معلّقة في الفضاء، وفي غنى عن حامل اجتماعي للوائها، أو كما لو أنّ هذا الحامل الاجتماعي محمول على التفاني من قليل ماله، لصالح ما تكتنزه الحيتان والحواشي. كانت النتيجة مأسوية وملهاتية في آنٍ لكلّ هذا الطلاق بين الاجتماعي وبين “السيادي”. في المقابل، إذ أطلّت إرهاصة الانفجار الاجتماعي من أحداث حي السلّم، فهي أفهمت قوى 8 آذار أيضاً بأنّ ورقة الحرمان هذه لا يمكن أن تبقى مجرّد ورقة تستحضر كلما لزم الأمر حيال 14 آذار، ثم تسحب بخفر ويسر من التداول. المفجّر الأساسي لانتفاضة 17 تشرين كان اجتماعياً. ووجه ذلك من على يمينه ومن على يساره. فلول 14 آذار، والفلول المحاكية لها من مجتمع مدني يستعير شعارات 14 نفسها زائد مكافحة الفساد وناقص زعماء 14 آذار، سارعت من بعد تردّد في البداية، إلى المبالغة في “احتضان” الانتفاضة ومحاولة تحجيم “الاجتماعي” فيها قدر الإمكان. فإما اختزل الاجتماعي في عداد رزمة “المطالب المعيشية”، وإما اختزل في باب “مكافحة الفساد”، أو أبقي فقط في خانة التهديف على سلاح الحزب ودوره في مفاقمة الأوضاع الاجتماعية. أما 8 آذار فتمكّنت، ليس فوراً، لكن ليس بعد وقت طويل، من إبعاد الجمهور المنحاز إلى طروحها الأساسية، عن مناخ الانتفاضة، وهي بدورها تراوح خطابها بين لوم الانتفاضة لظنّها بأولوية “الاجتماعي” على مواجهة الاستعمار والصهيونية، وبين التشكّي من أنّ الانتفاضة فقدت طابعها الاجتماعي الشعبي سريعاً. الاتساع الجماهيري للانتفاضة أدّى في الواقع إلى شمولها لأوساط عديدة، لكن أكثر من نزل إلى الساحات كانوا من محدودي الدخل، الذين يعيشون من بيع قوة عملهم، ويعاني قسم كبير منهم من بطالة جزئية أو كلية. في الوقت نفسه، وفي ظلّ السائد أيديولوجياً وإعلامياً في البلد، وجدت الانتفاضة نفسها بلا عمل بعد نجاحها في الإطاحة بالحكومة. وجدت نفسها في “عرس وطني” مبهم. فمن شعار “كلن يعني كلن”، لم يُصَغ مثلاً شعارٌ عمليٌ من نوع “مواصلة الكفاح الشعبي حتى تنحّي رئيسي الجمهورية والنواب من بعد رئيس الحكومة”. بدلاً من هذا، انساق رهط الناشطين إلى شعار أبله، هو شعار “حكومة تكنوقراطية مستقلة”، والأدهى بعد، بـ”صلاحيات تشريعية”. أي في الوقت نفسه حكومة تمثل أمام البرلمان الحالي، وتطلب منه الثقة، وتتوعّده بالانتخابات المبكرة، وتطلب منه أن ينقل صلاحياته التشريعية إليها. هذه السخافة في الطرح تأتي في مقام الخيانة. الخيانة لوثبة شعب، بعمق اجتماعي طبقي أكيد. وثبة كان من الأجدى بعد استقالة رئيس الحكومة أن تنتقل إلى التحريك الشعبي التثويري باتجاه الرئاستين الأخريين: هل كانوا يتخيّلون حكومة تكنوقراطية مشتهاة، ما بين مطرقة ميشال عون وسندان نبيه بري؟ الاتساع الجماهيري للانتفاضة أدّى في الواقع إلى شمولها لأوساط عديدة، لكن أكثر من نزل إلى الساحات كانوا من محدودي الدخل تجلّى الخوف من التثوير في الاتجاه السياسي، من خلال عدم طرح تنحية عون وبري، كما الخوف من التثوير في الاتجاه الاجتماعي، من خلال اختزال كلّ مشكلة الانهيار المالي في الفساد، واجتناب أيّ تطرّق للتفاوت المريع في الثروة وراهنية الخوض في الأسس الممكنة لدوران اقتصادي من نوع جديد يتضمّن مقداراً تتابعياً من إعادة توزيع الثروة. والمشكلة لم تكن في هذا الخوف المزدوج، قدر ما كانت في المكابرة عليه، وإعطاء هذه المكابرة اسماً طاووسياً لها: “ثورة”. وبالتوازي، بعد استقالة سعد الحريري، لم يعد مجتمع الناشطين يفقه الثورة إلا كعرس وطني من أجل حكومة تكنوقراط واستعادة الأموال المنهوبة. وعلى هامشها، ثمة هنا من يمنّي النفس بتثويرها في الاتجاه الصراعي الطبقي، وهناك من يمنّي النفس بتثويرها في مواجهة سلاح “حزب الله”، فيما شباب الحزب والحركة ما عادوا يفرقون بين هذين الاتجاهين. الانتفاضات والثورات هي أيضاً وقبل كلّ شيء أعياد واحتفاليات، وهذا ما بيّنه بشكل حصيف الفيلسوف الفرنسي هنري لوفيفر في دراسته لتجربة كومونة باريس بوصفها عيداً دام الاحتفال فيه سبعين يوماً، حتّى وقعت المجزرة بأهل المدينة الثائرين. وعليه، ليس ما يعاب هو الاسترسال في الاحتفالية، بل شكل هذه الاحتفالية نفسها، والمضمون المسكوب في هذا الشكل، أو الفحوى. الأغاني التي ظلّت تذاع هنا لم تكن بتفصيل. كانت إعداماً لكلّ حسّ شعبي اجتماعي في الانتفاضة. “بيكفي أنّك لبناني” و”حصرم بعين الكل”. فرضوا على المدّ الشعبي احتفالية معادية للحسّ الشعبي الاجتماعي. كذلك الندوات التي أقيمت على هامش التحرّك المركزي في وسط البلد، فهي لاكت عناوين المنظمات غير الحكومية بلا رحمة. إذ ليس على أجندة هذه المنظمات لا إعادة توزيع ثروة، ولا مصادرة أملاك، ولا مطالبة مركّزة برحيل الرؤساء. وهي إذ تصرّ على مسمّى “الثورة”، تفزع من طرح أيّ تصوّر عن دستور جديد. ثورة بلا دستور جديد، ثورة بلا سلطة تأسيسية: كانت هذه نكبة للعقل والقلب معاً. المفارقة أنه بعد كلّ هذا، فإنّ هذا الرهط الذي لا يفهم الثورة إلا كثورة معانٍ غرائبية جديدة تحدث في داخله ولا يمكنها وصف الأنام الا بركيك الكلام، (الأنام هو جميع ما علي الأرض) أخذ يمنّي النفس بأنه عندما “ستجوع الناس ستثور”، وإن هي إلا أشهر معدودات وندخل في الموجة الثانية العرمرمية التي “تشيل ما تخلّي”. الانتفاضات والثورات هي أيضاً وقبل كلّ شيء أعياد واحتفاليات، وهذا ما بيّنه بشكل حصيف الفيلسوف الفرنسي هنري لوفيفر لكنّ فكرة “بس تجوع الناس بتثور” تورّم للوهم. في المطلق، مقولات كالجوع والفقر طيّعة للأدلجة الإخضاعية للبشر، لصالح رأس المال أو لصالح الاستبداد، أو لكلٍّ من هذا وذاك. 35 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post أزمة لبنان: هل تخرج دعوة نصرالله “للجهاد الزراعي والصناعي” البلد من أزماته؟ next post الغرب يسمح بنجدة لبنان بحدود: أوّل الغيث قطر.. وليونة أميركية You may also like ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 35 comments зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 25 مارس، 2024 - 4:23 م I simply could not depart your web site prior to suggesting that I extremely enjoyed the standard information a person supply in your visitors? Is going to be back often in order to check out new posts Reply глаз бога телеграмм 10 أبريل، 2024 - 5:53 ص It’s an awesome post for all the internet people; they will get benefit from it I am sure. Reply глаз бога телеграмм 10 أبريل، 2024 - 7:09 م Great article! We will be linking to this great article on our site. Keep up the good writing. Reply steam cs2 skin gambling website 8 مايو، 2024 - 4:11 م Thanks for the marvelous posting! I really enjoyed reading it, you could be a great author. I will make sure to bookmark your blog and definitely will come back at some point. I want to encourage you to continue your great job, have a nice weekend! Reply Francisk Skorina Gomel state University 15 مايو، 2024 - 11:02 م Francisk Skorina Gomel State University Reply гостиничные чеки Санкт Петербург 24 مايو، 2024 - 2:38 م Howdy just wanted to give you a quick heads up and let you know a few of the images aren’t loading correctly. I’m not sure why but I think its a linking issue. I’ve tried it in two different browsers and both show the same results. Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 30 مايو، 2024 - 5:11 م Way cool! Some very valid points! I appreciate you writing this article and also the rest of the site is also really good. Reply 国产线播放免费人成视频播放 3 يونيو، 2024 - 3:45 م Hi my loved one! I want to say that this article is awesome, great written and come with almost all important infos. I’d like to see more posts like this . Reply hot fiesta играть 12 يونيو، 2024 - 10:15 م Good day! I know this is kinda off topic but I was wondering if you knew where I could find a captcha plugin for my comment form? I’m using the same blog platform as yours and I’m having trouble finding one? Thanks a lot! Reply hot fiesta casino 14 يونيو، 2024 - 3:21 ص Hi there, for all time i used to check blog posts here early in the morning, since i love to learn more and more. Reply hot fiesta slot 15 يونيو، 2024 - 2:21 ص Hi, after reading this awesome article i am too cheerful to share my experience here with mates. Reply Теннис онлайн 27 يونيو، 2024 - 10:51 م Hi my family member! I want to say that this article is awesome, great written and come with almost all significant infos. I’d like to peer more posts like this . Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 9:13 ص Hi there! Someone in my Myspace group shared this site with us so I came to look it over. I’m definitely enjoying the information. I’m book-marking and will be tweeting this to my followers! Superb blog and outstanding style and design. Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 10:14 م Link exchange is nothing else but it is only placing the other person’s webpage link on your page at appropriate place and other person will also do same for you. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 4:14 ص Keep on working, great job! Reply Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 7:57 ص Fantastic web site. A lot of useful information here. I’m sending it to some pals ans also sharing in delicious. And obviously, thank you for your effort! Reply строительство автомойки под ключ 5 يوليو، 2024 - 9:44 م Мойка самообслуживания под ключ – это отличная бизнес-идея для тех, кто ценит время клиентов. Установим оборудование и обучим персонал. Reply строительство автомойки 6 يوليو، 2024 - 5:09 م Строительство автомойки требует знаний и опыта. Наша команда профессионалов поможет реализовать вашу мечту в жизнь. Reply автомойка под ключ 7 يوليو، 2024 - 7:16 ص Предлагаем строительство автомоек под ключ для вашего бизнеса. Всё будет выполнено быстро, качественно и по конкурентоспособным ценам. Reply автомойка под ключ 7 يوليو، 2024 - 7:53 م “Строительство автомойки” возлагает на нас полную ответственность за проект, включая выбор оборудования, стандарты безопасности и управление проектом. Reply строительство автомойки под ключ 8 يوليو، 2024 - 7:06 م Мойка самообслуживания под ключ – это модернизированный и клиентоориентированный подход к организации моечного сервиса, где каждый может быстро и эффективно очистить свое авто. Reply строительство автомойки под ключ 9 يوليو، 2024 - 6:46 ص Строительство автомойки требует тщательного планирования и учета всех нормативов. Опытные специалисты помогут реализовать проект любой сложности с гарантией качества. Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 10:53 ص Link exchange is nothing else except it is only placing the other person’s blog link on your page at appropriate place and other person will also do same in favor of you. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 12:47 ص Thank you for the auspicious writeup. It actually used to be a leisure account it. Glance complex to far introduced agreeable from you! By the way, how can we keep in touch? Reply Прогнозы на футбол 12 يوليو، 2024 - 2:27 ص Hey there I am so happy I found your blog page, I really found you by mistake, while I was researching on Aol for something else, Anyhow I am here now and would just like to say thank you for a incredible post and a all round enjoyable blog (I also love the theme/design), I dont have time to read through it all at the minute but I have book-marked it and also added in your RSS feeds, so when I have time I will be back to read much more, Please do keep up the fantastic jo. Reply автомойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 7:01 م Автомойка самообслуживания под ключ – это экономия времени клиентов и вашего вложения в персонал. Будущее за инновациями! Reply автомойка под ключ 16 يوليو، 2024 - 3:33 ص Автомойка самообслуживания под ключ – наше предложение для тех, кто ценит эффективность и инновации. С нашей помощью вы войдете в рынок быстро и без проблем. Reply автомойка под ключ 16 يوليو، 2024 - 12:03 م “Франшиза автомойки” от нашей сети – это готовое решение для старта вашего бизнеса. Мы предлагаем полную поддержку и профессионализм. Reply мойка самообслуживания под ключ 16 يوليو، 2024 - 8:56 م “Автомойка под ключ” – это не просто прибыльный бизнес. это возможность предложить клиентам исключительные услуги и построить связь с сообществом. Reply строительство автомойки под ключ 17 يوليو، 2024 - 6:00 ص “Автомойка под ключ” – это не просто прибыльный бизнес. это возможность предложить клиентам исключительные услуги и построить связь с сообществом. Reply купить JAC 19 أغسطس، 2024 - 6:02 م Hi! I’ve been following your site for a while now and finally got the bravery to go ahead and give you a shout out from Lubbock Tx! Just wanted to tell you keep up the fantastic job! Reply theguardian 23 أغسطس، 2024 - 7:28 م These are really great ideas in regarding blogging. You have touched some good factors here. Any way keep up wrinting. Reply theguardian 24 أغسطس، 2024 - 12:27 م Thank you for some other wonderful article. Where else may anyone get that kind of information in such a perfect approach of writing? I have a presentation next week, and I am at the look for such information. Reply theguardian 26 أغسطس، 2024 - 10:32 ص Awesome things here. I’m very glad to see your article. Thank you so much and I’m looking forward to touch you. Will you please drop me a mail? Reply theguardian.com 29 أغسطس، 2024 - 11:18 ص I think this is one of the most important information for me. And i’m glad reading your article. But wanna remark on few general things, The site style is ideal, the articles is really nice : D. Good job, cheers Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.