الإثنين, نوفمبر 25, 2024
الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Home » الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد له في فرنسا

الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد له في فرنسا

by admin

 

يدافع عن اللغة الفرنسية ويصفها بأنها نافذة على العالم الحر وبيانات تندد باعتقاله

اندبندنت عربية / مارلين كنعان أستاذة الفلسفة والحضارات، كاتبة وباحثة @MARLKANAAN

كان بوعلام صنصال أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الفكرية والأدبية العربية عندما قبل زيارة إسرائيل والمشاركة في مؤتمر الكتاب العالميين الذي عقد في القدس المحتلة عام 2000 بدعوة من إحدى الهيئات الأدبية الإسرائيلية. فمن هو بوعلام صنصال؟ وما آخر إصداراته؟ ولماذا اعتقل إثر وصوله إلى مطار العاصمة الجزائرية قادماً من باريس؟

يرجح المتابعون أن توقيف الروائي جاء رداً على تصريحاته المتعلقة بتاريخ الجزائر وعلاقاتها مع المغرب وتناغمه مع الفرنسيين. وكانت آخر إصداراته كتاباً معنوناً بـ”لنتحدث عن اللغة الفرنسية!” (سيرف، 2024) الذي دافع فيه عن اللغة الفرنسية. فما الذي تمثله اللغة الفرنسية لهذا الكاتب العربي الجزائري الفرنكوفوني المولود في ثنية الأحد بولاية تيسمسيلت في الغرب الجزائري عام 1949؟ هل هي “غنيمة حرب”، وفق ما وصفها صاحب “نجمة” الروائي الجزائري كاتب ياسين، “أداة” يمتلك ناصيتها، يستخدمها للتعبير عن ثورته على الاستعمار، “فيستغلها كما يشاء ويتصرف بها بما تقتضيه هويته وثقافته”؟ هل الدفاع عنها معركة خاسرة أم انتصار كبير؟ ماذا فعل الفرنسيون بلغتهم؟ وهل الفرنسية لغة مرتبطة بعرق وبلد معين؟ أم هي ملك البشرية جمعاء؟ هل هي لغة المستعمر أم لغة الحرية وقيم الثورة الفرنسية وفكر عصر الأنوار؟ وكيف يمكن إنقاذها بينما تتعرض لخطر الانحدار؟ وهل الحل في إحياء الحكايات والأساطير والأفكار التي شكلت روحها؟ وما موقفه من اللغة العربية، لغته الأم؟ ولماذا لم يدافع عنها؟

يبدأ كتاب بوعلام صنصال من ملاحظته أنه في زمن هيمنة “الغلوبش”، أي التواصل باللغة “الإنجليزية الدولية المبسطة”، والتي لا تتعدى مفرداتها 1500 كلمة، تراجعت اللغة الفرنسية ليس فقط على مستوى الناطقين بها خارج فرنسا، بل في فرنسا نفسها، الذي يعاني جيلها الجديد ضعفاً في تملك لغته الأم، وسط هيمنة الشبكة المعلوماتية الأنغلوفونية على حياة التلاميذ والطلاب واعتماد الإنترنت كمرجع أساس في كل شيء. لذا بحسب تعبيره، كان لا بد من كتابه هذا لإطلاق نداء تحذيري الذي هو في الوقت عينه نداء حب للغة موليير، لغة العلوم والدبلوماسية والثقافة والأدب.

“لنتحدث عن الفرنسية” كتابه الجديد (دار سيرف)

يتخذ الكتاب صورة حوار بين أستاذ مسن وتلميذه الصحافي القلق في شأن ما يجري في فرنسا، ويتأملان في التاريخ وحالة اللغة الفرنسية ودورها في تشكل الثقافة والهوية الوطنية، وكذلك الطرق الممكنة لحماية ثرائها من تأثيرات العولمة والهجرة. فتتخذ الإجابة عن مجمل أسئلتهما صورة تحقيق، لا بل صورة رحلة استقصائية تبحث في مصير اللغة الفرنسية وارتباطها بتاريخ ثقافي عريق وبهوية فكرية مميزة.

بين لغتين

يطرح نص صنصال دوماً عديداً من الأسئلة، وفيه يدافع عن لغة شكلت نافذته على العالم بوصفها لغة قادرة على أن تعطي للناطق بها مجالاً للحلم والتعبير أكثر من اللغة العربية التي قتلها في رأيه التقديس وكبلتها السياسة وأسرتها الأيديولوجيات، منتقداً هيمنة الكلام الجاهز والتفاهات، داعياً إلى إعادة إحياء الفرنكوفونية القادرة في رأيه أن تعيد إلهام العالم في زمن العولمة القبيح، بعيداً من مفهوم الكولونيالية.

ولعل الفرنسية ملزمة بذلك مثلها مثل لغات أخرى، علماً أن الدفاع عنها يعتبر اليوم معركة قديمة خاسرة، وذلك أن الفرنسي العادي سيضحك حتماً إن عبر أحدنا أمامه عن قلقه في شأن مصير لغته الأم. ولعله سيرد على سؤالنا بفرنسية مطعمة بكلمات إنجليزية، مثله مثل بعض السياسيين الفرنسيين. مع ذلك، يقول لنا صنصال إن الشعب الذي يفقد لغته يفقد روحه، وإن البلدان التي لا تحافظ على لغتها لا مستقبل لها. فكيف ستكون الحال مع اللغة الفرنسية التي كانت لفترة طويلة لغة انتشرت في كل أنحاء العالم؟ وما رأيه أيضاً في اللغة العربية التي هي روح الجزائر وسائر العالم العربي؟

في كتابه هذا يشدد صنصال إذا على الدور السلبي للجغرافيا السياسية ولقيام الاتحاد الأوروبي والعولمة الاقتصادية والثقافية والهجرة المتزايدة في تراجع اللغة الفرنسية وغيرها من اللغات، قائلاً لنا إن الفرنسي لم يعد يشعر اليوم بأنه فرنسي تماماً، أو حتى أوروبي. ففي زمن التجانس العالمي أصبحت جميع اللغات وطرائق العيش في مأزق. ذلك أن كل الشعوب تحاول العيش كالأميركيين، متحدثاً عن استعمار عقلي جديد مؤلم للغاية ولو اطمأن البعض إلى أن اللغة الفرنسية لا تزال اللغة الخامسة الأكثر تحدثاً في العالم، لكن شعلة الفرنكوفونية الخافتة هي التي دفعت بوعلام صنصال إلى التفكير العميق في إشكاليات فلسفية طرحت مسألة علاقة اللغة في تجسيد التاريخ وتحديد الثقافة وتشكل الهوية والسيادة، مقترحاً بعض الحلول لإنقاذها، منتقداً عيش فرنسا في أمجاد ماضيها. فهي لم تعد فرنسا التنوير ولا فرنسا الـ30 المجيدة، لا بل هي دولة تواجه اليوم عملية تفكيك لحضارتها وإرثها الثقافي واللغوي. ولعله يقارن بصورة مقلقة بين وضع فرنسا الحالي والوضع في الجزائر قبل الحرب الأهلية في التسعينيات، قائلاً إن اللغة أفضل سلاح لوقف الانحدار الفكري والثقافي. المسألة في رأي بوعلام صنصال هي إذا مسألة إرادة، مذكراً إيانا بقول نيتشه، “حيثما تنعدم إرادة القوة يحدث الانحدار”.

لا شك أن فرنسا اليوم تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى تغيير جذري في سياستها وعلاقتها مع الشعوب الناطقة كلياً أو جزئياً بلغتها، والانتقال من سياستها كدولة استعمارية قديمة إلى دولة تعترف بالتعدد الثقافي واللغوي والانفتاح على الآخر، ذلك أن مصطلح الفرنكوفونية لم يعد دالاً على مجموع المستعمرات الفرنسية الناطقة كلياً أو جزئياً باللغة الفرنسية، مما جعله يحمل كل معاني الهيمنة الثقافية والسياسية. التحدي اليوم  يكمن في جعل الفرنكوفونية مرادفاً لنمط تفكير وسلوك حياة، قبل أن يكون انتظاماً في نموذج سياسي أو في كيان جغرافي. اللغة الفرنسية قد أصبحت في عرف صنصال كياناً يتحرك فيه الإنسان ضمن تنوعه العرقي والوطني والديني، ومكاناً للتلاقي بين البشر ولتبادل المعلومات وتناقل المعرفة وتقاسم الثقافة. وهذا في رأيه كافٍ للدفاع عن هذه اللغة وحضارتها.

“لنتحدث عن اللغة الفرنسية!” كتاب مثير للجدل مثله مثل مواقف كاتبه، يدعو قراءه إلى التفكير ملياً في مسائل اللغة والتواصل والفكر والتاريخ والهوية التي تطرح بثقلها في زمن الانعطافات التاريخية المصيرية.

المزيد عن: روائي جزائريالفرنكوفونيةاللغة العربيةالصراعالسجنبياناتالحريةالسجال

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00